الاثنين ١١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
الروبوت أديبًا في تجربة الشافعي الشعرية:

الأعمال الكاملة لإنسان آلي

مصطفى شريف

أعلنت دار «سندباد للنشر والإعلام» بالقاهرة عن إصدارها طبعة جديدة من ديوان "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية" للشاعر المصري شريف الشافعي، وهو أول أجزاء مشروعه الشعري الطموح "الأعمال الكاملة لإنسان آلي". وكان الديوان قد صدر عن دار "تالة" للنشر بدمشق في يوليو الماضي، وفي إصدار خاص محدود بالقاهرة في صيف 2008. وقد حرصت دار سندباد على نشر الديوان قبل انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في الثامن والعشرين من يناير الجاري، ليكون متاحًا للمرة الأولى بالمعرض في ثوبه الجديد.

وقال الروائي خليل الجيزاوي، مدير النشر بدار سندباد، إن ديوان الشافعي من الأعمال القليلة التي أتيح لها قدر هائل من الرواج خلال الأشهر الماضية، من حيث التناول النقدي، والحضور الإعلامي، ومساحة الانتشار والتوزيع، وذلك لأنه يحوي تجربة شعرية فريدة، تمثل نقطة التقاء الإبداع الورقي بالإبداع الرقمي، وقد تعاملت هذه التجربة مع معطيات العصر وتقنياته ولغته الجديدة بتلقائية وبساطة، بدون أن تفقد العمق والرؤية الشاملة لفلسفة "إحياء إنسانية الإنسان"، في زمن العولمة واللهاث خلف المادة والانصياع للآلة، وهذا هو الفرق الجوهري بين الشافعي ومن نحا نحوه من المقلدين، الذين تمسّحوا بقشور التكنولوجيا ومصطلحات الإنترنت تمسحًا خارجيًا هشًّا، فجاءت كتابتهم جوفاء.

وأوضح الجيزاوي أن سؤالاً كان يشغله بشكل شخصي، هو: كيف تتنافس دور نشر سورية ولبنانية وأردنية وبحرينية على توزيع "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" خارج مصر، ولا توجد طبعة مصرية من الديوان حتى الآن، باستثناء الإصدار المحدود، رغم أن المؤلف مصري؟! ومن هنا، تصدت دار "سندباد" لنشر الديوان في مصر.

ويضيف الجيزاوي: يُحسب للشاعر بالتأكيد أنه قدم إنجازه الشعري الأصيل وإضافته المهمة لقصيدة النثر المصرية والعربية، وهو مغترب خارج حدود مصر، وخارج أية شلة أو جماعة شعرية هنا أو هناك. وقد أفاد هذا التحرر ـ بل الاستقلالية ـ الشاعر بكل تأكيد، فاتسعت دائرة متابعيه وقرائه، والتفتت إليه الأقلام النقدية من سائر الأقطار العربية، ووصفه البعض ـ أيضًا من خارج مصر ـ بأنه "انقلاب أبيض في شعر العرب"، و"حالة حراك في المشهد الثقافي"، و"قفزة حيوية لقصيدة النثر"، و"ثورة تحيل إلى ثورة رواد الشعر الحر".

يُذكر أن الجزء الأول من ديوان الشافعي يتضمن إشارة إلى جزء ثانٍ قيد النشر بعنوان "غازات ضاحكة". والمشروع كله على لسان إنسان آلي، أعلن تمرده على قطيع الروبوتات (البشر)، وراح يتزحلق فوق الثوابت، ويخلخل القوانين، ويثور على برامج التشغيل والتنميط، ويفضح حياة خنقتها الحسابات والمادة والأطر الشكلانية، ويحن إلى إرادته الحرة وروحه المفقودة خارج الغرفة الكونية المجهّزة.

وعلق الشاعر شريف الشافعي على صدور ديوانه في مصر بقوله: هي خطوة مهمة بالتأكيد، أن يتاح لصديقي الروبوت منفذ دائم أصيل في مصر، ونافذة للإطلال على معرض القاهرة الدولي للكتاب. لكن على المستوى العملي، يجب الاعتراف بأن المحلية أو الإقليمية في الكتابة قد باتت فكرة متهالكة، فالعمل المتميز ـ بغض النظر عن مكان صدوره ـ قادر على الوصول إلى قارئه (الإنسان) أينما كان، لأنه موجّه بالضرورة إلى هذا الإنسان، ومعنيّ بقضايا تمس وجوده ومصيره، لا بقضايا عارضة أو زائلة.

مصطفى شريف

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى