ضَحِكَ الْقَلْبُ سُرورًا أَمْ بَكى
أَمْ عُيونٌ شَهَقَتْ بالأَدْمُعِ
كَلِماتٌ أَسَرَتْني وَجُمَلْ
وَحَديثٌ مُضْمَرٌ بَيْنَ الْمُقَلْ
أَفْصَحَ الصَّمْتُ كَلامًا لَمْ يُقَلْ
وَفُؤادي بالْوَمى مَعْها حَكى
سَمِعَتْ بالنَّبْضِ ما لَمْ أَسْمَعِ
هَمَساتٌ هِيَ خَفْقُ الأَجْنِحَة
وَشُعورٌ يَتَعَدَّى مَطْرَحَهْ
هَمُّنا في الْوَصْلِ أَنْ لا نَجْرَحَهْ
فَضَحَ القَلْبُ الْهَوى لَمّا اشْتَكى
لَيْتَ أَخْفى سِرَّهُ في الأَضْلُعِ
أَبْحَرَتْ في سِرِّ عَيْنَيْكِ الْمُنى
سِنْدِبادَ البَحْرِ جَوّابَ الدُّنى
باحثًا عَنْ هِبَةٍ فيها الْهَنا
أَيُّها المُبْحِرُ: خُذْني مَعَكا
وَلْيقولوا: هائِمٌ لَمْ يَرْجِعِ
سَكَنَتْ روحي إلى ذاتِ الْوِفاقْ
في نَعيمٍ من هُيامٍ واشْتِياقْ
تَتَلَوّى في خُفوقٍ واحْتِراقْ
وَشَرارُ الْوَجْدِ في قلبي ذَكى
طَفَحَ الْوَجْدُ بِحِسٍّ مُوْجِعِ
هاجَ إحساسي وَفكري وَمَضا
ظالمٌ في حُكْمِهِ هذا الْقَضا
كُلَّما يَنْتابُني ما قَدْ مَضى
نَدَبَتْ روحي مُحِبًّا هَلَكا
وَبَكى بَعْضي عَلى بَعْضي مَعي