مشهدٌ من خارج النَّص ..
الرِّيحُ سكرى .. تستبــــــيحُ الأشــرعـَـةْ ..
والبحرُ وضبَ للـــــــــــــغياب ِ الأمتعَةْ ..
إذ كان متـكئاً على عـــــــــــكَّازِ وحـ
ـدتهِ .. وينتظرُ الــمـــــــساءَ ليرجعَــــــهْ.. !!
صوتٌ ضبابيُّ الخطا .. يمشي علــــى
شفتيهِ .. يجتـــــاحُ الجهاتِ الأربـــــــعةْ .. !!
خوفٌ يشاطرُهُ التوحُّــــدَ .. وحشـــة ٌ
حمقاءُ .. مازالت تؤرِّقُ مضـــــــــــــجعَه .. !!
يمشي على جثث الظَّلام ِ .. لكي يرى
ما أخفتِ الطرقاتُ .. أشعلَ إصـــــــبعَه ..
ما زالَ .. يسعى كي يلــــــــمَّ شــتاته ..
سعيَ الرياح ِ إلى الدخان ِ .. لتجمــــــــــعَه .. !!
فإذا الغروبُ اغتالَ أضــــــواءَ المدى ..
قد عادَ يحملُ خيـــــــــــــبة الدُّنيـــا .. معه ..
هو ليسَ بيتاً شارداً .. لقـــــــــــــصيدة ٍ
عذراء .. ما زالتْ تلملــــــمُ مطلعَـــــــه .. !!
بل إنَّه معنىً .. عميقٌ .. إذ مشى ..
تصطفُّ أبياتُ القصيدِ لتــتــبـــــعَه .. !!
تتهدهدُ الكلماتُ في أرجوحة ِ الـــ
ــصَّمتِ الذي أخفى بهِ ما أوجعَه .. !!
إذ أمطرَتْ سحبُ الضَّجيج ِ بصدرهِ
مطراً تـــــألَّـــه َ.. كادَ يكسرُ أضلعَه ..
زرعَ الدموعَ سنابـــــــــلاً في مقلتيــ
ــهِ .. ووحدُهُ .. من راحَ يقطفُ أدمعَه ..
ما زالَ منتظراً .. شهيداً آخـــــراً ..
حشدَ الغيابُ جيوشــَـــه ليشيِّــعَه ..
لِتعودَ نبراساً .. شظايا روحهِ ..
وتشيحَ عن وجهِ الظــَّــلام الأقنعه ..
وتجيءَ من " وطن ِ" الزُّهورِ بباقــــةٍ ..
كي يلعنَ التاريخُ " نــذلاً " ضيَّـــــــــعه .. !!