السبت ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٢٣
بقلم وفاء كريم

البحث عن أب

تلكَ الأغانـِي من أيقظهَا
ْهذا الصباح
ِو منْ بعثَ اسمِي
منْ مرقده
ِكنتُ قدْ بداتُ فِي ترميم
ْالجسرِ المقطوعِ معَ الزمنِ
القديم
رممتُ معبدِي أيضًا
َقلتُ منْ يمنحنِي جناحينِ لأطير
بهمَا سيكونُ ربِي
تصالحتُ معٓ عيونِي الحزينة
ْو وجهِي الشاحب
ِووضعتُ اعلانًا بالخطِ العريض
ٍفي جريدةٍ يومية
ومعهُ صورة لوجهٍ بلاَ ملامح
" ْأبحثُ عن أب "
منْ فتحَ البابَ الخلفي
ِللغرفةِ المنسية
و عبثَ بخزائنِي
و أدراجِي
لمْ أتواطأْْ معٓ الرياحْ
كما زعمُوا
ِو لمْ أخلطْ مياهَ المطر
ِالشفافةِ النقية
ِبالنفطِ الاسودِ
القذر
ُرأيتُ التاريخَ يكتب
ٍاسمِي على موجة
ْو أغمضتُ عينِي..
و قلتُ لا بأس
رأيتُ الموجَ يكسرُ اسمِي
ِعلى الصخور
ْو أغمضتُ عينِي
و قلتُ لا بأس
ُرأيتُ النوارسَ تهجم
علي ما تبقىَ من اسمِي
و تأخذهُ الى صغارهٓا
ْو أغمضتُ عينِي
و قلتُ لا بأس
ًغدا سيمنحنِي الموتُ
اسمًا اكثرٓ فخامة
ِمن بعثَ اسمي منْ مرقده
ْْلم اتواطأْ معٓ الرياح
كما زعمُوا لتذيعٓ أسرارِي
ِللمراكبِ البعيدة
ًْو لم أقطعْ شجرةً واحدة
لأصنعَ من أغصانهَا نايًا
أنفثُ فيه أوجاعِي
َلطالمَا أخذتُ الملح
ًتعويذةً أبدية
للأغانِي التي تجرحهٓا
ْالكمنجاتُ الحزينة
ُتقولُ الصحراءُ: أنتِ ابنة
ِالرملِ أخذتِ منْ ملامحه
ْشحوبكِ الأصفرْ
و صبركِ الجميل
ٍأنامُ زمنًا على رمل
دفئهُ يشبهُ حضنٓ أبِي
أنامُ علَى عطشٍ..
و أصحُو
ٍعلى عطش..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى