الأحد ٢٣ آب (أغسطس) ٢٠٢٠
بقلم علي بدوان

(3 من 4) سَلَّمَ الراية ومضى

(تاريخ كتابة المادة آب/أغسطس 2020)

... واسقاط طائرة الميراج "الإسرائيلية"

في هذا السياق، وفي اطار زيارات مؤسس المنظمة المرحوم أحمد اسعد الشقيري الى عموم التجمعات الفلسطينية فوق الأرض السورية، وخاصة مخيم اليرموك، رافقه بها جميعها عبد العزيز الوجيه. فعند إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 برئاسة أحمد أسعد الشقيري، والاعلان عن تشكيل جيش التحرير الفلسطيني (قطاع غزة + سوريا + العراق)، حضرت لجنة عسكرية من قبل السيد أحمد الشقيري إلى دمشق قادمة من القاهرة، وقابلت ضباط الدورة الفلسطينية الأولى التي عُقدت في قطنا عام 1948، والـمسرحين من الخدمة العسكرية في الجيش العربي السوري من تلك الدورة وعلى رأسهم عبد العزيز الوجيه، واستمزجت رأي كل واحد منهم في مسألة التحاقه بجيش التحرير الفلسطيني والمزمع انشاءه في سوريا، فوافق جميعهم على الالتحاق بالجيش عام 1964، حيث كان لمتخرجي دورة ضباط قطنا شأن كبير جداً في المساهمة ببناء هذا الجيش بشكلٍ مباشر، فضمت قوات حطين التابعة لجيش التحرير الفلسطيني والتي تم قيامها حينها في سوريا ضباطاً وعناصر من فلسطينيي سوريا، وكان من ضمنهم الضابط عبد العزيز فياض الوجيه، وبعد أن تم تسوية أوضاع رتبهم العسكرية، قام عبد العزيز الوجيه بالإستفادة من تجربته العسكرية، وعلمه العسكري في إعداد وتنشأة الكتيبة التي قادها في قوات حطين. وفي تلك المرحلة كانت الأجواء تشي بحرب حزيران/يونيو عام 1967 العربية "الإسرائيلية"، الحرب التي بدّلت أوضاعاً وقلبت أخرى رأساً على عقب وأثرّت في مصائر الجميع.

وعندما اشتد هاجس الحرب، وارتفعت سخونة مناخها، أصدرت القيادة السورية أمر عمليات يُكلف لواء حطين التابع لجيش التحرير الفلسطيني، بالتموضع في القطاعات الثلاثة من الجبهة، تتلخص بتشكيل نطاق الحيطة بين مدينة درعا وبين الحدود الأردنية والفلسطينية التي تليها، وكان هذا اللواء مُشكّل من ثلاث كتائب بقيادة كل من الضباط الأكفاء (المقدم الركن مصباح البديري الكتيبة 421، المقدم الركن عبد العزيز الوجيه الكتيبة 422، المقدم الركن عرب محمد عرب 423) فيما كان قائداً للواء هو الضابط العقيد الركن سمير الخطيب، وتلقت الكتيبة التي يقودها المقدم الركن عبد العزيز الوجيه (الكتيبة 422) الأمر بتولي مهمة دفاعية في العمق، فكلفت بالدفاع عن منطقة (غباغب) بين بلدتي (الشيخ مسكين) و (الكسوة)، وكانت هذه المنطقة أشبه بمضيق لمحافظات الجولان ودرعا وريف دمشق الجنوبي، فتولت الكتيبة سده لصد أي هجوم قد يستهدف إقفال الطريق بين درعا ودمشق. واشتبكت مع قوات العدو والتحمت معها مباشرة، ومنعتها من التقدم على هذا المحور، حين ارتدّت قوات العدو، وانسحبت للخلف، ولمسافات طويلة، ومساحات كبيرة، واستطاعت الكتيبة الفلسطينية ( ك 422 مش/صا) التي كان يقودها المقدم عبد العزيز الوجيه، وببنادق الكلاشنكوف من اسقاط طائرة (ميراج) "إسرائيلية"، وكانت تلك أول طائرة "إسرائيلية" يتم اسقاطها في حرب عدوان حزيران/يونيو 1967.

وكُلفت الكتائب الباقية بمهمات أخرى. فانتقلت الكتيبة 421 بقيادة المقدم الركن مصباح البديري للقطاع الشمالي، وفي القطاع الجنوبي الكتيبة 423 بقيادة المقدم الركن عرب محمد عرب.

قيادته لقوات التحرير الشعبية

انتهت حرب حزيران/يونيو عام 1967، بأقل من ستة أيام احتلت خلالها "إسرائيل"، أراضٍ من دول عربية إضافة إلى ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع هزيمة الجيوش العربية عام 1967، وانكفاءها على الذات وانصرافها إلى تعويض خسائرها وإعادة بناء قواتها، قابلها البروز الصاروخي للعمل الفلسطيني المسلح، أي العمل الفدائي وعلى رأسه قوات العاصفة (الجناح العسكري لحركة فتح) انطلاقاً من سوريا الى الأردن الى لبنان الى الداخل، ومع ارتفاع شعبية العمل الفدائي الفلسطيني المسلح، ارتفع حضور الفصائل الفلسطينية التي تأسست قبل الحرب ونبتت فصائل جديدة كان ابرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومنظمة الصاعقة...وكبر دورها في الساحة الفلسطينية بعد الحرب، وهو مادفع في حينها قائد المنظمة أحمد أسعد الشقيري للإقدام على خطوة اعلان قيام مجلس عسكري للمنظمة لقيادة التشكيل الجديد التابع للمنظمة وجيش التحرير تحت مُسمى (قوات التحرير الشعبية) في الأرض المحتلة وعلى الجبهات المحيطة، ليكون الذراع الفدائي لجيش التحرير الفلسطيني والتخطيط لعمليات في عمق الأرض المحتلة، وهكذا أقرّت منظمة التحرير الفلسطينية رسمياً في 15حزيران/يونيو1967 تشكيل قوة فدائية ملحقة بجيش التحرير الفلسطيني، حيث تولى العقيد عبد العزيز الوجيه رئاسة أركان قوات التحرير الشعبية في بدايتها عام 1968 وحتى عام 1970، وخلفه ابن مخيم اليرموك العقيد الركن بهجت عبد الأمين فيما بعد. وفي قطاع غزة، الذي بقي داخله أعداد كبيرة من قوات عين جالوت والتي استمرت في مواجهة ومقارعة قوات الإحتلال، تم تعيين مجموعة من الضباط كقيادات ميدانية لقوات التحرير الشعبية في القطاع، وتحديداً كلاً من الضباط : وليد أبو شعبان، ومصباح صقر حنفي، وزياد الحسيني، وعبد القادر أبو الفحم، وصائب العاجز، ونمر حجاج، ويحيي مرتجى، ورستم كامل الحامد، ورفيق عكيلة، وسالم أبو عمرو، وعبد الله أبو زهير، ومحمد خميس البصيلي، وأحمد صرصور، ويوسف جراد، وعبد المجيد الحيله، ويوسف صليح، وإبراهيم سليم حسين، وشكري الجرجاوي، ومحمد عاشور الأسود، وعبد العزيز غانم ناجي، وسلامة العماوي، وموسي سابا، ومحمد زين الدين، وسعد عمر، وعبد المطلب الحسيني، وعلي إسماعيل عطا الله، وعمر الحلبي، وعبد الحليم شهاب، وطلال خلف، وخميس المصري وحمزة كنفوش، ومحمد الدنف، ومصباح دحلان، وجميل مقداد، وطلال محيسن، ومحمد عفانة، وزكريا شعبان، وخضر عباس، وعلي أبو العطا، وصلاح أبو العطا، ويعقوب أبو العطا، ومحمد فرج، ونهاد الريس ... وآخرين. وقد شاركت قوات التحرير الشعبية في معركة الكرامة الخالدة بتاريخ 21/3/1968، وسقط منها 32 شهيداً اضافة لــ 94 شهيداً من حركة فتح، وخمسة شهداء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وبرزت قوات التحرير الشعبية كقوة عسكرية فاعلة، وركَّزَت عملياتها الفدائية على طول الشريط الممتد في غور الأردن وجبهة الجولان إضافة إلى قطاع غزة والضفة الغربية وصولاً الى جبهة جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة. لكن دورها البارز كان في القطاع نظراً لبقاء قوات كبيرة من لواء عين جالوت (جيش التحرير الفلسطيني) ضمن مناطق القطاع بعد الإحتلال عام 1967


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى