الأحد ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٩
الكتاب وابتزاز دور النشر للأديب
بقلم سليمة مليزي

أو الاديب بين الجلاد والسجان؟؟

ظهرت في السنوات الأخيرة بعض دور النشر، التي تطبع وتهتم بالكتاب الابداعي الأدبي، كالشعر والرواية والقصة،،للزخم الهائل الذي تشهده الساحة الابداعية من بزوغ وظهور وجوه أدبية بكثرة ممن يمتهنون الكتابة، خاصة من الشباب والطلبة، الذين يتوقون إلى الشهرة وهم في بداية الطريق، هذه دور النشر التي تفتقر إلي أدنى شروط النشر، التي تعتمد على دراسة دقيقة في دراسة الكتاب الموجه للطبع، كالقيمة الابداعية للعمل، التدقيق اللغوي، اكتمال فكرة الكتاب خاصة إذا كان يخص الرواية، التي تتطلب الكثير من الدقة والتمعن في كل لحظة من بداية بناء الرواية، حتى نهايتها، لأنها لا تكتب من فراغ، خاصة الرواية التي ترسخ في ذهن القارئ، سواءً بأحداثها أو شخصياتها. أو تفاصيل بنائها بناءً فكرياً جميلا، ولا بد لمن يرغب في كتابة الرواية أن يكون بالدرجة الأولى، قارئاً نهماً، كما أن الكتابة الإبداعية تجمع بين التفكـــير وغربلة أفكار الآخرين، بحثاً عن فكرة ما تفتــــح أمامه المسار إلى حقيقة ما يتخيلها.

وفي هذا الإطار يقول الروائي الأميركي ستيفن كينغ: (إن لم يكن لديك وقت للقراءة، يعني أنك لا تملك الوقت أو أدوات الكتابة)، كما يقول الكاتب البريطاني صموئيل جونسون (‬1709 - ‬1784): (ما يُكتب دون جهد، يُقرأ دون متعة)، لذالك أرى أن بعض الكتاب لا يدرسون تقنيات كتابة الرواية أو لا يقرؤون كثيراً، واذا طالعوا الكتب لا يختارون الجيد منها، لذالك، البعض يبحث عن الشهرة ولا يهمه مضمون العمل الجيد، وبعد الانفتاح عن حرية الطبع والنشر وللأسف أصبحت بعض دور النشر تطبع أي عمل ولا يهمها المضمون، فقط من أجل الربح السريع، وفي غياب تحديد الشروط للطبع، هناك دور النشر الصغيرة بدأت في ابتزاز الأدباء بعدما تأخذ منهم المبلغ الخيالي للطبع، مثلا أديبة طبعت 300 نسخة ب 12 مليون أي مئة و20 ألف دينار جزائري، وزيادة على هذا طلبت من الأدباء الذين طبعوا عندها، أن كل واحد يدفع 3000 دينار حق البيع بالتوقيع لمدة ساعتين، في جناح الدار خلال المعرض الدولي للكتاب لهذه السنة 2019، المخصص لهذه الدار التي يوجد مقرها في قسنطينة، ونفس القصة حدثت السنة الماضية 2018 مع صاحبة دار نشر أخرى، أي طلبت من الأدباء دفع مبلغ 2000 دينار مقابل البيع بالتوقيع لمدة ساعتين فقط؟؟ ناهيك عن خبايا لا نعرفها، لأن البعض يخشى الفضيحة أو مشاكل تحدث من طرف صاحب الدار، لذالك لا أحد يتكلم ويسكتون عن الخطأ؟؟ لان الكاتب يتمنى فقط أن يطبع كتابه ويخرج إلى النور، لأن ظاهرة النشر أصبحت صراع قوي من يطبع اكثر، ومن يظهر أكثر، ومن ينجح أفضل،أحياناً إلا من خلال الإعلانات التي تنشر على شبكة التواصل الاجتماعي، بمعنى أن الصورة أصبحت ابلغ من المحتوى، اعتقد في رأي أن كل هذه التجاوزات التي اخترقت المجتمع الجزائري هو غياب دولة رشيدة حكيمة ونظام صارم، يقيد القوانين ويعاقب كل من يتجاوز حدوده، لذالك يجب أن تكون هناك مقاييس للنشر وخاصة تحديد سعر الكتاب، أو تدعيم (للكاتب وليس لمسؤول مؤسسة النشر والطبع) حتى نستطيع أن نتجاوز مثل هذه التجاوزات إلا معقولة والغير قانونية إطلاقا، ويتعاقب كل من يتجاوز حدودها في النشر والطبع والتوزيع، هذا الأخير الذي أصبح يتعب كاهل الأديب، حيث معظم دور النشر تشترط على الكاتب أنه هو من يقوم بتوزيع كتابه وبيعه في المكتبات أو بأي طريقة، حتى لاحظنا بعض الكتاب في المعرض الدولي للكتاب، يأتون بحقائب محملة بكتبهم يبحثون أي دار نشر تتصدق لهم ببعض الوقت، للبيع بالتوقيع، وأيضا يكتبون الإهداء (ستندار) في البيت حتى يسهل لهم البيع بالعافية للقارئ (وهذه الظاهرة حدثت أمامي من سنتين في المعرض) ليجد القارئ نسفه ذاك الإنسان البسيط المسكين الذي ربما أتى لزيارة المعرض، يشتري كتب لم تكن في برنامجه،

(الاستخدام العادل هو مبدأ قانوني ينصّ على إمكانيّة إعادة استخدام المواد المحميّة بحقوق الطبع والنشر في ظروف معيّنة من دون الحصول على إذن من مالك حقوق الطبع والنشر) مثلا هذا القانون لا يطبق في معظم الدول العربية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى