الاثنين ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٩
الرسالة المؤثرة من الشاعر وهيب نديم وهبه حول ديوان
بقلم وهيب نديم وهبة

«أستل عطرا» للشاعر فهيم أبو ركن

نظرة عامة للمجموعة الشعرية"استل عطرا"

مَعَكَ؛ شَجَرُ الشِّعْرِ يَنْمُو مِنْ جَدِيدٍ..

يَعُودُ الطَّيْرُ الَّذِي هَجَرَنَا لِيَسْكُنَ في الجَوَارِحِ"أَلَيْسَ كُلُّ الشِّعْرِ عَاطِفَةً وَأَحَاسِيسَ وَمَشَاعِرَ".
لَكَ الوِدَادُ عَلَى هذِهِ الإِنْسَانِيَّةِ الَّتي تَغْمُرُ العَالَمَ..

لَكَ أَنْ تَفْتَحَ جِرَاحَنَا أَمَامَ مَأْسَاتِنَا.. أَنْتَ الصَّادِقُ الأَمِينُ في نَقْلِ الصُّورَةِ وَرَسْمِ أَحْلَامِنَا، وَقَدْ غَرِقْنَا في وَهْمِنَا الكَبِيرِ.. غَرِقْنَا في بَحْرِ الوَهْمِ وَابْتَعَدْنَا عَنْ حَضَارَتِنَا الَّتي وَهَبَتِ العَالَمَ وَلِلْعَالَمِ"العِلْمَ وَالمَعْرِفَةَ وَالفُنُونَ"...

صَدِيقِي فَهِيم: تُعِيدُنَا بِإنْسَانِيَّتِكَ الشَّفَّافَةِ إِلى مَرَايَا انْعِكَاسِ الأَسْئِلَةِ وَأَنْتَ تَعْرِفُ في قَرَارَهِ ذَاتِكَ أَنَّنَا نُحَاوِلُ أَنْ نَكُونَ / فَهَلْ نَكُونُ؟

نُحَاوِلُ في هذَا الزَّمَنِ الصَّعْبِ – تَرْكَ صَخْرَةِ سِيزيف أَسْفَلَ الجَبَلِ – لكِنَّهَا تَتَدَحْرَجُ ثَانِيَةً وَلِلْمَرَّةِ المَلْيُونِ مِنْ قِمَّةِ الجَبَلِ إِلى الأَسْفَلِ.

نُحَاوِلُ ايْقَاظَ ضَمَائِرِ العَالَمِ"أَنَّنَا هُنَا - وَهُنَا بَاقُونَ"وَلَوْ بِنُقْطَةٍ مَا عَلَى خَارِطَةِ العَالَمِ.

نُحَاوِلُ أَنْ نَقُولَ لِلْأَجْيَالِ القَادِمَةِ:"كُونُوا غَيْرَنَا - أَفْضَلَ مِنَّا – لِتَعْتَرِفَ بِنَا البَشَرِيَّةُ"لَمْ نَكُنْ هُنَا عَلَى وَجْهِ الدُّنْيَا – هَبَاءً.

مَا أَرْوَعَكَ وَأَنْتَ تُتَوِّجُ هذِهِ الثَّمَرَةَ المُعَلَّقَةَ فَوْقَ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ بِكُلِّ تِلْكَ الاعْتِرَافَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ وَتَكْبُرُ في الفِكْرِ وَالرُّؤْيَا وَأَنْتَ تُشِيرُ لَنَا بِرَمْزٍ مُوحٍ"يَا عَقْلُ"أَسْمَى وَأَرْفَعُ مَكَانَةً في جِسْمِ وَنَفْسِ وَرُوحِ الإنْسَانِ"العَقْلُ"هذَا الجَمَالُ في البَلَاغَةِ، هذِهِ الشُّمُولِيَّةُ في الرُّؤْيَا، هذَا الكَمَالُ في المَوْقِفِ وَالاسْتِقَامَةِ.. بَيْتِي وَدَارِي وَكُلُّ الأَرْضِ.....

هكَذَا أَنْتَ بِكُلِّ عَفْوِيَّةٍ تَقْتَحِمُ صَمْتَنَا.. تَفْتَحُ أَمَامَنَا ثَوْرَةَ القَصَائِدِ.. ثِمَارُكَ النَّاضِجَاتُ، تَدُقُّ أَبْوَابَ العَالَمِ بِعُنْفٍ عَلَى ثَقَافَةِ حَضَارَةِ الإنْسَانِيَّةِ،
تَدْفَعُ بِنَا لِلتَّغْيُّرِ وَالتَّمَرُّدِ بِالأَسْئِلَةِ الحَرِجَةِ.

فهيم الصَّدِيق - يِهِزُّ الآنَ أَغْصَانَ الشَّجَرَةِ – شَجَرَةِ الشِّعْرِ وَالمَعْرِفَةِ – مَا سَقَطَ مِنْ ثِمَارِكَ بَعْضَ مَا عِنْدَكَ مِنْ جَمَالِيَّةِ الحَرْفِ وَاللُّغَةِ.. شَجَرَةٌ ثِمَارُهَا السِّحْرِيَّةُ سَوْفَ تَتَسَاقَطُ في يَدِ كُلِّ قَارِئٍ وَصَاحِبِ مَعْرِفَةٍ وَضَمِيرٍ نَقِىٍّ..

وَلِلْعَيْنِ الثَّاقِبَةِ أَقُولُ: الآنَ يَأْتِي الشِّعْرُ... يَأْتِي بِالتَّرَوِّي، المُرُونَةِ وَالعَنَاءِ في الشَّطْبِ وَالمُرَاجَعَةِ.
يَعُودُ إِلَيْنَا الفَهِيمُ بِكَامِلِ المَعْنَى لِلْكَلِمَةِ"الشِّعْرِ، المَوْقِفِ وَالحُضُورِ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى