«أرفض تسميتي معاقا» في اليوم السابع
ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية المقدسية الأسبوعيّة قصة الأطفال: " أرفض تسميتي معاقا" للكاتبة عايدة حمادة خطيب.
القصة التي صدرت عن مكتبة كل شيء الحيفاوية للعام 2023، تقع في 26 صفحة من القطع المتوسط، تزيّنها رسومات الفنان رعد عبد الواحد، ونسّقها شربيل الياس.
رحبت مديرة الندوة ديمة جمعة السملن بالحضور، وقالت:
تأتي قصة "أرفض تسميتي معاقا" ضمن أدب الأطفال المعني بتسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديداً الطفل "سفيان" الذي يعاني من إعاقة جسدية تؤثر على حركته ونطقه.
القصة تمثل رسالة إنسانية مؤثرة حول احترام الذات وقبول الاختلاف، وقد نجحت الكاتبة في تناول قضايا معقدة بأسلوب مبسط يناسب الأطفال، كما تعالج معاناة اجتماعية ونفسية يواجهها الأطفال المعاقون في المجتمع.
تبدأ القصة بتصنيف "سفيان" كطفل معاق منذ الولادة، مما يضعه في إطار مجتمعي معين يجعله يشعر بالعزلة والتمييز. هذه الفكرة تسلط الضوء على كيفية تأطير المجتمع للأفراد بناءً على إعاقاتهم بدلًا من التركيز على قدراتهم، وهو ما يعكس واقعاً معاشاً لدى العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة.
يعاني "سفيان" من نظرات الشفقة ونبذ المجتمع له، خاصةً في المدرسة حيث وضع في "الصف الخاص" الذي يطلق عليه "صف المعاقين". هنا تظهر الكاتبة قوة الرسالة الإنسانية في القصة، حيث تبرز مشاعر الحزن والغبن التي تسيطر على سفيان نتيجة عجزه عن المشاركة في الأنشطة المدرسية.
رغم قلة تواصله اللفظي، استطاع التعبير عن مشاعره من خلال الرسم، والذي كان مفتاحًا لتغيير نظرته إلى نفسه وتحويله إلى شخصية أكثر تفاؤلاً وإبداعاً.
إحدى النقاط الإيجابية في القصة هي دور المعلمة، التي لاحظت موهبة "سفيان" وقدرته على الرسم، وساعدته على تحويل طاقته السلبية إلى إبداع فني. هذا التحول يعكس رسالة مهمة للأطفال، مفادها أن كل فرد يمتلك موهبة خاصة وأنه من الممكن تحويل التحديات إلى فرص.
بالاضافة إلى ذلك، تقدم القصة رسالة مهمة حول تغيير المفاهيم الاجتماعية، حيث تحول "صف المعاقين" إلى "صف المبدعين"، مما يشير إلى أن الإبداع والتميز ليسا مرتبطين بالجسد بل بالعقل والروح.
القصّة تنقل رسالة قوية حول ضرورة احترام الاختلاف والابتعاد عن التسميات التي تهمش الآخرين. كما تشجع القصّة الأطفال على استكشاف مواهبهم والتعبير عن أنفسهم بطرق مبتكرة، خاصّة في مواجهة التّحديات.
وتبرز القصّة دور المعلمة الإيجابي، إذ ساعدت الطفل على تخطي مشكلاته النفسية من خلال الفن.
أمّا بخصوص رسومات الفنان المبدع رعد عبد الواحد، فقد كانت جزءًا مهمًا من القصة، حيث أضفت الألوان الزاهية والحيوية بعدًا بصريًا جاذبًا للأطفال.
وعلى الرغم من قوة الرسالة في القصة، إلا أنّه كان من الممكن أن يكون هناك تعمق أكبر في استكشاف التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الطفل بشكل أكثر تفصيلًا.
إذ كانت القصة تميل إلى تبسيط معاناة الطفل، حيث كان من الممكن أن تركز على تجارب أخرى أو مشاعر متنوعة يعاني منها الطفل المعاق في مختلف المواقف..
وفي الختام، تعد "أرفض تسميتي معاقا" قصة مؤثرة وقوية للأطفال، تقدم رسالة تربوية وأخلاقية حول تقبل الآخر والإبداع. كما تسلط الضوء على أهمية دور المدرسة والمجتمع في تعديل المفاهيم السلبية والتشجيع على تقدير مواهب الأفراد بدلًا من التركيز على إعاقاتهم. لا شكّ أنّ القصّة تقدم نموذجًا إيجابيًا وملهمًا للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وللمجتمع ككل.
وقالت د. روز اليوسف شعبان:
وظفت الكاتبة عايدة خطيب القدرات الإبداعيّة لدى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة، في قصّتها (أرفض تسميتي معاقا).
هناك توجّه عامّ في الدول الغربيّة منذ عدّة عقود لدمج الأطفال من ذوي القدرات المحدودة المختلفة في أجهزة التعليم العاديّة، بدلًا من إخراجهم إلى أجهزة تعليم خاصّة منفصلة.
عمليًّا تطرأ على أرض الواقع صعوبات لدى الشخصيّات التربويّة، الأهل والأطفال في الدمج التعليميّ والاجتماعيّ للأولاد ذوي الاحتياجات الخاصّة في التعليم العاديّ.
أحد الحواجز في دمج الأطفال ذوي الإعاقات في إطار التعليم العاديّ هي مشكلة في الاندماج الاجتماعيّ لأولئك الأطفال. أحد الاستنتاجات التي طُرحت في أعقاب ذلك هي أنّه يجب التشجيع على الأجواء الدامجة في المدرسة وتطوير آليّات ومعايير لتذويت الدمج داخل المدرسة.
(مطاح) https://itu.cet.ac.il
في كتابه الإعاقة وتقبّل الآخر في أدب الأطفال(2021)، يشير الكاتب سهيل عيساوي، إلى أهميّة تحملّ المسؤولية من قبل الأهل، المدرسة، والمجتمع عامّة، في دعم وتمكين أصحاب الاحتياجات الخاصّة داخل المؤسسات المختلفة، ومساعدتهم على تذليل الصعاب وتحقيق ذواتهم، ومنحهم الفرصة على التميّز، وعدم اتّباع سياسة الإقصاء.(ص 21).
ويرى عامر عبد السلام(2019)،أنّ مشكلة ذوي الإعاقة تكمن في الظروف والسياقات الاجتماعيّة المختلفة، التي تضع قيودا وعقبات غير مبرّرة، ولا تستند إلى رؤى علميّة أمام مشاركة ذوي الإعاقة، في فعاليّات الحياة الاجتماعيّة، وتشير العديد من الأبحاث إلى أنّ مشكلات ذوي الإعاقة الحياتيّة والتوافقيّة لا ترجع إلى الإصابة أو الإعاقة في ذاتها، بل تعود أساسا إلى الطريقة التي ينظر بها المجتمع إليهم. فعندما نتحدّث عن ذوي الإعاقة بشكل عامّ نتّجه للتركيز على الإعاقة بدلا من الاهتمام بالفرد ذاته وما لديه من مميّزات وقدرات خاصّة، لذا جاءت النظرة سلبيّة إليه.
وهذا ما ظهر لنا في قصّة "أرفض تسميتي معاقا"، فقد جعلت الكاتبة عايدة خطيب الطفل سفيان يتحدّث عن إعاقته، وعن نظرة المجتمع له وعدم مراعاة مشاعره؛ لذا فقد جعلته، يعلن عن رفضه واحتجاجه على ذلك، وهي بذلك ترسل رسالة هامّة مفادها، أنّ هؤلاء الأطفال لديهم قدرات كبيرة، وعلى المربّين اكتشاف هذه القدرات وتوظيفها في مكانها الصحيح، وذلك لزيادة الثقة بالنفس لدى هؤلاء الأطفال، وحثّهم على الإبداع، ممّا يدخل ذلك الفرح إلى قلوبهم.
سفيان فتى معاق، يجلس على كرسيّ متحرّك، يتعلّم في مدرسة عاديّة، في صفّ يضم طلابا من ذوي الاحتياجات الخاصّة. وبما أنه لا يستطيع أن يشارك طلاب صفّه أو طلاب مدرسته في اللعب في الساحة، انزوى جانبا، وانطوى على نفسه، وقد بدت عليه إمارات الحزن. انتبهت له مربّيته، التي طلبت منه أن يرسم رسمة؛ ليعبّر عمّا يضايقه، خاصّة أنه يتكلّم بضع كلمات فقط. وحين رأت المعلّمة رسمته الجميلة، قالت له :"أنت مبدع يا سفيان". اقترحت عليه أن يرسم لوحة على حائط الصفّ، وكتبت اسمه عليها، صفّق له جميع الطلّاب ممّا أدخل ذلك الفرح إلى قلبه وعزّز ثقته بنفسه. وحين قدم أحد الطلاب ليخبر طلاب الصفّ الخاصّ، أنّ سيّارة المعاقين التي تقلّهم قد وصلت، انتبه إلى رسمة سفيان، فأعجبته جدا، فصار ينادي على الطلّاب صف المبدعين، بدلا من الصفّ الخاصّ، أو صفّ المعاقين، الأمر الذي أسعد سفيان وطلاب صفّه أكثر فأكثر.
تسلّط الكاتبة الضوء أيضا، على دور المعلّمة في احتواء الطلّاب والمساعدة في دمجهم مع باقي طلّاب المدرسة، وإشراكهم في الفعاليّات المدرسيّة المختلفة، وتفهّم احتياجاتهم ورغباتهم، واكتشاف مواهبهم وحثّهم على الإبداع. لذا فقد جعلت الكاتبة عايدة خطيب من شخصيّة المربيّة شخصيّة نموذجية يحتذى بها.
أسلوب السرد:
بدأت الكاتبة سردها على لسان الطفل المعاق، الذي بدأ سرده الذاتيّ، عن مشكلته الصحيّة وتحدّث عن إعاقته، وما يعتلج في نفسه من شعور بالنقص والحزن، والإقصاء، خاصّة عندما يستهزئ منه الطلّاب، ممّا يجعل القارئ يتماهى ويتعاطف مع شخصيّة سفيان، معتمدة في ذلك على تقنيّة الاسترجاع، والحوار الداخليّ(المونولوج)، حيث بدأ سفيان يسترجع حالته الصحيّة كما روتها له والدته:" وأنا ابن أشهر صنّفوني من ذوي الاحتياجات الخاصّة، أو من المعاقين كوني لا أتطوّر لا من حيث النّطق ولا من حيث الحركة، صحبتني والدتي إلى الطبيب".(ص 6). ثمّ انتقلت الكاتبة بالسرد إلى ضمير الغائب:" أصبح يكره نظرات الشفقة من الآخرين وسماع هذه الجمل(يا حرام، هذا يتلعثم في كلامه ولا يتحرّك مثلنا)".(ص 16). هذا التنوّع بالسرد يزيد من عنصر التشويق في القصّة. ومن حواراته الداخليّة:" أنا لست المذنب حتّى أصبحت بهذا الإطار..."(ص 14).
وقد جاءت اللّغة في السرد، جميلة تخلّلتها قصيدة مؤثّرة من تأليف الكاتبة، ممّا يزيد ذلك من عنصر التشويق والانفعال لدى الأطفال، فالشعر قريب إلى قلوبهم، ويمكن بواسطته تمرير رسالة تربويّة هامّة للأطفال. تقول الكاتبة في قصيدتها:"
لا تهزأوا مني لأنّني معاق
إنّني أحبّكم وأرفض الشقاق
إعاقتي مفروضة وعندي اشتياق
لأستدير مثلكم أو أدخل السباق
لكنّني محروم من هذا السياق
لا تهزأوا مني لأنني معاق...
أجاد الفنان رعد عبد الواحد في رسوماته، وجعل ألوانها مبهجة؛ لتدخل الفرح إلى قلوب القرّاء.
قصّة أرفض تسميتي معاقا قصّة تربويّة علاجيّة، طرحت الكاتبة فيها قضيّة تعامل الناس مع الطفل المعاق، وطرحت علاجا لهذه القضيّة، فالتعامل باحترام ومحبّة مع الأطفال المعاقين، والتحدّث إليهم، والاستماع إلى كلّ ما يضايقهم، واكتشاف قدراتهم الإبداعيّة، وتوظيفها في المكان المناسب، ودمجهم مع الطلّاب العاديّين في المدرسة، كلّ ذلك يساهم في تعزيز الثقة في نفوس هؤلاء الطلّاب، وإدخال الفرح إلى قلوبهم، وتقبّل إعاقتهم، وجعلها انطلاقة نحو الإبداع والتميّز.
وقالت هدى عثمان أبو غوش:
في قصة الأطفال "أرفض تسميتي معاقا " تحاول الكاتبة عايدة خطيب أن تثير قضية أثر المشاعر على الإنسان، خاصة حين يكون صاحب إعاقة، وفي القصة نجد بطلها الطالب سفيان الذي يتأذى ويحزن من سماع الطلاب يتلفظون بكلمة "يا حرام"أو من سماع الطالب الذي ينادي على الطلاب أصحاب الإعاقات بصف المعاق أو ذوي الإحتياحات الخاصة.
العنوان "أرفض تسميتي معاقا"هو يعبّر عن الرفض والتّحدي والألم، ويشير إلى مضمون القصّة، ولا شكّ أن المشاعر هي قلب الإنسان،فإذا تحطمت المشاعر،اهتزّ القلب،وعصفت الرّوح،ولذا من المهم مراعاة مشاعر الآخرين سواء المعاق أو غيره.
كان دور المعلمة مهما في الكشف عن موهبة سفيان في الرّسم،والتعبير عن غضبه وحزنه وفي النهاية جعلته يرسم على الجدار،ونال إعجاب الطلاب،والطالب الذي ينادي عليه،حيث أصبح يناديه بصف المبدعين.
هل عالجت المعلمة ومنعت تعرض سفيان للألفاظ الجارحة أو صور الشفقة؟
برأيي تمّ زرع الثقة عند سفيان من خلال شعوره بالسرور وأهمية موهبته،وتقبّل نفسه،ولكن بالنسبة للألفاظ الجارحة أعتقد أن الكاتبة لم تردع تكرار تعرض سفيان مستقبلا للأذى ،فمن الممكن أن يتغير الطالب الذي ينادى عليه،أو يتعرض سفيان لصور الشفقة من قبل آخرين،أو يتعرض لصور الشفقة خارج أسوار المدرسة،إما في المجمعات التجارية أوأماكن التّرفيه،ومقولة كلّ عاهة جبّار ربما لا تنطبق على كل طالب معاق،لو لم تكن لدى سفيان الموهبة لظلّ الطالب يناديه صفّ المعاقين،وعليه من وجهة نظري يجب أن يكون الوعي العام لدى المجتمع في حُسن استخدام الألفاظ منذ الصغر كي يتغير المجتمع،في أحبب لغيرك ما تحب لنفسك.
وأيضا أعتقد اليوم يوجد أسماء معينة لصفوف التربية الخاصة،ونادرا ما نسمع صف المعاق.
وضعت الكاتبة الاستنتاج والهدف من القصة في نهايتها، وبذلك هي تمنع من الطفل مساحة التّفكير والتّأمل بالقصّة، وأيضا فسّرت "هزّ رأسه، يعني نعم"فصورة الهزّ الرمزية معروفة ومفهومة لكلّ الأطفال.
جاء السّرد بضمير المتكلّم بحيث وصف سفيان حالته الصحية منذ ولادته،ومشاعر الشفقة تجاهه في المدرسة،ثمّ تحول السّرد بضمير الغائب.استخدمت الكاتبة مفردات بالعامية "يعني"برافو" لا حاجة لها،فهي لا تثري الطفل،وقد خلت القصّة من مفردات جديدة تثريهم لغويا،باستثناء مفردتي ذوي الإحتياحات الخاصة، والمعاق.
استخدمت تقنية الرّسم،والحوار الداخلي(المونولوج)،تحتاح علامات الترقيم إلى أكثر رعاية.ابتعدت الكاتبة عن مواكبة عصر التطور التكنولوجي في علاج حالة سفيان،علما أنّ الأطفال في علاقة حميمية مع هذا العالم،وكان بالإمكان استغلال الخيال التكنولوجي لأنه محبب للطفل.
جاءت النهاية سعيدة حيث جعلت سفيان يبتسم.
وقال بسام داوود:
نبارك للاديبة عايدة الخطيب هذا الاصدار الجميل الذي يندرج تحت ادب الاطفال.
القصة جميلة ومعبرة فيها رسائل كثيرة موجهة للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة ولاهله وللمجتمع وللدولة.
الطفل سفيان ولد وهو معاق لا ذنب له بذلك هكذا خلقه الله سبحانه وتعالي استيعابه بطيء وحركته بطيئة ويحتاج لكرسي متحرك ليتنقل به وفي المدرسة يحتاج لصف خاص وسيارة لتنقله.
