الجمعة ٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم أسماء صالح الزهراني

أول لقاء لنا مصافحة سريعة

صباحكم نور .. وصباحي حلم باتجاه الشمس ..

زاوية صغيرة ، لا يأتي هدوؤها من ظلام ، ولا من عزلة ، وإنما يفيض من حياد أبيض يملؤها .. يتقاطر من جدرانها في الصباحات الباردة .. طلبت أن يكون اسمها (هدوء) .. واحترت فيما سأفتتحها به .. دائما البدايات معضلة ، فإذا انزلقت الحروف الأولى ، من يسكتنا بعدها ؟!...

زاوية أخاطب منها أرواحا تشاطرني ألوان الحياة ، لم أحلم بهذا يوما .. لا لزحمة المواقع في صحف بلادي ، لكن لصعوبة تحقيق شرط الكتابة عندي .. أن أكتب بلا شروط .. ذلك هو السقف الذي لا يتوفر إلا مصحوبا بالمجانية واللا معنى في صحف بلادي ..

أن أكتب بضمير وأحترم وعي القاريء المفترض ، حتى لو كان واحدا من كل ألف .. ولم يتح لي هذا في وسط صحفي لا تضبطه أي قوانين باستثناء قانون الفوضى .. صحافة لا تقوم على الدراسة والتخصص .. أو على الأقل الخبرة والتجربة .. صحافة يحكمها الانتاج لا التلقي .. الصحيفة تدفع ميزانيتها الدولة ، فطبيعي أن يكون القاريء في أسفل سلم اهتماماتها إن كان موجودا أصلا في هذا السلم .. أما قواعد المهنة وهيبة الكلمة فليست سوى شعارات فارغة في رهان صوتي كبير معيار الفوز فيه : خذوهم بالصوت ..

لهذا لم أكن أحلم بمشروع حوار واعي ، عبر زاوية صحفية في بلادي ، ليس لأن صحافتنا تشترط شيئا غير الفذلكة اللغوية ، أو أنها تعرف من أصول الكتابة الجماهيرية غير قاعدة الإثارة ولو على حساب المصداقية ..

حين عرض علي الأستاذ عادل سالم هذه الزاوية بصفتي عضوة في المجلس الاستشاري ، لم أتردد في القبول ، بل الغبطة بها .. قبل أن يجتاح قلمي الجفاف ، وتأخذني رهبة البداية .. متى ؟ ... حين تأملت قارئي المفترض في ديوان العرب .. فهو قاريء على مستوى من الجدية والوعي ، ينبيء عنهما ما تسير فيه المجلة من تطور حثيث ومطرد ، في موادها وإخراجها ، وفي الوسط التفاعلي المميز بين الكاتب والقاريء ..

أسابيع أفكر فيما أتعاطاه في وسط بهذا المستوى من الوعي والعمق ... اهتديت إلى أن أكون أنا .. وأن ألتزم بأن أطمح دائما لأن أكون في مستوى هذا الوسط الجميل ..

ليكن أول لقاء لنا مصافحة سريعة .. أعبر فيها عن غبطتي بهذه النافذة ، وعن حلمي بأن أكون بكم أجمل ، وطموحي بأن أصقل قلمي على أعينكم الفاحصة .. .. سفراء لمنابر الوعي في وطننا العربي من كل زواياه .. أليس هذا كافيا ليعقد سنان قلمي في لقائنا الأول ؟!

صباحكم نور .. وصباحي حلم باتجاه الشمس ..

صباحكم نور .. وصباحي حلم باتجاه الشمس ..

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى