الاثنين ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٥
بقلم خلود فوراني سرية

جمعية التطوير الاجتماعي تحتفي باللغة العربية

بمناسبة يوم اللغة العربية العالمي، وللسنة الخامسة على التوالي، نظّمت جمعية التطوير الاجتماعي سلسلة من النشاطات اللامنهجية المميّزة في مدارس حيفا، وذلك في إطار رسالتها الهادفة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في نفوس الطلاب، وترسيخ الاعتزاز باللغة الأم بوصفها ركيزة أساسية للهوية الثقافية والقومية.

جاءت هذه النشاطات على شكل ورشات تفاعلية تربوية صُمّمت بعناية لتخاطب عوالم الطلاب المختلفة، وتربط اللغة العربية بالإبداع والفن والتجربة الحيّة. وقد شملت الورشات ما يلي:

استضافة شاعر قدّم قراءات شعرية تفاعلية، شجّعت الطلاب على التعبير اللغوي والوجداني، وقرّبتهم من جماليات اللغة العربية.

ورشات الخط العربي التي عرّفت الطلاب على فنون الخط وأهميته التاريخية والجمالية، وأسهمت في إنتاج جداريات فنية داخل المدارس تحمل مضامين لغوية وثقافية.

دراما ولغة حيث تم توظيف التمثيل والحركة في خدمة اللغة، مما أتاح للطلاب التفاعل مع النصوص بطريقة إبداعية وحيوية.
إيقاع وشعر دمجت بين الكلمة والموسيقى، وأسهمت في تنمية الحس اللغوي والسمعي لدى الطلاب بأسلوب ممتع وجاذب.

قصص مع حكواتية أعادت إحياء فن الحكاية الشعبية، وربطت الطلاب بالموروث الثقافي واللغوي بأسلوب مشوّق وتفاعلي.
تميّزت هذه النشاطات بتنوّعها وشموليتها، حيث جمعت بين الحكواتية، الجداريات الفنية، الشعر، الإيقاع والدراما، ما أتاح للطلاب التعلّم خارج الإطار الصفي التقليدي، وعزّز ارتباطهم باللغة العربية بوصفها لغة حياة وإبداع، لا مجرد مادة دراسية.
وقد مرّر النشاطات في إحدى عشرة مدرسة بين ابتدائية إعدادية وثانوية، الميسّرون الآتي ذكرهم:

الشاعر فاضل علي، كاتبة أدب الأطفال-الحكواتية نجوى زريق، الفنانة -الحكواتية رنين بشارات إسكندر، فنان الجداريات بشارة ذيب، الفنان غسان بيرومي والفنان فراس حدّاد.

ومن مركز الطفولة في الناصرة- الفنانة سمر أبو الهيجاء، الفنانة هيام ذياب والفنان التشكيلي جابر عباس، قدّموا لطلاب المرحلة الابتدائية سرد قصص هادفة بموضوع الهوية والانتماء. تلاها ورشات توعوية تفاعل معها الطلاب بشكل لافت. تمثّل بتعريفهم على الشاعر "محمود درويش" من خلال قصة " شاعر البروة" وعلى الأديبة الفلسطينية "مي زيادة" من خلال قصة "فراشة الناصرة" وعلى القرية المهجّرة "معلول" من خلال قصة "شفا معلول". يجدر بالذكر أن هذه القصص تأتي جزءا من سلسلة "قرانا الباقية فينا" من إصدار مركز الطفولة.

قدّم كذلك ورشات تفاعليّة كل من

أما المدارس التي استضافت تلك النشاطات فكانت: راهبات الناصرة، ماريوحنا، الكرمة الابتدائية، الأخوّة الرسمية، حوار الرسمية، حوار الأهلية، الكلية الأرثوذكسية العربية، الكرمل للآباء الكرمليين، الكرمليت الإيطالية تراسنطا، عبد الرحمن الحاج-الحليصة، والمدرسة الأحمدية -الكبابير.

وقد عبّرت إدارات المدارس والهيئات التدريسية عن بالغ ثنائها وتقديرها لجمعية التطوير الاجتماعي، مشيدةً بالمهنية العالية والمضامين الهادفة التي قدّمتها الجمعية. كما أكّدت المدارس أن هذه الجهود المتواصلة على مدار الأعوام أسهمت بشكل ملموس في رفع مكانة اللغة العربية وتعزيز حضورها في الفضاء التربوي، وترسيخ قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية اللغوية لدى الطلاب.

يجدر بالذكر أن مركزة برنامج اللغة العربية في الجمعية، خلود فوراني، قد نظّمت لهذا البرنامج وعملت على مدى أشهر على بلورته وتحديد مضامينه والتواصل مع المدارس من جهة ومع المختصين - ميسّري النشاطات المتنوعة- من جهة أخرى، ليتمّ على أفضل وجه.

وقد جاء في تعقيبها على الموضوع أنها تتشرف بتركيز برنامج اللغة العربية في الجمعية، بما فيه الاحتفاء باللغة العربية خلال شهر كانون الأول- ديسمبر من كل عام، انطلاقًا من إيمانها العميق بأن اللغة العربية ليست مجرد أداة تواصل، بل هي وعاء الهوية، وجسر الحضارة، وركيزة الانتماء الثقافي والقومي.

وعن البرنامج الذي نحن بصدده أشارت، أنه يأتي بهدف تعزيز مكانة اللغة الأم في نفوس طلابنا وأبنائنا، جيل المستقبل، والتأكيد على حضورها في حياتهم اليومية، وذلك في ظل ما تواجهه لغتنا العربية من تحديات متزايدة أمام العولمة والحداثة. وأضافت، اخترنا شهر كانون الأول لتكثيف النشاطات بموضوع اللغة لأنه تتوافق فيه مناسبة عالمية للاحتفال بيوم اللغة العربية 12/18 فنعتبر المناسبة فرصة مواتية لتثقيف الطلاب بشأن لغتنا الأم مع فارق بسيط على عمقه، أننا نتعامل مع موضوع اللغة كفكر ونهج حياة وليس يوما احتفاليا واحدا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى