الثلاثاء ١١ حزيران (يونيو) ٢٠١٩
المرأة نصف المجتمع..
بقلم نايف عبوش

وإذن فالحياة ليست رجلاً فقط

إذا كانت (المرأة نصف المجتمع)، في ثقافتنا العربية الإسلامية، تناغما مع قاعدة الهدي النبوي الكريم (النساء شقائق الرجال). فلا ريب أن أي نظرة للمرأة بحيود سلبية عن حس ثقافة هذه النظرة السامية للمرأة، بالدونية، او التعسف، او غمط الحقوق، او التهميش، او التسليع، هي ممارسات طارئة، تعكس تداعيات لاصلة لها بتاتاً، بحقيقة النظرة العربية الإسلامية إلى حقيقة مكانة المرأة.

وما دام الأمر كذلك، فيبدو أنه ليس هناك ثمة مجال، أو ذريعة لإنكار دور المرأة الكبير في كافة مجالات الحياة. فهي مربية الأجيال، وهي من بين الفاعلين في مجالات السياسة، والاقتصاد، والأدب، وفي المجالات التنمويّة، والتعليميّة، والطبية، والهندسية، وغيرها من المجالات، التي غالباً ما تحتكر النشاط فيها ثقافة الجندر الذكوري.

فلا عجب إذن أن نجد الساحة الجامعية اليوم ،سواء في مجال التعليم العالي، أو الأولي، تزخر بحضور متميز، وفاعل للمرأة، كاستاذة جامعية، وباحثة علمية، في دليل عملي واضح على الندية. وفي المجال الصناعي، نجدها تحتل مكانة متميزة أيضاً، بين الكادر المهني الإنتاجي، والتشغيلي، وفي كل مفاصل الصناعة، وبطريقة تثير الإعجاب، ونفس الشئ يقال عنها في مجال الطب، والخدمات، والعمل، وغيرها.

ومن هنا تظل المرأة مصدرا للعطاء، وملهمة الجيل كل أساسيات التعامل مع الحياة، حتى أنه يصح فيها القول (ان وراء كل رجل عظيم امرأة)، لتشكل في جدلية ثنائيتها مع شقيقها الرجل، أساس الوجود الاجتماعي.

وإذا كان الأمر كذلك، فإن حركة الحياة إذن، ليست هي بمفاعيل الرجل فقط، فلا يمكن للحياة أن تستقيم بالمجتمع الذكوري لوحده،وحسب، وبالتالي فإنه لا يمكن ان يعيش المجتمع في حركته الدائبة، بغياب المرأة، وإقصائها المتعمد عن الدور.

ومن هنا فإن احترام المرأة، صنوا للرجل، وتبجيلها، وإعطاءها مكانتها الصحيحة اللائقه بها،وبجانب ما يمنحها ذلك من فرصة عطاء أفضل للمجتمع، فإنه يتجاوز في نفس الوقت، منطق النظرة الأحادية، التي تعتبر جندر الذكورة فقط، هو حقيقة الحياة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى