السبت ٢ آذار (مارس) ٢٠١٩

يمكن أن يتحول أي جزء من الرؤية لمشروع مستقل!

احمد مبارك بشي

في البدء:

أي أمة أرادت أن تتقدم ركزت على بناء جيل هذه الأمة، ولذا كانت أول خطوة في بناء الأمة التي ستقود العالم، الأمة التي أسسها نبي الله وحبيبه سيد الخلق محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) هو بناء المسجد، المسجد الذي كان المركز التعليمي، كان الجامعة التي سيربى فيها بناة الأمة، و ظل تركيزه (صلى الله عليه وآله وسلم) على الجانب التربوي والتعليمي و الفكري والسلوكي والمهاري في كل لحظة من لحظات البناء والتشييد للأمة التي ستقود العالم. إنها منظومة التعلم (سلوك + معرفة+ مهارة)

اليوم و الأفكار كثيرة، والكلام كثير، وشد وجذب، لماذا نحن نقف هنا ولا نتقدم خطوات نحو القمة؟؟. ولأن كل ذلك مرتبط بالفكر والتعلم، إن من أكثر الأخطاء التي ارتكبتها دولنا الحديثة و في بلادي هو إهمال هذا الجانب. عندما أعلن عن دولة الكيان (الإسرائيلي ) لأول مرة في العام 1948م كانت أول خطوة تبعتها هو بناء الجامعة الأولى التي ستؤسس للدولة اليهودية:

إنها الجامعة العبرية، في دولة لا يعرف كثير من أبناء اليهود اللغة العبرية، تأسست جامعتهم التي هي أحد أفضل الـ 500 جامعة في العالم… وهدفها تعريب كل العلوم التطبيقية خاصة إلى العبرية، بالإضافة إلى الهدف الأهم وهو بناء الشخصية اليهودية في إطار الانتماء لإسرائيل، ونتساءل بعد هذا لم نحن في المؤخرة!،

هناك محاولات مشابهة في الدول العربية القريبة من خط المواجهة كسوريا والعراق في تعريب العلوم التطبيقية على رأسها العلوم الطبية، وبناء القومية العربية، تكرر المشهد في تركيا و إيران. ولكن هذه قطرة من بحر في أمة المليار .أمة المليار مسلم، أمة النصف مليار عربي، لا يعرفون أهمية لغتهم الأم في بناء الأمة، في بناء النهضة ، لغة القرآن التي اختارها الله عز وجل لينقل لنا يها كلامه وبيانه. ((حسافه!)).

أزيدكم معلومة :

· في العالم الإسلامي كله، هناك 500 جامعة. (( أمة المليار !!!!!!!!!!!!!!!))

· في الولايات المتحدة الأمريكية هناك 5758 جامعة!(( في عدد سكان لا يزيد عن 300 مليون نسمة))

· في الهند هناك 8407 جامعة! ((أهم صادرات الدولة الهندية اليوم هي المعرفة والتقنية!!))

· لا توجد جامعة إسلامية واحدة في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم. !!!!!!!!!!

· هناك 6 جامعات إسرائيلية في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم. (رغم أنها تدرس بالعبرية) يا أمتي العربية!!!!!!!!!!!

· نسبة التعلم في دول أوروبا 90%.

· نسبة التعلم في العالم الإسلامي 40%.

· هناك 230 عالم مسلم بين كل مليون مسلم. (عموم العالم الإسلامي)

· هناك 5000 عالم أمريكي بين كل مليون أمريكي. (في أمريكا فقط!!!!!!!!!)

بلغت نسبة الأمية 30% من 400 مليون نسمة في الوطن العربي تقريباً، أما على مستوى التعليم الجامعي، من السلبيات الكبرى أن جميع الدول العربية باستثناء سوريا تستعمل لغة اجنبية وهذا يدل منا على ضعف وقلة المصادر في اللغة العربية والاستهتار بها. حصلت خمسة من الجامعات السعودية على المراكز الخمس الأولى على المستوى العربي فشكراً للمملكة، ولكن مازال الجهد ضعيفاً …

عدا ذلك أن العالم العربي يستعد سنوياً لاستقبال أكثر من مليون نسمة من المواليد ويمثلون أجيال المستقبل.. فماذا نعد لهم ..؟

وببساطة نقول:

· الدول العربية لا تملك القدرة على صنع المعرفة. والمعرفة هي أم الحضارة والصناعة هي مصدر النهضة، رغم امتلاكهم منظومة حضارية غير عادية وغير تقليدية لم تستثمر.

· الدول العربية لا تملك القدرة على نشر المعرفة حتى لو كانت مستوردة.

· الدول العربية لا تملك القدرة على تصنيع أو تطبيق المعدات ذات التقنية العالية.

وببساطة أيضاً كما قيل عن هرتزل عندما سئل عن كتابه (دولة اليهود) : ((ألا تخشى أن يقرأ العرب فيستعدون لك))

قال بالمعنى: ((العرب قوم لا يقرءون .. وإن قرأوا لا يفهمون .. وإن فهموا لا يفقهون .. وإن فقهوا لا يعملون))

وهذا ليس بالمطلق ولا العموم، فهناك محاولات كثيرة و متكررة ولكنها لا تجد من يرعاها للأسف. لا حكومياً ولا من أي جهة خاصة أو عامة.. ولذا يغلب على أكثر قدراتنا وعقولنا الهجرة والتوجه للغرب! .. مع العلم أن أغلب علماء الغرب هم منا ومن أمتنا التي ساهمت في هجرة هذه العقول. عدا أنهم استقوا حضارتهم ايوم من حضارتنا بالأمس.

في أمتي نجد جامعات ومدارس (أمريكية .. فرنسية ..هندية …).

بعد هذا تسأل .. لم نحن في المؤخرة!! ((حد شايفكو!!))

وكمثال حي في اليمن وبعد الوحدة اليمنية في 1990م … لم تستطع حكومات الوحدة، و وزارت التعليم فيها من تدعيم الولاء الوطني، والعقيدة الوطنية، ما بثته هو التفرقة والشرذمة و الولاء الشعوبي للقبيلة والمذهبية والحزبية، ما بثته هو روح الضغائن والثارات، ونتساءل كيف جيل الوحدة؟ أين جيل الوحدة؟.. تفرغت حكومات الوحدة لجني ثمار الوحدة، أما معارضة الوحدة تفرغت للعويل والبكاء، و الشجب والاعتراض …

وبعد لم يكن من العقل أن أسكت، وكان! فلابد أن أقف عند هذه الرؤية التي راودتني وأنا أشاهد الجزيرة وهي تتحدث عن الضغوط الأمريكية على دولنا الحبيبة، لتعديل المناهج، بل تغييرها، على العموم إليكم ما رأيت:

(وقبل البدء أشير أن الفكرة في نسختها الاولى أرسلت في العام 2003م لمعالي وزير التعليم في المملكة العربية السعودية، وقد وضعت ضمن الدراسة برقم: 158276/4 وتاريخ: 14/4/1426هـ) وقد أرسلت ذات النسخة الى التعليم في قطر والمغرب والعراق واليمن ومصر في ذات الوقت.

ومن هنا فالنسخة الحالية فيها ايضاحات وتفاصيل أكثر. إن شاء الله.

مقدمة توضيحية:

الأفكار القادمة في المشروع قائمة على التالي:

إلغاء وزارات التعليم وتكوين:

مجلس أعلى للتربية و التعليم في للدولة ككل أو للأقاليم أو للمحافظات المستقلة محلياً يهتم بالعملية التعليمية الأولى من الروضة والتمهيدي والتعليم الإلزامي.

مؤسسة للتعليم المهني تعني بتطوير القدرات والمهن والوظائف عن طريقة آليات خاصة بعيداً عن سلم التعليم الإلزامي، هدفها الرئيس تكوين قدرة مهنية و وظيفية للعمالة الفنية. (تطوير المهن الوسطية ا, خلقها)

كل جامعة تشكل ادارتها بصورة مستقلة وتدير أعمالها وفقاً لقواعدها التي ترتب استقرار المؤسسة الجامعية و تنافسها وتحقيق أهدافها وفق قانون جديد منظم للجامعات التي تلقائياً لا تخضع لإدارة الحكومة خاصة كانت أو عامة ..تشرف عليها وفق القانون جهة للرقابة المالية (الجهاز المركزي للرقابة وللرقابة الإدارية لجنة من مجالس الشورى للامة)

إلغاء كليات التربية وتحويل مفرداتها إلى كليتي العلوم التطبيقية والعلوم الاجتماعية (الآداب)، وعلى الجهة المعنية بالتعليم تكوين معهد عالي للمعلمين (مستوى الماستر) مدة الدراسة سنة تقريبا او 3 ترمات، حسب المواد وحسب مجال عمل المعلم بحيث:

كل من يرغب في الانضمام لسلك التعليم أو التدريب عليه الحصول على شهادة كفاءة من معهد اعداد المعلمين.

يعني معهد المعلمين بإعطاء العلوم الخاصة بالمعلم وآلية عمله والتدريب وآلية عمله وكل العلوم الاجتماعية والنفسية الخاصة بالتواصل بين المعلم والطالب وسلوكيات المعلم.

يقبل في هذا المعهد أي متقدم يرغب في أن يتوظف في مجال التعليم.

سبب هذا الطرح:

التعليم هو ملك للأمة وارتباطه بالتغيرات الحزبية يعرض هذه المؤسسة وسيرها للأزمات التي يتعرض لها المجال السياسي مما يسبب مع الوقت تؤثر منظومة التعليم بمنظومة السياسية وتحويل التعليم عن مساره إلى مسارات خطرة يرغب بها الرجل السياسي في موقع لتحقيق اجنداته.

المؤسسة التعليمية هي عماد تنمية المورد البشري الذي يمثل المورد الذي لا ينضب لأي دولة فلابد من عمل اللازم لتطويره وتنميته.

إن كليات التربية حصيلتها هي التركيز على المواد الاجتماعية أو المواد التطبيقية والبعد تلقائياً عن المجال الحقيقي وهو التعليم فالمنتسبين للكلية يرتبط بالكلية لغرض الحصول على وظيفة يستحقها أو لا المهم وظيفة مما أدى إلى انتاج موظفين وليسوا معلمين.

هدف المعاهد المهنية هي توفير فرص للحصول على المهن الفنية والوسيطة في سوق العمل وبالتالي علينا أن نعمل أن تقوم بهذا الدور وليس خطاً تعليمياً خاصاً فهي جزء من خط التعليم.

هام .. الأفكار المطروحة هنا يمكن أن تقدم على شكل مؤسسة عامة أو خاصة.

ماهي المشكلة؟: (تنامي البطالة والبعد عن مطاب سوق العمل مشاكل سلوكية وعرفية متنوعة)

شباب في ربيعهم الثاني لا يقرأون وأن قرؤوا يتهجون، وأن تهجوا لا يفهمون، وإن فهموا لا يعبرون، وإن عبروا لا يعملون، وبأبسط حال لا يفكرون ولا يريدون أن يفكروا.

ملايين تصرف في اصلاح خلل يتكرر (ضعف قراءة – ضعف مستوى معرفي – ضعف …. ) والأثر معدوم بدلاً من تكرار تجربة لم تأتِ ثمارها فلنبحث عن الخطأ والسبب الحقيقي.

تسرب من المدارس وتسيب في الحياة وفساد ينمو مع أجيال لا تعلم ماذا تريد وكيف تصل لما تريد؟

عندما يصبح المعلم مساهم فاعل في عملية تدمير التعليم يجب أن نقف لنفكر.

ينمو الاستبداد والاستعباد والفساد مع الجهل ويتغذى بنقص المعرفة وينتعش بتشويه المعلومة ويعيش بالإشاعات ويسيطر مع انتشار الا مبالاة.

قبل أن نبدأ:

عندما نرى ذلك الإنسان صاحب العقل والمواهب. الذي اختاره الله تعالى لحمل أمانته وكرمه من بين خلقه، واكرمه بنعمة الاختيار، نراه ليس بالكائن المقلد بل المتعلم بمعنى أنه قادر على فهم واستيعاب ما يأتي من حوله وترتيب ذلك في عقله وفؤاده، كل ذلك يجعله كائن ذاتي التعلم قادر على تحويل ذلك إلى معارف جديدة وادراكات مميزة له. قال سبحانه وتعالى في الآيات الكريمة الآتية:

“اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ *”

“إِنَّا خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا”

لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ

“الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ *”

لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ

“ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا”

صدق الله العظيم.

فالطفل عندما يدخل ينطق كلماته الأولى لوالديه، من أين حصل على معرفة بالحروف أو الأبجدية، أو صياغة الجمل، إن عقله تعامل مع الكلمات التي تأتيه بصورة كلية، وصاغها مقلدا ما يسمعه من أبويه ليعطي كلمات مميزة مضحكة ولها معنى. والنظر في نمو الطفل يشرح لكم الكثير … واستدل للقارئ الكريم بأن يرجع إلى القصة الفلسفية الصوفية لابن طفيل إن اتفقنا او اختلفنا معها فقصة (حي بن يقظان) تعطينا تدرج عملية التعلم دون النظر إلى جوانبها الصوفية

واعتمد كثير في طرحي على الأثر الكريم المنسوب للخليفتين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب “رضي الله عنهما: “لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وآخه سبعاً، ثم ألق حبله على غاربه” وجاء بنص آخر: “”علموهم لسبع واضربوهم لسبع وصاحبوهم لسبع ثم أتركوا لهم الحبل علي الغارب ” ومما ورد عن الإمام علي رضي الله عنه، قال: «علموهم وأدبوهم».

احمد مبارك بشي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى