السبت ٢٥ تموز (يوليو) ٢٠١٥
بقلم فريد النمر

نافذة الذئاب

أغلقت كل نوافذي التعبى المفتّحة
الجهات على الأوان اللازورد
من قبل أن يفضي
بنورسة اللقا والظلّ ينتحل المعان
 
حيث الذئاب تصحّرت في قلب
ساكنة الصدى
وانزاح فوج الوقت ممهور المدى
واستل خيط الماوراء
من المواويل.. الجِنان
 
كم خطوة بين الجنائز والدقائق والثواني
تمدّ نبض الفجر من أيقونة
ترتاب ..
تفترع السنا
يا لحظة الإنسان..
من أين يُفترش الأمان
 
وكأنني بعجوزة
غزلت لفوضى العمر أحلام الصبايا
وتقطّعت همسا مراقِ بحافة الوجع السحيق
على التجاعيد المريرة
من مراياها النحيلة من مساء العنفوان
 
خطأ وحيد يكسر الخطو ..
يتمتم بعضه
ولا احتمالَ لآخرِاللاشيء ..
غريبةٌ.. كل الذئاب في رأسي هنا...
ووحيدة ..في هاهنا
والذنب يلبس عاره التبغُ الجديد لموته
والوجد يقطر بالأغاني العتيقة بيننا
كما يغني للسنابل ..سنديان
 
قاسٍ هو العّيب الملونِ كالغداةِ
ومُثقلٌ نفسُ التباريح ..الصغير
وزلّة القدر القديم ..محمومة
تستغرق الحب الخبيءَ في قاعهِ السفلي ..
كخِلّةٍ محنية في الحزن تجثو
وعلى انحناءات المسافات..يكمن المعنى
تضاريسا.. يمارسها الحَنان الإفتتان
 
قالت لي الآمال: عد لي.. ياصديقي
لا تخف... إنِ اتصلت مع المنى
فضحكت من فرط التوحد والشجى
وتلفّع الخوف الجريح بخفقة المعنى
ومشوّهاً نهَمَ الشجاعة
واستقلّ لدربةٍ ثكلى ..تفيض ببعضها
والحزن ما بين التهاويل الجريئة
يشدّ أطراف النداء بثوب خائفة
تدندن للكمان
 
وأنا كنهرٍ غائرٍ قد علقت أطرافه
في ضفة النسيان أمضي
على هدوء مجسّة بيضاء تحفل بالرؤى
ذا هاجس الأمس الرّتيب
يمدُّ جسر الوهم في روحي لظلٍ خائرٍ
فلربّما يبني لغابة ملحه عرشاً خفياً مترعاً
يشتدّ زهوُ متاعه.. في وسط موجة لا مكان
 
العمر يستجدي دَمي ..
والنصل يفتك بالقصيدة في فمي
ذي غابة الأفكار تغلق أفقها
والمستحيل ...يلفّ زاوية الرؤى
كما الخطيئة باشتباهات الدّخان
 
لغة من الماء تهربني ..صدى
في نزعة روحية تتلّقف المعنى سدى
والنزعة الأخرى هنا نزق بكفيه
العصية مذ تجلت رحلة الموت
سؤالا مشرعا ..من يزرع الشكّ الغريب..
كما فراغ سكينة
أوَكلّما قرّبت أسئلة الرؤى
غمراً يخادعني الأوان
 
لي طفلة الموت اللّصيق تقلّني
لي زهرة المجهول تنمو.. خارج الوقت
كغيبٍ فوق سقف مشيئة ..
أتحيّن الآن الفراشات الكئيبة
كيفما أحتار.. تحترف الطعان
 
كثرت ذئاب الظلّ في رأسي
وليس لي غيم يبدد فكرتي
واحتلّ بالوساوس نورس وجهتي
وسطى على الحلم الشهي
أبابل مأجورة ...كما مرايا الطيلسان
 
وفمي أيصطاد الحقيقة وحده..
تلك النوافذ فكرة مجهولة الأسماء
في ضوء العصافير المليئة
بالحكايات الرهان
 
في شكل أمرأة من الصلصال
جسّدها الرّمادُ القلب من تابوته
من مشهد النجوى
أجلت من رمقي الكثيف كل الحسابات
التجلي من دهشة الفردوس
ما عاد يفردني هنا للحن ناي أو زمان
 
يا أيها الآتي على قدم الأماسي الجريئة
هل ترَى وجه البعيد كما أرى..
أم أنت مثلي تحزم الأسرار ..
تبتلع النجوم ...تهرّب الخوف ..
تقلّ من حجر الغواية غيمة
كما اكتشاف غامض ٍ
قد سربته لنا المواويل الحسان
 
أبدو وقاب شعورنا نارٌ
تزاحم بقعة الشطرنج ..
والأمل الكفيف..
وعليه ..
تخفي رغبة الأدوار زيفاً
حينما ترمي لكسرتها الفضية النرد
كما حجرٍ عقيمٍ
ليس يدري ما الحطام الفجّ..
كما يتأنق اللّون .. بأشكال الهوان
 
قالت ليي الآمال: أنتَ الواحد الآن الذي
قد يشبه الأمثال في عين العروبة
كاغترابٍ .. شاحبٍ
في حين تبتلع العويل كدفعة أولى ..
كي تصنع الموت الزجاجي
لبوصلة العروج ْ
إن ثارَ في حلم التراتيل بقايا الاحتقان
 
فلِما تقيّد هالة الفجر الجديد
على خيالٍ موسميٍّ.. يبتئس باللحن ..
لا يمتدّ بالنكهات...
في صوت التغاريد الأذانِ..
إذا تفيأ لحظة الحب المعلق
على النهايات ...لشرفةِ شمعدان
 
قالت ليَ الآلام ...
حولي صوت نادلة تئن ّ..
وحلم موسقةٍ يصيخ ..وأمومة ثكلى..
ومشاهد تغفو ..وكأسان مرتجفان
كما الصبايا
وملمحٌ من شهقةٍ معجونةٍ بالقمح
من عمر الشتات..وحنطة
كانت تحيكُ ملاءة القربى
بزيت خشوعها..العربي
ولا قميص في التعابير الكثيرة ..
قد تصان
 
ودمي يجسّ الوقت في حمأٍ جريحِ
لثورة مجنونةٍ ..
مازال يخبزُ قلبها الجرح
لحنطة ظنّه ...
كرحيق زوبعة الجفان
 
لي في الغياب سريرة في حضرة الذئب
ولي هوى صمتٍ غريبٍ متعبٍ
وسنابلٍ معطوبةٍ ...
ولي ابتسامة بيلسان
 
وكما اقترفت من الصدى...شوطا يمارس فكرتي
أبتاع حظي رشفةً منهوكةً
لي في البعيد على حدود صبابتي
غُرَفٌ من المعنى وبهو خطيئة
لمّا تزلْ تتسوّل الأشياء ..تختزل القصيدة
كالصدى والحب يفتضحُ اللسان
 
فمن سيمسك بالذئاب إذا عوت في داخلي
ومن سيغلق كل نافذة هناك تمرّ في رأسي
إذا تعمق خافق الفوضى بها
ومن سيُفهم للقصيدة شهقةً معطوبة
وقد تغوّلها البيان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى