

هاكَ القلم
من قصائدي:
عن المرحوم يوسف صالح قعدان من باقة الغربية (الملقب: الأصمعي)
نشر موقع (باقة اليوم) حوارًا قديمًا مع الشيخ الشاعر يوسف (أبي جمال)، بدأه الشيخ بالدق الفنان على المهباج، وواصله بالحوار معه عن موضوع السحر، وموقف القرآن منه، كل ذلك بلغة فصيحة.
تم التسجيل في بيته، وذلك بعد أن تجاوز الثمانين، وما أجمل أن ترى في الشريط مكتبته، والكتب بين يديه، وأن تسمع ترحيبه بضيوفه. وحسنًا فعل الموقع إذ يعيد للأجيال الجديدة سير رجالنا،
وقد ربط الموقعُ موقعَ مؤسسة البابطين، حيث يجد المهتم فيه قصيدتين من شعره كنت قد أرسلتهما، كما أرسلت التعريف به إلى المؤسسة، فنشرت المادة في كتابها: معجم الشعراء الفلسطينيين – القرن التاسع عشر والعشرين.
غير أن المؤسسة لم تنشر قصيدة ثالثة له أرسلتها، هي: (في رثاء أبي فاروق)، وهي قصيدة قوية السبك، متينة العبارة، وذلك بحجة عدم الموضوعية لديّ، فهي عن والدي.
http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=7974
خطر ببالي هنا أن أثبت قصيدة الأصمعي عن والدي، وأن أثبت بعدها ردي عليه في رثاء والدي، لكني تركت ذلك لفرصة أخرى، وآثرت هنا أن أختار كلماتي التي ألقيتها يوم جنازته، وقد أوردتها على لسانه، وهو يخاطب ابنه- صديقي جمال، رحمهما الله.
قلت في نشر القصيدة:
عرف عن الشاعر الشيخ أنه لم يتخل عن القراءة والكتابة حتى رمقه الأخير، وقد كان له قلم مميز يعتز به، وكانت صحته جيده، ولم يستخدم النظارة إلا نادرًا.
كان رحيله مفاجئًا، وقبل وفاته بساعة خاطب ولده جمال قائلا له بحسرة:
" يا بني ، هاك القلم واحتفظ به!
هاكَ القلم
وأظُنُّ أنِّي ...أنِّي اكتفيتُ أوِ انتَهَيْتْهاكَ القلمْفاحفَظْهُ يا ولدي ـ رِعاءً ـ للذِّممْذاكَ الذي كانَ احتفالا شائقًاقد دَوَّنَ الأيَّام والأوهامَ مُمْتَطِيًاحصانًا أبيضَ الأشواقِ يحلُمُ بالمواسمْويُغِذُّ سَيْرًا في مُروجٍ لا تُخَفِّيْهَا المَعَالِمْحتَّى إذا رَفَّتْ عليهِ نِهايَةُ العُدْمِ انطفَاتَحْديقةً من قلبِ قلبي وكفىهاكَ القلمْ !فاحفَظْهُ يا ولدي بِسِتْرِكَ كالحُرَمْكم كانَ يجري في يديكالنهرِ يَقْفِزُ تحتَ جنَّاتِ الألَمْ !كان التقاءً رائقًاكانت لياليهِ احتفاءً بالمنىيَتَنَفَّسُ الصبح الوضيللصبح طِيبًا مُثْمِلاسَمَّيْتُهُ مِفْتاحَ ما فيعنقودِ موَّالي المُعَذَّبْسَمَّيتُهُ عُشْبَ الربيعِ على الرِّياضِيَغُلُّها الزمنُ اليَبابْسمَّيْتُهُ كَفِّي ، وكَفِّي صافَحَتْ أحبابْسَمَّيْتُهُ أشتاتَ عمري وانْتَهَتْهاكَ القلمْ !ذاكَ الذي بالأمْسِ كانَ صديقيَ المُنسابَ بالرهفَهْرُدُّوا عليه غطاءَهُسَجُّوه بالحزنِ المُدَمَّىوَرَقًا ولهفَهْهاكَ القلم!
مشاركة منتدى
٢٨ أيار (مايو) ٢٠١٣, ٢١:٠٩, بقلم زهير يوسف قعدان
اشكر الموقع الذي أعطاني هذه الفرصة لأشكر جزيل الشكر صديقي وجاري وصديق والدي، وصديق أخي جمال (أبو رفعت) رحمهم الله، الأستاذ البروفيسور فاروق مواسي، الذي كتب هذه المداخلة، حيث أنه حافظ على هذا الود وهذه الصداقة، ولم يأل جهداً بالذكر الحسن لحياة والدي وأخي المرحومَين، في كل مناسبة وكل مرة يذكر اسمهم، فأشكره جزيل الشكر، وأثمن غاليا حفاظه على العلاقة والود لهم. فالبروفيسور فاروق أديب وكاتب وشاعر ومعلم وصديق خفيف الدم، ودمث الأخلاق، وشهم وكريم، حيث صدق حين وصفه أحد الواصفين بأنه كالشجرة تعطي ثمرها لمن يمر عنها دون مقابل! فزاده الله علماً وكرماً وعمراً مديداً ورفعة إن شاء الله ليبقى معطاءً، فالحق يقال ما أن يُصدر كتابا "وهم كثر" حتى يهديني نسخة منه أولاً، فكما قلت نِعم الصاحب والجار والمعلم. أدامك الله بروفسور فاروق وأطال الله في عمرك لتغدق علينا بالتحف الأدبية، وتبقى درة لحارة الشقفان والبلد وفلسطين كلها.
زهير يوسف صالح قعدان