الجمعة ٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

صبري أبو علم صاحب مشروع استقلال القضاء

أبناء مصر الذين قدموا خدمات جليلة في شتى المجالات كثيرة كثيرون ومنهم محمد صبري أبو علم وهو من مواليد 21 مارس عام 1893 في مدينة منوف بمحافظة المنوفية وعندما التحق بالتعليم ظهر تفوقه ثم حضر إلى القاهرة وأتم تعليمه الثانوي ثم التحق بكلية الحقوق وبعد تخرجه عمل محاميا في منوف وأشمون وفي يوم من أيام عام 1923 كان سعد زغلول باشا في زيارة لمدينة منوف لحضور احتفال في جمعية المساعي المشكورة وأشار إلى علوى الجزار ليتكلم إلا أن الجزار أشار إلى المحامى الشاب آنذاك صبرى أبو علم ليتكلم فوقف وخطب خطبة وطنية رفيعة بين يدى سعد باشا الذى أعجب بمنطقه وبلاغته ووطنيته وطلب منه أن ينقل عمله إلى القاهرة وفى مكتب مرقص باشا حنا عمل صبرى أبو علم وفى الانتخابات البرلمانية رشحه الوفد عن دائرة منوف أمام أحد كبار الملاك وفاز أبو علم، وكان أصغر النواب سنا وشغل محمد صبرى أبوعلم موقع سكرتارية الوفد من عام 1943 حتى 1947 وتعد هذه الفترة من أخصب فترات العمل الشبابى في الوفد، الذى شهد زخما شبابيا للحزب وتفاعلا اجتماعيا وبعد أن عصفت حكومة إسماعيل صدقي بالصحف الوفدية أصدر صبرى أبو علم صحيفة صوت الأمة وكان صاحب الامتياز فيما كان حامد طلبة صقر مديرا لها وحافظ شيحة رئيساً لتحريرها واستمرت الصحيفة في الدفاع عن الاستقلال والديمقراطية والعدل الاجتماعي.

أسس صبري أبو علم مع النحاس باشا اللجنة الوطنية للطلاب والعمال والتى ضمت ممثلين لطلاب الجامعة والأزهر والعمال والمدارس الثانوية وكانت اللجنة نواة لجبهة عريضة للكفاح ضد الاحتلال ونشط شباب الوفد في اللجنة التى حظيت بكل الدعم من حزب الوفد وعندما شكل النحاس وزارته السادسة اختار صبرى أبو علم وزيرا للعدل وكانت هذه الوزارة هى أطول وزارات النحاس وأشدها خصومة مع القصر الملكى وأعد صبري أبوعلم مشروع استقلال القضاء الذى أصدرته حكومة الوفد في 10 يوليو عام 1943 ومنحت حكومة الوفد رجال القضاء قطعة أرض مساحتها نحو ألفى متر وعشرة آلاف جنيه لبناء وتأسيس نادى القضاة

اختير صبري أبو علم أميرا للحج وسلمه الملك عبد العزيز آل سعود حزام الكعبة فيما يمثل استثناء شرفيا لأن هذا الحزام لا يسلم إلا للملوك والرؤساء كما عين في الكثير من اللجان التشريعية وسن القوانين ومنها اللجنة التى أعدت مشروع إلغاء الامتيازات الأجنبية كما كان له الفضل في إصدار قوانين مهمة مثل قانون المرافعات والعقوبات والمحاماة والطوائف والوقف والوصية وتم اختياره زعيما للمعارضة بمجلس الشيوخ بالإجماع ومثل مصر في العديد من المؤتمرات البرلمانية وأطلق عليه المحامون لقب فخر المحاماة .

انتخب صبرى أبو علم نقيبا للمحامين في شهر يناير عام 1947 ويوم 13 أبريل في نفس العام فاضت روحه إلى بارئها واحتشدت الجماهير بداية من ميدان إسماعيل وهو ميدان التحرير حاليا حتى جامع الكخيا على مشارف العتبة لوداع ابن مصر محمد صبرى أبو علم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى