
وَرْدُنا...مَتى يَغْفُو؟
بقلم: صقر أبوعيدة
أَيَا أُمّاهُ لَوْ رَضَعوا من اللّوْزِ الذي كُنّا لهُ نَحبُولَما ترَكوا مَعاطِفَهم على الحاناتِ واسْتَلَبُواهَواءَ الطّيرِ والْتَحَفُوا دَثائِرَناوما عَضُّوا أَياديكِ التي تَعِبتْ لهمْ تدْعُووما عَطِشَتْ حَمَاماتٌ على جُبّوما سالتْ دُموعُ التّينِ بالغضَبِ*****نَظرْناهُموقدْ عُدْنا من القَيْظِ الذي أدْمَى حناجِرَناوما زالتْ شمائِلْنا تُناديهمتعالوا نحْرُثِ الأرضَ التي شالتْ أَثافينالِنَبْنِيَ صَرْحَ أَحلامٍ لنا وَجَبَافقد تعِبتْ أهالينا ولمْ تغرقْ على فَرْشِألمْ يَبنُوا بأسنانٍ لهم صَدِئَتْ بَساتِيناوقد حاكُوا فَؤادَ الأرضِ بالرمْشِ*****دَعَوْناهُمفقد جاءُوا على سَيْلٍ من الصّدْعِوأوْكارٍ بها جَفّتْ حَواصِلُهموأسفارٍ ومابَرِحتْ تُجافيهموتَنْفِرُ منْ مَلامِحِهموأشجانٍ تُثيرُ مدارَ فُرْقَتِهم*****ولو جُبِلوا من الطينِ الذي كُنّا بهِ نلْهُولما ألْقَوا أمانينا على المَوجِ الذي زَبَدَاولو مَجّوا منَ الثدْيِ الّذي كُنّا لَثَمْناهُلَهَبَّتْ من عُيونِهِمُ المَصابيحُوما شقَّتْ خَناجِرُهم جُيوبَ الأرضِ والبحرِوما وَلَجَتْ أُخَيَّاتٌ مَعاقِلَ كان فيها مجْدُ أحبابٍولكنْ هلّتِ الأنْفاسُ بالحبَلِفقد جاءوا بليلٍ ما لهُ قَدَمُوأنيابٍ منَ المقْتِ الذي شَربُوافحَطّوْهُ على أكتافِنا غَصْباً وَبَلْ رَكبُواولو كانتْ شرايينٌ لهم دَمِيَتْلما أَنِفُوا منَ البطْنِ التي حَمَلتْ*****أَيَا أُمّيأَيُرْضيكِ الّذي صَنَعوا؟!ألمْ يأتُوا وقد غُلِبوا على الوطنِألم يأتوا بلا عِيرٍ ولا رسنِألم يبكوا لأُسِّ البيتِ والكفَنِفكيف إذنْ نَصيرُ لهم خُيولاً في الميادينِودرباً يرقصُ الشهداءُ في أنحائِهِ غَضَباً*****أيا أميألا تدْرينَ كيفَ تمورُ شأْفَتُنا التي حَملتْ بِما جَلَبواوهاجَ البحرُ بالأنواءِ والفُلكِ التي شَرَعواوهلْ تُروَى مدامِعُنا بِآبارٍ لها حَلَبوافهل ننْسَى دُموعاً لم تزلْ في مِرْطِها تنْدَى؟ولونَ الشارعِ الـمُدمَىفلا نامتْ جُفونُ البحرِ ذيَّاكَ الذي سَلَبواولا كَحَلتْ عُيونُ نِسائِنا بِهِمُوفما باسُوا جبينَ الصبحِ وانْقَلَبواعلى أعقابِهمْ قَسْراً وَما كَسَبُواوليداً يكْتَوي دمعاً على أُمّ لها يحْبُو*****نَسَوا أنّا دَعوناهم لِحمْلِ الظّعنِ والحُلُماأيا وطنيفهلْ عادوا إلى البطنِ التي خَدَجَتْ؟فلا لَوْزِي ولا أُمّي بِهمْ حَملَتْ*****وما فعلَ الذي ألقَى على أبوابِنا جَبلا؟ويمضي ثاوياً قَبراأيا أماهُ هلْ وَرَدُوا؟فما زالتْ حدائِقُنا تَنوءُ بها تعاريجُولا يغفو بها وَرْدُولا طفلٌ لهُ طَيّارةٌ تَشْدُوولم نقْطِفْ لَـنا وَطَنا
بقلم: صقر أبوعيدة