الأربعاء ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم
وجهُ أمِّي
لأنّكِ ما يشبهنيسأنجِبُ ذاتي لأنتحِبَلأبكيَ بكاءً مُرًّا فوقَ رُكبتيْكِوأسقطَ من سمائي إليكِلأنّكِ أمِّيلأنّكِ المُدُنُ المالِحةُ المُفْعَمةُبالدُّخانِ والعتمةِ وبالنّساءْبشمسِ مُنتصفِ الأرضِ تماماًبأكواخِ الفقراءوأفواهٍ لا تعرفُ إلاّ الجوعَ والضحكَوتعدُّ أسنانَها كلَّ يومٍ قبلَ النّومِلأنّكِ الحُلمُ في عيونهم كما اللهُسأنجبُ ذاتيلأنتحِبَ على يديْكِلأنّكِ المساءُ الهادئُ كما الغيمُوالشّمسُ الطّالعةُ عندَ شرفةِ العينينِتجفّفينَ الدّمعَ في عينيَّ بملحِهِكما يجفّفُ الفقراءُ الأسماكَ بملحِ البحرِوهذا البحرُ القاتلُ أحلامَ الصيّادينَبكنوزٍ يرصدُها جنّيٌّ خلفَ الآفاقِلأنّكِ المساءلأنّكِ أمّيسيّدةُ النّساءلأنّكِ ما يشبهنيأتّسعُ كما مُعجمُ لغةٍكما بحرٌيجلسُ عندَ الشاطئِيجمعُ الأصدافَويحصي حبّاتِ الرّملِأصبحُ ما يشبهُ ذاتيفي تكوين الخلقِ الأوّلِفي ورقةِ التوتِخطيئةِ أمّيفي الأسماء الأولى للأشياءفي قلبِ اللهيا أللهإحفظْ لي أمّي