الجمعة ١٨ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم إدريس ولد القابلة

محاكمات الإرهاب بالمغرب ـ الحلقة الثالثة

هناك ثلاثة أسماء برزت بشكل ملفت للنظر بخصوص إصدار الأوامر و الإعداد للعمليات الإرهابية بالمغرب, و هي مول السباط و عبد الوهاب الرباع و بيير أنطوان الفرنسي.

و عبد الحق بنتاصر, المعروف بلق مول السباط، يعتبر الرأس المدبر لاعتداءات 16 مايو 2003 بالدار البيضاء, توفى أثناء التحقيق معه ليلة الاثنين إلى الثلاثاء 26 و 27 مايو 2003، أي بعد يومين من اعتقاله بمدينة فاس، و هدا ما حال دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.

أما عبد الوهاب الرباع فقد اعتقل بمدينة مكناس بعد مواجهة ضارية بينه و بين قوات الأمن تم خلالها إطلاق النار مما أدى إلى إصابته و نقله إلى المستشفى قبل الشروع في التحقيق معه.
و يظل اسم روبير بيير ريشارد أنطوان هو الذي أثار انتباه الجميع، اد وصفته الصحافة المغربية بالأمير صاحب العيون الزرق. و هو من مواليد مدينة سان تيتيان الفرنسية، متزوج بمغربية و أب لطفلين اعتنق الإسلام مند كان سنه 17 سنة، زار عدة بلدان من ضمنها تركيا و إيران و باكستان. في البداية كان ينوي استقطاب متطرفين مغاربة لتنفيذ عمليات إرهابية بالتراب الفرنسي، إلا أنه تخلى عن هده الفكرة و عوضها بالجهاد بالمغرب.
تردد عدة مرات على أفغانستان و تمكن من الحصول على عدة مؤهلات و تلقى هناك تعليمات بتكوين خلية الانتحاريين للقيام بتنفيذ مخططات إرهابية. تزوج بمغربية، كما فعل أفراد الخلية النائمة لتنظيم القاعدة بالمغرب من قبله. استقر رفقة زوجته بفرنسا لمدة قبل العودة إلى المغرب سنة 1996 حيث قطن بمدينة طنجة بشمال المغرب. و هناك شرع في استقطاب العناصر لتشكيل خليته للقيام بأعمال إرهابية. و هدا ما صرحت به عناصر مجموعة يوسف فكري. حيث يستفاد من محاضر الضابطة القضائية أن التخطيطات التي كانت جارية آنذاك كانت تستهدف اعتراض حافلات السياح الأجانب و حجز رهائن منهم و ذبح بعضهم، إلا أنها أرجئت و لم تدخل حيز التنفيذ بسبب اعتقال بعض العناصر التي ساهمت في التخطيط لها.

و لضمان التمويل اللازم قامت مجموعة روبير بيير أنطوان بتنفيذ عدد من عمليات السطو و السرقات.

و بعد أحداث 16 مايو 2003 بالدار البيضاء غادر روبير البيت الزوجية، و بعد 10 أيام من غيابه أخبر زوجته بواسطة شقيقها بضرورة رفع دعوى الطلاق لأنه لم يتمكن من العودة إليها.
فبعد تلقيه لتداريب في معسكرات أفغانستان على استعمال الأسلحة و تفكيكها و صنع المتفجرات و استعمال الألغام و القنابل اليدوية و حروب العصابات استقر بطنجة تحت غطاء المتاجرة في السيارات و أخد يتردد على مساجدها حتى تمكن من ربط علاقات مع عناصر التيار السلفي الجهادي.

و عندما علم بيير روبير بالبحث عنه من طرف الشرطة اتصل برشيد لعروسي و كلفه بالاتصال بقنصلية فرنسا بطنجة قصد حمايته. و قد وعده رشيد هدا بالقيام بالمطلوب بعد أن حدد معه موعدا يوم غد. و عندما وصل الفرنسي إلى المكان وجد رشيد على مثن سيارته و بمجرد الاقتراب منها انقض عليه رجال المخابرات المغربية و ألقوا القبض عليه.

و لقد اعترف صاحب العيون الزرق أمام المحكمة أنه التقى أبا حفص و حسن الكتاني، لكن لغرض واحد حسب زعمه و هو طلب النصح و المشورة حول أحسن السبل لتطليق زوجته المغربية.

كما أكد لهيئة المحكمة أنه اضطر لتوقيع المحضر عند الضابطة القضائية بتمارة تحت طائلة التعذيب و أن بعض التوقيعات الواردة بالمحضر المذكور ليست توقيعاته و إنما تم تزويرها و أنه ينوي إقامة دعوى في هدا الشأن بعد ترحيله إلى فرنسا.
و خلال المحاكمة و بطريقة مفاجئة طرح روبير أنه على علاقة بالمخابرات الفرنسية، و هدا ما أنكرته على التو باريس. و أعان روبير مرة ثانية أنه تعرض للتعذيب و الاغتصاب و أكرهوه على الجلوس على القنينات، مضيفا أنه عاين تعديي الرجال و النساء حتى كبار السن منهم. و قال أن عناصر المخابرات بتمارة منعوه من الصلاة و اضطر للقيام بها خلسة، في حين أنه عندما كان معتقلا ببلجيكا لمدة 5 أشهر سنة 1998 كانوا يوفرون له هناك مختلف الشروط للقيام بشعائره يوميا و لم يمنعوه يوما من الوضوء أو إقامة الصلاة.

