الاثنين ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٥

مصري أميركي يصحح صورة المسلمين في الغرب بالكوميديا

لجأ الممثل الشاب أحمد أحمد وهو أميركي من أصل مصري إلى استخدام الأداء المسرحي الكوميدي الانفرادي لمحاربة الفهم الخاطئ الذي تكون في الغرب عن العرب والمسلمين بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة عام 2001.

فقد ضاق أحمد ذرعا بنظرة الشك التي ترتسم على وجه كل من يتحدث إليه في الغرب وبخاصة عناصر الأمن, عندما يعاملونه على أنه إرهابي محتمل حالما يعرفون أنه يتحدر من أصول عربية وإسلامية.

وبدلا من النزول إلى الشارع للتعبير عن غضبه من هذه الوضعية, لجأ الفنان الشاب إلى أسلوب العروض الكوميدية الانفرادية (Stand up Comedy) للاحتجاج على الإجراءات الأمنية المشددة التي يتعرض لها المسلمون في المطارات وقبيل ركوب الطائرات المدنية على سبيل المثال, وهو بالطبع نفس ما يعانيه آلاف المسلمين في الولايات المتحدة.

وفي أحد عروضه الساخرة يقول أحمد للجمهور "إسمي أحمد أحمد ولا يمكنني الطيران, فحين أصل إلى المطار تسألني مسؤولة الأمن, هل حزمت متاعك بنفسك, وعندما أجيب نعم تقول لي أنت مقبوض عليك". وأحمد (35 عاما) بهذه الإمكانيات الفردية يعتبر ضمن قلة من ممثلي الكوميديا الأميركيين من أصل عربي الذين يستغلون ما حباهم الله من خفة ظل لتسليط الضوء على معاناة جاليتهم.

ويرى أحمد أن الفنان الكوميدي قادر على طرح آراءه السياسية دون التعرض لانتقادات الساسة. وبفضل عروضه في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة أصبح لأحمد معجبون في جميع أنحاء العالم وحصل على جائزة ريتشارد برايور للكوميديا الانفرادية في مهرجان أدنبره.

"يرى أحمد أن العرب والمسلمين يتحملون مسؤولية دعم الممثلين الذين ينتمون لجاليتهم إذا كانوا يريدون تغيير صورتهم في هوليوود أو الإعلام الغربي. ويدعو العرب إلى عدم اللجوء إلى الاحتجاج عندما يظهر ما يسيء لهم في الإعلام, والاستعاضة عن ذلك بإنتاج فيلم أو مسرحية تناقض الصورة التي يصورون العرب بها
مصر وأميركا
ولد أحمد في مصر وانتقل مع أسرته إلى الولايات المتحدة حين كان عمره شهرا واحدا, وفي التاسعة عشر من عمره انتقل إلى هوليوود في لوس أنجلوس ليصبح ممثلا. ويقول إنه مل من حصره في دور مسلح عربي أو سائق سيارة أجرة, لذا تحول إلى الكوميديا كي يتحكم في المادة التي يقدمها.

وذكر أن اليهود يهيمنون على صناعة السينما في هوليوود التي لم تتعرف على ثقافة الشرق الأوسط والدين الإسلامي مما ينغص حياة الممثل العربي. وأوضح أنه كان من الضروري معالجة ذلك, والأسلوب الوحيد لتحقيق ذلك دون الإفراط في تقديم الوعظ, هو من خلال الكوميديا.

وتقول إحدى دعابات أحمد "تعلمون أن هناك كثيرا من الأمور المشتركة بين العربي واليهودي, لا يأكلان لحم الخنزير ويستخدمان حرف الخاء, الفرق الوحيد بينهما أن اليهود لا يحبون إنفاق المال والعرب ليس لديهم مال لينفقونه".

وقام أحمد بجولة مع حاخام يهودي عبر الولايات المتحدة وأثار عرض قدمه أمام جمهور يهودي غضب بعض المسلمين في الغرب. ويرى كثير من العرب والمسلمين أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية يجعل التفاعل بين المسلمين واليهود صعبا إن لم يكن مستحيلا.

غير أن أحمد يرى بأن العرب والمسلمين في الغرب لا يسعهم عزل أنفسهم عن باقي المجتمع وينبغي التواصل مع الطرف الآخر وفهمه. ويبحث أحمد الآن عن ممول يأتي بكوميديين أميركيين من أصل عربي إلى الشرق الاوسط ويمول مسلسلا تلفزيونيا كوميديا للأميركيين العرب لإنتاجه في معامل دبي الحديثة.

ويرى أن العرب والمسلمين يتحملون مسؤولية دعم الممثلين الذين ينتمون لجاليتهم بصفة خاصة إذا كانوا يريدون تغيير صورتهم في هوليوود أو الإعلام الغربي. ويقول "حين تنتج هوليوود فيلما يصور العرب بشكل سيء أول ما يفعله العرب هو الاحتجاج", داعيا إلى عدم اللجوء إلى هذه الطريقة والاستعاضة عنها بإنتاج فيلم أو مسرحية أو أي شيء يناقض الصورة التي يصورون العرب بها.

وعمل قلة من العرب أو الأميركيين من أصل عربي في هوليوود وبلغت ثلة فقط النجومية مثل عمر الشريف وطوني شلهوب وسلمى حايك وهي ابنة مكسيكي من أصل لبناني.

وأدت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول إلى زيادة جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين في أميركا الشمالية وأوروبا. وجاء في تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان Human Rights Watch أن عدد مثل هذه الجرائم في الولايات المتحدة ارتفع 17 مرة من عام 2000 إلى 2001 وكذلك التمييز والتصنيف العرقي. وتراوحت جرائم الكراهية بين الترهيب والتحرش وحتى القتل.

موقع الجزيرة نت


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى