الثلاثاء ٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩

وطـار وجـائـزة نـوبـل

بقلم: بلقاسم بن عبد الله

... ولماذا لا يطمح أديبنا القدير: الطاهر وطار عميد الرواية الجزائرية في نيل جائزة نوبل للأدب، خاصة بعد فراغ مقعدها العربي؟.. هكذا تساءل صاحبي العزيز المعزز وهو يرشف قهوته الساخنة في مقهى عمي عيسى برياض المكان، فرد مرافقنا الطيب الأمين: هذه الجائزة المحبوبة والمطلوبة والملعونة تعرف إسم صاحبها، ولون بشرته وفصيلة دمه وعرقه، ولذا، لا ننتظر هذه المرة حصول المفاجأة، ولكن يكفينا فخرا بأديبنا الطاهر وجهوده الدؤوبة المتواصلة عبر نصف قرن في خدمة الأدب والصحافة والثقافة والنضال الوطني؟..
طويت صحيفتي اليومية المشرقة و المشرفة، بعد أن قرأت الحلقة العشرين من رواية أديبنا الطاهر وطار: قصيد في التذلل، واستوقفتني فقرتها الرابعة حيث يقول على لسان أحد أبطاله: أخبار الأدباء والكتاب والفنانين، وطرائفهم وذكرى وفاتهم، تتعلق كلها بالفرنسيين والفرنسيات.. ومن حين لآخر يظهر إسم كاتب ياسين أو محمد ديب...

وقتئذ، عاد بي شريط الذكريات إلى تلك الأيام الزاهية المزدهرة من الزمن الجميل، عندما أجريت أول حوار شامل معه ضمن برنامج دنيا الأدب بإذاعتنا الوطنية في منتصف شهر جوان 1970 إثر صدور مجموعته القصصية: الطعنات. بعد مجموعته الأولى: دخان من قلبي. ثم كتابتي لأول مقالة نقدية مطولة بجريدة الشعب. بتاريخ 4 سبتمبر 1970 بعنوان: الطعنات ونضال الكلمة، وقد نشرت كاملة بكتابي: بصمات و توقيعات، الذي صدر ضمن منشورات وزارة الثقافة الجزائرية.

وأتوقف لحظة عند تجربتي معه في جريدة: الشعب الثقافي. التي كانت تمثل التيار الجديد المتقدم في الأدب والصحافة والثقافة، طوال سنتين، من جوان 1972 إلى مارس 1974 أنتجت 42 عددا متميزا ومختلفا في ظل هيمنة وثقافة الحزب الوحيد.

أتذكر جيدا اللقاءات التي جمعتني به هنا وهناك، والحوارات التي أجريتها معه، على فترات متقاربة ومتباعدة، ونشرت بعضها خارج الوطن. بتفويض خاص منه، لتعميم الفائدة.
أذكره الآن وهو يرقد على سرير المرض في ديار الغربة، وأصلي صلاة الإستخارة، وأدعو له بالشفاء وموفور الصحة والسعادة، ودوام التوفيق والتألق.

وعندما أعود إلى مكتبتي الخاصة، كثيرا ما أعيد قراءة أعماله القصصية والروائية، بنظرة الأمس واليوم والغد، وأتابع نشاطاته الثقافية من قريب أو بعيد.

وكلما تتاح لي فرصة زيارة عمنا الطاهر في منزله أو في جاحظيته، أسترجع معه شريط الذكريات بحلاوتها و قساوتها، فالأيام تتغير، وما يبقى في الواد غير حجاره. أتجاذب معه أطراف الحديث عن مستجدات الأدب والصحافة، وعن هموم الساسة والسياسة، لتتأكد لدي مواقفه الثابتة في الدفاع عن البعد الحضاري العربي الإسلامي لجزائرنا الخالدة.

وأعود لأتساءل مع صاحبي العزيز المعزز: ولماذا لا يطمح أديبنا القدير: الطاهر وطار عميد الرواية الجزائرية في نيل جائزة نوبل للأدب، خاصة بعد فراغ مقعدها العربي؟..

بقلم: بلقاسم بن عبد الله

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى