الأربعاء ٢ آب (أغسطس) ٢٠٢٣
بقلم وفاء كريم

الليلُ لكمْ

الليلُ لكمْ
و الحزنُ لِي
و لي ما عليكمْ منْ صمتٍ
و منْ لغةٍ يعتريهَا
الشحوبُ كلمَا مرتْ عليهَا
قصيدةْ ..
الليلُ لكمْ
و الذكرياتُ لِي
كلمَا جمعتهَا
أدمتْ بالاشواكِ
يدِي..
الليلُ لكمْ
و ليسَ لِي في ذاكرةِ الضوءِ
وجهٌ
أعوذُ بهِ منْ
الظلِّ حينَ يجاورُ قلقُ
الكلامِ صمتِي ..
و حينَ يسألنِي
أرقِي المتخمُ
بفناجينِ القهوةِ المرةِ
أينَ تركتُ حلمِي الأخيرْ
كيفَ سأردُ عنِي
لعنةَ السؤالْ
و هلْ سأتوارَى كمَا كنتُ دائمًا
خلفَ قصيدةٍ ؟!
بالكادِ تسحبُ
لغتهَا منْ فمِ العدمِ
و الموتُ يغيرُ كذبتهُ
فِي كلِّ مرةٍ ..
الليلُ لكمْ
و العتمةُ لِي..
أجلسُ فِي عمقهَا بكلِ هدوءٍ
كمنْ لاَ ينتظرُ حتفهُ..
أشربُ وجعِي ساخنًا
قبلَ أنْ يبردَ..
أسندُ ظهرِي علَى حائطٍ
بلَا وجهٍ ..
أمنحهُ إسماً
كيْ لَا ينهارْ..
و حينَ يطيرُ الإسمُ
أذهبُ وراءهُ
أبعدَ منْ غربتِي..
حتَى
يتساقطَ وهميِ
بينَ يدِي
قتيلاَ..
فأعودُ.. و لَا أعودُ ..
منْ غربتيِ..
أنَا للحبِ ظلٌ ثقيلٌ
لاَ تبلعهُ المرايَا
و لاَ تذيبهُ الشمسُ ..
يسعَى خلفَ
أسطورةٍ قديمةٍ تجيدُ الرقصَ
علَى حبالِ الفوضَى
و حينَ ينتهِي العرضُ
تنزلُ عليهِ
ستائرٌ بلونِ الزهرِ
و تمضِي بدفءِ
الربيعِ..
أنا للحبِ
صباحاتٌ ملونةٌ بالكذبِ ..
و مساءاتٌ
صدقهَا ليسَ لِي ..
أنَا للحبِ لستُ سوَى شجرةَ حزنٍ
تحترقُ ..
و الجمهورُ أمامهَا مأخوذٌ بالنيرانْ
و الأضواءْ!
انا للحبِ جبٌ
حفرتهُ لقصيدةٍ ..
فرمتنِي بكلِّ جرأةِ الموتِ
فيه!..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى