
ويشتعل السؤال
بقلم: صقر أبوعيدة
ويَسْألُونَني لِمَ القَصيدُ يَجْلُبُ الشَّجَنْأَلَمْ تَرَوا إلى العُيُونِ كيفَ تَذْرِفُ النَّدَى؟وُرُودنا على الخُدُودِ كيفَ تَكْتُمُ الصِّبَاوكيفَ يَرْقُبُ السَّقيمُ في سريرِهِ الرَّدَىأَلَمْ تَرَوا إلى الوُجُوهِ في الصَّباحِ كيفَ تَنْدبُ الوطنْ؟ومِنْ دِمائِنا تَهدَّمَ الأَثَرْأَلَمْ تَرَوا حَبيبَتي وقدْ غَفَتْ على الْوَهنْ؟وتأْمُرونَني أُزَخْرِفُ الْكَفنْ!يقولُ منْ بِحَقْلِهِ مَفاوِزُولم تُدَسْ شِفاهُ تُرْبِهِ ولا مَنابِعُهْوفي فُؤادِهِ دَخَنْ :نُريدُ غُنْوَةً مِنَ القَصائِدِوبَهْجَةً تُراقِصُ الأَغانِيَانَظَرْتُ كيفَ أَحبسُ السّرائِرامكثتُ جُمْعةً منَ الظنونِ مُكْرِهاً دمي المشاعِراوكيفَ أَرْسُمُ العَفَنْ!فؤاديَ الكَليمُ في يَدي يُصارِعُ الهَوَىشَحَذْتُ أُنْمُلِي لأَكْتبَ الطَّربْشَرِبْتُ نَزْفَ شَهْقَتيسألتُ روحيَ ابْتِهاجَها فلمْ تُضِئْ لِيَارَجَوْتُها أَنِ اكْتُبِيأَنِ اكْتُبِيأَنِ اكْتُبِيعصَرتُ فِكريَ العَنُودَ في القلمْفخَطَّ لي مُعاتِبَاًأَأَكْتبُ الْمَراثِيا؟أَأَكْتبُ الدَّوَاهِيَا؟وصحْنُ بَيتِيَ الحَبيسِ، دِفْؤُهُيَجُرُّ ذَيلَ شَمْسِهِوبِنْتيَ الَّتِي يَطلُّ عُرْسُهانَشيجُ قلبِها يَبُثُّ من سُبُولِ هُدْبهاوحائِطي بِوَجْبَةِ الرَّصاصِ أَنَّ مُثْقَلاويَرْتَضِي خَلِيلُنا مِنَ الجَفاءِ مَنْزِلاوكُوزُ خاطِري منَ النَّسيمِ باتَ خاوِيَاوعُصْبَةٌ تُحَرّفُ الكَراسِياوعَرْضُ سِجْنيَ العَميقِ يَتّسِعْولم تَقُمْ على بُحورِنا سُفُنْولم تَرَ المرَاسِياطُيورُ بَرِّنا على عِشاشِها ولم يَطُفْ بِها وَسَنْوكيفَ أَكْتبُ الغِناءَ والبلادُ تزْفِرُيَنوءُ طفلُنا بِظِلِّهِ إلى مَصابِهِ ويكبُرُيُلمْلِمُ الجَوَارِحاأَقَلِّبُ اليَراعَ والفؤادَ والقَوافِيالكنَّني أسيرُ في الكِتابِ عائِداً لهاوأحْتَسي منَ الحميمِ وافْتراشِ تُرْبِهالِكيْ أَرى حبيبتي بِجيدِها قَصائِديأُسَائِلُ البَواكِيافمالِ هذهِ النُّسورِ لا تَعُودُ وَكْرَها؟أَمِنْ قصائِدِ الشُّجونِ وانْفِطارِ جُرْحِها؟أمِ النُّفُوسُ قدْ خَبتْ شُموعُهاونامَ في خِبائِها زِنادُهاقَصائدي كتبتُها وما أقولُ كيفَ جاءَ خَيلُهابِنارِ أحرُفي غَمسْتُ فِكْرتيأَخُطُّ لَوْنَها بِريشَةٍ منَ السَّنابِلِأَبُلُّ شَعْرَها منَ الأَسَى لِتَرْسُمَ الخَلا دَوالِيَا
بقلم: صقر أبوعيدة