
وحادَ الحلْمُ...يا وطني
بقلم: صقر أبوعيدة
تُنَـاديـني:أَيا وَلَدِيوأبواقٌ تُغطّي صوتَها الحانيكأنَّ الصمتَ أضحى من محابِسهاتنـاديـني :من الشطآنِ والرّملِ الذي فَرغتْ خَوابيهِوأحداقٍ وقد ثَكِلَتْوصمتٍ في وُجوهِ الدّربِ والصِبْيهْوجلادٌ على أبوابِ خَيمتِناتُـنادِيـنيمن الأكواخِ والجُدُرِمن الوديانِ والشجرِلِنمضى بالثواني من سَواعدِناعسى يوماً نذوقُ الطعمَ من زيتٍ عَصرناهُتناديني على أملٍ أُلاقيهاعلى وعدٍ مِنَ القدرِوجِئْتُكِ يا جَبينَ الأرضِ من غَسَقيأَبُلُّ بِكَ الْجُفونَ الحَائراتِ الجاثِماتِ على مَوانيهاوحادَ الحلْمُ يا وطني على مرْأَى مِنِ البشرِونادتنيمن الأسوارِ والكفنِمن الأجداثِ والوهنِوقالت هذهِ صُوَرٌ من البلدِفلم نَسنِدْ لأَبْراجِ الحماماتِوفرخُ العشِّ قد يهلكْفلا تدري !أَصِرْنا مُنْتهَى السِّفْلهْ ؟أَإِنَّا مرقدُ العِلّهْ ؟أَكُنّا إخوةً قَتلَهْ ؟فقد صِرْنا جِرابَ القالِ والقيلِوبِتْنا نطلبُ الهَجْرامن الأرضِ التي كُنّا بها حِلْساونصلُبُ دمعَنا ذِلّهْتنادينيلماذا عزْمُنا أمسى وقد رَمِداونزعمُ أننا كنا نسُوسُ الموتَ بالأمسِوكنا نغسلُ الأحزانَ بالصبرِفهذي بنتُنا عَنَستْوهذا طفلُنا يجري على كِسْرهْوجيرانٌ على شِبْرٍ من الحقدِوإخوةُ بيتِنا صاروا على طُرِقٍومنهم من بَغى عَوداً إلى الـمُرِّومنهم من كَبا وجهاً على أنْفٍوآخرُ صارَ مَركِبةً ولا يدريتُسَيـِّرُهُ دَواليبُ الغَواياتِعلى دربٍ وليس له مناراتٌونادتنيمن الشمسِ التي خَبَأَتْوألقتْ ضَوءَها خجلاً وفي السرِّعلى كُرهٍ من الفِرَقِ التي نَسِيَتْ أهاليهاولم تَنْسَ البلايا حين ترْسُمُهاومن أطفالِنا نُزِعتْ مباهجُناأضعْنا دِفْئَنا غَصباً على مرمَى من البصرِوقلنا يا بلادي جِئتَنا يوماًعلى جرحٍومن أمّ لنا من دمعِها وطنٌومن حزنِ الأيامَى قد نُحاكي قصةً فقَعَتْونسألُ عن بلادٍ كان فيها أُنْسُ سُمّارٍوكان الدمعُ فيها يدفعُ الحُزْناوقد كُنّا فؤاداً يمتطي شعبافجارُ الأمسِ بعد هلاكِ ربّ الدارِ يأتي كي يُواسينايزرعُ من مآسينا رفيفَ الجوعِ والقمرِويرسُمنا شُموعاً لم يكنْ يشقَى بها بلدٌوخِلُّ أبي يعاني شُّقَّةَ السفرِلِيمْسحَ رأسَ إخوانيوما أمٌّ من الجيرانِ إلا أرضعتْ حارَهْو لم تمنعْ كرومُ الأرضِ أفواهاً تُناديهاوأطيارُ القُرَى تأتي على بحري تُراقِصُ ماءهُ فَرَحاتَحُطُّ على شَواطئِهِ وترتحلُتنادينيوأسمعُ صوتَها يخبُووأُصْغِي عند هَمْستِها وأشتعلُعلى أملٍ بأن تبقَى تنادينيفهذا نجمُها يَبْني أمانيهِ وتندملُويا وطني أجيءُ وفيك مقْبرتيعسَى يوماً يُؤانسُني ترابُك في مناماتيوقد يُلقَى على جُرحي ويكتحلُ
بقلم: صقر أبوعيدة