الخميس ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
مِن الأَساطيرِ المِصْرِيَّةِ القَدِيمَهْ
بقلم رمزي حلمي لوقا

قِصَّةُ هَلاكِ الإنْسَانِيَّة

(رع): وتَفَكَّروا في عِبِّهم
: " مَن يَقتُل الرَّبَّ الإلَهْ؟ "،
أَيَظُنُّ بَعضُ الخَلقِ أَنَّيَ عَاجِزٌ؟ ، وكَأَنَّ أَيَّامِي العَتِيقَةَ قَد طَوَتْ سُلْطَانَ أَزْمَانِ الفُتُوَةِ والحَيَاهْ.
(حاجب): هُوَ سِرُّ أَسْرَارِ الحَيَاهْ.
(جوقة): هُوَ لِلْحَيَاهْ، هُوَ لِلْحَيَاهْ.
(رَعْ): وَلِأَنَّ عَظْمِيَ فِضَّةٌ، وَلِأَنَّ لَحْمِيَ مِنْ أَفَانِيْنِ النُّضَارْ.
(حاجب): وَالشَّعْرُ مِن حَجَرٍ كَرِيْمْ.
(رَعْ): ظَنُّوا بِأَنِّيْ عَاجِزٌ.
قَد أَخْطَأوا، شَيْخُوْخَتِيْ عَادَتْ لِقَلْبِيْ حِكْمَةً عُلْوِيَّةً.
(حاجب): قَدْ جَدَّفُوا، لم يَعْرِفُوا الأَزْمَانَ يَا رَبًّا يُخَاتِلُهُ الطُّغَاهْ.
(جوقة): أَوْجَدْتَ نَفْسَكَ مِن عَدَمْ،
أَوْجَدْتَهُمْ، وَرَفَعْتَهُمْ
لِمَصَافِ أَرْبَابِ الحَيَارَىْ حَيْثُ كُنْتَ مَلِيكَهُم.
(حاجب): مَلِكٌ عَلى أَطْيَافِ آلِهَةِ الوُجُوْدِ جَمِيْعِهم.
(جوقة): رَبٌّ على كُلِّ الخَلَائِقِ والبَشَرْ.
(حاجب): تَبًّا لِأَهْوَاءِ البَشَرْ.
(جوقة): تَبًّا لِأَدْوَاءِ البَشَرْ.
(حاجب): قَدْ دَبَّرُوا بِالغِيِّ مَقْتَلَةَ الإِلَهْ.
(جوقة): تَبًّا لَهُم.
(حاجب): تَبًّا لَهُم،
أَثِمُوا وطَمَّ رِيَاؤُهُم، وغُثَاؤُهُم، وهَدِيْرُهُم.
(رَعْ): وَلِمِثْلِهم تَأْتِيْ العُقُوْبَةُ والهَلَاكْ.
(جُوقة): وَلِمِثْلِهم تَأْتِيْ العُقُوْبَةُ والهَلَاكْ.
(حاجِب): تَأتِيْ العُقُوبَةُ مِن جَلَالَةِ عِزِّكُم وبِعَزْمِكُم.
(جوقة): فَلْنَأْتَمِرْ.
(حاجب): بِأَوَامِرِ الرَّبِّ الإِلَهْ.
(رَعْ): هَاتُوا إِلَيَّ العَيْنَ، عَيْنِيْ، بِنْتَ قَلْبِيْ، عَيْنَهُم،
"حَتْحُوْرَ"، يا عَيْنَ الإلَهْ.
وَاسْتَحْضِرُوا لِلْعَرْشِ بَيْنَ جَوَانِحِيْ "نُوْتًا" وَ"تِفْنُوْتًا"، وَ"جِبَّ" المُعْتَلَى، وَالرَّبَّ "شُو"، وَصَوَاحِبَ الدَّرْبِ العَتِيقْ.
فَلِعَلَّ هذا الجَمْعَ يَأتِيْ بِالنَصِيْحَةِ وَالنَجَاهْ.
وَتَحَرَّزُوا الكِتْمَانَ في أَعْمَاقِكُم؛ حتّى لِنَسْتَبِقِ البَشَرْ.
(حاجب): تَبًّا لِأَدْوَاءِ البَشَرْ.
(رَعْ): تَبًّا لَهُم
(جوقة): تَبًّا لَهُم

(راوي): لِلْتَوِّ تَلْتَئِمُ الجَمَاعَةُ بِاخْتِلَافِ عُلُوِّهم، فَتُبُوْدِلَتْ كَلِمَاتُ تِرْحَابٍ وأَنْهُرُ مِن نَبِيْذٍ سَابِغٍ، والسَّاجِدُوْنَ تَمَرَّغَتْ أَذْقَانُهُم حَتّى ذُؤَابَاتِ العُرُوشِ المُبْتَغَاهْ، وَتَرَافَعَ الرَّبُّ الإلَهُ أَمَامَ "نُوْنْ"، وَتَصَاعَدَتْ زَفَرَاتُهُ الحَرَّىْ جَحِيْمًا مِن تَرَاتِيْلِ الغَضَبْ.
(نون): شَرٌّ هُمُو،
قَدْ أَمَّلَتْ أَفْكَارُ رَبِّيْ
فِيْهُمُو خَيْرًا وَفِيْرًا يُجْتَبَىْ.
(شو): لَكِنَّهُ خَيْرٌ هُلَامِيٌ لَعِيْنْ.
(جِبْ): خَيْرٌ لِعَيْنِكَ يا رَبِيْبَ الأَهْوِيَهْ؟
(تِفْنُوتْ): رَبٌّ هُوَ؟ رَبٌ لِسُلْطَانِ الهَوَاءِ، ورُبَّما رَبُّ لِسُلْطَانِ الهَوَىْ!
(نُوْتْ): لَكِنَّهُ بِالحِقْدِ فَرَقَ شَمْلَنَا، "نُوْتٍ" و"جِبْ"، لا ليسَ سُلْطَانَ الهَوَىْ، بَلْ رَبَّ إِعْصَارِ الهَوَاءْ.
(نُوْنْ): هَيَّا اغْضَبُوْا، وتَلَاسنُوْا، وتَبَاغَضُوْا، عُدْتُمْ لِرَعْنَاءِ الطُفُوْلَةِ كُلُّكُم؟، هَلْ مِنْ رَشِيْدٍ هَهُنَا!؟
(شُو): هذا ابْتِلَاءٌ يا أَبِي
(تِفْنُوْتْ): وتَقُوْلُ : "تَاسُوْعٌ مُقَدَّسُ" مِن حَشَاكْ!!
(نُوْنْ): ماذا إذا جَاءَ الْغَرِيْمَانِ الشَّقِيَّانِ مَعِي، "حُورٌ" و"سِتْ"!!
(شو): أو جَاءَتِ الأُخْتَانِ صَاحِبَتَا النَّحِيبْ!
(تِفْنُوتْ): النَّائِحَاتِ على الأَحِبَةِ والبَنِيْنْ!!
(نُوتْ): "إيْزِيْسُ" تَبْكِيْ زَوْجَهَا ووَلِيْدَهَا.
(شو): "نفْتِيْسُ" أَيْضًا تَنْتَحِبْ.
(جِبْ): أُخْتٌ تَلِدْ.
(تِفْنُوتْ): والْمَرْأَةُ الأُخْرَىْ تُشَارِكُهَا المُخَاضْ.
(نُوْتْ):خَيْرًا فَعَلْتُمْ يا أَبِي، جَنَّبْتَنا أَحَزَانَهُم وصُرَاخَهُم، وعَوِيْلَهُم، فَصِرَاعَهُم أَبَدًا فَأَبَدًا يا أَبِي لا يَنْتَهِي.
(رَعْ): حُزْنٌ نَبِيْلٌ يُرْتَغَبْ، يا لَيْتَ لِي أَمْثَالَهُنَّ مِن القُلُوْبِ العَاشِقَهْ.
(جِبْ): أَوَ لَيسَ تَبْكِيْكَ الضِبَاعُ إذا انْتَهَيتْ!
(تِفْنُوتْ): أَوَ ليسَ تَبْكِيْكَ النَوَازِلُ والمَنَازِلُ والحَجَرْ.
(شو): أَوَ ليسَ تَبْكِيْكَ الصَوَاعِقُ والمَرَابِضُ والشَجَرْ.
(نُوْتْ): أَوَ ليسَ تَبْكِيْكَ الخَلَائِقُ كُلُّهَا!
(نُونْ): ماذا بِرَبِّكَ قَد سَمِعْتْ!! ما هَكَذَا يُلْقَىْ الكَلَامُ كَمَا الحَجَرْ.
(نُوْتْ): بَعْضًا مِنَ الكَلِمَاتِ، لا مَعْنًى لَها.
(نُوْنْ): هذا هُرَاءٌ، بَلْ سُخَامٌ نَاقِعٌ، فَلْتَصْمُتوا، وتَفَكَّرُوْا مِن قَبْلِ أنْ تَتَتَبَّعُوا شَهَوَاتِ أَلْسِنَةِ الكَلَامْ.
قَد جِئْتُمُو لِلْرَأْيِّ، لا لِتَرَاشُقٍ ـ وَا كُرْبَتِي ـ بِالكَادِ يَصْنَعُهُ العَبِيْدْ.
(رَعْ): تَبًّا لَهُم.
(الجوقة): تَبًّا لِأَفْكَارِ العَبِيْدْ.
(نُوْنْ): عُوْدُوْا إذَن، لِسِمِوِّ آلِهَةِ البَشَرْ، ولْتَرْحَمُوْا شَيْخُوْخَتِي، ولَتَرْحَمُوا شَيْخُوْخَةَ الرَّبِّ الكَرِيْمْ.
ولْتُنْصِتُوْا، فَالرَأْيُ لِيْ.
(شُو): فَلْتُنْصِتُوْا لِلْحِكْمَةِ العُلْيَا إِذَنْ.
(نُوْتْ): فَالخَيْرُ فِيها يا أبي.
(نُونْ): خَيْرٌ هِيَ، خَيْرٌ هِيَ، فَلْنَتَّفِقْ، خَيْرٌ لِعَبْدِكَ أو عَبِيْدِكَ أَنْ تُبَادَ بِضَرْبَةٍ أَبَدِيَةٍ، إذ لا يَعُوْدُ هُنَاكَ شَرٌّ أو بَشَرْ.
(الجميع): تَبًّا لَهُم.
(نُونْ): فَلْتُرْسِلُوا "حَتْحُوْرَ" تَشْرَبُ مِن دِماهُم حَيْثُ هُم.
(الجميع): نِعْمَ النَصِيْحَةُ والمَشُوْرَةُ والجَوَابْ.
فَلْتُرْسِلُوا "حَتْحُوْرَ" تَشْرَبُ مِن دِماهُم حَيْثُ هُم.
(الجميع): وَيْلٌ لَهُم، وَيْلٌ لَهُم.

(الراوي): ولِقَدْ تَعَقَبَتِ الإِلَهَةُ كُلَّ أَطْيَافِ البَشَرْ.
شَرَبَتْ مِن الدَمِّ المُرَاقِ فَأَكْثَرَتْ، وتَوَغَّلَتْ، وارْتَجَّتُ الأَرْضَيْنِ تَصْرُخُ في الْتِيَاعٍ، تَرْتَجِيْ عَفْوَ الإلَهْ.
(البَشَر): يا رَبُّ: قد أَفْنَيْتَنا، "حَتْحُوْرُ" أَدْمَنَتِ الدِّمَاءَ، وأَصْبَحَتْ تَسْعَىْ إلَيْهِ كَما النَبِيْذِ المُفْتَخَرْ.
(امرأة): أَطْفَالُنَا، ما ذَنْبُهم؟!
(امرأة): يا رَبُّ: إنَّ كِبَارَنَا وكُهُولَنَا قَد أَخْطَأُوْا، إذْ حَقَّ فِيْهم قُوْلُكُم، وقِصَاصُكُم.
(امرأة): ما ذَنْبُ أَحْقَاءِ البَنِيْنْ؟!
(امرأة): قَد كُسِّرَتْ أَضْلَاعُهُم.
(امرأة): أو بُتِّرَتْ أَطْرَافُهُم.
(امرأة): أومُزَّقَتْ أَحْشَاؤُهُم.
(امرأة): ما ذَنْبُهُم؟!
(امرأة): ما ذَنْبُ أَحْلَامِ البَنِيْنْ؟!
(رَعْ): تَبًّا لَكُم، تَبًّا لَها، قد أَسْرَفَتْ "حَتْحُورُ" في نَهْرِ الدِّمَاءِ، ولم يَعُدْ فيها انْتِبَاهٌ لِاتِّبَاعِ أَوَامِرِيْ.
(شو): قَد أَدْمَنَتْ طَعمَ الدِّمَاءِ ولَوْنَهَا.
(رَعْ): جُنَّتْ هِيَ؟
(جِبْ): والشَعْبُ يَسْتَجْدِيْ مُرُوْءَةَ سَيِّدِي.
(رَعْ): سَامَحْتُهُم، وعَفَوْتُ عَن أَقْذَارِهم، ومَنَعْتُ عَنهم نِقْمَتِي.
(تِفْنُوْتْ): لَكِنَّ "حَتْحُوْرَ" المُرِيْعَةَ تَشْتَهِيْ أَبْدَانَهُم ودِمَاءَهُم.
(نُوْتْ): قَد أُتْخِمَتْ كَالبَقِّ في كَبِدِ الفَرَاشْ.
مَن ذَا يُلَوِثُ ظِفْرَهُ الغَالِيْ، ويَفْثَأُ جُرْحَهَا العَاتِيْ، ويَسْتَبِقُ الشَّرَاهَةَ والجُنُوْنْ.
(رَعْ):الشَعْبُ أَوْغَلَ في الصَحَارِىْ، يَنْهَبُ الآفَاقَ بَحْثًا عن خَلَاصْ.
ونِسَاءُ عَرْشِي يَهْرِفُوْنَ بِحِقْدِهِنَّ المُزْدَرَىْ.
(شُو): طَبْعُ النِسَاءِ كَما تَرَىْ.
(جِبْ): حَتّى لِأَكْبَادِ العُرُوْشْ.
(رَعْ): ها قد سَئِمْتُ جَمِيْعَكُم.
فَلْتُنْصِتُوْا، هَاتُوا لِقَصْرِي كُلَّ عَدَاءٍ سَرِيْعٍ كَيْ يُلَبِّيَ طِلْبَتِيْ.
فَلْيُرْسَلُوا بِالعَدْوِ حتّى مَوْطِنِ الطَّفْلِ المُضَّرَجِ بِالحَمَارْ،
ولْتَطْحَنُوْهُ ـ لِكَيْ يَذُوْبَ ـ بِحِنْكَةٍ في بَحْرِ ذَوْبٍ مِن شَعِيْرْ.
(نُوتْ): جِعَةٌ كَنَهْرٍ مِن دِمَاءْ.
(رَعْ): ولْتُكْثِرُوْا، حَتّى لِتَخْتَمِرَ المَزَارِعُ والمَعَابِدُ والبيُوتْ.
(نُوتْ): سَبْعُوْنَ "هِنْتًا" يا أَبِي؟
(تِفْنُوْتْ): لَن تَكْتَفِي تِلْكَ الإلَهَةُ بِالشَحِيْحِ مِن النَبِيْذٍ أوِ الجِعَةْ.
(نُوتْ): بَلْ فَلْتُزَادُ إلى مِئَةْ.
(رَعْ): سَبْعُوْنَ ضِعْفًا لِلْمِئَةْ، بل قَد تُزَادُ على الرُبُوْعِ وفي القُرَىْ، فَتَدَفَّقِي يا خَمْرُ فَوْقَ مَرَابِضِيْ "هِنْتًا" "بِهِنْتْ".
(تِفْنُوْتْ): ولْتَشْرَبِيْ "حَتْحُوْرُ" ما يَحْلُو لِقَلْبِكِ مِن عُصَارَاتِ البَشَرْ.
(نُوتْ): خَمْرٍ تَخَضَّبَ كَالدِمَاءْ.
ولْتَنْعَمْ الدُنْيَا بِعَفْوٍ مِن إلَهٍ صَالِحٍ.
(جِبْ): فَبِسَقَطَةٍ يا رَبُّ كانَ هَلاكُهُم.
(شُو): وبِحِكْمَةٍ وبِرَحْمَةٍ خَلَّصْتَهُم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى