الأربعاء ٨ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم رأفت دعسان

ملتهــبــة

ملتهبة، تتدفق الأنوثة منها، غير عادية، كل جزء من جسدها يصرخ أنا أنثى، كل نبرة من صوتها تسحرني فأتمايل كسفينة في وسط المحيط، إنها أنثى إنها طفلة، كل دلال الدنيا فيها، إنها شرسة، كل وحشية الكائنات تقطر من عيونها، إنها ماكرة، في كل نظرة لها قتيل. إنها ملتهبة، تشتعل بالإنوثة والشراسة والطفولة والمكر.

لا أصدق عيناي حين ناظرتها، أهذه مخلوق موجود على الأرض، أهذه أنثى أم نوع آخر من النساء اختزل الأنوثة في كائن واحد. حين أراها أسبح في عينين اشتق البحر منهما الزرقة، ذابلتين رقيقتين تنظران الى البعيد، رموشها كستائر الليل تنسدل على صفحة البحر، حين أراها أشرب عيناها كأسا خمر فلا عقل يبقى لدي ولا لذة ليست لدي.

حين أراها ألمس شفاهاً كمن يلمس الغيم بيديه، شفاهةتغرق في نعومتها وكأنك نائم على سرير من القطن المنفوش.

حين أراها أبتدء الرؤية، فأنا قبلها كنت أعمى، فمتعة اللسان الكلام ومتعة الأذن الصوت الجميل ومتعة العين الجمال ولا أحسب أني رأيت جمالاً قبلها أفلا أكون أعمى.

حين تمشي وكأنها تمشي بلا جاذبية، كلا بل الأرض تغازل قدميها فتداعبهما وتحنو عليهما.

حين تتكلم تحبس الأصوات أصواتها لتسمع الألحان في حروفها.

فيها تجد الجمال الذي تراه في كل أنثى فقد جمعت الجمال من كل إناث الدنيا فالتهبت... أجل إلتهبت فأحرقت قلوباً وقتلت كثيراً فهي القاتل الأعظم على هذه الدنيا فمن يراها إما مقتول يتوسد ذراعيها لحداً أو مجنون يمسك القلم محاولاً رسم صورتها بالحروف مثلي....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى