السبت ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم رأفت دعسان

حنين

الليلة صمت رهيب يملأ الأشياء وكأنها أشباح الموت في صور الحياة، لا أسمع شيئا سوى كلام عقلي لعقلي.

تائه أنا وقد أكون!! نائم أنا وقد أكون!! ليس هناك من مجيب، يا لهذه الدار قد كنت بالأمس ملأى بالحياة وعصافير الحب ترفرف في زواياك وزهوة الحياة تشرق من جدرانك، لكن أين أنت الآن فقد اكتساك السواد وحُملت بعيدا عنك نعوش التغاريد وانطفئ النور من محياك.

دمعتي رفيقة ليلي وأنيس وحشتي، آهات تسبح في صدري وأنات تجوب قلبي، لو خرجت أناتي من محيط جسدي لسمعت نحيبا لم يسمعه أحد قط، ولبكى كل شيء، حتى الجنين في بطن أمه لبكاني، حتى الجبال الصماء حتى القفار حتى البحار حتى وحتى وحتى.......

قلبي يعتصر، روحي تزفر، جسدي منهك، عقلي مرهق، كل ما في ينادي أين أنت؟؟ أين أنت؟؟ يا روحي، يا شمعة حياتي المتوقدة، يا جذوري المتثبتة بأرض الزمان، يا مرآة الحياة ونجومها المتلألئة، يا ربيع عمري، أين أنت؟؟

أحن إليك يا قمري، أحن إليك يا شمسي، أحن أليك.....

يا من يأخذني إليك ويضع رأسي بين راحتيك ويكحل عينيي من بريق عينيك، يا من يجعلني أقبل وجنتيك، وأرشف من خديك خمره النعيم الأزلي وأسبح في ضحكتك البريئة تاركاً ورائي على شاطئ الزمن أنشودة الحزن والألم.

أحن إليك، يكفيني أن أقول أني أحن إليك.......


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى