

أيُّها القاسمُ

سميح القاسم
(في الذّكرى الحاديةَ عشرة لوفاته)
أيُّها السّميحُ
خلِّ خيلَ شعرِكَ جامحْ
لا تسامحْ
أيُّها القاسمْ
لا تقاسمْ
ترابَ أرضِكَ
خلِّ ذُراهُ سُمرَ الملامحْ
لا تقاسمْ
هلْ غادرَ القسَمُ
وغادرَ الشّعراءُ منْ متردّمٍ
لعنترةَ بنِ شدّادٍ
ولعبلةَ منَ الحبِّ السّعيدِ
وللسّيوفِ الحواسمْ
هلْ أدركَ النّاسُ بعدَ أنْ نسينا
وبعدَ أنْ رحلْتَ أنَّ كلَّ أيّامنِا
صارَتْ مجازرَ في كفرِ قاسمْ
وأنَّ العهودَ على سُلّمِ النّكثِ
صارَتْ رميمًا على الأطلالِ الرّواسمْ
أيُّها القاسمْ
أيُّها الشّعرُ في الميادينِ
في ساحةِ العشقِ باسمْ
أينّ كنْتَ
أينَ بِنْتَ
أينَ تركْتَ الخيولَ الصّوافنْ
أناديكَ
وزيّادُ يشدُّ على أياديكَ
ويقولُ أفديكَ
بكلِّ المدائنِ
وفي ساحاتِ كلِّ العواصمْ
لا شيءَ يبقى على ما عليْهِ
وما طولُ عهدٍ بسالمْ
ولا طودَ يبقى ولا نوحَ
منَ الطّوفانِ عاصمْ
هلْ غابَ خلفَ بحرِ الظّلماتِ
عدوُّ الشّمسِ
هلْ عادَ منْ رحلةِ الضّياعِ
إلى بنيلوبْ ولبّى النّداءْ
يوليسيسْ
هلْ سامحَ الأعداءْ
كيْ نساومْ
أوْ كيْلا نقاومْ
يا كفرَ قاسمْ
ألمّا يزلْ دمُكِ المهدورُ
ينزفُ وما نسيتِ الملاحمْ
وما نسيتِ الذّبحَ
وما نسيتِ
حصادَ الجماجمْ
أيُّها السّميحُ
لا تسامحْ
خلِّ الخيولَ عادياتٍ
ودعِ الأمورَ تجري سوابحْ
أيُّها القاسمُ
لا تقاسمْ
سيبقى الصّراعُ ضدّيْنِ
والكفاحُ واحدًا
والشّعرُ سلاحًا مقاومْ
سيكونُ يا رفيقَ النّضالِ
كما علّمْتَنا
الحصادُ بعدَ اصفرارِ المواسمْ
ويأتي النّصرُ حاسمْ
سيأتي النّصرُ حاسمْ