الاثنين ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أم كلثوم زعيمة غناء القصائد

تدهورت حالة أم كلثوم الصحية في بداية عام 1971 بشدة ففى شهر مارس في نفس العام أصيبت مرارتها بالتهاب شديد أدى إلى تأجيل جميع حفلاتها شهورا وتطور الأمر إلى إصابتها القاسية فى الكلى مما اضطرها إلى إلغاء الجدول بكامله وفى شهر يناير عام 1975 تعرضت لهجوم شديد فى الكلى وأفردت جريدة الأهرام ملحقا يوميا لمتابعة حالتها وكانت الإذاعة المصرية منذ 22 يناير عام 1975 تستهل نشراتها بأخبار مرض كوكب الشرق حتى تُطمئن محبيها حتى أن بعض المعجبين أرادوا التبرع بالدم آنذاك لأم كلثوم ولكن القدر قال كلمته ففى تمام الساعة الرابعة والنصف عصر يوم الاثنين 3 فبراير 1975 توفيت أم كلثوم وبعد ذلك كان الضم لإذاعات صوت العرب والبرنامج العام والشرق الأوسط وأذيع نبأ وفاة كوكب الشرق أم كلثوم حيث أذاع يوسف السباعى وزير الثقافة فى تمام السادسة مساء نبأ وفاة أم كلثوم ووقف المهندس سيد مرعى رئيس مجلس الشعب وقتئذ خلال الجلسة دقيقة حداد وفي صباح يوم الثلاثاء 4 فبراير 1975 نشرت جريدة الأخبار فى المانشيت الرئيسي : ماتت أم كلثوم .. الجنازة غدا الأربعاء الساعة 11 صباحا من مسجد عمر مكرم ونشرت الأهرام : وفاة أم كلثوم بعد صراع مرير استمر 100 ساعة ونشرت جريدة المساء في مانشيتها الرئيسي في الصفحة الأولى : وداعا كوكب الشرق كما نشرت الصحف العربية خبر وفاة أم كلثوم فى الصفحات الأولى وكتبت إحدى الصحف العربية : لقد فقدت مصر هرمها الرابع

وكتبت صحيفة الأورو الفرنسية : أم كلثوم مثلت للعرب ما مثلته إديث بياف المغنية الفرنسية المشهورة إلا أن عدد معجبيها أضعاف عدد معجبى الأخيرة وكتب بيجل كاربيير فى صحيفة الفيجارو الفرنسية : برغم أن الأوروبيين لم يفهموا الكلمات إلا أنها وصلت إلى روحهم مباشرة وجاء فى صحيفة التايمز البريطانية : أم كلثوم من رموز الوجدان العربى الخالدة وقالت صحيفة زيت دويتش سايتونج الألمانية : مشاعر العرب اهتزت من المحيط إلى الخليج ويوم الأربعاء 5 فبراير 1975 خرج جثمان كوكب الشرق أم كلثوم من مستشفى المعادى العسكري في نعش ملفوف بعلم مصر ووصل مسجد عمر مكرم وبعد صلاة الجنازة تم تشييع جثمانها فى جنازة شعبية ورسمية مهيبة حيث احتشد في جنازة كوكوب الشرق أم كلثوم 4 مليون مواطن عربي من جميع أنحاء العالم العربي وتعد جنازتها الثانية بعد جنازة الزعيم جمال عبد الناصر على مستوى العالم العربي ومن أعظم 8 جنازات فى العالم في القرن العشرين ويوم الخميس 6 فبراير 1975 كتبت جريدة الأهرام في صفحتها الأولى : الجماهير تحمل الجثمان 3 ساعات وتذهب للصلاة عليه في مسجد الحسين

أم كلثوم تركت للإذاعة المصرية 400 لحن مسجل وإذاعة أغانيها تحتاج إلى 26 يومًا أو 634 ساعة دون توقف وبرغم رحيل كوكب الشرق أم كلثوم سيظل فنها خالد مابقيت الحياة مهما حاولوا الأقزام طمسه وستظل أم كلثوم زعيمة القصائد الشعرية الفصيحة ونذكر منها مايلي :

سلو كؤس الطلا : عام 1932 قام أمير الشعراء أحمد شوقى بتوجيه دعوة لأم كلثوم للغناء في حفل يدعو فيه أحد النبلاء وقد لبت الدعوة سعيدة ومبتهجة وقامت بالغناء في كرمة ابن هاني أمامه وأحس أمير الشعراء بالسعادة تغمره فقام من مجلسه ليحيي أم كلثوم بعد أن غنت وبعد الوصلة الأولى أعطى أحمد شوقي أم كلثوم مظروفا به نقود لتدفع أجور الموسيقيين ولكن رفضت أم كلثوم أخذ المظروف وقالت : مستحيل لا يمكن أبدا وسوف أدفع للموسيقيين أجورهم وأكملت السهرة وغنت الوصلة الثانية وأخرج أحمد شوقى من جيبه ورقة وقلما وكتب بضع كلمات واندمج مع الغناء وعاد يكتب كلمات أخرى وفى اليوم التالى فوجئت أم كلثوم بأمير الشعراء أحمد شوقى يزورها فى منزلها ويقدم لها مظروفا مغلقا وثارت أم كلثوم قائلة : لقد حاولت أن تهيننى فى بيتك أمس وجئت اليوم لتهيننى فى بيتى فابتسم أحمد شوقى وقال لها : افتحى المظروف قبل أن تغضبى فقالت له : سأمزِّق المظروف فرد أحمد شوقى : هذه ليست فلوسا إن هذا وصفى لك وأنت تغنين وفتحت أم كلثوم المظروف فوجدت فيه أكبر أجر تلقته فى حياتها عن حفل غنائى أقامته وهى قصيدة وظلت القصيدة في طي النسيان وبعد رحيل أمير الشعراء أحمد شوقي بسنوات عهدت أم كلثوم بالقصيدة إلى الموسيقار رياض السنباطي ليلحنها وغنت أم كلثوم أغنية سلو كؤس الطلا عام 1935 ولم تسجل وأولى تسجيلاتها كانت عام 1936 كما غنتها في 28 حفلا وذات يوم دُعيت أم كلثوم لتناول الغداء فى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية بدعوة من الدكتور بهى الدين بركات وفى الطريق تمهل السائق ليعبر الطريق جماعة من الفلاحين مع دوابهم وصاحت أم كلثوم فى السائق : قف مكانك لا تتحرك وأشارت إلى فلاحٍ يجر خلفه جاموسة ويغنى قصيدة سلوا قلبى استمعت إليه باهتمام وقالت : كنت أتمنى أن يعيش أحمد شوقى ليسمع شعره يتغنى به الفلاحون المصريون فى حقولهم فقد كان يقول : إن شعره لا يفهمه إلا المثقفين والأدباء

سلوا قلبي: الموسيقار رياض السنباطي كان يقرأ ديوان أمير الشعراء أحمد شوقي فتوقف عند قصيدة في ذكرى المولد وتبلغ 71 بيتا فقرر أن يلحنها وتغنيها أم كلثوم فاختار من القصيدة بالتشاور مع أم كلثوم 21 بيتا من القصيدة وبدأ في تلحينها وغنت أم كلثوم قصيدة سلوا قلبي لأول مرة في الخميس الأول من شهر مارس عام 1946 حيث غنتها في وصلتها الأولى واستمرت في الغناء لمدة ساعتين وهو رقم قياسي غير مسبوق في حفلات أم كلثوم ثم أعادت غناء القصيدة قبيل نكسة عام 1967 م

نهج البردة : نالت بُرْدة النبى محمد صلى الله عليه وسلم مكانة كبيرة راسخة بين الشعراء على مر العصور حيث حظى بشرف تلقِّيها الصحابى كعب بن زهير عندما نظم بين يدى الرسول صلى الله عليه شعراً فى مدح الإسلام ونبى الإسلام

البُرْدة هى قصيدة لامية تقع فى ثمانية وخمسين بيتاً وحظيت باهتمام المسلمين لأنها ألقيت بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم ونالت إعجابه حتى إنه خلع بردته على كعب ومن ثمَّ سمِّيت هذه القصيدة باسم البُرْدة وحظيت باهتمام الدارسين والشرَّاح والشعراء الذين ساروا على درب البُرْدة ونهجها

الشاعر كعب بن زهير بن أبى سُلمى هو ابن الشاعر الجاهلى صاحب إحدى المعلَّقات المعروفة وكانت بدايته هجاء الإسلام فلما ذهب يستأمن النبى صلى الله عليه وسلم قدَّم قصيدة بدأها بالغزل والحديث عن الصحراء والإبل فخلع النبى صلى الله عليه وسلم بردته عليه التى اشتراها فيما بعد معاوية وكان يرتديها تبرُّكاً بالرسول

تحدث كعب فى القصيدة عن موضوعات عدة مثنياً على المهاجرين وثباتهم فى الدين وختمها بمدح النبى صلى الله عليه وسلم

تعتبر قصيدة البردة التى نظمها شاعر القرن السابع الهجرى محمد بن سعيد البوصيرى إحدى أشهر القصائد فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوى إن لم تكن أفضلها حتى قيل إنها أشهر قصيدة مدح فى الشعر العربى بين العامة والخاصة وقد انتشرت انتشاراً واسعاً فى البلاد الإسلامية وسُمِّيت بالبراءة لأن البوصيرى قد بَرِئَ بها من الفالج الذى أبطل نصف جسمه وسميت قصيدة الشدائد حيث زعموا أن قراءتها تفرِّج الشدائد وتيسر كل أمر عسير وسمَّاها البوصيرى الكواكب الدرية فى مدح خير البرية وقد تُرجمت إلى عدة لغات من بينها الإنجليزية والفرنسية والألمانية كما طُبعت عشرات المرات فى فيينا والأستانة ومكة وبومباى والقاهرة وفى دار الكتب المصرية نُسخٌ من البُرْدة حُلِّيت كتابتها بالذهب وكان لها معارضتان فى العصر الحديث الأولى لشاعر السيف والقلم محمود سامى البارودى وسُمِّيت كشف الغمة فى مدح سيد الأمة وتقع فى أربعمائة وسبعة وأربعين بيتاً ضمَّنها سيرة النبى ومدحه بالعاطفة والعقل والمنقول من أحداث التاريخ بأسلوب بسيط يخلو من الحشو والزخارف اللفظية التى تزخر بها المدائح النبوية الأخرى وهى قصيدة مطولة تتميز بالرشاقة اللفظية وثراء المعانى

أما القصيدة الثانية فهى لأمير الشعراء أحمد شوقى المسمَّاة نهج البردة وتقع فى مائة وتسعين بيتاً وهى ميمية من بحر البسيط واختارت أم كلثوم منها ثلاثين بيتاً متفرقة فى الترتيب ولكن مكتملة فى المعنى ولحنها الموسيقار رياض السنباطي وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم عام 1946 م

النيل: كوكب الشرق اختارت من أشعار أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة النيل ولحنها الموسيقار رياض السنباطي وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم بمناسبة إرساء الملك فاروق حجر أساس مشروع توليد الكهرباء من خزان أسوان يوم 19 مارس عام 1948 م

ولد الهدى: كوكب الشرق أم كلثوم رأت أمير الشعراء أحمد شوقي لأول مرة في إحدى المحلات بشارع فؤاد القديم وكان معه محمود فهمي النقراشي والدكتور محجوب ثابت فدعاها أمير الشعراء إلى الغناء في الفيلا التي كان يسكنها على النيل والتى تعرف باسم كرمة بن هانئ فذهبت أم كلثوم مع والدها وشقيقها وغنت ليلتها كما لم تغن من قبل وكان أحمد شوقي يتمايل طرباً من جمال وبراعة أم كلثوم في الغناء

الشاعر أحمد شوقي توفى يوم 14 أكتوبر عام 1932 وغنت أم كلثوم بعد رحيله عشر أغنيات وجميعها من ألحان الموسيقار رياض السنباطى وكانت الأولى في عام 1936 وهى أعيد الدهر والأخيرة كانت في عام 1969 وهى إلى عرفات الله ولكن نتوقف مع قصيدة ولد الهدى التي نشرها في شوقياته تحت عنوان الهمزية النبوية وقد اختارت منها أم كلثوم 34 بيتاً فقط من بين 129 وجاء هذا الاختيار ممثلاً لمعظم مقاطع هذه القصيدة الكبيرة إذ اختارت من المقطع الأول 4 أبيات وهى التي تقول في مطلعها :

وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ

وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ

ومن المقطع الثاني اختارت 10 أبيات من أصل 39 بيتاً عدد أبيات هذا المقطع وتقول في مطلع هذا المقطع :

يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً

مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا

ومن المقطع الثالث وعدد أبياته 17 بيتاً اختارت أم كلثوم 3 أبيات فقط قالت في البيت الأول منه :

يوحى إِلَيكَ الفَوزُ في ظُلُماتِهِ مُتَتابِعًا تُجلى بِهِ الظَلماءُ

أما المقطع الرابع فعدد أبياته 19 بيتاً اختارت منه أم كلثوم 12 بيتاً فقط وفيه تقول :

بِكَ يا ابنَ عَبدِ اللهِ قامَت سَمحَةٌ

بِالحَقِّ مِن مَلَلِ الهُدى غَرّاءُ

ولم تغن أم كلثوم أبياتاً من المقطعين الخامس والسادس وعدد ما بهما من أبيات بلغ 21 بيتاً أما بالنسبة للمقطع السابع فقد اختارت منه أم كلثوم 3 أبيات من أصل 21 بيتاً وقالت في مطلعه :

يا مَن لَهُ عِزُّ الشَفاعَةِ وَحدَهُ

وَهوَ المُنَزَّهُ ما لَهُ شُفَعاءُ

أما المقطع الثامن والأخير فقد اختارت منه بيتين من أصل خمسة أبيات ولم نشعر بوجود أي نوع من القطع أو الخلل وتلك هى قمة العبقرية سواء في الغناء أو التلحين

هذه القصيدة لحنها الموسيقار رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم في حفل أقيم بحديقة النادي الأهلي عام 1949 بمناسبة المولد النبوي كما غنتها في الحفل الذي أقيم في مسرح حديقة الأزبكية عام 1955 الموافق 12 رمضان في ذلك العام وصاحبتها فرقتها الموسيقية التي ضمت محمد القصبجي على العود ومحمد عبد صالح على القانون وأحمد الحفناوي على الكمان ونجيب رزق الله وعبد المنعم الحريري ومحمود القصبجي وصلاح عبد القادر وكريم حلمي على الكمان ومحمود الحفناوي وحسن كمال وسيد سالم على الناي وإبراهيم عفيفي ضابط الإيقاع

قال الموسيقار رياض السنباطي: كنّا نسجّل قصيدة وُلد الهدى وأثناء التسجيل فوجئنا بشخصية هامة تصعد للمسرح وتطلب التحدث إلى أم كلثوم فتوقف التسجيل وبعد دقائق لاحظت انفعال وغضب أم كلثوم فحاولت أتبين الأمر فعرفت أن القادم موفد من القصر الملكي جاء ليطالب بحذف بيت يتحدث عن الاشتراكية وتوقف التسجيل لمدة ساعة ولكن أم كلثوم تمسكت بالبيت وأجرت اتصالاتها بالقصر الملكي الذي رضخ لإصرارها وتم التسجيل دون حذف

إلى عرفات الله: الخديوي عباس حلمي الثاني قرر أن يذهب إلى الحج مصطحبا معه أسرته وكان من الطبيعي أن يطلب من شاعره وصديقه أحمد شوقي الذهاب معه وداعبه قائلا: إنه سيركب حصانا مطهما هدية منه إليه ولم يملك أحمد شوقي الرفض فصحب الموكب إلى صحراء العباسية ومن هناك فرّ تاركا الموكب قبل أن ينتبه الخديوي عباس حلمي الثاني وعاد أحمد شوقي إلى القاهرة وكتب هذه القصيدة وأرسلها معتذرا إلى الخديوي

عام 1949 اختارت الفنانة نجاة علي القصيدة لتغنيها وبالفعل لحنها عبد الفتاح بدير وسجلتها نجاة علي للإذاعة وفى عام 1951 أعجبت كوكب الشرق أم كلثوم بالقصيدة وأرادت غنائها ولكن بلحن غير الذى وضعه عبد الفتاح بدير فأسندت اللحن إلى الموسيقار رياض السنباطى بعد أن طلبت من الشاعر أحمد رامي تغيير بعض الكلمات للخروج بالنص من الخاص إلى العام ولتعديل بعض الأبيات التى تمدح الخديوى وتصف موكبه وبالفعل تم تعديل:

إلى عرفات الله يابن محمدٍ عليك سلام الله في عرفات

فأصبح البيت: إلى عرفات الله ياخير زائر عليك سلام الله في عرفات

والتغيير الثاني في هذا البيت: أرى الناس أصنافاً ومن كل بقعةٍ

فأصبح: أرى الناس أفواجاً

والتغيير الثالث: إذا زرتَ يامولادي قبر محمدٍ

فأصبح: إذا زرتَ بعد البيتِ قبرَ محمدٍ

والتغيير الرابع: وفاضتْ مع الدمعٍ العيونُ مهابةً

فأصبح: وفاضتْ من الدمعٍ العيونُ مهابةً

اختارت أم كلثوم من القصيدة مايناسب الغناء وبزيادة 12 بيتاً عن الأبيات التي اختارتها الفنانة نجاة علي وبعد أن لحن الأبيات الموسيقار رياض السنباطي رفضت الإذاعة فى البداية تسجيل أغنية إلى عرفات الله مرة ثانية بصوت أم كلثوم لأن سبق وسجلتها زميلتها نجاة علي ودفعت الإذاعة أجر اللحن والكلمات والتسجيل وأكد مسئولى الإذاعة أنه ليس من حق أم كلثوم أن تعيد تسجيل القصيدة خاصة وأنها كانت وقتها نقيبة الموسيقيين ولكن استأذنت أم كلثوم زميلتها نجاة علي لغنائها كما أقنعت مسئولى الاذاعة وتم تسجيل القصيدة عام 1951 كما غنتها في حفلات كثيرة وفي عام 1963 صورت كوكب الشرق أغنية إلى عرفات الله للتلفزيون بطريقة الفيديو كليب الذى صممه شادي عبد السلام وصوره وحيد فريد وأخرجه أحمد بدرخان

رباعيات الخيام : عمر الخيام ترجمت رباعياته إلى أكثر من 100 لغة ولهجة والشاعر أحمد رامي ترجم 342 بيتا من رباعيات الخيام إلى اللغة العربية وأصدر ديوانه في عام 1924 وعندما قرأ الموسيقار رياض السنباطي الكلمات أعجبته وبدأ في التلحين واستمر سنة كاملة في التلحين وكانت المشكلة عدم وجود ترابط في معاني الأبيات التي لحنها فقرر الذهاب إلى أم كلثوم بعد أن طار النوم من عينه وطلبت أم كلثوم الشاعر أحمد رامي فحضر ولم يخرج من بيت أم كلثوم إلا بعد أن أوجد الترابط بين الأبيات المختارة وهى 30 بيتا وغنت أم كلثوم رباعيات الخيام في مستهل موسمها الغنائي عام 1951 م

مصر تتحدث عن نفسها: قصيدة مصر تتحدث عن نفسها للشاعر حافظ إبراهيم الذي توفى يوم 21 يونيو عام 1932 وهذه القصيدة ضمها ديوانه المطبع عام 1937وهى في صفحة 89 من الجزء الثاني وهى في سبعة وخمسين بيتا بعنوان ( مصر) وقد كتبها الشاعر حافظ إبراهيم وألقاها في الحفل الذي أقيم بأحد الفنادق لتكريم عدلي يكن رئيس الوزراء بعد عودته من أوروبا قاطعا المفاوضات مع الإنجليز الذين حاولوا إخماد المد الثوري الوطني لثورة 1919 وقد استقال عدلي يكن ولم يكن حافظ إبراهيم راضيا عن سياسة يكن فلم يمدحه ولكن جعل قصيدته على لسان مصر ونشرت هذه القصيدة في 15 ديسمبر عام 1921 م

اختارت أم كلثوم من قصيدة مصر للشاعر حافظ إبراهيم 17 بيتا من بين 57 ولحنها الموسيقار رياض السنباطى في التلحين وغنتها أم كلثوم في شهر ديسمبر عام 1951 بسينما راديو ثم غنتها مرة أخرى في حفل أقيم على مسرح الجلاء عام 1954 وقوبلت بعاصفة من التصفيق وحضر الحفل محمد نجيب رئيس الجمهورية وجمال عبد الناصر رئيس الوزراء وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة

مصر التي في خاطري : بعد ثورة 23 يوليو 1952 تم إقصاء كل من كان له علاقة بفترة حكم الملك فاروق وكانت كوكب الشرق أم كلثوم من أوائل الأشخاص الذين تم إقصاؤهم وقد منعت أغانيها من الإذاعة مع عزلها من منصب نقيب الموسيقيين لأنها غنت للملك فاروق ومنحها وسام الكمال وأنها من العصر البائد وعلى الرغم من أن أم كلثوم قد غنت للجيش في الفالوجا أثناء حرب فلسطين أغنية غلبت أصالح في روحي إلا أن هذا لم يغفر لها وكان قرار منع أم كلثوم قرارًا فرديًّا من الضابط المسئول عن الإذاعة لذا قررت أم كلثوم إعتزال الغناء والعودة إلى قريتها طماي الزهايرة مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية فأخبر الكاتب الصحفي مصطفى أمين والضابط أحمد شفيق البطل جمال عبد الناصر بقرار منع أم كلثوم من الإذاعة فذهب جمال عبد الناصر بصحبة نخبة من الضباط الأحرار إلى منزل أم كلثوم وأخبروها أن قرار منعها لم يصدر من مجلس قيادة الثورة ثم قال جمال عبد الناصر لأم كلثوم : إن كنا نمنعك من الغناء بحجة أنك من العصر البائد فلنمنع الأهرام بحجة أنها من العصر البائد وتم إلغاء قرار المنع الذي أصدره الضابط المسئول عن الإذاعة

عادت أم كلثوم للغناء بأغنية مصر التي في خاطري كلمات الشاعر أحمد رامي وألحان الموسيقار رياض السنباطي وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم يوم 30 أكتوبر عام 1952 في دار سينما ريفولي بالقاهرة العاصمة المصرية وخصص إيراد الحفل لمساعدة أسر شهداء ومصابي الحرب والأبطال الذين حاربوا في حرب فلسطين وكانت هذه أول مرة تصدح فيها كوكب الشرق بعد قيام الثورة وذلك في تلك الدار التي كانت قد احترقت في حريق القاهرة يوم 26 يناير 1952 ثم تم ترميمها وكان الافتتاح في هذه الليلة والتي حضرها اللواء محمد نجيب قائد الثورة وجموع غفيرة من أهالي الشهداء ومشوهي الحرب وحينما ظهرت أم كلثوم على المسرح تم استقبالها بالهتاف والتصفيق ثم بدأت أم كلثوم الغناء برائعتها جددت حبك ليه فأسرت القلوب بغنائها الشجي وصوتها الساحر وبعد انتهاء الوصلة الأولى نزلت أم كلثوم إلى الصالة ومعها محمد القصبجي حيث صافحا اللواء محمد نجيب الذي قدم لهما كوبين من الشربات وعادت إلى المسرح وانطلقت تغني مصر تتحدث عن نفسها في وصلتها الثانية وتبعتها بـصوت الوطن وهتف الجميع من قلوبهم مشتركين مع أم كلثوم في إلقاء نشيدها الحماسي والذي بذلت فيه مجهوداً فنياً شاقاً عوضها عنه الرئيس اللواء محمد نجيب فاستدعاها عقب إسدال الستار ليشكرها ويهنئها على نجاحها وكانت تلك المرة الأولى التي تلقي فيها أم كلثوم أغنيتين في وصلة واحدة

بعد الوصلة الثانية صعد اللواء محمد نجيب إلى المسرح ليلقي كلمته الموجهة إلى أسر الشهداء ومشوهي الحرب فسألته أم كلثوم عن الأغنية التي يفضلها ؟ فأسر إليها بأنه يرغب بالاستماع إلى ولد الهدى وبدأت أم كلثوم وصلتها الغنائية الأخيرة فبدأت الفرقة الموسيقية تعزف المقدمة الموسيقية لولد الهدى فتعالت أصوات الجمهور تطالب برباعيات الخيام فرضخت أم كلثوم لرغبتهم وغنت الرباعيات بدلاً من ولد الهدى ووعدت أم كلثوم اللواء محمد نجيب بأن تغني له ولد الهدى في حفل ديسمبر القادم فقال لها بعد أن شكرها لتطوعها بالغناء في هذا الحفل : الشعب هو الذي يحكم ونحن نلبي رغباته

نشيد الجلاء : نذكر أيضا أن أم كلثوم عهدت إلى الموسيقار الشاب محمد الموجي تلحين نشيد الجهاد الذي كتبه الشاعر أحمد رامى وبعد أن انتهى من التلحين غنته أم كلثوم في حفل أقيم بنادي الجلاء للقوات المسلحة بالقاهرة يوم 18 يونيه عام 1954 م بمناسبة جلاء قوات الاحتلال عن مصر وبعد انتهاء الحفل أخذت أم كلثوم يد الموسيقار الشاب محمد الموجي وقدمته للجمهور وحضر الحفل جمال عبد الناصر ومجلس قيادة ثورة يوليو وبذلك يعد الموسيقار محمد الموجى أول الملحنين الشبان الذين لحنوا لكوكب الشرق أم كلثوم

عرفت الهوى : كتب الشاعر طاهر أبو فاشا أغنية عرفت الهوى ولحنها رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم عام 1955 في الأوبريت الإذاعي عازفة الناي المعروف برابعة العدوية وكتب هذا الأوبريت طاهر أبو فاشا وقام بالبطولة حسين رياض في دور عبد الله وعلوية جميل في دور أمة الله وعباس فارس في دور أمير البصرة وسميحة أيوب في دور رابعة العدوية وفؤاد شفيق في دور عمار وصلاح منصور في دور الأمير بن زياد والموسيقى التصويرية إبراهيم حجاج وساعد في الإخراج يوسف محمود ويوسف مرزوق وإخراج عثمان أباظة وألحان الأغنيات كانت لرياض السنباطي ومحمد الموجي وكمال الطويل وهذا الأوبريت الإذاعى كان في عام 1955

نذكر أن في هذا الأوبريت لحن الموسيقار السنباطي قصائد ثلاث هى : يا صحبة الراح وعرفت الهوى وعلى عيني بكت عيني

ولحن الموسيقار محمد الموجي قصيدتين هما : حانة الأقدار وأوقدوا الشموس

ولحن كمال الطويل قصديتين هما : لغيرك ما مددت يدا

وغريب على باب الرجاء ولكن لم تذع ضمن الأوبريت

غريب على باب الرجاء : كتب أبوفاشا سيرة السيدة رابعة وأعد الحوار وكتب ست أغانِ تم عرضها على كوكب الشرق لكي تقوم بغنائها، وبالطبع كعادتها قامت بتعديل عدة مقاطع في القصائد واستبدال كلمات بأخرى

تم الاتفاق على بدء التسجيل في الإذاعة بعد تحديد الشخصيات التي ستقوم بالآداء الصوتي وقامت بدور رابعة العدوية تمثيلاً فقط سميحة أيوب أما دور أم كلثوم هو المشاركة بالغناء وزعت أم كلثوم القصائد الست على ثلاثة من عباقرة التلحين وهم : رياض السنباطي ومحمد الموجي وكمال الطويل على أن يقوم كل ملحن بتلحين أغنيتين وبالفعل أبدع كل ملحن فيما تم إسناده إليه وأتمت أم كلثوم غناء القصائد بشكل رائع كعادتها ولكن عند الانتهاء من أغنية غريب على باب الرجاء من ألحان الموسيقار كمال الطويل اقترب منها مخرج العمل عثمان أباظة وأخبرها بعدم مناسبة جزء صغير في اللحن مع سياق القصة فالمفروض أن تغني رابعة هذه الأغنية أثناء تعذيبها وجلدها وفي المقطع قبل الأخير استخدم الملحن المزاهر والدفوف وهو ما لا يتفق مع موقف الجلد فطلبت أم كلثوم من طاهر أبو فاشا قصيدة جديدة بعد أن توقف العمل لكنه رفض وتوقف العمل ثلاثة أشهر وظلت ام كلثوم تطارده وتتصل به كي يؤلف قصيدة حتى يخرج العمل للنور وهو يرفض وبعد مناوشات وتصريحات أم كلثوم في الصحف بأن أبو فاشا مقل وكسول لكي تحفزه على الكتابة كتب أبوفاشا القصيدة المطلوبة وأخبر أم كلثوم التي فرحت كثيراً بها وأعطتها هذه المرة للموسيقار رياض السنباطي لتلحينها وبعد أن لحنها غنتها أم كلثوم

لغيرك مامددت يدا : كتب طاهر أبو فاشا لغيرك مامددت يدا ولحن الكلمات كمال الطويل وغنتها أم كلثوم في الأوبريت الإذاعي عازفة الناي والمعروف برابعة العدوية وكتب هذا الأوبريت طاهر أبو فاشا وقام بالبطولة حسين رياض في دور عبد الله وعلوية جميل في دور أمة الله وعباس فارس في دور أمير البصرة وسميحة أيوب في دور رابعة العدوية وفؤاد شفيق في دور عمار وصلاح منصور في دور الأمير بن زياد والموسيقى التصويرية إبراهيم حجاج وساعد في الإخراج يوسف محمود ويوسف مرزوق وإخراج عثمان أباظة وألحان الأغنيات كانت لرياض السنباطي ومحمد الموجي وكمال الطويل وهذا الأوبريت الإذاعى كان في عام 1955

أوقدوا الشموس ( الرضا والنور ) : كتب الشاعر طاهر أبو فاشا أغنية أوقدوا الشموس وتعرف بالرضا والنور ولحنها محمد الموجى وغنتها أم كلثوم في الأوبريت الإذاعي عازفة الناي وكتب هذا الأوبريت طاهر أبو فاشا وقام بالبطولة حسين رياض في دور عبد الله وعلوية جميل في دور أمة الله وعباس فارس في دور أمير البصرة وسميحة أيوب في دور رابعة العدوية وفؤاد شفيق في دور عمار وصلاح منصور في دور الأمير بن زياد والموسيقى التصويرية إبراهيم حجاج وساعد في الإخراج يوسف محمود ويوسف مرزوق وإخراج عثمان أباظة وألحان الأغنيات كانت لرياض السنباطي ومحمد الموجي وكمال الطويل وهذا الأوبريت الإذاعى كان في عام 1955

نذكر أن في هذا الأوبريت لحن الموسيقار السنباطي قصائد ثلاث هى : يا صحبة الراح وعرفت الهوى وعلى عيني بكت عيني.

ولحن الموسيقار محمد الموجي قصيدتين هما : حانة الأقدار وأوقدوا الشموس

ولحن كمال الطويل قصديتين هما : لغيرك ما مددت يدا

وغريب على باب الرجاء ولكن لم تذع ضمن الأوبريت

كما تم غناءها بصوت أم كلثوم في فيلم رابعة العدوية وهذه الأغنية أبكت الفنانة نبيلة عبيد في مشهد الموت الأخير من الفيلم حيث تأثرت بها كثيرا .. في هذا الفيلم تم غناء أغنيات عرفت الهوى وعلى عيني من ألحان رياض السنباطي وسألت عن الحب وأوقدوا الشموس من ألحان محمد الموجي وكل الأغاني كلمات طاهر أبو فاشا

فيلم رابعة العدوية ظهر عام 1963 قصة سنية قراعة وسيناريو وحوار عبد الفتاح مصطفى بطولة نبيلة عبيد وحسين رياض وفريد شوقي وعماد حمدي وعبد الله غيث وسلوى محمد ونخبة من الفنانين وإخراج نيازى مصطفى والموسيقى التصويرية لفؤاد الظاهري وهذا الفيلم كان الانطلاقة للفنانة فقد كان المخرج حلمى رفلة يبحث عن وجه جديد وتم ترشيحها من قبل المخرج عاطف سالم وبعد أن تخطت كل الاختبارات شاهدت أم كلثوم صورة نبيلة عبيد وافقت على إسناد الدور لها

حانة الأقدار : أم كلثوم كلفت محمد الموجي بتلحين أغنيتين على قدر كبير من الصعوبة وهما انقروا الدفوف وحانة الأقدار للشاعر طاهر أبو فاشا وعرف عن محمد الموجي حبه وتذوقه للشعر وعندما طالع قصيدة حانة الأقدار وجد أمامه 3 قصائد في قصيدة واحدة مختلفة في شكلها وإيقاعها فأسره هذا الشكل الذي أبدعه طاهر أبو فاشا واستخدم محمد الموجي 3 إيقاعات مختلفة وعندما أرهف السمع إلى مقطع أيكة الأطيار شعر أنه في جو أندلسي فاستخدم الآلات التي تعطي صوتا بلوريا وعندما انتهى محمد الموجي من التلحين وجد نفسه أمام 3 موشحات جميلة متصلة بعضها ببعض لأنه كان في كل مرة يختم المقطع الغنائي بالمقام الذي سيبدأ فيه المقطع الذي يليه وفي ثلاث ليال أنجز لحن الأغنية وبعد ذلك ذهب إلى أم كلثوم وعندما بدأ يسمعه لأم كلثوم كانت تنصت باهتمام شديد ثم قالت لمحمد الموجي : لاأجد مااقوله وهذه أول مرة يهزمني لحن بهذا الشكل

على عيني بكت عيني : كتب الشاعر طاهر أبو فاشا أغنية على عيني بكت عيني ولحنها رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم عام 1955 في الأوبريت الإذاعي عازفة الناي المعروف برابعة العدوية وكتب هذا الأوبريت طاهر أبو فاشا وقام بالبطولة حسين رياض في دور عبد الله وعلوية جميل في دور أمة الله وعباس فارس في دور أمير البصرة وسميحة أيوب في دور رابعة العدوية وفؤاد شفيق في دور عمار وصلاح منصور في دور الأمير بن زياد والموسيقى التصويرية إبراهيم حجاج وساعد في الإخراج يوسف محمود ويوسف مرزوق وإخراج عثمان أباظة وألحان الأغنيات كانت لرياض السنباطي ومحمد الموجي وكمال الطويل وهذا الأوبريت الإذاعى كان في عام 1955

يا رُبي الفيحاء : يوم 22 فبراير عام 1958 قام الرئيس جمال عبد الناصر مع الرئيس السوري شكرى القوتلى بتوقيع ميثاق الوحدة والجمهورية المتحدة واختير جمال عبد الناصر رئيسا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة وفى عام 1960 تم توحيد البرلمانين للبلدين فى مجلس الأمة بالقاهرة و ألغيت الوزارات الإقليمية لعمل وزارة موحدة فى القاهرة وفى نفس العام كان توقيع بين أمريكا وروسيا والعراق للاتحاد قوة واحدة وانتهت الوحدة بين مصر وسوريا فيوم 28 سبتمبر 1961 وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية لكن مصر احتفظت باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971

عندما تم توقيع ميثاق الوحدة بين مصر وسوريا كتب الشاعر محمود حسن إسماعيل قصيجة ياربى الفيحاء ولحنها الموسيقار رياض السنباطي وغنتها كوكب الشرق عام 1958 م

قصة الأمس : الشاعر أحمد فتحي كانت في حياته قصة حب كبيرة وقد ألهمه هذا الحب أجمل قصائد الحب وأرقها في سنواته العشر الأخيرة وعندما حان الفراق ألهمته وحدته قصيدته الوجدانية الرائعة التي تنبض بالحرارة والصدق وحرقة الوجد التي قبسها من روح قلبه ونور وجدانه ومن هذه التجربة العنيفة التي صهرته بالعذاب كتب قصيدته قصة الأمس

قال الشاعر فاروق شوشة إن قصة الأمس هى قصة حياة أحمد فتحى العاطفية والتجربة التى زلزته من الأعماق وصبغت حياته بعدها بطابع مأساوى حزين

بعد أن غنى الموسيقار محمد عبد الوهاب قصيدة الكرنك للشاعر أحمد فتحي عام 1941 بعث الشاعر أحمد فتحي إلى أم كلثوم أكثر من قصيدة ولكن عندما نشرت جريدة الأهرام قصيدة قصة الأمس للشاعر أحمد فتحى قررت أم كلثوم غنائها وقد غيرت بعض الألفاظ ومنها البيت الذي تقول فيه :

فغرامي راح يا طول ضراعاتي إليه

وكانت في الأصل : فغرامي راح يا طول غرامي إليه حيث وضعت أم كلثوم كلمة ضراعاتي بدلاً من غرامي وفي بيت :

وليالي ضياعاً وجحوداً

ولقاء ووداعاً يترك القلب وحيداً

كانت في الأصل :

وليالي ضياعاً وجحوداً

وعناء يترك القلب وحيداً

حيث استبدلت أم كلثوم كلمة عناء إلى كلمتي ولقاء ووداعاً

بعد أن الموسيقار رياض السنباطي قصيدة قصة الأمس للشاعر أحمد فتحي غنتها أم كلثوم عام 1958 أي قبل وفاة الشاعر أحمد فتحي بعامين وكان وقتها يقيم الشاعر أحمد فتحى في أحد الفنادق

ثورة الشك : أم كلثوم قررت الغناء للشعراء العرب فغنت قصيدة ثورة الشك للشاعر السعودي الأمير عبد الله الفيصل ولحن الموسيقار رياض السنباطي في حفل أقيم على مسرح حديقة الأزبكية يوم 4 ديسمبر عام 1958 والشاعر السعودي الأمير عبد الله الفيصل ينتهي نسبه إلى الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية حيث كان والده المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية

قصة السد : لحن رياض السنباطي قصيدة قصة السد للشاعر عزيز أباظة وغنتها أم كلثوم في حفلتها ليلة الخميس 26 نوفمبر عام 1959 والتي أقيمت بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة وغنت أم كلثوم وصلتين فقط حيث غنت في الوصلة الثانية أغنية هجرتك وكان مذيع الحفل الإذاعي حسني الحديدي وقد حضر الحفل الزعيم جمال عبد الناصر وكبار رجال الدولة والسفراء العرب والأجانب

على باب مصر: كتب الشاعر كامل الشناوي قصيدة على باب مصر ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب ووزعها الموسيقار أندريا رايدر وسجلتها أم كلثوم للإذاعة كما غنتها في الاحتفال الذي أقيم يوم 23 يوليو عام 1964 بمناسبة بذكرى ثورة يوليو وذلك بحضور الرئيس جمال عبد الناصر وكبار رجالات الدولة

الأطلال: الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي كتب قصيدة الأطلال عندما فارقته حبيبته فقد غادر إبراهيم ناجي لدراسة الطب وعندما عاد علم أن حبيبته تزوجت وذات ليلة سمع طرقًا شديدًا على باب منزله فقام من سريره ليعرف من الطارق فكان رجلا يريد طبيبًا لمساعدة زوجته التي كانت في حالة ولادة متعسرة فأخذ ناجي حقيبته الطبية وذهب مع الرجل إلى بيته حيث كانت زوجته بوضع صعب .. اقترب منها الدكتور إبراهيم ناجي ليجدها حبيبته وهنا كتب قصيدة الأطلال وبعد سنوات عرضها على كوكب الشرق أم كلثوم لتغنيها لكن اندلاع ثورة يوليو 23 يوليو عام 1952 أوقف هذا العمل وقد غنت نجاة علي أبياتا من قصيدة الوداع بألحان محمد فوزي في 7 مارس عام 1954 قبيل مرور الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي وفي عام 1962 أثارت قصيدة الأطلال اهتمام كوكب الشرق أم كلثوم وطلبت حينها من الموسيقار رياض السنباطي أن يساعدها في اختيار الأبيات المناسبة فتم اختيار 25 بيتا من قصيدة الأطلال الموجودة في ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي والصادر عام 1950 م وقوامها 134 بيتًا و 7 أبيات أخرى من قصيدة الوداع الموجودة في ديوان ( وراء الغمام ) وهو الديوان الأول للشاعر إبراهيم ناجي وصدر عام أبريل 1934 وبدأ الموسيقار رياض السنباطي في التلحين وبعد أن انتهى من التلحين جاء وقت تدريب أم كلثوم على الأغنية ثم أجريت تجهيزات الحفلة التي كانت من المفترض أن تقام في شهر أكتوبر عام 1963 وبدأ الجمهور بالاتصال لحجز تذاكر الحفلة إلى أن حدث بين أم كلثوم ورياض السنباطي الخلاف حول كيفية أداء المقطع الأخير من الأغنية وغضب السنباطي ولم تفلح كل محاولات الصلح بينهما إلا بعد مضي وقت طويل ولذا كان هذا الخلاف السبب في تأخير غناء أم كلثوم لقصيدة الأطلال حيث غنتها لأول مرة في حفلها الذي أقيم في سينما قصر النيل يوم 7 أبريل عام 1966 لمدة 84 دقيقة وعند غناء أم كلثوم للمقطع الأخير الذي كان سببًا في الخلاف مع رياض السنباطي اشتعل المسرح بالتصفيق المدوي والمتواصل وبعد الانتهاء من الحفلة لم تذهب أم كلثوم لبيتها كما تعودت بل ذهبت إلى بيت رياض السنباطي وهى تبكي وتعلن عن أسفها في أنها كانت سببًا في عدم خروج الأطلال للنور منذ 4 سنوات

أم كلثوم غنت قصيدة الأطلال بعد وفاة كاتبها الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي وقد غاب العود عن موسيقى هذا اللحن حيث رحل محمد القصبجى ونذكر أيضا أن أم كلثوم غنت قصيدة الأطلال في 14 حفلًا في مصر وأدت من بين تلك الحفلات 2 تبرعًا منها كما غنتها في كل الدول التي زارتها ونذكر أن ثاني حفلة تغني فيها أم كلثوم الإطلاق كانت في الحفلة التي أقيمت يوم 15 نوفمبر عام 1967 على مسرح الأولمبيا بالعاصمة الفرنسية باريس وفي الاستراحة طلب اليهودي كوكاتريكس صاحب ومدير مسرح الأولمبيا من الكاتب الصحفي محمد سلماوي التوجه معه إلى مدام أم لأنه كان يتصور أن هذا هو اسمها وأن كلثوم هو لقب العائلة وعندما وصل بصحبة الكاتب الصحفي محمد سلماوي لأن كلثوم وجدها جالسة وسط الفرقة الموسيقية على كرسي مذهب من طراز لويس السادس عشر غير الخيزران الذي اعتادت الجلوس عليه في حفلاتها بالقاهرة وكان أحمد الحفناوي عازف الكمان الأول في مصر إلى جوار أم كلثوم وكان بقية أعضاء الفرقة الموسيقية يستمعون إليها وهى تبدي لهم بعض الملاحظات .. حياها كوكاتريكس وقبل يدها فردت أم كلثوم التحية وهى جالسة على الكرسي وأثناء حديثه مع أم كلثوم كانت تحدثه باللغة العربية مع إنها تجيد اللغة الفرنسية .

أبدى اليهودي كوكاتريكس صاحب ومدير مسرح الأولمبيا اعتراضه على طريقة تقديم الوصلة الأولى من الحفل التي تحدث فيها المذيع جلال معوض حديثا سياسيا فقد قدم الحفل باعتباره نصرا سياسيا للعرب وقال : اليوم تشدو كوكب الشرق في عاصمة النور باريس وغدا بإذن الله تشدو في القدس محررة

ناشد كوكاتريكس كوكب الشرق أم كلثوم أن تطلب من المذيع ألا يقدم الوصلة الثانية بهذه الطريقة الحماسية وقال : نحن في حفل فني ولسنا في مناسبة وطنية

شعر الكاتب محمد سلماوي بالحرج وتحير كيف سيترجم ذلك لأم كلثوم لعلمه بأنها لن تقبل هذا الكلام ولكن قبل أن يتحدث وجد أم كلثوم تنتفض واقفة وقالت لمحمد سلماوي : قل له بل نحن في مناسبة وطنية وإني جئت إلى فرنسا من أجل المساهمة في المجهود الحربي لبلادي وإذا كان أسلوبنا لايروق له فليعتبر اتفاقنا لاغيا .. ثم التفتت إلى الموسيقيين وقالت لهم : لموا الآلات ياولاد

عندما قام محمد سلماوي بترجمة ماقالته أم كلثوم لصاحب ومدير المسرح كاد أن يغشى عليه وكرر الاعتذار والتوسل لأم كلثوم فتراجعت وقدم جلال معوض الوصلة الثانية من حفلة أم كلثوم التاريخية

كوكب الشرق أم كلثوم حصلت على أعلى أجر حصل عليه مطرب وقف على خشبة مسرح الأولمبيا وتبرعت بكل أجرها لصالح المجهود الحربي في مصر وقد أطلقت الصحف الفرنسية ووكلاء الأنباء أطلقت على أم كلثوم ( المعجزة الخارقة ) وفي عام 2000 صنفت الأطلال ضمن قائمة أفضل 100 عمل فني عالمي لــ 100 عام

الفجر الجديد : الشاعر محمود الماحي قدمه الإعلامي أحمد فراج في برنامجه التليفزيوني ( نور على نور ) وألقى قصيدتين الأولى كانت بعنوان موكب الهجرة والثانية بعنوان رحلة الشوق وقد شاهدت أم كلثوم البرنامج فأرسلت الموسيقار الدكتور يوسف إلى شوقي إلى الشاعر محمود الماحي ليذهب معه لمقابلة أم كلثوم وعندما تقابل معها طلبت منه قصيدة لتغنيها في عيد ثورة 23 يوليو والذي سيحل بعد شهرين فكتب قصيدة بعنوان الفجر الجديد ونذكر منها قوله :

من أطلع الفجر الجديد

على رب ملك الربوع الناصرة في القاهرة

في كل أوطان الشعوب الثائرة

هو صانع التاريخ في أيامنا

هو مشرق الآمال في أحلامنا

لحن الموسيقار رياض السنباطي هذه القصيدة وغنتها أم كلثوم عام 1966 في حفل أقيم بنادي ضباط القوات المسلحة بالزمالك بمناسبة احتفالات مصر بالعيد الرابع عشر لثورة 23 يوليو

حديث الروح : شکوہ وجواب شکوہ أو بالعربية حديث الروح قصيدتان كتبهما الشاعر الباكستاني محمد إقبال باللغة الأردية و نشرها في ديوانه صلصلة الجرس ونقلها للعربية شعرا رائعا الشاعر الأزهري الصاوي شعلان وبرغم من أن كل أشعار محمد إقبال كتبها باللغة الفارسية إلا أن هاتين القصيدتين كتبهما بالأردية فقصيدة الشكوى كتبت في عام 1909 وقصيدة جواب الشكوى كتبت في عام 1913 وقصيدة شكوى تضم 120 بيتاً وقصيدة جواب الشكوى تقع في 140 بيتاً وترجمها محمد حسن الأعظمي إلى العربية نثراً ضمن قصائد أخرى وقدمها للشاعر المصري الصاوي شعلان والذي أعاد كتابتها

انتشرت القصيدة بعد أن غنتها أم كلثوم عام 1967 وتم تبديل بعض الكلمات حتى تتماشى مع اللحن الذي لحنه رياض السنباطي

هذه ليلتي : الموسيقار محمد عبد الوهاب كان في لبنان يقضي الصيف ومن حبه للبنان مكث مايقرب عام وكان يجلس معه في السهرات بالفندق الأصدقاء ومنهم الشاعر اللبناني جورج جرداق فقال له الموسيقار محمد عبد الوهاب : عاوز قصيدة تغنيها أم كلثوم وبعد أيام قال له : كتبت القصيدة ؟ فقال جورج جرادق : لا .. وفي يوم أخر كان يجلس في باحة الفندق محمد عبد الوهاب وجورج جرداق وفريد الأطرش ونجاة الصغيرة وإحسان عبد القدوس فجلس محمد عبد الوهاب مع جورج جرادق وبدأ جورج جرداق يكتب قصيدة هذه ليلتي ثم أكمل كتاباتها وأخذها الموسيقار محمد عبد الوهاب ليلحنها وبعد ذلك تعرف الشاعر جورج جرداق على أم كلثوم وبعد أن انتهى الموسيقار محمد عبد الوهاب من تلحين قصيدة هذه ليلتي بدأت البروفات وفي الحفل الذي أقيم في دار سينما قصر النيل في شهر ديسمبر عام 1968 غنت أم كلثوم قصيدة هذه ليلتي وحضر الحفل الشاعر جورج جرداق وزوجته وحققت الأغنية نجاحا كبيرا وهذه ليلتي تعد أول أغنية عاطفية تغنيها أم كلثوم بعد نكسة عام 1967م

قالت أمّ كلثوم عن أغنية هذه ليلتي : الكلام الحلو لا وطن له مثلما نجده على ضفاف النيل وفي جبل لبنان سوف نجده على ضفاف بردى وفي جزيرة العرب وأنا أحب أن أغنّي لكلّ شاعر مجيد

وقال الموسيقار محمد عبد الوهاب : يا عيني على السهل الممتنع في قصيدة جورج جرداق

وقالت فيروز : كنت على سرير المرض في المستشفى بالمدة الأخيرة لا أفتح عيني إلا لأستمع إلى رائعة جورج جرداق ومحمد عبد الوهاب وأمّ كلثوم هذه ليلتي الله يطول عمر عبد الوهاب ويعطيه من أعمارنا لكي يبقى الذوق الرفيع في سلامة على يد عملاق الذوق والجمال

قصيدة مصر : بدأ الشعور الوطني لدى أم كلثوم منذ صغرها فعند وفاة الزعيم سعد زغلول عام 1927 انقطعت عن الغناء مشاركة في أحزان الشعب وعندما قامت ثورة يوليو عام 1952 انفعلت مع الأحداث وعندما حدثت نكسة 1967 غنت في الدول العربية وجعلت إيرادات حفلاتها لأجل المجهود الحربي وفي عام 1969 غنت قصيدة مصر للشاعر إبراهيم ناجي ولحن الموسيقار رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم عام 1969 م ونذكر منها

أَجلْ إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا

فمصر هي المحرابُ والجنةُ الكبرى

ففي عام 1969 استشهد البطل الفريق أول عبد المنعم فصبيحة يوم الأحد التاسع من شهر مارس 1969 قرر أن يتوجه البطل عبد المنعم رياض بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف .. كما قرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 متراً ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة البطل الفريق أول عبد المنعم رياض حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها البطل الفريق أول عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء أستشهد متأثراً بجراحه وفى جنازة عسكرية مهيبة خرجت جموع الشعب المصرى لتودع بطلها إلى مثواه الأخير وقالت عنه وكالة اليونايتدبرس : (إن الفريق عبد المنعم رياض ختم حياته على العهد به رجلاً مخلصاً لجنديته فى الخطوط الأمامية .. إن الفريق عبد المنعم رياض شارك فى عمل بدا شبه مستحيل وهو إعادة بناء القوات المسلحة المصرية) وقالت صحيفة الجرديان البريطانية : (إن وفاة عبد المنعم رياض قد رفعت الروح المعنوية للشعب المصرى حيث عبر حادث استشهاده بين جنوده عن الروح المعنوية الجديدة التى سادت القوات المسلحة المصرية بعد عام 1967 ) وقد نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر وأعتبر يوم التاسع من شهر مارس من كل عام هو يوم الشهيد تخليداً لذكراه

أقبل الليل : ذات يوم طلب الموسيقار رياض السنباطي من ابنه أحمد إخبار مجدي الحسيني بضرورة مقابلته وبالفعل ذهب مجدي الحسيني إلى الموسيقار رياض السنباطي في أستوديو 35 بالإذاعة وكانت أم كلثوم جالسة بالقرب منه وقالت أم كلثوم للرياض السنباطي : مجدي الحسيني لسه عيل صغير السن وأوشك مجدي الحسيني أن يرد عليها باندفاع الشباب لولا تدخل السنباطي بشخصيته القوية

طلب رياض السنباطي من مجدي الحسيني أن يعزف فانتاب التوتر مجدي الحسيني ثم عزف جزء من أغنية ودارت الأيام ثم انصرف وبعد أيام كان مجدي الحسيني في بروفات أغنية أقبل الليل ومن عادة مجدي الحسيني العزف على الأورج وهو واقف ولكن أم كلثوم قالت له : معنديش حد في الفرقة الموسيقية بيقف وأثناء البروفات لاحظ الموسيقار رياض السنباطي عدم اريحية مجدي الحسيني في العزف وهو جالس على كرسي فلذا قال لأم كلثوم مجدي الحسيني سوف يعزف على الأورج وهو واقف فوافقت أم كلثوم على ذلك وغنت أم كلثوم أغنية أقبل الليل كلمات الشاعر أحمد رامي ولحن الموسيقار رياض السنباطي في حفلها الذي أقيم على مسرح سينما قصر النيل يوم 4 ديسمبر عام 1969 ثم غنتها على نفس المسرح في حفل أقيم يوم 1 يناير عام 1970 وأيضا في حفل أقيم يوم 5 فبراير عام 1970 وفي حفل أقيم يوم 7 مايو عام 1970 كما غنتها في حفل أقيم على مسرح بعلبك في لبنان يوم 8 يوليو عام 1970 م

عندي خطاب عاجل إليك : يوم 28 سبتمبر عام 1970 توفى الزعيم جمال عبد الناصر بعد أن ودع رؤساء الدول العربية عقب مفاوضات شاقة أجريت خلال قمة عربية دعا إليها في مصر لوقف القتال بين قوات الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تتمركز في الأراضي الأردنية في ما عرف بأحداث أيلول الأسود

كانت أم كلثوم أول من سجل قصيدة لرثاء الزعيم جمال عبد الناصر فرغم هول المفاجأة المحزنة التي أصابتها وهي خارج البلاد تستعد لتقديم حفل في موسكو إلا إنها تماسكت واتصلت بالشاعر نزار قباني والموسيقار رياض السنباطي واتفقت معهما على تقديم عمل فني يليق بالزعيم جمال عبد الناصر الذي كانت تربطه بها علاقة حب واحترام وتقدير وبعد دقائق من اتصال أم كلثوم كتب الشاعر نزار قباني بدموعه التي كانت تتساقط على الورق منفعلا بقصيدته الرائعة رسالة إلى الزعيم وبعد عودة أم كلثوم لمصر تلقفت القصيدة وهى تبكي بحرقة وعدلت وغيرت بعض الكلمات بسرعة ووضعتها بين يدي الموسيقار رياض السنباطي الذي لحنها في وقت قياسي وفي الليل ذهبت أم كلثوم إلي الإذاعة وهى ملفوفة بالسواد وسجلت القصيدة التي لم تطبع على اسطوانات وأذيعت مرة واحدة فقط وبعد انتهاء أم كلثوم من الغناء انهارت في الاستديو ووقعت من فوق الكرسي حيث كانت تغني والدموع تتساقط علي وجنتيها

عادت أم كلثوم إلى منزلها وارتدت السواد وحبست نفسها حدادا على الزعيم جمال عبد الناصر وأعلنت لأسرتها نيتها اعتزال الغناء لكن بعد أيام من هذا الحبس الانفرادي وعندما علمت السيدة تحية زوجة عبد الناصر بحكاية حبس أم كلثوم وقرار اعتزالها اتصلت بها في التليفون وقالت لها : إننا خسرنا جمال عبد الناصر ولا نريد خسارتك أنت أيضا إذا كنت تحبين جمال حقيقي فأخرجي من حبسك وغني لأنه كان معجبا بصوتك وقد كان

بعد أداء الرئيس محمد أنور السادات لليمين لتولي منصب رئيس الجمهورية بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر قامت أم كلثوم بحسها الوطني برفض إذاعة هذه الأغنية خوفا من حدوث توتر سياسي أو الشوشرة على الرئيس السادات

ما فعلته أم كلثوم أثار غضب رياض السنباطي ملحن الأغنية وكان له موقف معها لرفضها إذاعة الأغنية بعد المجهود الذي بذله فريق العمل فيها إلا أنها كانت ترى أن الحزن على جمال عبد الناصر سيبقى في القلب بينما لا يجب التشويش على الرئيس محمد أنور السادات الذي تولى أمور البلاد بعد تسجيل هذه الأغنية بساعات قليلة وأذيعت هذه الأغنية للمرة الأولى في أول ليلة ثقافية لصالون أم كلثوم في حديقة متحفها بقصر المانسترلي بالمنيل

أغدا ألقاك : الشاعر السوداني الهادي آدم كان يدرس في كلية دار العلوم جامعة القاهرة بمصر وأحب فتاة مصرية طالبة معه واتفقا على الزواج بعد تخرجهما ولما تخرج تقدم إلى عائلتها لخطوبتها ولكن العائلة رفضت الشديد فأرسل العديد من الشخصيات للوساطة ولكن لم تفلح

عاد الهادي آدم إلى وطنه السودان وظل حزينا معتكفا للناس واتخذ من ظل شجرة مقرا له وبكى على حبيبته وإذ بالبشرى

تأتيه من حبيبته بأن والدها وافق أخيرا على زواجه منها فكاد لايصدق الخبر وطار من الفرح بانتظار الغد كي يذهب إليها ويخطبها وبدون شعور ذهب إلى الشجرة وسحب قلمه وكتب قصيدته أغدا ألقاك

في عام 1968 زارت كوكب الشرق أم كلثوم دولة السودان وغنت في حفلتيها وفي إطار حملتها لدعم المجهود الحربي في مصر بعد نكسة عام 1967 مجموعة من الأغنيات واستقبلت استقبالا كبيرا لم تتوقعه وبعد أن عادت من السودان قالت للشاعر صالح جودت : إن البلاد العربية جميعاً تعيش مع مصر في محنة النكسة ولكن أعمقهم شعوراً بها هم أهل السودان إن مستوى الألم في النفس السودانية هو نفس مستواه في النفس المصرية لقد كنت أدخل بيوتهم فأحس أنني في بيتي وألتقي بهم فأشعر بأنني بين أهلي وعشيرتي

سألت أم كلثوم الشاعر صالح جودت : كيف أستطيع أن أعلن عن حبي لأهل السودان ؟ وقبل أن يجيبها قالت : أن أغني قصيدة لشاعر من السودان

كلفت أم كلثوم الشاعر صالح جودت بالبحث عن قصيدة لشاعر سوداني فطاف الشاعر صالح جودت بمكتبات القاهرة واستعان بالأصدقاء وتم تجميع سبعة دواوين لسبعة شعراء سودانيين وعكف صالح جودت على دراستها ثم اختار من كل منها قصيدة تتوفر فيها الصلاحية الغنائية وأرسل القصائد السبع لأم كلثوم لتفاضل بينها وبعد أيام سألته أم كلثوم : أيهم أفضل ؟ فقال : لقد تركت لك مهمة المفاضلة حتى لا أكون منحازاً لشاعر دون آخر

قالت أم كلثوم : لقد اخترت واحدة منها بالفعل ولكن لن أذكرها لك حتى أعرف رأيك

قال صالح جودت : إذا كنت تصرين فإنني أفضل قصيدة الهادي آدم فهى أصلحها للغناء

قالت : برافو عليّ أنا فهذه هى القصيدة التي اخترتها بالفعل. جاء الشاعر السوداني الهادي إلى القاهرة والتقى بأم كلثوم وكان معها محمد عبد الوهاب وقرأوا القصيدة أكثر من مرة وعدلوا وبدلوا وقدموا وأخروا إلى أن استقروا على الصورة النهائية لهذه القصيدة ولحنها محمد عبد الوهاب

يوم 28 سبتمبر عام 1970 توفى الزعيم جمال عبد الناصر ونشرت وسائل الإعلام أن أم كلثوم قررت عدم الغناء بعد وفاة جمال عبد الناصر ولكن في يوم 6 مايو عام 1971 غنت قصيدة أغدا ألقاك شعر الشاعر السوداني الهادي آدم ولحن محمد عبد الوهاب في حفل أقيم بالقاهرة يوم 6 مايو عام 1971 م

من أجل عينيك : الشاعر الأمير عبد الله بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود توثقت علاقته بأم كلثوم وكان يتمنى أن تغنى له بعض القصائد التي كتبها وتأثر بها الموسيقار رياض السنباطي وكان الأمير عبد الله الفيصل يرى أن أم كلثوم هى منارة الغناء الشعرى وأن رياض السنباطى أفضل من يلحن قصائد الفصحى

اختارت أم كلثوم من أشعار الأمير السعودي عبد الله الفيصل قصيدة من أجل عينيك وأعطتها للموسيقار رياض السنباطي ليلحنها واستغرق تلحين القصيدة 45 يوما قبل وأجرت أم كلثوم البروفات عليها وغنتها أم كلثوم في حفلتها يوم 5 يناير عام 1972 وكان عمر خورشيد يعزف على الأورج ومجدي الحسيني على الأورج مع الفرقة الموسيقية في هذه الأغنية ثم غنتها بعد ذلك في حفل أقيم يوم 6 إبريل عام 1972 ثم في حفل أقيم يوم 4 مايو عام 1972

الثلاثية المقدسة : أم كلثوم غنت لفلسطين والقدس قبل أن تضيع القدس وهى من أطلقت على القدس ( قلب العروبة وضميرها ) فقبل نكبة 1948 ذهبت أم كلثوم إلى فلسطين لتحيي حفلاتها وبدأتها من يافا في قاعة أبولو التي ازدانت واجهتها المركزية بتمثال لها ونشرت صحيفة فلسطين : أن يافا استعدت طيلة أسبوع لاستقبال كوكب الشرق أم كلثوم

أم كلثوم غنت لأول مرة في القدس وحيفا عام 19


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى