الخميس ٣١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم أمين علي المعاتيق

هي ليس سواها الظهيرة

كنت أؤمن دوما
بأن الهدايا بكيس الهناء
الذي طالما طرقتْ سكـَـناتي رؤاه
بلا موعدٍ
لم تكن كافية...
كنت أدرك أنيَ لن أتفاجأ
والسقفُ يسرق هدأته من حروفيَ
والشمسُ حاقدة ً
تستبيح كـُـثـيِّبَ صدريَ
والقمرُ المستكين يشير لصدريْ
ويرشد نجماته الحافية...
آهِ ما أقطعَ الذكريات
التراقبنيْ مُـلهَـما ً في السراب
الذي طالما جدَّفــَـتْ بي على موجـِـهِ
آهِ ما آلمَ الفقدَ
والبوحُ يَستنفِذ الصمتُ كلَّ سناماتِهِ
ويَخِرُّ
مولولة في الرياح شراعاتـُـهُ
أمسُهُ لا يزال يواعده
وهو منفية ٌ عن حِمَى الجاذبيةِ مرساتـُـهُ
وشراعاتـُـهُ في تمزقها
تستغيث بآماله السافية...
هي ليس سواها الظهيرة ُ
ما كنت أخطئها بيقينيَ
في غرفتيْ كلما زارني موكبُ الفرح اللازوردي
والكيسُ مكتنِزٌ بالنقاطِ
وأحرفيَ المتماثلة ُ القسماتِ المُمِـلــَّـة ُ
تفغر أفواهَها للهدايا
ليندلقَ البوحُ فيها
ويبسطها في حقوليَ
واعدة ً مرقديْ بيْ
وليليْ بنافذة
كوَّةٍ
قافية...
هي والله ليس سواها الظهيرة ُ
كانت تراقبني
وأنا أتهادى بزورقيَ / الصدق ِ
بين النجوم ِ
وتعلم أنيَ يوما ً ستعصِفُ بيْ
وتـُحطـِّـم بينيْ و جوع ِ حروفيَ
زورقَ لحنيْ
لأصحوَ شرَّدني حسدُ الشمس ِ
لا صوتَ ليْ
يترامانيَ البوحُ بين حطام ِأغان ٍ مهشمةٍ طافية...
سَمَريْ
كيف أدعوكَ يا سمريْ
وملامحُ أوتارِ ذاك المغني صحار ٍ
وحقليَ ما عاد يسكن فيه مطرْ...
كلُّ أرضيَ رملٌ عديمُ القوى
لم يعد يتكلم وردٌ به
لونه واحدٌ
باردٌ
سَمَريْ
ما الأغانيْ أذا لم نـُـفـَـرِّقْ بها وترا ً عن وترْ...؟!
أحرفيْ في الظهيرة عطشى لكيس الهناءِ
النقاطِ
التي لوَّنـَـتـْـها بعينيكَ أغنية ً يا سمرْ...
الغبارُ يزيد إلتهابَ مدايَ,
فميْ غارقٌ في التوجُّـع
لكنه ليس يملك كي يتزفــَّـرَ شطرين من عافية...
أين جفنيَّ..؟!
أم أن كفـِّـيَ حرضها للتمردِ طيفُ غرور ٍ
كعاداتِها..
أين طفليْ..
أعيدي لخـَـدِّ مناميَ
يا شمسُ
بشـْـرته الصافية...
كنت أؤمن
أن الدموع التي أودعَـتـْـها اللياليْ بأمسيْ
ستستلــُّـني ذات خوفٍ
وجوع ٍ
وسقم ٍ
ستفتح ليْ في غدٍ ما
شبابيكَ أخرى
تنادي مدايَ
مضمِّدة ً
شافية...
كنت أؤمن...
ها أنذا أترنــَّـحُ
قافية ٌ في الطريق بصوتيَ
نحو شواطٍ تخصِّـبُها هدأة ٌ
ها أنا أتهدهد لحنا ً
وأحرفيَ الغافية...
ها أنذا أترنحُ....

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى