الاثنين ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٣
بقلم أحمد وليد

لَنْ أكتب شعرا

لَنْ أَكْتُبَ شِعْراً بَعْدَ اليَوْمِ
ما عُدْنا فِي زَمَنِ الشُعَراءِ
هَلْ يُغَنِّي شَعْرِي عَنْ قَمْحٍ؟
تَتَسَوَّلُهُ جُمُوعُ الفُقَراءِ
هَلْ يَمْنَعُ شَعْرِي مِشْنَقَةً؟
مِنْها تَتَدَلَّى أَزْهارٌ حَمْراءُ؟
هَلْ يَتَطَهَّرُ تارِيخُ القَتْلِ؟
بِقَصِيدَةِ شَعْرٍ
أَوْ حَتَّى صَيْحَةِ شُعَراءَ
وَهَلْ تَشْفَعُ كَلِماتِي يَوْماً؟
إِنْ مَنَعَتْ عَنّا قَطْرَةَ ماءٍ
مَقْتُولٌ يَبْكِي مَقْتُولاً
وَحِذاءٌ دَفَنُوهُ خَلْفَ حِذاءٍ
لا نَدْرِي مَنْ مِنّا ماتَ
فَنِصْفُ المَوْتَى بِلا أَسْماءٍ
وَالنِصْفُ الآخَرُ لا نَدْرِي
أَحَقّاً ماتُوا
فَالكُلُّ دَفَنُوا أَحْياءَ
كانَ بِوُدِّي أَنْ أَحْيا حَياةً
تَكُونُ مِرْآةً لِخَيالِ الشُعَراءِ
كانَ بِودِّي
أَنْ أُسْمَعَكُمْ شِعْراً
أَنْ أَنْثُرَ أَمَلاً
أَنْ أَنْجُوَ
بِسَفِينَى الغارِقِ بِعُبابِ الماءِ
كانَ بِوُدِّي أَنْ تَنْبُتَ أَزْهارِي
رَغْمَ القَهْرِ، وَرَغْمَ الأَهْواءِ
كانَ بِوُدِّي أَنْ أَتَجاوَزَ
إِحْباطُ القَلْبِ
وَضِيقُ اليَدِ
وَنُضُوبُ الماءِ
كانَ بِوُدِّي......
كانَ بِوُدِّي.......
لٰكِنّا فِي عَصْرٍ
تَوَقَّفَ فِيهِ نَبْضُ القَلْبِ
وَتَمَلَّكْنا فِيهِ الإِعْياءَ
قَتَلُوا فِينا الأَمَلَ
فَما عُدْنا نَكْتُبُ شِعْراً
وَما عُدْنا حَتَّى شُعَراءَ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى