لأنّكِ ما يشبهني
سأنجِبُ ذاتي لأنتحِبَ
لأبكيَ بكاءً مُرًّا فوقَ رُكبتيْكِ
وأسقطَ من سمائي إليكِ
لأنّكِ أمِّي
لأنّكِ المُدُنُ المالِحةُ المُفْعَمةُ
بالدُّخانِ والعتمةِ وبالنّساءْ
بشمسِ مُنتصفِ الأرضِ تماماً
بأكواخِ الفقراء
وأفواهٍ لا تعرفُ إلاّ الجوعَ والضحكَ
وتعدُّ أسنانَها كلَّ يومٍ قبلَ النّومِ
لأنّكِ الحُلمُ في عيونهم كما اللهُ
سأنجبُ ذاتي
لأنتحِبَ على يديْكِ
لأنّكِ المساءُ الهادئُ كما الغيمُ
والشّمسُ الطّالعةُ عندَ شرفةِ العينينِ
تجفّفينَ الدّمعَ في عينيَّ بملحِهِ
كما يجفّفُ الفقراءُ الأسماكَ بملحِ البحرِ
وهذا البحرُ القاتلُ أحلامَ الصيّادينَ
بكنوزٍ يرصدُها جنّيٌّ خلفَ الآفاقِ
لأنّكِ المساء
لأنّكِ أمّي
سيّدةُ النّساء
لأنّكِ ما يشبهني
أتّسعُ كما مُعجمُ لغةٍ
كما بحرٌ
يجلسُ عندَ الشاطئِ
يجمعُ الأصدافَ
ويحصي حبّاتِ الرّملِ
أصبحُ ما يشبهُ ذاتي
في تكوين الخلقِ الأوّلِ
في ورقةِ التوتِ
خطيئةِ أمّي
في الأسماء الأولى للأشياء
في قلبِ الله
يا ألله
إحفظْ لي أمّي