هذه الفئة من الناس قد تكون عندها مشاكل شبيهة بالمشاكل التي عند سفيان في وظائف الجسم وصعوبة الحركة تحول دون المشاركة الطبيعية بالحياة وقد تكون هذه الاعاقة دائمة او مؤقتة او جزئية مما ينتج عنها ضعف في القدرات الجسدية والعقلية والحسية والنفسية مما قد تسبب الاكتئاب والقلق والخوف عندهم من عدم القدرة على ممارسة الحياة الطبيعية وهذا ما عاناه سفيان عند مشاهدته الاطفال في الصف العادي يلعبون ويضحكون وهم سعداء وهو يجلس على كرسيه المتحرك لا قدرة لديه للعب مثلهم.
لذا على الاهل والمجتمع تقبل هذا الوضع وضرورة الاعتناء بهم واحترامهم والتحدث معهم بشكل طبيعي دون اشعارهم بالشفقة او العطف ودون التنمر عليهم فهم بحاجة لمن يفهمهم وان لهم احتياجات خاصة بهم يتفردون بها دون سواهم. فهم بحاجة الى الرعاية من الناحية النفسية والطبية والاجتماعية والقانونية اضافة الى توفير خدمات ترفيهية.
وهذا الطفل المعاق بحاجة الى من يكتشف ما بداخله من مواهب وابداعات وتشجيعه لابرازها كما حصل مع المعلمة في المدرسة عندما شاهدت سفيان يجلس حزينا ففكرت بازالة هذا الحزن والالم من نفسه بسبب عدم قدرته على اللعب مع زملائه بان لجأت لاكتشاف ما بداخله عندما طلبت منه ان يرسم بعد ان وفرت لهم كل ما يلزم من الادوات فرسم زملائه وهم يلعبون ورسم نفسه وهو جالس على كرسيه المتحرك فعرفت ان ذلك هو سبب حزنه فشجعته وقالت له انت مبدع ورسوماتك جميلة جدا ساجعلك ترسم على جدار الصف واكتب اسمك عليها ليعرف الجميع ان هذا من ابداعك فرسم رسومات جميلة اشجار ,عصافير ,الشمس وهي مشرقة وطلبت من الطلاب التصفيق له مما جعلته سعيدا وفرح كثيرا.
يقول سفيان ارفض تسميتي معاقا لذا من الضروري ان نسمعهم كلمات لطيفة وان نبتعد عن اي كلمة جارحة تسبب لهم الضيق كما كان يناديهم الطالب عند حضور السيارة بصف المعاقين فكان يتمنى سفيان ان ينادوهم بكلمة اجمل غير جارحة وهذا ما حصل بعد ان ابدع في رسوماته وجاء الطالب ليخبرهم بحضور السيارة واعجب برسومات سفيان وقال عنه انه مبدع واطلق على الصف اسم المبدعين ,كل هذا ادى لتغيير نفسيته وتعزيز ثقته بنفسه.
هذه الشريحة من الناس لها حقوق لتوفير فرص عمل لها لتندمج في المجتمع من خلال برامج تدريب وتأهيل مهني لتعزيز قدراتهم ومهاراتهم للحصول على فرص مستدامة كبقية افراد مجتمع وهنا يأتي دور الحكومة في توفير ذلك.
صحيح انه توجد عندهم اعاقة لكن الله عوضهم باشياء اخرى بداخلهم كالمواهب والابداعات مما تمكنهم من اداء دورهم في المجتمع .وهناك امثلة كتثيرة ممن ابدعوا على الرغم من اعاقتهم امثال طه حسين وابو العلاء المعري والجاحظ وغيرهم.
وقالت خولة أحمد إمام:
العنوان يبدأ بفعل (أرفض)، والرفض هنا يعني الترك، ويتضمن الاعتراض، وهي تعتبر كصرخة روح أرفض تسميتي معاقاً.
وهنا ينكر الطفل في القصة التسمية ولا يقبل بها لأثرها النفسي السيئ عليه.
تبدأ القصة بالتعريف عن معنى الإعاقة عبر التعريف عن الطفل وكيف تم اكتشاف حالته التي يعاني منها.
تختلف الإعاقة ما بين جسدية وعقلية وتتفاوت نسبة الإعاقة من طفل إلى آخر.
بدأت معاناة سفيان منذ ولادته بعد تشخيص حالته من ذوي الاحتياجات الخاصة، وازدادت معاناته عندما دخل المدرسة وبدأت مقارنته بأقرانه، حيث أنه دمج في صف التعليم الخاص.
عبر الطفل عن ألمه الشديد لتسميته بالمعاق، ووصم صفه بهذه الصفة، حيث دخل بعدها في حالة اكتئاب وعزلة وانطوى على نفسه.
تأخذ المعلمة دوراً إيجابياً داعماً حين أجرت حواراً مع سفيان الذي كان يجيب بكلمات مقتضبة واستخدمت خبرتها في تعليم الصف الخاص حين أعطته أداة يعبر بها عن نفسه وهي الرسم والألوان حيث انطلق في إبداعه واكتشف موهبته ووظفها على جدران مدرسته، حيث تغيرت نظرة الطلاب إلى صفهم ليسمى لاحقاً بصف المبدعين.
ونلاحظ أيضاً أن لديه موهبة لغوية حين عبر عن نفسه بكلمات مغناة عن رفضه لتسمية معاق، وأنه يأمل أن يكون عادياً يركض ويلعب مثلهم، لكن هذا ليس ذنبه.
تجولت الكاتبة في الدواخل النفسية للطفل الذي يعاني من نظرة المجتمع ما بين داعم وقادح، وما بين متعاطف وما بين متنمر وكيف انعكس ذلك على شخصيته.
تبث الكاتبة دعوة للمجتمع لدعم المعاق ودفعه إلى اكتشاف ذاته واعتباره جزءا لا يتجزأ من المجتمع. في داخل كل انسان بذرة إبداع، لا بد من اكتشافها ودعهما وتطويرها وهذا يعتمد على الوسط الذي يتواجد فيه. وفي النهاية نرى كيف عادت لسفيان ثقته بنفسه وكيف تحررت شخصيته من القيد الذي وصمه به المجتمع وتحرر من الإطار الذي تم وضعه فيه.
وقالت د. رفيقة عثمان:
تناولت الكاتبة فكرة جيّدة؛ لتقدّم رسالة هامّة، حول تغيير وصمة -.stigma العار - الستيجما –
تعني نظرة المجتمع السّلبيّة، نحو الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة.
إنّ فكرة تقبّل عدم الآخر المختلف، تحمل أفكارًا مسبقة ونمطيّة، ومن الصّعب تغييرها؛ منذ القِدم ولغاية عصرِنا هذا، يعاني مجتمعنا العربي، من صعوبة تقبل الآخر المُختلف عن العادي والمُتعارف عليه في المجتمع. ويكون الاختلاف من النّاحية الجسديّة أو العقليّة، أو اختلافات في الدّين، أو الجنس، أو اللّون؛ يحمل هذا الاختلاف مواصفات سلبيّة في أذهان معظم النّاس. (وفق أبحاث بحثت هذا الموضوع).
هدفت قصّة " أرفض أن ينادوني معاقًا"؛ لتشجيع وتغيير الفكرة النمطيّة السّائدة في المجتمع. هذا الاختيار يُعتبر جيّدًا لصالح القصّة.
إنّ فئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة، بحاجة إلى جهود مكثّفة؛ من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعيّة، ورفع مكانتهم في المجتمع؛ وخاصّةً غرس قيمة احترام الإنسان كإنسان، بغض النّظر عن جنسه، أو لونه، أو دينه، أو لكونه من ذوي الهِمم، فهو إنسان يستحق الحياة، مثله مثل باقي البشر على هذه الأرض، وله كافّة الحقوق المتساوية المُتعارف عليها قانونيًّا ودوليًّا.
من الجدير بالذّكر، تبدأ التنشئة، والتّربية السّليمة، نحو غرس قيمة التّقبّل للآخرالمُختلف منذ الطّفولة المُبكّرة، بواسطة الدّمج المُبكّر في الصّفوف العاديّة، مع تقديم خدمات خاصّة تراعي احتياجات الأطفال المُدمجين؛ منقِبل معلّمين مؤهّلين، ووسائل تعليميّة خاصّة، وتجهيز الإتاحة للتنقّل، بالإضافة لتوفير كافّة الوسائل والأجهزة المُساعِدة.
في هذه القصّة أوجدت الكاتبة بطلًا للقصّة طفلًا بإسم سفيان، ذا إعاقة حركيّة، ويعاني أيضًا من الإضطّرابات الكلاميّة (التّلعثم)، وهو مُدمج داخل صفّ لطلّاب عاديين؛ عانى هذا الطّالب من مشاكل التكيّف الاجتماعي داخل صفّه، عندما نعتوه بالمُعاق. في نهاية القصّة غيّر الطّلاب بمناداته بالمُعاق، إلى الطّالب المُبدع، بعد إبداعه في رسومات على حائط الصّف برسومات رائعة وجميلة.
اختارت الكاتبة عنوان القصّة "أرفض تسميتي معاقًا"؛ كردّ فعل لتسمية الأطفال كلمة معاق، أو صف المعاقين، أمام الطالب سفيان، والّذي يعاني من مشكلة حركيّة في القدمين، واضطّرابات في الكلام.
هذا العنوان فيه دعوة غير محسوسة للأطفال، وتذكيرهم بكلمة معاق؛ من الأجدى ذكر الاسم المُحبّب بطريقة إيجابيّة؛ لتنغرس في ذهن الأطفال مثلًا : "أنا المُبدع الصّغير" وما إلى ذلك.
ورد صفحة 24 على لسان أحد الطّلاب "سأسمّي هذا الصّف صف "المبدعين". برأيي الشّخصي: لماذا ننتظر حتّى يقوم الطّالب بتسمية الصّف كما يحلو له، هذا لا يُعتبر خيارًا للأطفال؛ هذا الموضوع هام جدّا، فهو من مسؤوليّة المسؤولين عن المدرسة والطّلّاب؛ من المفضّل تسمية الصّف، وكتابة لوحة اسم الصّف على مدخله. يتوجّب على مربيّات الصّفوف على عمل ورشات عمل مختلفة؛ لدمج الطّالب ضمن المنهج المدرسي، وبشكل ثابت، والتذركيز على الطّالب بالتّساوي مثل باقي الطّلاب في صفّه دون تمييز يُذكر.
ممكن تسمية الصّف مثلًا: صف الزهور – صف المبدعين – صف الياسمين وما إلى ذلك.
تظهر الصّور جميلة ومُعبّرة، لنصوص السّرد، تناسب هذه القصة الصّفوف الابتدائيّة، ومن الممكن تجييرها للصّفوف الدّنيا.
لغة القصّة تلائم الأطفال في الصّفوف الابتدائيّة من الصّف الثّالث وما فوق.
في صفحة 24 انتقلت الكاتبة بالسرد على لسان الرّاوي الكاتبة وذكرت: "أصبح يكره نظرات الشّفقة من الآخرين، وسماع هذا الجمل: هذا لا يتلعثم في كلامه، ولا يتحرّك مثلنا". حبّذا لو استمرّت بالسّرد على لسان البطل سفيان، بضمير الأنا؛ ليكون تأثيره أكثر صدقًا، بوصف المشاعر الدّفينة".
صفحة 22 ذكرت الكاتبة "رسم سفيان أولادًا يجلسون على عجلات"، بينما لا يظهر في الرّسمة سوى طالب واحد فقط (سفيان) يستخدم كرسي العجلات؛ تبدو الضّرورة في مطابقة الصّور للسرد، فالأطفال دقيقو الملاحظة وتهمّهم المصداقيّة.
عبّرت الكاتبة عن العاطفة حول مشاعر الحزن والفرح، والخوف والقلق بطريقة جيّدة.
لم تذكر الكاتبة حول مكان سير الاحداث للقصّة، بينما ممكن الاستنتاج من الصورة للمعلّمة الّتي ترتدي غطاء الرّأس؛ فهنا ممكن حصر القصّة في المجتمع العربي والإسلامي. لم تذكر الكاتبة زمان حدوث الأحداث، ربّما لتعميم هذه الحادثة على كافّة الأزمنة.
خلاصة القول: قصّة "أرفض تسميتي معاقًا" قصّة بسيطة وسلسة، ذات رسالة قيّمة؛ لتقبّل الأطفال ذوي الهمم في المجتمع العربي، وتحتوي على أربعٍ وعشرين صفحة، وحجم الخط فيها صغير جدّا.
أتمنى للكاتبة عايدة خطيب المزيد من العطاء.
وقالت خولة سالم:
القصة من تأليف الكاتبة عايدة خطيب ، تقع في خمسة عشر صفحة من القطع المتوسط ، منقحة بشكل ملفت ، تكاد لا تخلو كلماتها من كافة الحركات والتشكيل ، حجم الخط واضح وجميل يتناسب والوان الرسم المبهجة ، الرسومات معبرة وجميلة.
تركز الكاتبة على فكرة التنمر في حال وجود إعاقة في صف ما ، وكيفية تفاعل الطلبة الاصحاء مع الحالة الخاصة بحيث جعلت بطل الرواية والسارد طالب في صف للحالات الخاصة ويدعى سفيان، وجعلته يتعرض للنعت بالمعاق بل وجميع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ويسمون "صف الطلاب الخاص" او "الصف المعاق"، بحيث يتضح خلال السرد مدى الألم الذي يعانيه سفيان نتيجة اعاقته ، وكيف تكون ردود فعل الطالب المتنمر عليه بسبب اعاقته.
المخرج الذي أوجدته الكاتبة لتحقيق هدف القصة يكمن في سلوك معلمة الطفل، عندما فكرت بطريقة لتحويله لحالة ابداع يشار اليها بالبنان من خلال ارشاده للرسم والتعبير، بحيث تحول سفيان من طالب معاق الى طالب مبدع حيث قام بإنجاز رسومات جدارية على حوائط صفه.
وهكذا تحولت النظرة اليه من نظرة سلبية تنمرية الى نظرة اعجاب وتميز.
القصة هادفة ، ومعبرة وذات رسالة سامية تهاني للكاتبة.
وقالت تالا تُشير:
يقول عالم النفس هاورد جاردنر في كتاباته عن التربية وأساليب التعليم أن المدرسة هي النموذج الاول للمجتمع لمعظم الناس ولذلك علينا أن نحرص على أن تكن البيئة التعليمية والتربوية مرحبة للفرض لأن في ذلك تأثير كبير على شخصيته لبقية حياته. في عام ٢٠٢٣ صدرت قصة للأطفال بعنوان "أرفض تسميتي معاقاً " للكاتبة عايدة حمادة خطيب ضمن سلسلة براعم الزيتون. هدفت الكاتبة بتوعية الأطفال إلى فئة معينة من المجتمع وذلك عن طريق تعريف معنى طفل ذو احتياجات خاصة واستخدام ال(Pathos) بغرض تعاطف الأطفال واحد للآخر.
اعتمدت الكاتبة لغة بسيطة في الكتابة ولكنها قد تتطلب مساعدة بالغ في القراءة وذلك لفتح المجال للحوار والنقاش بين الطفل والشخص الذي يلجأ إليه للقراءة.
تدور أحداث القصة حول طفل ذو احتياجات خاصة في يوم طبيعي في المدرسة. في البداية يتعلم القارئ ويفهم ما معنى أن يكن طفل ذو احتياجات خاصة وذلك لغرض توعية القارئ لهذه الفئة من المجتمع. مع تطور أحداث القصة يتقرب القارئ أكثر للطفل في القصة وذلك عندما يتعرف على مشاعر الطفل (pathos). نجحت الكاتبة بتوضيح احتياجات شخص ذو احتياجات خاصة وإثارة مشاعر تعاطف وتفاهم. كما أن الكاتبة تعزز علاقة قوية بين الطفل والشخص الذي يلجأ إليه للقراءة بأسلوبها الكتابي.
تبرز القصة أهمية المدرسة ودورها في إنشاء مجتمع صحي متعاطف ومتفهم للفئات المختلفة في المجتمع. هدفت الكاتبة باختيار المدرسة بالمكان لأحداث القصة لأن المدرسة تعتبر مجتمع مصغر للعالم الخارجي ومن المهم إنشاء جيل ذو وعي للموضوع المطروح في القصة. أما بالنسبة لعنوان القصة كنت أفضل اختيار عنوان ذو مفردات إيجابية وترك المجال للقارئ باستنتاج رسالة نفي تسمية طفل ذو احتياجات خاصة بالمعاق.
وقالت وفاء داري:
وفقت الكاتبة عايدة خطيب باختيار الرسومات لقصتها (أرفض تسميتي معاقا) على يد رعد عبد الواحد في توصيل الهدف والفكرة، حيث كانت رسومات بألوان جميلة وواضحة معبرة تخاطب وتوائم جيل الأطفال وكذلك تلائم قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة.
راعت التشكيل في النص للقراء العاديين وهذه ميزة ممتازه بل ولا بد منها في قصص الأطفال.
فكرة القصة وهدفها يعتبر مهم جدًا من الجانب الإنساني اولًا ومشاركة مهمة لشريحة مجتمعية متواجده في المجتمع ومهمشه قليلًا ، والكتابه والكتب لهذه الفئه لم تأخذ حقها ، بل وشحيحه مقارنه بأنواع الادب الأخرى.
من أكبر معاناة هذه الفئة والتي تطرقت لها القصه بذكاء المسمى الذي يعاني منه الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم ايضًا وهو (معاق، منغولي ،.. وغيرها) بكلمات أخرى التركيز على الخصائص السلبية للشخص أو الطفل المعاق وما لا يستطيع القيام به من أهم العوامل التي تسبب الأذى لهذه الفئة من المجتمع لذا كان من الضروري أن تتم الإشارة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمصطلحات العلمية المعتمدة وعدم ذكر مصطلحات تسبب الأذى لهم.. فعلى سبيل المثال نقول: (شخص من ذوي متلازمة داون) ولا نقول.. (شخص منغولي). للأسف الشديد حتى اليوم هناك دراسات ومقالات لازالت تعتمد المصطلح الخاطئ وهو وذوي الإعاقة والمصطلح المعتمد حديثًا وهو ذوي الاحتياجات الخاصة
من اهم محاور القصة:
التطرق لمشاعر هذه الفئة
ضروره دمج هذه الفئة في المدارس والمجتمع
أساليب التعليم الحديثة والفعالة والتفكير الإبداعي للمعلمات
طرق حل المشكالات ومهارات التفكير التي أوجدت حل لمعاناه طفل
أهمية العمل مع الكتاب والناشرين المعنيين بكتب الأطفال كي تصبح هذه الكتب سهلة الوصول للأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة وقضية دعم المواهب والابداع لهذه الفئة وتعزيز السلوك الإبداعي حيث السلوك الابداعي ليس قاصرا على العباقرة والمتميزين من الناس،هو هبة أو إلهام. لقد أشارت الدراسات السابقة إلى ان الاستعدادات الابداعية موجودة عند جميع الناس؛ ذوي الاحتياجات الخاصة وغيره، بالعموم هو السلوك الإبداعي الذي يتسم بالوفرة والتنوع والملاءمة للهدف الموجه إليه. فالصورة الفنية مثلاً هي نتاج ابداعي أفرزه جهد فنان مبدع من خلال سلوك إبداعي.
يتم تعزيز السلوك الإبداعي من خلال: حيث يأتي نتيجة تضافر عدد كبير من ضروب أو وجوه السلوك، فهو وإن كان أساساً بمثابة استعدادات عقلية معرفية إلا أن الجوانب العاطفية والدافعية تؤدي دوراً في ابرازه ونموه.. أن الإطار الاجتماعي للمبدع يسهم إلى حد كبير في دفع نشاط المبدع وفي توجيه خطاه وفي تحديد هدفه ووجهته.
ويمكن تصور أن الجهود التي يمكن بذلها على طريق تنمية الابداع لدى الأشخاص ذوي الإحتياجات
تحديد نوع وفئة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين نرغب في تنمية سلوكهم.
الكشف عن استعدادات هؤلاء الأشخاص.
قياس وتحديد طبيعة وخصائص الدوافع الأساسية لديهم.
تحديد البرنامج وإعداده بما يناسب.
اخيرًا وفقا الأخت الكاتبة عايدة في قصتها للفت النظر لأهمية مراعاة هذه الفئه والالتفات لها.
وقالت ميرا إياد جبارين:
سبداية أحب أن أبارك للمؤلفة عايدة الخطيب على هذا العمل المهم جدا.
كما أود أن أهنئها على تحديد الفئة العمرية المستهدفة، مع العلم أنّ الطلاب والطالبات في عمر ال١٢ لا يقرؤون الروايات والكتب كبيرة الحجم، وربما كان هذا سبب كره الكثير من الطالبات والطلاب للقراءة، لأنهم يرون حجم الرواية أكبر من قدرتهم على اكمالها، كما أن حجم القصة أصغر من أن يرضوا بها.
وهذه مشكلة لاحظتها في مدرستي مع زميلاتي فهن يأخذن الرواية ويعدنها دون أن يقرأنها ...
أما عن العنوان فهو مميز ومهم ولكن غير مشوق برأيي على الأقل فأنا في ال١٣ من عمري أي تقريبا أعد من الفئة المستهدفة العنوان مهم ولكنه واضح ونحن جيل يعشق الغموض بكل أشكاله.
أما عن موضوع القصة نفسها فهو مهم ولكن لي ملاحظة بسيطة عن الأسلوب فأنتي استهدفتي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ٨و١٢ ولذلك كان يجب أن تراعي مستواهم العقلي في أسلوب الكتابة فأنتي كتبتي بأسلوب يناسب الأطفال فعلا ولكن الأصغر سنا من الفئة المستهدفة قد يتناسب الأسلوب مع الطفل الذي في الثامنة ولكنه لن يتناسب مع المراهق في ال١٢ أو ال١١ عاما
القصص القصيرة على الأقل في مدرستي فعندما تصل الطالبة لعمر ١٠ أعوام تتوقف عن قراءة القصص وتبدأ
أما عن محتوى القصة فهو مهم جدا وأبرزت القصة دور المعلم الكبير في حيات الطالب وفي اكتشاف مواهبه المدفونة وأظهرت مدى تأثر الطفل بما يسمع وأعجبني أنها أوصلت فكرة للأطفال أنه مهما كنت تعاني فلا تيأس فالطفل كان منبوذا وصار محبوبا مع أنه لم يكن يتوقع ذلك وأظهرت القصة أهمية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بمن دونهم من الناس ....