و بخصوص علاقته بالمخابرات الفرنسية صرح روبير للمحكمة أنه في غضون سنة 1998، قبل تنظيم كأس العالم لكرة القدم بفرنسا، اتصل به المسمى لوك من المخابرات الفرنسية و طلب منه القيام بتحريات حول الإسلاميين الجزائريين بفرنسا و الإسلاميين عموما ببلجيكا. إلا أنه عندما سألته هيئة المحكمة عن علم المخابرات الفرنسية بسفره إلى المغرب رد أنه لا يمكنه الإجابة على هدا السؤال لعلاقته بسر الدفاع الفرنسي.

و لقد جاء في محضر الضابطة القضائية أن روبير بيير أنطوان كان يعد للقيام بعمليات ضد مصالح الأمن و الجيش بمدينة شفشاون المغربية كخطوة أولى لفتح جبهة من أجل إقامة دولة إسلامية مستقلة بشمال البلاد.

كما أن النيابة العامة أكدت في مرافعتها أن 18 متهما أقروا كلهم بأن روبير بيير كان أميرهم، و أن الخلايا التي كان قائما عليها كانت تعد العدة لاقتراف جرائم إرهابية استهدفت محلات تجارية و مراكز سياحية بعدة مدن من ضمنها طنجة و فاس و الرباط و شفشاون و مكناس، و كان كازينو مدينة طنجة على رأس قائمة الأهداف.

منظرو الإرهاب

لقد كشفت أحداث الدار البيضاء عن وجود منظرين ساهموا بشكل أو بآخر في الترويج لإيديولوجية الموت و الدمار بالمغرب. و من هؤلاء محمد الفزازي و حسن الكتاني و عبد الكريم الشادلي و عمر الحمدوشي و زكرياء الميلودي و أبو حفص و يوسف فكري.

محمد الفيزازي

يعتبر محمد الفزازي من الأسماء البارزة بين منظري السلفية الجهادية، و قد أعلن مبكرا و بكل وضوح عن أفكاره المتطرفة.
ففي سنة 2001 بعث إلى جريدة ألأحداث المغربية و هي صحيفة مغربية تصدر بالمغرب ببيان حقيقة جاء فيه ما يلي :
نعم إن الإسلام دين الإرهاب... و الذبح (...) و أن الموسيقى و الرقص و الغناء مناكر... و الحلق اللحيةأموال الناس بالباطل (...) و حلق اللحية حرام (...) و قاتل فرج فودة مسلم غيور على دين الله (...) و يا ضحايا التغريب كفرنا بكم فاسمعون...
و الفزازي هذا من مواليد سنة 1948 بنواحي مدينة تازة دأب على وصف المفكرين بطائفة المرتدين و الملحدين و عصابة الطاغين في الدين و أن لا حوار معهم إلا بالقتل.

و الغريب في الأمر هو أنه رغم مستواه التعليمي المتواضع تمكن الفزازي من اعتلاء منبر الدعوة بعاصمة العلم مدينة فاس سنة 1976 و لم يفارقه إلا سنة 1980. كما كان خطيبا بمسجد بهامبورغ و هناك ألقى خطبا تدعو جهرا و صراحة لذبح اليهود و الصليبيين. لكنه خلال محاكمته كان شخصا آخر، قلب كل الحقائق التي كان سبق له أن أكدها و بوضوح. و حاول جاهدا التنصل من كل الأفكار الداعية للعنف و المحرضة غليه ليظهر بصورة الداعية المسالم الذي جعل من دعوته و وسيلة لمحاربة الشر.

لقد دعا محمد الفزازي لأفكار متشددة لم يحد عنها طوال مشواره، لكنه نفى أمام المحكمة كل ما سبق أن آمن به. لقد اعتبر أمام الهيئة أن أحداث 16 مايو 2003 جريمة نكراء في حق أمته، و صرح أنه بصفته مغربيا مسلما يرفض أن يمس بلده. كما أكد أكثر من مرة للمحكمة أن السلفية الجهادية خرافة لا يعرف شيئا عنها، مشيرا أنه حارب بقلمه كل تكتل ديني أو قائم على أساس سياسي ديني لأن الدين عند الله الإسلام و ليس السلفية الجهادية أو غيرها. كما أكد في جلسة أخرى أن أحداث 16 مايو بالدار البيضاء يندى لها الجبين و أنها غاية في الفظاعة لا يقبلها العقل و لا الشرع.

و فيما يخص الدروس التي كان يلقيها صرح الفزازي للمحكمة أنه ألقى عدة دروس و حاضر في حوالي ثلاثين بلدا عبر العالم، و في كل أنحاء المغرب طيلة عشرين عاما، مؤكدا أنه كان يلبي الدعوة دون أن يعرف الجهة المستدعية.

و بخصوص الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر صرح الفزازي للمحكمة أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر دين، و يخضع لضوابط شرعية مشددا على أن تغيير المنكر بالعنف أمر مرفوض و هو موكول للسلطة بالبلاد، مشيرا أنه قال مرارا في محاضراته و دون في كتاباته بأن تغيير المنكر باليد لا يجوز شرعا للأعيان بل للسلطان، انه للسلطان لا للأعيان.

و عن الأحزاب و البرلمان قال الفزازي أمام هيئة المحكمة أن الأحزاب السياسية و البرلمان هي آليات لتطبيق الديموقراطية، و الديموقراطية ديموقراطيات، فإذا كان ت تقصي كتاب الله فهو يرفضها و يفتخر برفضها.

و فيما يتعلق بموقفه من عقد النكاح صرح أن زكرياء الميلودي زاره بطنجة ليخبره بإصدار كتاب له بصدد العقود، و كان رده أنه ألف بدوره كتابا تحت عنوان - توثيق عقد النكاح، الرد على من قال انه كفر بواح-

أما قيما يتعلق بموقفه من الحداثة، صرح الفزازي للمحكمة لو كانت الحداثة هي العري و التفسخ في القيم فهو رافضها، لأنه مع الحداثة الداعية إلى التقدم و استعمال التقنيات الحديثة و التصنيع، و ليس الحداثة التي تدعو إلى الفساد و المفاسد و المعاصي و ضرب قيم الأمة.

و قد نفى محمد الفزازي، نفيا مطلقا، كونه عمل بعد رجوعه من أفغانستان على تأسيس خلية للأفغان المغاربة المدربين على السلاح بمدينة طنجة، كما نفى كليا معرفته للفرنسي روبير ريشارد أنطوان أو الالتقاء به.

و في مرافعتها طالبت النيابة العامة بمتابعة محمد الفزازي بأقصى فصول المتابعة لكونه عمل على استقطاب الشباب لتحويلهم لقنابل بشرية لنشر الرعب في البلاد و بين العباد. إذ من خلال التأثر بأفكاره و خطبه و مقالاته و دروسه و كتاباته تمكن من تحريض الانتحاريين الذين نفذوا تفجيرات الدار البيضاء و الذين استعدوا لتنفيذ انفجارات أخرى بمدن مراكش و فاس و طنجة و أكادير و الصويرة.

كما أكدت النيابة العامة أن ملف يوسف فكري و من معه و كذا ملفات المتورطين في تفجيرات 16 مايو كلها تتضمن اسم محمد الفزازي. كما أن أغلب المتهمين المتابعين اعترفوا بأنهم حضروا جلسات و لقاءات بعدة منازل ألقى فيها محمد الفزازي العديد من الدروس و المحاضرات باعتباره من منظري السلفية الجهادية، و التي ذكر فيها أنه يكفر المجتمع و يدعو فيها للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الجهاد باعتباره واجبا على المسلمين.
كما أشارت النيابة العامة إلى أن محمد الفزازي، رغم نفيه لانتمائه للسلفية الجهادية أمام المحكمة و دعوته للتكفير و التقتيل، فانه لم ينف معرفته ببعض الانتحاريين، إذ أنه سبق له أن صرح لوسائل إعلام أجنبية بتصريحات تكفيرية، كما أعطى إشارات واضحة لضرب أهداف معينة.

حسن الكتاني

انه من مواليد 1972 بمدينة سلا المجاورة لعاصمة المملكة المغربية الرباط. درس بالمملكة السعودية و حصل هناك على الثانوية العامة ثم رجع إلى المغرب ليتابع دراسته العليا في علوم الإدارة و الاقتصاد و حصل على دبلوم المعهد الدولي للدراسات العليا سنة 1995 بالرباط قبل التوجه إلى الأردن للحصول على الماجستير في الفقه و أصوله من كلية الدراسات الفقهية و القانونية.

و أثناء إقامته بمدينة جدة بالمملكة السعودية لازم حسن الكتاني الشيخ حسن أيوب، كما واظب على حضور مجالس الشيخ بن العثيمين.

كما حصل حسن الكتاني كذلك على شهادة المجلس العلمي للرباط و سلا للوعظ و الإرشاد. و قد منع من الخطبة بالمساجد بعد صدور فتوى تحريم التحالف مع أمريكا. و رغم منعه من الخطبة بمسجد مكة بمدينة سلا استمر في إلقاء الدروس به.

و قد سبق لحسن الكتاني أن اعتقل و خضع للتحقيقات إلا أن النيابة العامة حفظت الملف و أخلت سبيله. و بعد إطلاق سراحه صرح حسن الكتاني أن حبسه و التحقيق معه كان باملاءات أمريكية. آنذاك تساءلت جريدة التجديد – لسان حال جماعة الإصلاح و التجديد المنضوية تحت لواء حزب العدالة و التنمية – على لسان أبي حفص و عمر الحدوشي : متى كانت مخالفة المذهب المالكي جرما يعاقب عليه المخالف؟ و كيف يسجن عالم من العلماء بتهمة مخالفة المذهب المالكي بالمغرب؟

و قد شكل حادث تقديم حسن الكتاني للنيابة العامة مناسبة لتجمهر مئات من أتباعه أتوا من مدن سلا و الرباط و الدار البيضاء و تطوان و فاس و غيرها أمام المحكمة الابتدائية لمدينة سلا من العاشرة صباحا إلى حدود العاشرة ليلا و قت إطلاق سراحه.

أما فيما يخص اعتقاله الأخير في إطار محاكمات الإرهاب، فقد سلم حسن الكتاني نفسه إلى المحكمة و قد رافقه لهذا الغرض الدكتور الخطيب الأمين العم لحزب العدالة و التنمية لكن هذه المرة كانت التهمة ثقيلة، و هي المشاركة في تكوين عصابة إجرامية و انتحال صفة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و القيام بنشاط جمعوي غير مرخص له و التحريض على العنف، و هي تهم لو يفلت حسن الكتاني من الإدانة بها علانية و حضوريا.

عبد الكريم الشادلي

درس الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط و حصل على الدكتوراه في مطلع سنة 2000 و تمحور موضوع رسالته حول ابن تيمية. دشن مساره النضالي منذ عنفوان شبابه، إذ ساهم في تأسيس الجماعة الإسلامية رفقة عبد الإله بنكيران، و هي الجماعة التي تطورت لتتحول إلى حركة الإصلاح و التجديد. و كان عضوا بارزا بها إلى أن قرر مغادرتها سنة 1985 بناء على ما اعتبره مغازلة بعض قاداتها للنظام و تعاملهم البين مع أجهزة المخابرات المغربية. و قد سبق أن أعتقل بين سنتي 1984 و 1985، ثم في عام 1995 حين تم استنطاقه و التحقيق معه في إطار تكوين خلايا إسلامية وسط الجيش. و صرح آنذاك أن اعتقاله ثم نتيجة وشاية من طرف بعض قياديي جماعة الإصلاح و التجديد. كما أعلن حينئذ أن مسار التيار السلفي الجهادي ناجح و سيفرض نفسه عالميا. إلا أنه أنكر في المحاكمة علاقته بتنظيم السلفية الجهادية و استنكر أحداث 16 مايو الدمية بالدار البيضاء.

دشن إذن عبد الكريم الشادلي مساره بالجدل الفكري الذي انطلق منذ كان يدرس الفلسفة و منذ انضمامه للشبيبة الإسلامية قبل أن يحط الرحال بجماعة السلفية الجهادية ليصبح معروفا بابي عبيدة.

و يعتبر عبد الكريم الشادلي نصرة تنظيم القاعدة واجبا شرعيا، و يعد أسامة بن لادن مصلح القرن و ما تم القيام به في 11 شتنبر 2001 بأمريكا كان واجبا شرعيا. و قد سبق له أن صرح أكثر من مرة أن أعضاء تيار السلفية الجهادية كثر و يعدون بالمآت منتشرين في جميع أنحاء المغرب، و أن عددا كبيرا منهم يختفون في جملة من التنظيمات و الجمعيات كجماعة العدل و الإحسان و تيارات التوحيد و الإصلاح و السلفية التقليدية و التبليغ و كذلك في الجمعيات المهنية و الجامعية و غيرها.
و عبد الكريم الشادلي من مواليد سنة 1960 بمدينة الدار البيضاء، كان أحد الطلبة البارزين المحسوبين على التيار الإسلامي بالجامعة. ألف كتاب بعنوان فصل المقال في من تحاكم للطاغوت و هو كتاب حوى جملة من أفكاره.

خلال محاكمته نفى أية صلة بالأحداث الدامية التي كانت مدينة الدار البيضاء مسرحا لها ليلة الجمعة 16 مايو و طالب بالبراءة التامة
إلا أن النيابة العامة اعتبرته من مشايخ السلفية الجهادية و أحد منظريها، بدعوى أنه كان يلقي دروسا في المنازل تدعو إلى تكفير المجتمع و النهي عن المنكر باليد. كما أكدت النيابة العمة على أن عبد الكريم الشادلي سبق له أن أشار في تصريحاته لوسائل الإعلام إلى ضرب المصالح اليهودية و الأمريكية في مختلف بقاع العالم.
و في نظر النيابة العامة إن عبد الكريم الشادلي اتخذ الدين مطية لنشر أفكاره الإجرامية و ساهم قي تشكيل عصابة إجرامية لتكفير الناس و ضرب الطغاة حسب زعمه ز المس بالأمن الداخلي للدولة.

عمر الحدوشي

من مواليد 1970 بمدينة الحسيمة بشمال المغرب حيث حفظ القرآن الكريم و سنه لا يتجاوز بعد العاشرة، قبل انتقاله إلى مدينة طنجة ليتتلمذ على يد مجموعة من المشايخ. و بعد دلك توجه إلى المملكة السعودية مكث بها لمدة سنتين. خضع للمراقبة هناك، لاسيما بعد أن وقع على فتوى حرمت التعاون مع أمريكا في حربها ضد طالبان بأفغانستان و اعتبر أن مناصرة أسامة بن لادن واجبة شرعا. إلا أنه نفى في المحكمة أن تكون له علاقة بالأعمال الإرهابية أو بتكفير أي أحد، حيث قال كيف أفكر في مثل هده الأعمال و نحن في بلد مسلم، و هو متزوج فيه و آكل لحومه و له بطاقة وطنية... مضيفا أنه ليس إلا رجل فقه و حديث.

و لقد جهر في السابق عمر الحدوشي أكثر من مرة بأن تأييد تنظيم القاعدة يعتبر واجبا شرعيا، كما مجد نظام طالبان و دعا له بالنصر باعتباره النظام الوحيد الذي يطبق شرع الله، و يعتبر بن لادن المجاهد العلم، صلاح الدين القرن الذي لم تستطع الإدارة الأمريكية بقوتها و هالتها و جبروتها القبض عليه.

و قد أنكر عمر الحدوشي أمام المحكمة أنه كان يعطي دروسا في التكفير معتبرا أن السلفية الجهادية ابنة زنا و هي باطلة. كما أقر على ضرب مصالح الدولة لا يجوز لأن الجهاد لا يجوز إلا اذا كانت الدولة محتلة و المغرب بلد غير محتل.

و بخصوص أحداث 16 مايو صرح عمر الحدوشي أمام المحكمة أنه لا يجوز القيام بمثل هده الأعمال الإجرامية، كما أدانها بشدة باعتباره داعية يحذر من التكفير. و اعترف بعدم قبول دخول أي أحد حلق لحيته إلى منزله. و عندما سئله رئيس جلسة المحكمة، القاضي لحسن الطلفي، عما اذا كان قد و قع على محضر الضابطة القضائية أجابه الحدوشي قائلا أنه وقعه تحت التعذيب و التهديد، علاوة على أن الضابط قال له اذا لم توقع فان هناك شخص اسمه لحسن الطلفي يحمل في حقيبته 800 سنة من سنوات السجن النافد سيوزعها على المتهمين، فاهتزت المحكمة بالضحك الذي لم تنج منه حتى هيئة القضاء الجالس.

و في نظر النيابة العامة أنه اذا كان لابد من شخص أن ينال العقاب فهو عمر الحدوشي الذي انطلق من الدين لبث أفكاره السامة وسط المجتمع و استغل سذاجة الشبان و حرضهم لتنفيذ عمليات حصدت أرواح الأبرياء و خربت الممتلكات و سلبت الأموال بغير حق و باسم الدين.

فعمر الحدوشي في نظر النيابة العامة من أقطاب التيار السلفي الجهادي، و كان يدعو إلى تكفير المجتمع و يحث على الجهاد و الخروج على أولي الأمر و تكفير الأنظمة لاعتمادها قانونا وضعيا. كما أكدت النيابة العامة أن عمر الحدوشي أسس عصابة إجرامية تشكلت كمجموعات انتحارية و مجموعات لسفك الدماء و سلب الأموال في ما كانوا يسمونه تغيير المنكر و صور للشباب المستقطبين بكون جزاء العمليات الاستشهادية هو الجنة و دلك بناء على فهم مغلوط و معكوس للنصوص الدينية الشيء الذي حمسهم للقيام بتفجير أنفسهم.

زكرياء الميلودي

لقد توبع زكرياء الميلودي في ملف أحداث الدار البيضاء, كما سبق أن توبع من قبل في ملف جريمة مقتل الشاب القردودي عملا بتغيير المنكر.

و رغم أن مستوى زكرياء الدراسي لا يتجاوز الثالثة إعدادي كان يصدر الفتاوى و يطلق الأحكام و يأمر بإقامة الحدود.
التحق زكرياء الميلودي سنة 1983 بحركة الإصلاح و التجديد ثم انفصل عنها سنة 1989 لما أصبحت أفكارها تعارض أفكاره. ثم بدأ يستقطب عددا من الشبان في صفوف الأميين و العاطلين بواسطة الثاء دروس الوعظ في عدة أمكنة، منها خيمة نصبت بالقرب من أحد المساجد بعد ترخيص السلطات المحلية بحي سيدي مومن بمدينة الدار البيضاء.

ألف زكرياء الميلودي جملة من الكتيبات و كتب جملة من المقالات تتضمن عبارات و أفكار حول التكفير و تغيير المنكر بالقوة و العنف و السيف. و كفر من يعمل بالدساتير و القانون الوضعي، و حث على عدم جواز شرعا تطبيق القانون و النظام الوضعي في أي مجال من مجالات الحياة.

و قد أكدت التحريات أن زكرياء الميلودي أسس جماعة الصراط المستقيم سنة 1992 بمساعدة أربعة من مساعديه. و تقوت جماعته بفضل الاستقطاب في الأحياء الهامشية إلى أن تمكنت من فرض نقودها في عدة أحياء هامشية كسيدي مومن و دوار الهراويين و دوار السكويلة و كاريان طوما بمدينة الدار البيضاء. و انتشر صداها في مدن مغربية أخرى كما دأبت هده الجماعة على تزويد أعضائها بعربات لبيع المأكولات الخفيفة و عصير البرتقال.
و رغم أن زكرياء الميلودي نفى كل التهم الموجهة إليه أمام المحكمة فان جملة من تصريحاته و كتاباته ظلت عالقة بالأذهان، و من ضمنها أن الديموقراطية كفر و أن ممارسة العنف مع المرتدين واجب شرعي و الأحزاب و الهيئات و الحكومة كفر بالله و شرك به. و قد وصفته جملة من وسائل الإعلام [أمير الدم, و هو كان يحترف بيع الأعشاب و العسل. كانت جماعته تحكم الطوق على أعضائها و تتحكم في أدق تفاصيل حياتهم بدءا من مصدر الرزق و القوت اليومي. و باعتبار أن التجارة من السنة، فان العديد من أعضاء الجماعة امتثلوا للسنة بممارسة التجارة، و غالبا ما كانت تجارة صغيرة و هامشية.

لقد نفى زكرياء الميلودي وجود جماعة الصراط المستقيم أمام هيئة المحكمة. و في إحدى الجلسات سلم رئيس الجلسة للمتهم مخطوطات بخط يده لتلاوتها بصوت مسموع، و كانت تهم مواضيع الإمامة الشرعية و تأصيل لمنهج تفعيل النظام الإسلامي في الواقع الحالي للمغرب، و هي حسب وكرياء الميلودي كانت مشاريع كتب لم يكتمل إنجازها بعد. كما أقر بخلاف الجماعات الإسلامية في المغرب بين الشورى و الديموقراطية معتبرا أنه مبحث يهدف للبحث قي المسألة.

و فيما يخص موقفه من القانون الوضعي صرح الميلودي للمحكمة أن هناك نوعان، إداري كالتوثيق و المساطر المعمول بها و هو لا يتكلم فيه. و النوع الثاني و هو الوقف من الحلال و الحرام، و موقفه في هدا الصدد كموقف كل الجماعات الإسلامية و كذلك حزب العدالة و التنمية.

و فيما يتعلق بالسياسات و البرامج المطبقة بالمغرب قال الميلودي أن فيها ما يخالف الشريعة الإسلامية، لأن الأصل بالنسبة إليه هو النظام الإسلامي، أما النظام الوضعي فينبغي عدم تطبيقه.

و بخصوص تكفير الدين يعملون بالدساتير و بالقانون الوضعي و تغيير المنكر بالقوة و ابتلاء المغرب بالطاغوت، فقد حاول الميلودي المراوغة و لم يجب بصراحة و بوضوح على أسئلة المحكمة بهذا الصدد.

و قد وصفت النيابة العامة في مرافعتها وكرياء الميلودي برأس الحربة في كل الأحداث الإرهابية التي عاشها المغرب. انه الشخص الذي كان وراء الظل يحرك الدمى التي نفدت انفجارات 16 مايو بالدار البيضاء، و تلك التي كانت تستعد لضرب مواقع بمدن أخرى بالمغرب.

لقد أكدت النيابة العامة أن اسم وكرياء الميلودي ورد على لسان جميع المتهمين في ملف النازلة حيث صرحوا كلهم أنهم كانوا تحت تأثير أفكاره و دروسه و كتاباته التي كانت تحث على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و لو باستعمال القوة و العنف، و دلك كواجب شرعي لا مندوحة عنه. و هدا ما قاد الانتحاريين، في نظر النيابة العمة، إلى القيام بجريمتهم النكراء بعد أن تلقوا تداريب و حصلوا على أسلحة و حددوا الأماكن المستهدفة و تعرفوا عليها عن قرب.

كما أشارت النيابة العامة إلى أن ما قام به يوسف فكري و مجموعته من سفك الدماء و استحلال أموال الناس كان بتزكية من وكرياء الميلودي.

أبو حفص

درس أبو حفص العلوم الإسلامية بإحدى الجامعات السعودية، ثم زار أفغانستان و أصبح من أبرز مناصري حركة طالبان و أسامة بن لادن.
و كان من المغاربة الأوائل الذين باركوا عمليات 11 شتنبر 2001 حيث وصفها بالعرس المبارك الذي لم تكتمل أطواره بعد.
و اسمه الحقيقي هو عبد الوهاب رفيقي، اعتقل قبل أحداث 16 مايو بالدار البيضاء. و كان إلقاء القبض عليه في سياق سلسلة الاعتقالات التي شملت 11 فردا في أعقاب لقاء ضم العشرات من المحسوبين على تنظيمات أصولية متطرفة.

و خلال التحقيق معه بمدينة فاس اعترف أبو حفص بتلقيه تداريب بأفغانستان قبل أن يصبح من أقطاب جماعة السلفية الجهادية و إماما لمسجد البركاني بمدينة فاس. و خلال هذا التحقيق رفض أبو حفص التوقيع على محضر الضابطة القضائية لاسيما الصفحة المتضمنة لاعترافه بالاستقرار شهر و نيف بأفغانستان و خضوعه للتداريب حول استعمال الأسلحة النارية الخفيفة هناك.
و كان أتباعه يقومون بنسخ و نشر تسجيلات لخطبه و دروسه التي كان يلقيها بمدينة فاس و خارجها، كما كانوا يعمدون إلى تنظيم دوريات ليلية في الكثير من الأحياء بالمدينة بدعوى تطهيرها من الزنادقة و المرتدين و أعداء الله حسب زعمهم.

يوسف فكري

يبلغ يوسف فكري من العمر 25 سنة، لم يتمكن من اجتياز المستوى الثالث من التعليم الإعدادي قبل تخليه عن الدراسة و انقطاعه عليها.

بمجرد سماع الحكم عليه بالإعدام صاح يوسف قائلا الله أكبر... الله أكبر. و يعد يوسف هذا العنصر الأكثر اقترافا لجرائم بشعة في صفوف المتطرفين بالمغرب. لقد تعددت جرائمه و اختلفت بشاعتها، و رغم ذلك كان يتفاخر بها بين أتباعه و رفاقه.

لقد اعترف يوسف فكري بجرائمه أمام المحكمة و لم ينكرها، و صرح أنه اقترفها – بدءا من مدينة اليوسفية بوسط المغرب و وصولا لمدينة طنجة شمالا- بدعوى محاربة الطاغوت. لم يكن يوسف يفرغ من جريمة ليشرع في التخطيط لأخرى، و لم يسلم من يده حتى عمه، شقيق والده.

لقد خطط بكل إتقان للنيل من هذا الأخير بدعوى خيانته لزوجته. ففي غضون شهر أكتوبر سنة 1998 تسلل يوسف فكري ليلا إلى دار عمه بمعية أحد أتباعه و على وجههما جوارب نسائية شفافة لإخفاء معالمهما، و اقتحما المنزل حيث كان العم في جلسة حميمية رفقة عشيقته يشربان النبيذ و يسمعان للموسيقى، فكبلاه و وجها له طعنات قاتلة بالسكين. و كعادته تظاهر يوسف بالحزن و تلقى التعازي و شيع جنازة عمه، إلا أنه أجبر المشيعين على عدم الصلاة على الجنازة باعتبار أن عمه فاسقا و كافرا. و عندما بدأت الشكوك تحوم حوله فر من مدينة اليوسفية قاصدا مدينة الدار البيضاء. و هناك تولى إمارة جماعة التكفير و الهجرة. و قد رافقه في رحلته المسمى يوسف عداد الذي نفذ معه جملة من الاعتداءات بمدينة اليوسفية, وتعرفا على المدعو عبد الملك بويزكارن المتورط في عمليات الدار البيضاء. و شكل هذا الثلاثي محورا خطيرا في تنظيم التكفير و الهجرة، اذ قاموا باقتراف عدد من الجرائم الشنيعة و الاعتداءات السافرة قبل عودة أميرهم يوسف فكري إلى مسقط رأسه، مدينة اليوسفية. هناك اكتروا منزلا و شرعوا في التخطيط لتصفية شخص اتهموه بالشذوذ الجنسي، و هو عامل بالمكتب الشريف للفوسفاط. اتجه يوسف فكري رفقة أتباعه إلى منزل الضحية، و بعد أن فتح الباب هاجموه فطعنه عبد الملك بويزكارن طعنة مميتة. و كانوا ينوون تصفية الشخص الذي يقطن معه كذلك لولا غيابه لحظة القيام بفعلتهم.

بعد تنفيذ جريمتهم غادروا مدينة اليوسفية متجهين إلى مدينة الناظور بشمال المغرب لاقتراف جريمة أخرى. و كان الضحية رفيقا لهم جاء إلى التتنافى معاستلام عمل بالإدارة هناك. و بعد أن اعتقد الأمير أن تصرفاته تتنافى مع المبادئ الإسلامية أمر بتصفيته، و هذا ما كان حيث تم ذبحه و تقطيع جثته قبل التخلص منها في أماكن مختلفة.

و بعد توقيف نشاطهم الإجرامي لمدة سبعة أشهر، توجه يوسف فكري رفقة يوسف عداد إلى مدينة تازة و بعدها توجها إلى مدينة شفشاون ثم مدينة سلا و أخيرا حلا بمدينة الدار البيضاء. و هناك كان اللقاء من جديد بعبد الملك بويزكارن. و في أواخر سنة 2001 خرج الثلاثة صحبة رابع لتصيد المومسات بشارع محمد الخامس بعد أن سرقوا سيارة لاستعمالها. توقفوا بإحدى الزوايا في انتظار ضحيتهم. و حين خرج عبد العزيز أسدي من المطعم اتجهوا نحوه و أمروه باصطحابهم لكنه رفض، و لم يزدهم ذلك إلا إصرارا على اختطافه رفقة شابتين خرجتا بدورهما من المطعم. أجبروهم على الركوب بالسيارة المسروقة و قادوهم إلى ساحة فارغة فأشبعوا الشابتين ضربا قبل إخلاء سبيلهما، و قرر يوسف فكري قتل عاستل سكيناسدي بنفسه لنيل أجر تصفيته كما زعم.

