الخميس ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤
بقلم ذكرى لعيبي

قرار

يتغير كل شيء في ليلة واحدة، تستيقظ صباحا فلا تعود كما كانت.
احباطات متكررة، خيبة أمل مفجعة، وسماء كأنها تهرب الى عتمات الغيوم..القرارات تسرق دواخلها...مثل لص (أمين)..لتدرك انها مسروقة، ولكن تحت علمها، تلملم بقايا حياتها، ترتب بقية الدفء من ملابس مركونة، والحقائب تنتظر!
يرن الهاتف، يتكرر الرقم في اليوم التالي وبين حالة اليأس والكسل ترّد:
 كيف حالك؟
 انني ألازم سرير العبودية، خروجي عذاب.
 وبقاؤك؟
 أيضا..
المسافات تحكمها أوجاع النفس والأمس! تخاف كل شيء، حتى (هو) تخافه، لأول مرة في حياتها تشعر بأنها وحيدة، وانها (هي)..وليست غيرها! الوحدة التي ينأى بها جسدها المتعب عن الناس كلهم وبشر العلاقات! ثمة احساس عارم بالتحدي.، برغم ذلك...وحراك داخل هواجسها لا يجعلها ترتاب، بل تطف.
ضباب كثيف، تتأمله ولا تأبه له، فهي لا تعلم متى سينقشع، لا علاقة للشمس بهذا الضباب الآخر، لأنه يغمر نفسها وليس الكون..ومهما يكن لتشرق الشمس اذا، انها العادة لكن حين تشرق روحها، وتطلع شمس نفسها حقا خارج ليل الهجر والبعاد وان بدت في صلب لجته وعتمته.
صمت قاس تخشاه وتتحداه، وتلك مفارقتها: تتحداه حين تصمت فقط، مع أنها لا تخفي رنين صمتها عن قلبها، (فهو)يدق عليها الأبواب حد أن راح فمها يسأل قسوته الرحمة:
متى تعتقني؟
 أنت حرّة!!
 كيف؟..صار وهمي سجني!؟
 ماذا تريدين؟
 الروح المتمردة لا تريد الاستكانة، لكن القلب متعب هو الذي يريد..
 ماذا؟
 الطمأنينة، القطارات تنتظر! هل هي في سبات؟
القطارات قد تنام أيضا..برغم عويل الطرقات وبكاء الطيور.ألا لهذا التيه من حد وحدود ونهاية؟
تريد أن تكون كما تريد، أمرأة من سلالة أور في زمن رخو!..تنحاز الى أنوثتها، الى حرية افتقدتها، والى خيال أن تكون امرأة من سومر، عشتارا، وهم أسطورة..كما الأميرات، الألهات، العاشقات!
وصعب أن تظل ذلك النصف الأبنوس المندغم بليل التقاليد.جاهرت وجاهدت حتى جاء النهار..خجولا أول الأمر، ثم صادحا كالجرأة..
اذ ذاك أطلت وفي داخلها نور المسرة هي مغسولة بالضوء، نظيفة مثل صفاء سعيد..والى نهار قلبعا، ذهبت بخطى مسرعة كأن في قدميها نارا وقررت عبور شرك القحط


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى