لكَ أزهارُ المدائنْ
مَطَرُ الشِّعْرِ
نداها ...
لكَ أشجانُ الأماكِنْ
و مفاتيحي أغانٍ
أنتَ لي شَهْدُ مداها ...
وصباحاتي شموسٌ
ستغنّي ورْدةَ الرّوحِ أريجاً
منْ صداها ...
********
أتْعَبَتْني وحْشَةُ السِّرْدابِ
لا أعلَمُ أينَ الدربُ
أو أين سترميني عيونُ الليلِ
حينَ الظلْمَةُ العمْياءُ
تشْكو من عَماها ..
الشُّموعُ اتقدتْ في جبْهَةِ الأوطانِ
والشُّعْلةُ فينا
مِنْ سَناها .....
وَ نجومُ الصبحِ ثارتْ
تملأُ الأنْهارَ عشْقاً
والثَّرى والأرضَ ،
حينَ الترْبةُ الحمراءُ روَّتْ ،
مَنْ سَقاها؟! ...
***********
طائراً يا قلْبُ صفِّقْ
بجناحَيْكَ على أوتارِ روحي
كيفَ لي أنْ أنثني
في وحْدَتي،
في البُعْدِ أمحو غُرْبَتي ؟
كَمْ أقْتَفي آثارَ أنفاسٍ
هَوَتْ في حارةٍ
أو مُدُنٍ
كالماءِ تسقيني نداها ؟َ!
************
أتَساءَلُ كيفَ سأسْقي
ببحيرةِ أنفاسي
هذي المُدنَ المُشْتَعِلةْ ...
كمْ عَبَرَتْ قهْري
و أساها في القلْبِ يئنُّ و يصرُخُ
كَم تغدو خبزاً و دماً
و مَداها يملؤني بعصافيرِ الشّوْقِ
وإنْ سطعتْ
وعلَتْ
وتجلَّتْ
كالأقمارِ الملتهبةْ ...
سأُغَمِّسُ أدعيَةَ امرأةٍ ثكْلى
بحروفٍ من نارْ ...
و أُهَدْهِدُ فوقَ جبينِ الطفلِ الغائبِ
في الحلمِ و في الدَّمِّ
لعلَّ الفجرَ يواكِبُ ضوءَ الصُّبْحِ
و يفتَحُ كلَّ الأسرارْ ...
صبْراً يا شامُ،
فهذا مَخاضٌ للأرضِ، الأمِّ ،
الدَّمِّ ، الحريَّةِ والأحْرارْ ....
و دمشْقُ ستكبُرُ في قلبي،
تحضنني في دمِها إعْصارْ …
لَنْ أغْلِقَ نافذتي خوفَ رصاصٍ أحمَقَ
يأتي مِن ظلٍّ يخشاني
فأنا أعلو فوق دمار الصَّمتِ
و أُؤْمِنُ أنَّ براءةَ أحلامي
تهزم كلَّ الأخطارْ ..
في وطنٍ أسكنُهُ .. يسكنُني
في البُعْدِ
و في القُرْبِ
سيحرقُ يوماً أحْقادَ الأشْرارْ! ..