و بعد أن وجه إلى ضحيته تهم التكفير و الخروج عن الملة و الدين جردها من جميع ثيابها و استولى على مالها الذي اعتبره غنيمة، ثم استل سكينا و عمد إلى ذبحها من الوريد إلى الوريد و رمى الجثة ببئر مهجور. وإضافة لجرائم القتل و الاغتيال قام الأمير و جماعته بعمليات السطو باستعمال أسلحة نارية على أكثر من وكالة تجارية قبل وقوعهم في يد العدالة بمدينة طنجة بشمال المغرب حيث كانوا يخططون لجرائم أخرى.

التنظيمات المروجة للإرهاب

يعود تاريخ تكوين التنظيمات المروجة للإرهاب إلى بداية الحرب في أفغانستان ضد الروس. آنذاك كان عدد من المغاربة الذين استجابوا إلى دعوة القتال قليل جدا لا يتجاوز عددهم العشرة، و كان من بينهم محمد رفيقي الذي يعتبر من قدماء المقاتلين المغاربة في أفغانستان، و هو ممرض التحق بهذا البلد عام 1989، و سرعان ما أصبح مقربا من أسامة بن لادن، و هو الذي قدم لهذا الأخير المغربي عبد الله تبارك (أبو عصام) الذي أصبح حارسه الشخصي قبل اعتقاله من طرف الأمريكيين و إيداعه بسجن كواناتنانامو بكوبا.

و كل التنظيمات المروجة للإرهاب بالمغرب ضمت في صفوفها مغاربة شاركوا في الحرب بأفغانستان، و كانوا يتلقون أفكارهم من طرف شيوخ من أمثال محمد الفزازي و عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) و حسن الكتاني و عبد الكريم الشادلي و عمر الحدوشي. كما ضمت تلك التنظيمات مهاجرين مغاربة في الدول الأوروبية . و تمكنت من تشكيل شبكات في العديد من المدن المغربية تربطها علاقات و آليات مضبوطة و محكمة. و القاسم المشترك بينها هو تبني العنف ضد المخالفين لمبادئها و أفكارها و رؤيتها و استحلال أموالهم و دمائهم. كما أنها تعمل على الدعوة للجهاد و النهي عن المنكر بالقوة و إباحة الفيء (استحلال مال الغير عن طريق السطو و النهب).

و كان جل المغاربة المحاربين بأفغانستان قد تم تأطيرهم من طرف الشيخ الليبي القائم على جماعة المقاتلين الليبيين التي كانت تضم عناصر منحدرة من دول المغرب العربي. و في سنة 1996 فتحت الأبواب للمغاربة و وصل عددهم بأفغانستان ما يناهز 250 شخصا نظموا تحت لواء الجماعة المقاتلة المغربية. و بعد سقوط كابول سنة 2002 صدرت أوامر لكل أعضاء التنظيم للعودة إلى دول المصدر و انتظار التعليمات بخصوص التحرك في المستقبل. و هكذا رجع أغلب المغاربة إلى الوطن و كان هؤلاء يحملون وجهتي نظر لاستئناف النشاط على أرض المغرب :

 شن حرب العصابات في البوادي و الجبال على غرار النموذج الجزائري
 شن حرب المدن من خلال استعمال السيارات المفخخة و المتفجرات.
هكذا كانت الانطلاقة لسيرورة أنتجت حركة المجاهدين المغاربة و الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة و جماعة السلفية الجهادية و جماعة الصراط المستقيم و جماعة الهجرة والتكفير.

حركة المجاهدين المغاربة

كان يتزعمها محمد النعماني الذي استقر بفرنسا و توفى بها. و كانت هذه الحركة تصدر مجلة السرايا في الخارج و يقوم محمد النكاوي بإدخالها إلى المغرب ثم توزيعها في جملة من المدن المغربية الكبرى. و بعد عودة هذا الأخير إلى الوطن عمل محمد النكاوي على استقطاب بعض العناصر و أنشأ خلية ضمت في البداية ستة أفراد قبل أن تتوسع. و كانت مهمتها في البداية القيام بتوزيع مجلة السرايا التي دخل العدد الأول منها في أواخر ثمانينات القرن الماضي إلى المغرب عبر مليلية.

و حسب تصريحات محمد النكاوي أمام المحكمة، فان هدف هذه الحركة هي توعية الشعب المغربي و ليس اغتيال الشخصيات السياسية. مضيفا أنه لو كان هذا الاغتيال هدفها لما كان ذلك صعبا عليها، لكن ذلك لم يكن في حسبانها كما أكد أن الأسلحة المتوفرة للجماعة ظلت مختفية لمدة عامين إلى أن تم اكتشافها من طرف رجال الأمن، و هي أسلحة كانت مهيأة تحسبا لاندلاع نزاع حدودي مع الجزائر حسب ما صرح به لهيئة المحكمة، مضيفا و كذلك تحسبا لاندلاع حرب أهلية بالمغرب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى