هل تغير أمريكا مناهج التعليم في مصر؟
الحكومة المصرية تتجه نحو الإصلاح التعليمي وسط مخاوف من ترويج القيم الغربية على حساب القيم الدينية.
يبدو أن قضية تطوير التعليم في مصر ستكون أول القضايا التي سيناقشها الحزب الديموقراطي الحاكم في مؤتمره الأول السنوي الأول المتوقع انعقاده من 27 إلى 28 سبتمبر/ أيلول القادم إذ تشير المؤشرات الأولية إلى أن الحكومة المصرية تسعى تدريجيا إلى الإصلاح التربوي وإنهاء الدعم المالي للتعليم وتغيير المناهج التعليمية.
ويؤكد صفوت الشريف وزير الإعلام وأمين عام الحزب الوطني الحاكم أنه لا يوجد ضغط أجنبي يحاول أن يفرض على مصر ما يجب أن تفعله تجاه إصلاح التعليم أو تفرض عليها تغيير المناهج التعليمية على حساب القيم الدينية.
بينما يؤكد جمال مبارك الابن الأصغر للرئيس حسني مبارك ورئيس أمانة السياسات بالحزب الوطني الديموقراطي أن الحكومة تتعهد بتوفير التعليم المجاني للمواطنين وأن الجهود الحالية تهدف إلى زيادة التمويل الخاص في العملية التعليمية لتخفيف عبء ميزانية التعليم على الميزانية العامة.
ويشير التقرير الذي أعدته لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم في مصر إلى ضرورة الإصلاح التعليمي لمواكبة التطور العالمي عن طريق تزويد المواطنين بفرص متساوية في التعليم أيا كانت نوعيته.
ورغم الميزانية الكبيرة التي أنفقتها مصر لتطوير التعليم خلال العشرين سنة الماضية إلا أن نصيب الطالب من الإنفاق التعليمي كان منخفض جدا مقارنة بالإنفاق التعليمي بالدول العربية الأخرى إذ بلغ نصيب الطالب المصري من ميزانية التعليم في العام الدراسي الواحد 129.6 دولار في حين كان نص! يبه في تونس 289.5 دولار وفي المملكة العربية السعودية 1,337.6 دولار أما في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة فكان نصيب الطالب من الميزانية العامة للتربية والتعليم 4,763.4 دولار وفي اليابان 6,959.8 دولار.
ويوصي التقرير بضرورة التركيز على الإصلاح التربوي في المرحلة القادمة من خلال الترويج للامركزية في إدارة التعليم مع تطوير نوعية التعليم وتدعيم البناء التحتي من الوسائل التعليمية والتربوية بالإضافة إلى إنشاء وكالة وطنية مستقلة من خبراء التعليم في مصر تختص بالإشراف على المناهج ! التعليمية والخدمات التربوية في كل من التعليم العام والإسلامي.
ومن المتوقع أن تشارك الولايات المتحدة في تمويل الإصلاح التربوي في مصر في إطار مبادرة الشراكة الأمريكية مع دول الشرق الأوسط والذي كشف عنه زيارة حسين كامل بها الدين وزير التربية والتعليم المصري للولايات المتحدة ولقاءه مع المسئولين الأمريكيين ومناقشة التمويل الأمريكي لعملية ال! إصلاح التربوي.
كما أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد مؤخرا في الأردن أن واشنطن تريد إطلاق سلسلة من المشاريع التجريبية التربوية في العالم العربي التي تدعم برامج محو الأمية لتعليم البنات القراءة والكتابة وترويج منهجا جديدا مجرد من الأصولية الإسلامية! .
وتخشى الأحزاب المصرية من التدخل الأجنبي في تطوير التعليم خاصة الدور المتزايد لقطاع التربية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في عملية التطوير والذي يهدف إلى ترويج القيم الغربية على حساب القيم الدينية في المناهج التعليمية.
حيث يرى المعارضون أن الولايات المتحدة متمثلة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تسعى لتغيير المناهج التعليمية إلى لمناهج تروج للأديان الثلاثة (المسيحية والإسلامية واليهودية) كما تدعو إلى تغيير المناهج المعادية للسامية حسب وصفها أو التي تدعو للأفكار الأصولية الإسلامية بالإ! ضافة إلى إبراز دور الحضارة الغربية في التقدم الإنساني.
كما استطاعت الوكالة أن تحقق مآربها من خلال إرسال المعلمين المصريين في بعثات تدريبية إلى الولايات المتحدة للتدريب على نقل القيم الأمريكية إلى مصر عقب عودتهم إلى مدارسهم وبالتالي أصبحوا أفضل أداة لإعادة هيكلة القيم والتقاليد الإسلامية على نحو أمريكي.
في حين نفى ديفيد ويلتش السفير الأمريكي بالقاهرة أن الولايات المتحدة تريد تغيير المناهج التعليمية في مصر أو أنها تدعم قيم ثقافية على حساب قيم دينية.
بينما ترى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أنها تركز عملها للإصلاح التعليم في مصر في بناء المدارس وتزويد المهارات التعليمية وتدريب العاملين ببرامج محو الأمية وتعليم الفتيات كما ساهمت 764 مليون دولار في ميزانية التعليم المصرية منذ عام 1975 في حين ساهمت في تمويل برامج تربوية! بميزانية بلغت 200 مليون دولار منذ عام 200 وحتى عام 2009.
وقد ركزت برامجها على المناطق الريفية وفي الصعيد المصري في محاولة منها وفق ما صرحت به إلى تغيير البيئة التي تساعد على نمو الأفكار المتطرفة والتي كانت سبب رئيسي وراء انتشار الأفكار المتطرفة والمعادية لشعوب الأخرى.
كما نفت الوكالة اتهامها بالسعي لتغيير المناهج وفق القيم الأمريكية ووصفتها بأنها اتهامات عارية من الصحة مؤكدة عدم اهتمامها بتغيير المناهج التعليمية في مصر بل تدعو إلى تحسين الأداء التربوي ودعم تعليم اللغة الإنجليزية لمساعدة التعليم المصري على تلبية احتياجات السوق من العمالة ! المدربة.
مشاركة منتدى
20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2003, 20:44, بقلم هاني محمد حسن درويش
لا أعتقد أنه يجب علينا أن نتجه الى الولايات المتحدة الأمريكية لاصلاح التعليم في مصر مهما كانت الظروف لأنه من المعروف الاّن أن أمريكا تحارب الاسلام مهما قالوا أننا أصدقاء.
كما أنه هناك الكثير من مؤسساتنا لا تقبل التدخل الخارجي منها التعليم.
و أتمنى أن يتذكر كل انسان أنه سيسأل من قبل الله عز و جل عن ما فعله في دنياه