نريد اتحادا أدبيا للمبدعين لا التابعين
بعض الكتاب الفلسطينيين غاضبون بسبب تشكيل لجنة إدارية باتفاق بين مندوبي الفصائل الفلسطينية، وجهاز الأمن الفلسطيني التابع لسلطة عباس الشكلية، وتعديل بعض بنود القانون الأساسي للاتحاد بحيث يسهل لهذه الفصائل بزيادة عدد مندوبيها في الاتحاد لاستخدامهم في الصراعات الانتخابية.
الحقيقة المؤلمة التي ينساها الزملاء أن هذا الوضع ليس جديدا، فهذا ما كان موجودا على الدوام، وفي كل المؤسسات من كتاب، طلاب، مهندسين، محامين إلخ. فإما اتفاق بين هذه الفصائل المتصارعة من أجل المناصب، وليس من أجل مصلحة الأعضاء، وإما انتخابات يستخدم فيها كل طرف أسلحته للفوز. اتحاد الكتاب ليس استثناء، فهناك أعضاء في الاتحاد العام للكتاب على الدوام لا يجيدون كتابة نص من صفحة، وإن كتبوا تحتاج لسيبويه ليصحح لهم أغلاطهم.
لذلك فلا أمل مطلقا بتصحيح وضع الاتحاد العام للكتاب ما دام تابعا لسلطة عباس، ويجتمع أعضاؤه رافعين صورة محمود عباس الذي لا أعلم لماذا يتم إقحامه باتحاد كتاب. ففي الأعراس، والاحتفالات، وليالي اللهو ترفع صور عباس .....
لقد حضرت الكثير من النشاطات الثقافية في دول غير عربية فلم أشاهد أحدا يعلق صورا لرئيس الدولة، ولا حتى لوزير الثقافة كما يحصل عندنا.
في مطلع ثمانينيات القرن العشرين كان هناك اتحاد عام للعمال يتصارع على قيادته نقابيون من عدة قوى كانوا يتصارعون على مناصب لا تسمن، ولا تغني من جوع دون مبرر، ولغير صالح العمال، ولا الوطن المحتل، وكان الأمين العام حينها من غير حركة فتح لأنها لم تكن ذات حضور قوي في النقابات في تلك الفترة، بعد عامين تقريبا، وبدون مبررات، وسابق إنذار برز أحد النقابيين من نابلس (لا داعي لذكر اسمه) وقال لكافة القوى أن الأوامر جاءته من خليل الوزير بأن رئاسة الاتحاد يجب أن تكون له، أي لفتح مهما كان عدد مندوبيهم!!!! لماذا؟ الجواب حسب قوله لأن رئاسة منظمة التحرير لفتح، وهم الفصيل الأكبر إذن كل مؤسسة يجب أن يكون رئيسها فتحاويا. هكذا وبالنص دون تعديل.
وعندما رفض الآخرون ذلك شكل ذلك النقابي اتحادا ثانيا، وآخرون شكلوا اتحادا ثالثا، وبعد أوسلو تم حل الجميع، وضمهم رغما عنهم لاتحاد فتح.
إن اتحاد الكتاب الحقيقي يجب أن يضم كتابا، وأدباء مبدعين يعملون لخدمة الثقافة، الفكر، الأدب، الأبحاث، وليس من أجل تقاسم مناصب تحت صورة رئيس، ولا تحت رعاية وزير، ولا حتى رئيس بلدية.
أكرر لا داعي للتباكي على الاتحاد التابع لسلطة أوسلو فهذا لا أمل بإصلاحه، إلا بفك ارتباطه بالسلطة، واتحاد معظم منتسبيه يمثلون أحزابهم لا الأدب، ولا الثقافة لن يفك ارتباطه بالسلطة لأن معظم أعضائه منتفعون منها، وموظفون في إحدى مؤسساتها. إذن ما الحل؟
الحل الصحيح هو تشكيل اتحاد للأدباء، والكتاب الفلسطينيين من خارج سلطة عباس، وفصائلها، وأجهزتها الأمنية. اتحاد لا سلطة
لأحد عليه غير سلطة أعضائه. قد يقول قائل بأن هذا انشقاق!!!
وأنا أرد وأقول بأن التجمعات، والاتحادات الثقافية، والإبداعية ليست مؤسسات سياسية تمثل الشعب الفلسطيني بل هي اتحادات إبداعية تمثل الأدب، الشعر، الثقافة، الدراسات. وفي هذا فليتنافس المتنافسون. هناك أكثر من جامعة أكاديمية في الوطن، فلماذا يجب أن يكون هناك اتحاد واحد للكتاب؟
بقي أن يعلم الجميع هناك أكثر من اتحاد للكتاب أصلا داخل، وخارج الوطن فلماذا الخوف؟ هيا بادروا. ما عاش كسول.😂😂😂😂😂