أَنْيَابُ الصَّخْر
| وَخَضْرَاءَ دِمْنٍ ظَنَّهَـا القَلْـبُ دُرَّةً | |
| لَعُوبٍ لَهَا نَابَـانِ قُـدَّا مِنَ الصَّخْرِ | |
| تَبَدَّتْ لَنَـا فِي حُلَّةِ الزَّيْـفِ خُدْعَةً | |
| وَأَوْرَتْ بِزَنْدَيْهَـا فُؤَادِي لَدَى الدَّحْرِ | |
| وَمَا كُلُّ أُنْثَى صَادَرَ الغَـدْرُ عَهْدَهَا | |
| بِأُنْثَى وَلاَ خَلْـفَ المَوَاخِيرِ مِنْ ذِكْرِ | |
| أَتَيْنَا وَكَانَ القَفْـرُ يَلْـوِي عِنَانَنَـا | |
| إِلَى حَيِّهَا المَلْعُـونِ وَالعَقْلُ لاَ يَدْرِي | |
| فَعَضَّتْ بِنَابَيْهَا اشْتِيَـاقِي وَأَجْهَزَتْ | |
| بِجَبْهَتِهَا الجَرْدَاءِ نَطْحاً على صَبْرِي | |
| فَمَـالَتْ بِنَا الدُّنْيَـا وَخِلْنَـا بِأَنَّهَـا | |
| نِهَايَتُنَا وَالسُّـمُّ فِي دَاخِلِـي يَسْرِي | |
| وَلَمَّا عَـلاَ الإِيـلاَمُ أَطْلَقْتُ صَرْخَةً | |
| تَنَادَتْ لَهَا البَيْدَاءُ مِنْ شِـدَّةِ القَهْرِ | |
| هُنَا عَضَّةٌ لاَ يَعْرِفُ السُّخْطُ كُنْهَهَـا | |
| وَأَسْـيَافُ تَنْكِيـلٍ جُبِلْنَ عَلَى البَتْرِ | |
| لِيَشْقَى أَمَامَ السَّفْـكِ مَذْهُـولَ طَعْنَةٍ | |
| سَبَتْـهُ وَثَغْـرٍ ذَي نَوَاجِـذَ كَالجَمْرِ | |
| حَذَارِ مِنَ الأُنْثَى فَلاَ تَطْـوِ دَرْبَهَـا | |
| وَأَبْعِدْ عَنِ الإِسْفَافِ يَا صَاحِ وَالغَدْرِ | |
| نَجَوْنَا بِرَغْمِ النَّزْفِ مِنْ شَـرِّ لَدْغَةٍ | |
| وَلَمْ يَقْصِمِ الإِدْلاَجُ وَالمُرْتَقَى ظَهْرِي | |
| فَمَا كُنْتِ أُولَى مَنْ نَكَـأْنَ جِرَاحَنَـا | |
| وَخِنْجَرُكِ المَهْوُوسُ بِالفَتْكِ لَنْ يَفْرِي | |
| لَنَـا الله يَشْفِينَـا وَيَقْـذِفُ جَامَنَـا | |
| عَلَيْـكِ بِـدَاءٍ لاَ طَبِيـبَ لَهُ يُبْـرِي |