أردت أن أعلق على كلمة (برافو ) التي ذكرت في الصفحة ال٢٢ والصفحة ٢٤ فهي كلمه غير عربية ولكن لم تضعيها بأقواس
وأكرر تهنئتي للمؤلفة على هذا العمل الهام.
وقالت المحامية سيما صيرفي:
تتناول القصة موضوعًا مهمًا حول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعبّر عن مشاعر سفيان الذي يعاني من التمييز والشعور بالضعف بسبب إعاقته. لكن القصة تحتاج إلى تحسين في عدة جوانب:
أولاً، الانتقال المفاجئ من مرحلة طفولة سفيان في أشهره الأولى إلى المرحلة المدرسية يفتقر إلى الوضوح. كان من المفيد أن تُفصل الكاتبة تأثير هذا الانتقال على حياة سفيان، وأن تسلط الضوء على تجربته خلال تلك المراحل الزمنية المختلفة.
ثانيًا، افتقدت رسمة سفيان على الورق على تفاصيل ذكرتها المؤلفة، حيث لم نرَ الأطفال على الكراسي المتحركة في الرسم في المشهد الثالث.
ثالثاً، ان المشهد الرابع يعاني من عدم التطابق بين الرسم والأحداث؛ لم يظهر صف ذوي الاحتياجات الخاصة المنفصل عن الصف العادي، بل رأينا سفيان فقط ضمن صف عادي، وهذا تناقض مع النص.
رابعاً: الأولاد الذين ظهروا يركضون في المشهد الأخير هم أنفسهم الذين ظهروا في المشهد السابق، مما أدى إلى خلل في فهم الأحداث وهل هم أولاد صف سفيان؟
خامسًا، من غير الواقعي أن يتمكن سفيان من رسم جدار كامل وهو جالس على كرسي متحرك. كان من الأفضل لو تم استبدال هذا الموقف برسم صورة صغيرة تُعلق على الجدار، مما يظهر إبداعه دون أن يُفقد النص مصداقيته. هذا التعديل سيبرز قدرات سفيان بشكل منطقي ويعزز الثقة بنفسه.
سادساً، غياب دور الأم يُفقد النص عنصرًا مهمًا من الدعم العاطفي. إدخال مشهد يوضح دعم الأم لسفيان، مثل حوار بينهما أو لحظة تعبر فيها عن دعمها، كان سيضفي بعدًا عاطفيًا أعمق ويساعد على توجيهه في مواجهة تحدياته.
سابعاً، ان النص يحتاج إلى تحسين في استخدام علامات الترقيم وصياغة الجمل. على سبيل المثال، عند إجابة الأم على سؤال الطبيب، كان من الأفضل استخدام نقطتين قبل حديثها: "لم ألاحظ، لكنه فجأة تغير رأسًا على عقب"، وإضافة علامة استفهام بعد سؤال الطبيب: "هل لاحظت عند ولادته أنه يختلف عن باقي الأطفال؟". هذا من شأنه أن يُحسن تدفق النص ويوضح الحوار بشكل أفضل.
أخيرًا، الحبكة تحتاج إلى تعقيد أكبر. الأحداث التي تعرض لها سفيان بدت كأنها مواقف يومية عادية، وكان من الأفضل تضمين موقف أكثر صعوبة يُظهر كيفية تغلبه على تحدٍ حقيقي، مثل التعامل مع التنمر. كم أن توضيح مشاعر سفيان تجاه أقرانه وتعميق علاقته بأسرته كان سيُغني النص، ويساعد على فهم تطور الشخصية بشكل أفضل.
بالرغم من أن القصة تحمل رسالة قوية حول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أنها تحتاج إلى تحسينات في تنظيم الأفكار والجمل، وتطوير الحبكة، وتوضيح الأدوار الاجتماعية، واستخدام علامات الترقيم المناسبة. هذه التعديلات ستجعل النص أكثر تأثيرًا وجاذبية.
وقالت م. إيناس أبو شلباية:
قصه جميله ومعبره عن واقع حال ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء بسبب مرض وراثي او مرض معدي كشلل الأطفال او زواج الأقارب والذي هو شائع في بلادنا، او لأي سبب اخر.
هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم في اعاقاتهم ولا حول لهم ولا قوة.
وهم يتعرضون للتنمر والإساءه من أشخاص لا ضمير لهم او جهله او أغبياء او متعجرفين.
وفي العقود القليله الاخيره ظهرت اهتمامات بالانتباه لذوي الاحتياجات الخاصه سواء في المدارس في تشكيل صفوف خاصه لهم تربيه خاصه ومنهج واطر دراسية، ومباني تحتوي على مرافق خاصة مهيّأة لهم.
وهذه القصه تطرقت للجانب واحد وهو التنمر علي ذوي الاحتياجات الخاصه في المدرسه، واستخدام التعزيز النفسي وتقويه الثقه بالنفس لدي سفيان وتغيير الانطباع عن ذوي الاحتياجات الخاصه من معاق الي مبدع
وهي طريقه مبتكرة وموفقة، أبدعت بها الكاتبه.
ولكن لدي بعض الملاحظات على طباعة القصة، فقد لاحظت أن الخط كان صغيرا، ومكتوبا على صفحات ملوّنة ورسومات ، وهذا يؤثر على وضوح الخط.
حبذا لو كانت الصفحات بيضاء تحت الكتابة، والخط اكبر، وخاصه انها قصه أطفال.
وكنت احبذ لو ان الكاتبه اختارت عنوانا آخر للقصة، فقد وجدته صادما.