الألاشهـريُّ وريـاضُـهُ فِـي الـبَـلاغـَةِ
المقدِّمة :
إنَّ عمليَّة التلخيص عمليَّة دقيقة تتطلب مهارة خاصَّة من قبل صاحبها فعليه أن يعلم ماذا وكيف يلخِّص كي لا يكون تلخيصه ضعيفاً أو مضطربًا أوضارًّا بالنصِّ الأصليِّ المخلـَّص عنه ، وأيضًا يجب عليه أن يُوصل المفاهيم كاملة بعد إنجاز العمليَّة . فقد يكون العمل الذي يلخِّص عنه من أمَّهات الأعمال سواءٌ كانت أعمالاً أدبيَّة أم علميَّة فـيُـلـزمه هذا حذرًا شديدًا من ارتكاب أيِّ خطأ أوغفلة حين القيام بعمليَّة التلخيص . خاصَّة إن كانت هذه الأعمال تلخيصات لتلخيصات سابقة كالنسخة المخطوطة التي يتناولها المقال هذا تعريفًا وعرضًا للمهتمِّين بفنِّ التلخيص و هي لعالم عثمانيٍّ كان يسمَّى حسن فهميّ الآلاشهريَّ . قد لخَّص بها نصَّ تلخيص المفتاح للقزوينيِّ بإيجازبالغ المهارة . مثلا ً في بحث التشبيه وتعريفه كان تلخيصه جيِّدًا وافيًا تمكَّن به من البقاء عند مفهوم التشبيه بقاءً ناجحًا . إذن هناك أسئلة تلحُّ للحصول على إجابات لها وهي : 1- هل كان هذا التلخيص على تخليص القزوينيِّ الشهير ضروريًّا ، وهل استطاع أن يكون مفيدًا قيِّمًا و ناجحًا في نفس الوقت ؟ 2- هل هو مجرَّد عمل كرَّر ما قام به القزوينيُّ سابقـًا أم إنَّه جاء بجديد ؟ 3- وهل كلُّ المعلومات التي ذكرها هي نفس معلومات تلخيص المفتاح للقزوينيِّ أم إنَّها مأخوذة من مصادر أخرى ؟ ، إنَّ المقال هذا يسعى أن يجيب إلى هذه الأسئلة بإجابات استُخلصت من دراستنا للنسخة المخطوطة المومأ إليها .
و يجب التنويه بأنَّ هذه النسخة المخطوطة هي الوحيدة المتوفِّـرة لديَّ قد حصلتُ عليها عن طريق سعادة الأستاذ الدُّكتور إبراهيم ديباجيّ شاكرة ً له صنيعه هذا ، وهي نسخة كاملة الأوراق ليست مبتورة وكتبت بخط ِّ النستعليق الواضح في غالب صفحات النصِّ إلا القليل منها الذي تطلـَّب تدقيقـًا بالغًا في تحقيقها . وهي محفوظة في المكتبة المركزيَّة لجامعة طهران تحت رقم 1328 . ويبدو أنَّها كتبت على يد كاتب كان يُدعَى السَّـيِّـد إسماعيل زهديّ و ذلك سنة 1283 هـ. ق. حسب ما ورد في المخطوطة و هو تاريخ يـدلـُّنـا على أنَّ المخطوطة تمَّ تدوينها زمن حياة الألاشهريِّ الملخِّص نفسه . كما أشكر سعادة الدُّكتور السيد أمير محمود أنوار على إرشاداته المفيدة القيِّمة لي في إتمام هذه المقالة المتواضعة .
الكلمات الرَّئيسيَّة : تليخص القزوينيِّ ، الرَّياض الخاقانيَّة للألاشهريِّ ، علوم البلاغة .
تلخيص القزوينيِّ وشروحه :
هو " للشيخ الإمام جلال الدِّين محمَّد بن عبدالرَّحمن القزوينيِّ الشافعيِّ المعروف بخطيب دمشق ، المتوفـَّى سنة ( 739 ) تسع وثلاثين و سبعمائة . " [1] إنَّ هذا الكتاب تلخيص على القسم الثالث من كتاب ( مفتاح العلوم ) للسَّـكـَّاكيِّ . فقد صنَّـفه القزوينيُّ على أساس ترتيب السَّـكـَّاكيِّ ولكنَّه أضاف إليه فوائد من عنده و قد قسَّمه على مقدِّمة وثلاثة فنون . الفنُّ الأوَّل هو علم المعاني في ثمانية أبواب والفنُّ الثاني هو علم البيان وفيه أقسام منها التشبيه والاستعارة والكناية والفنُّ الثالث هو علم البديع .
" ثمَّ صنَّف القزوينيُّ كتابـًا آخر سمَّاه الإيضاح وجعله كالشرح عليه . " [2] وقد أقبل عليه أصحاب العقول فكتبوا له شروحا منها :
1- شرح : الفاضل محمَّد بن مظفـَّرالخلخاليِّ ، المتوفـَّى سنة 745 . ذكر أنَّ المتن مشتمل على مباحث شريفة لا تكاد توجد في غيره من الكتب ولم يكن له غير ما هوكالشرح له من كتابه ( الإيضاح ) فشرحه شرحًا وافياً مشيرًا إلى أجوبة ما اعترض به مؤلـِّفه فيه وفي كتابه ( الإيضاح على صاحب المفتاح ) وسمَّاه ( مفتاح تلخيص المفتاح ) فـيُـفهَـم من عبارته أنَّـه أوَّل من شرحه في ظنِّه .
2- وأيضًا شرح : الفاضل شمس الدِّين محمَّد بن عثمان بن محمَّد الزَّوزنيِّ المتوفـَّى سنة 792 .
3- وشرح : العلامة سعد الدِّين مسعود بن عمر التفتازانيِّ المتوفـَّى سنة 792 شرحًا عظيمًا ممزوجًا وفرغ من تأليفه في صفر سنة 748 . ثمَّ شرح شرحًا ثانياً ممزوجًا مختصرًا من الأوَّل زاد فيه ونقص وفرغ منه بغجدوان سنة 756 . وقد اشتهر الشرح الأوَّل ( بالمطوَّل ) والشرح الثاني ( بالمختصر ) وهما أشهر شروحه وأكثرها تداولا ً لما فيهما من حسن السبك ولطف التعبير فإنَّـهما تحرير نحرير ٍ أيِّ نحرير .
4- وشرح : العلامة أكمل الدِّين محمَّد بن محمود البابتريِّ المتوفـَّى سنة 786 .
5- وشرح : محمَّد بن محمَّد (ابن محمَّد ) التبريزيِّ سمَّاه ( نفائس التنصيص ) .
وحواش كثيرة أخرى على تلخيص القزوينيِّ ذكرت في كشف الظنون وهنا لا يسعنا المجال لذكرها جميعها فقد ذكرنا البعض منها سابقـًا .
أمَّا " سعد الدِّين التفتازانيُّ صاحب المطوَّل والمختصر على تلخيص المفتاح فقد ولد سنة 712 . تقدَّم في الفنون واشتهر ذكره و طار صيته و انتفع الناس بتصانيفه وله تصانيف أخرى كثيرة منها : شرح العضد وشرح القسم الثالث من المفتاح والتـلويح عـلى التنقيح في أصـول الفقه وشـرح العقـائد النسفيـَّة في علم الكلام و ... " [3]
وقدَّم التفتازانيُّ في شروحه هذه في المختصر خاصة خدمة كبيرة لدارسي البلاغة إذ أنَّ المفتاح والتلخيص يشرحان البلاغة في أبوابها الثلاثة باختزال ولكنَّ التفتازانيَّ في المختصر يوضح ويبسط هذه المواضيع والقواعد توضيحًا و تبسيطاً جيِّدين . فهو يشرح ويضع حواشي ويذكر أمثلة كثيرة ، منها ما هو مذكور في التلخيص ومنها ما هو غير مذكورحتـَّى يبسِّط المـوضــوع وييسِّر التعـلـُّم ، فعلى سبيل المثال فـي الفنِّ الأوَّل وهوفي علم المعاني من تلخيص القزوينيِّ ورد في تعريفـًا لأحوال المسنـد إليه : " أمَّا حذفه فللاحتراز عن العبث بناءً على الظاهر أو تخييل العدول إلى أقوى الدليلين من العقل واللفظ . " أمَّا في شرح المختصر فيشرح التفتازانيُّ هذين السَّـطرين و يحللهما ويحلل المثال المذكور تحليلا ً وافياً حيث يشحذ ذهن القارئ ويجعله غنيًّا بالمعلوما ت الواضحة عن الموضوع .
من هو الألاشهريُّ؟
وقد استند كثيرون في كتاباتهم و مؤلفاتهم إلى مختصرالتفتازانيِّ إضافة ً إلى استنادهم لتلخيص القزوينيِّ ، منهم حسن فهمي بن الآلاشهريّ صاحب ( تلخيص تلخيص المفتاح ) الذي نرمي هنا تعريفه تعريفاً مدروسًا . وهو " شيخ الإسلام الروميُّ المتوفـَّى بمكَّة سنة 1298هـ . / 1881م . عالم شارك في بعض العلوم . عاصرالسَّـيِّد جمال الدِّين الأسد الآباديَّ ( الأفغانيَّ ) وعارضه في أفكاره ومعتقداته . [4]
عاش في زمن السُّـلطان عبد العزيز بن السُّـلطان محمود الثاني ( 1861- 1876) وهو السلطان الثاني والثلاثون على هذه البلاد أي في القرن التاسع عشر الميلاديِّ ويبدو أنَّ الألاشهريَّ نعت رسالته هذه بالرِّياض الخاقانيَّة نسبة ً إلى هذا السُّلطان العثمانيِّ عبدالعزيز خان . إنَّ الألاشهريَّ في الصَّـفحة الأولى من رسالته تلخيص التلخيص وبعد الحمد والصَّـلوة وبعد الإشادة بتلخيص المفتاح للقزوينيِّ ذكر السَّـبب الذي دفعه إلى هذا العمل وهو تلخيص تلخيص المفتاح . وأهمُّ ما ذكر أنَّه " لعدم خلوِّه عن الزَّوائد وإن لم تخلُ عن الفوائد فإنَّه يشتبه لديه المقاصد وينبعث لرواته غمائم الفتور خصوصًا لدى حظوة السُّـلطان " فإنـَّه بادرلذلك أن يلخِّص هذا العمل ثانية كى يقدِّمه إلى السُّـلطان العثمانيِّ عبد العزيزخان فقدَّمه وأهداه إيَّاه .
أمَّا مدينته المنسوب إليها " ألاشهر" فهي مدينة " تقع غرب الأناضول إلى الشرق من مدينة أزمير وكانت تعرف بمدينة فيلادلفيا " . [5] . و يبدو أنَّها تدعى الآن ألاشير قرية أو يلدة تابعة لمدينة أزمير .
" له من المؤلفات : الأحكام المرعيَّة ، الرِّياض الخاقانيَّة في المعاني والبيان، وهو ما نعنيه ببحثنا هذا، عزيزيَّة وشرحها يوسفيـَّة ، تعليقات على شرح القصائد ؟ وغير ذلك " . [6]
مقابلة التلخيصين
وقبل التطرُّق إلى دراسة هذه الرِّياض يجب أن ننوِّه بأنَّ هذه النسخة كتبت على أساس تلخيص المفتاح للخطيب القزينيّ الذي هو بدوره أيضًا تلخيص لمفتاح العلوم للسَّـكـَّاكيِّ ، لذا فهذه الرِّسالة تلخيص تلخيص المفتاح .
عند قراءة تلخيص القزوينيِّ ومقابلته بمفتاح السـَّكـَّاكيِّ يتـَّضح لنا مقدار أهميَّة العمل الذي قام به القزوينيُّ . فقد رتـَّب وقسَّم السَّـكـَّاكيُّ علوم البلاغة بالشكل الذي نتلقاه في عصرنا هذا بالتفصيل و التوسيع في الكلام ولكنَّ القزوينيَّ لخَّص المواضيع للتسهيل والتبسيط دون أيِّ خطأ أو خلط فنحن لا نجد عبارة مشوَّشة أو مضطربة أو ذات أخطاء تركيبيَّة ، بعبارة أخرى تلخيصه للسَّكاكيِّ جامع مانع ومختصر مفيد . والأمثلة المذكورة فيه لتبيين المفاهيم أوردها على حسب الموضوعات التلخيصيَّة ، فكلُّ مثال ذكِر بعد موضوعه الخاصِّ به . وهو لم يذكر لبعض المواضيع المجتمعة أمثلة خاصة بكلِّ واحد منها ، بل ذكر لجميعها أمثلة وشواهد مشتركة جامعة موثـوقـًا بها . يقول الدكتور عبد المتعال الصعيديُّ في كتابه (بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة) ص 5 :
" وأمَّا تلخيص الخطيب القزوينيِّ فإنَّه هذَّب كثيرًا من مفتاح السَّـكـَّاكيِّ فقدَّم في مباحثه وأخَّر ، وزاد عليه ما تجب زيادته من كتب البلاغة وكان أسلوبه فيه أوضح من أسلوب السَّـكـَّاكيِّ و لكنَّه جعله أسلوبًا تقريريًّا لا يُعنى إلا بجمع القواعد في أوجز لفظ حتـَّى أسرف في الإيجاز إسراف عبدالقاهر في الإطناب وجعل من تلخيصه متنـًا يحتاج إلى شروح وتقارير ولكنَّ عيبه هذا كان موضع تقدير المتأخِّرين وإعجابهم " .
أمَّا ( تلخيص تلخيص المفتاح ) للآلاشهري فهو أيضًا على نفس الترتيب البلاغيِّ المعروف حيث قسَّم المباحث إلى ثلاث رياض ، الروضة الأولى في علم المعاني والثانية في علم البيان والثالثة في البديع . وكان أسلوبه أسلوب الإيجاز كما هـو الحال عــنـــد الخطيب القزوينيِّ إلا أنَّ أسلوب الألاشهري في بعض الأحيان إيجاز قصر وفي بعض الأحيان إيجاز حذف . فقد حذف الكثير من تلخيص المفتاح ولم يشرإليها و ذلك كي تصبح رسالته تلخيصًا له . وأيضًا قصر بعض المواضيع بشكل ملحوظ إذ سوف نذكر أمثلة لها في الصفحات الآتية إن شاء الله .
تقسيمات تأليف الألاشهريِّ:
سبب تسمية الرِّسالة بالرِّياض هو أنَّه سمَّى الفصول الثلاثة ( علم المعاني والبيان والبديع ) بالرِّياض الثلاث ، وهي الرَّوضة الأولى في علم المعاني والرَّوضة الثانية في علم البيان والرَّوضة الثالثة في علم البديع . وقد تألفت كلُّ روضة من عدَّة أزهار: الرَّوضة الأولى تتألف من ثماني أزهار والرَّوضة الثانية من ثلاثة أفنان وكلُّ فن يتألف من عدة أزهار وأمَّا الرَّوضة الثالثة فتتألف من زهرتين وشقيق .
بدأ كتابه هذا بمقدِّمة تحدَّث فيها عن الفصاحة والبلاغة كما هو الحال في تلخيص القزوينيِّ ، و عن أنواع الفصاحة أي في المفرد والكلام والمتكلم مع ذكر أقسام كلٍّ وقد حشى لهذه الأقسام بحواش ٍ عدَّة مصحوبة بأمثلة لها منها ما ذكره عن الفصاحة في المفرد أي خلوصه عن التنافر والغرابة ومخالفة القياس من أمثلة في الحاشية المحاذية لهذا الموضوع ، ومنها ما ذكره عن الفصاحة في الكلام أي خلوصه عن ضعف التأليف والتنافر والتعقيد من أمثلة في الحاشية الأخيرة . ولكنـَّه لم يراع ترتيب الأمثلة في فصاحة الكلام فقد ذكر مثال التنافر في فصاحة الكلام في الحاشية المختصة بفصاحة المفرد . كما أنـَّه لم يذكر عن التعقيد مثالا له بل ذكر في الحاشية عن التعقيد في الانتقال مع مثال له .
ثمَّ بعد المقدِّمة بدأ بالرَّوضة الأولى وهي في علم المعاني وتعريفه وتقسيمه إلى ثمانية أزهار . الزهرة الأولى في أحوال الإسناد الخبريِّ والزهرة الثانية في أحوال المسند إليه والزَّهرة الثالثة في أحوال المسند والزَّهرة الرابعة في أحوال متعلقات الفعل والزَّهرة الخامسة في القصر و الزَّهرة السادسة في الإنشاء والزَّهرة السابعة في الفصل والوصل والزَّهرة الثامنة في الإيجاز والإطناب والمساواة . هذا عن الرَّوضة الأولى وأمَّا عن الرَّوضة الثانية وهي في علم البيان فقد بدأها بالثناء وحمد الله والصلوة على النبيِّ وآله ثم مدح الخليفة بأنـَّه سلطان سلاطين الزَّمان السُّـلطان عبدالعزيزخان . إنـَّه رتـَّبها على ثلاثة أفنان ، الفنُّ الأول منها في التشبيه وله أربعة أزهار . والفنُّ الثاني في الحقيقة والمجاز والفنُّ الثالث في الكناية . أمَّا الرَّوضة الثالثة والأخيرة في علم البديع فقد بدأها كالرَّوضتين السَّابقتين بحمد الله والصَّلوة على النبيِّ ( ص ) ثمَّ مدح السُّـلطان العثمانيِّ ولكن بما أنَّ هذا الباب هو باب البديع فقد رصَّع كلماته بالجناسات الجميلة وهو قسَّـمه إلى زهرتين وشقيق .
أسلوب الألاشهريِّ في التلخيص :
من الحريِّ أن نبدأ بعد هذه الملاحظات بالكلام عن موضوعات النسخة ومزاياها وعيوبها بقدر من الإسهاب :
خلال مقارنة عمل الألاشهريِّ بتلخيص القزوينيِّ وجدتْ كاتبة هذه السُّـطور نقاط توافق و تفاوت كثيرة بينهما ، بدءًا بمقدِّمة المباحث المطروحة إلى نهايتها . وإن بدأنا بنقاط التفاوت أوَّلا فيمكننا أن نقول إنَّ الألاشهريَّ قد عبَّر عن علم المعاني بالرَّوضة الأولى وأمَّا في تلخيص القزوينيِّ فقد جاء تحت عنوان الفنِّ الأوَّل . قدَّم الألاشهريُّ للعلم هذا تعريفـًا كاملا مماثلا لما جاء في تلخيص القزوينيِّ . قسَّمه الألاشهريُّّ إلى ثمانية أزهار ملحقـًا بها تبيينها مباشرة بينما القزوينيُّ قد قسَّمه إلى ثمانية أبواب ذاكرًا أسماءها كلـَّها أوَّلا ، بعد ذلك ألحق بها شرح كلِّ باب منها على حدة .
فعلى سبيل المثال تحدَّث الألاشهريُّ أوَّلا عن أحوال الإسناد الخبري كاملة ثم بعد الانتهاء منها انتقل إلى الزَّهرة الثانية وهي في أحوال المسند إليه منهيـًا تعريفاته عن الإزهار الثمانية بهذا المنوال . بعبارة أخرى إنـَّه بعد تقديم تعريف لعلم المعاني انتقل مباشرة إلى أحوال الإسناد الخبريِّ هذه و تعريفات أقسامها إلا أنَّ القزوينيُّ تكلـَّم قليلا عن الإنشاء والخبر وعن صدق الخبروكذبه مع ذكر مثال أوَّلا ، ناقلا فيه رأي الجاحظ حول هذا الموضوع ثمَّ انتقل إلى الكلام عن الإسناد الخبريِّ تبيينـًا و تعريفـًا .
تتخلـَّل نسخة الألاشهريِّ أخطاء كتابيَّة تحريريَّة عديدة ٌ، منها ما جاء في السَّـطر الرَّابع عشر من الجانب الأيمن للصَّـفحة الخامسة يقول فيه : " و شبهه بالحالي " بالحاء المهملة ، بينما جاء في تلخيص القزوينيِّ " و شبَّهه بالخالي " بالخاء المعجمة [7] . و أيضـًا في السَّـطر التاسع من الجانب الأيسر للصَّـفحة السَّادسة : " كما في طينة بالفدن السباعا " بالتاء المدوَّرة في طينة و بالباء الموَّحدة في السباعا و أمَّا في تلخيص القزوينيِّ فهي " كما طيَّـنـتَ بالفـَدَن السِّـياعا " بالتاء الممدودة و الياء المثنـَّاة [8] . وفي السَّطر الحادي عشر من الجانب الأيمن للصَّـفحة الحادية عشرة : " كم دعوك " دون تاء الضمير الفاعليِّ للمتكلم لوحده ، وفي تلخيص القزوينيِّ جاءَ بالتاءِ الفاعليَّة : " كم دَعَوتُـكَ " [9] . ومثل هذا الأخطاء في النسخة عدد بحاجة إلى تصحيحه ضمن عمليَّة التحقيق كما أنَّ مؤلـِّفها قام بتغيـيرات جزئيَّة في بعض أمثلة القزوينيِّ كذكره نصف المثال أو استبداله الاسم الظاهر بالضمير ، و كلُّ ذلك تطبيقـًا لتلخيصه تلخيص القزوينيِّ .
جاءَ على سبيل المثال في السَّـطرالأوَّل من الجانب الأيسر للصَّـفحة العاشرة من المخطوطة : " هلا أكرمته " بالضَّـمير المفعوليِّ بدلا من زيدًا في تلخيص القزوينيِّ : " هلا أكرمتَ زيدًا " [10] . وكذلك في السَّـطرالأوَّل من الجانب الأيسر للصَّـفحة الحادية عشرة : " أ صلاتك تأمرك أن نترك آبائنا " دون الفعل يعبد و بكرسيِّ الياء لهمزة آباء و أمَّا في التلخيص فقد جاء : " أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا " . فقد حذف الألاشهريُّ كلمة ( ما يعبد ) من الجملة المذكورة في الآية السَّابعة و الثمانين ( 87 ) لسورة هود ( 11 ) وهذا لا يجوزلأنـَّه يُخِـلُّ بالمعنى هنا .
لمؤلـِّف المخطوطة أسلوب خاصٌّ في تلخيصه لتقسيمات المباحث البلاغيَّة . ففي بعض الأحيان لا يذكر أسماء هذه التقسيمات بل يكتفي بذكر أمثلة منها إشارة ً إليها و ذلك إمَّا في النص وإمَّا في الحاشية . فعلى سبيل المثال في معرض كلامه عن المجاز العقليِّ يقول : " إنَّه الإسناد إمَّا حقيقة ٌعقليَّة ٌ... و إمَّا مجازٌ عقليٌّ و هو إسنادُه [11] إلى غيره للملاسَـبة [12] . ولم يذكرأنَّ الملابَسة هذه في المجاز العقليِّ تنقسم إلى ملابـِسات ستـَّة للفعل هي الفاعل و المفعول به و المصدر و الزَّمان و المكان و السَّـبب بل اكتفى مباشرة ً بذكر ثلاثة أمثلة لثلاثة منها فقط ، قائلا ً: " نحو عيشة راضية و سيل مفعَم و جَدَّ جـِدُّهُ " [13] و هي أمثلة للملابـِس الأوَّل أي الفاعل و للثاني أي المفعول به و للثالث أي المصدر ، دون أن يذكر أمثلة ً للثلاثة الأخرى من الملابِسات .
إنـَّه استطاع أن يعبِّر عن المبحث المراد بهذه العبارة المختزلة الجامعة المانعة وحقـَّق تلخيصـًا لتلخيص القزوينيِّ الذي نصـُّه : " ثمَّ الإسناد إلى الفعل منه حقيقة عقليَّة ... و منه مجازٌ عقليٌّ و هو إسناده إلى ملابـِس ٍ له غيرِ ما هو له بتأوُّل ٍ و له ملابـِسات ٌ شتـَّى ، يلابس الفاعل و المفعول به و المصدر و الزَّمان و المكان و السَّـبب ، فإسنادُهُ إلى الفاعل أو المفعول به إذا كان مبنيّـًا له حقيقة ٌ كما مرَّ و إلى غيرهما للملابَسة مجازٌ كقولهم عيشة راضية و سيلٌ مفعَمٌ و شعرٌ شاعرٌ و نهارُهُ صائمٌ و نهرٌ جار ٍ و بنى الأميرُ المدينة َ . " و بعبارة أخرى طبَّق الألاشهريُّ فنَّ الإيجاز بحذف الألفاظ والجمل التي ارتأى أنَّ حذفها لا يُخلُّ بل يفي بالغرض . فنلاحظ هذاالأسلوب حتى نهــاية النصِّ الكامل للنسخة فـي كثيــرمن صفحاتها و ذلك حسب الموضوعات المطروحة وتقسيماته .
الأمر الآخر هو أنَّ الترتيب الموضوعيَّ للمباحث المطروحة يسهِّـل عمليَّة استيعاب النصِّ و بالتالي عمليَّة المقابلة بين النصِّ المُـلخَّص و النصِّ الملخَّص عنه . وبالمقابل عدم الترتيب هذا يضرُّ بفهم الموضوع المعروض و يُحدث تشويشـًا و خلطـًا فيه . منها ما جاءَ في معرض كلام المصنـِّف الملخـِّص الألاشهريِّ عن موضوع المجاز والحقيقة حيث ذكر أنَّ المجازالعقليَّ باعتبار حقيقة طرفيه و مجازيَّتهما أربعة أقسام قائلا ً : " و له أربعة أقسام فإنَّ طرفيه إمَّا حقيقيَّان أو مجازيَّان أو مختلفان . " [14] و ذلك دون أن يذكر أمثلة القزوينيِّ الأربعة للأقسام التي أشار إليها بل ألصق بهذه الجملةِ عبارة ً تحتوي خمسة شواهد قرآنيَّة قد توهِم للقارئ أنـَّها أمثلة للأقسام السَّابقة الذكر و هي : " و كـثـُـر في القرآن نحوُ: يذبِّح أبناءهم و ينزِع عنهما لباسَهما و يومـًا يجعل الوِلدانَ شِيبـًا و يا هامانُ ابن ِ لي صرحـًا و أخرجت الأرضُ أثقالها " [15] . وما هذه الشواهد القرآنيَّة إلا للمجاز العقليِّ نفسِهِ فهذا يخلق بلبلة في ذهن القارئ في فهم الموضوع وهذا يختلف ترتيبه مع ترتيب التلخيص . فالملخِّص في رياضه الخاقانيَّة هذه يقدِّم ويؤخِّر الموضوعات وتقسيماتها خلافـًا لترتيب تلخيص القزوينيِّ ، لذا يضطرب المحقـِّق وقتَ المقابلة بينَ النصين ويصعب عمله . منها ما جاءَ في الورقة الثامنة و العشرين حيث قدَّم الكلام عن إيجاز الحذف وأنواعه وهو بلا نائب أو به على الكلام عن المحذوف وأنواعه خلافـًا للقزوينيِّ الذي قدَّم الكلام عن إيجاز المحذوف وأنواعه على الكلام عن أنواع الإيجاز وهي بلا نائب أو به [16] . و ذلك أوجد حيرة و ضياعًا حين تحقيق نصِّ تلخيص الألاشهريِّ .
و من صعوبات العمل في هذه المخطوطة أنَّ حواشيها ليست على منهج واحد و ذلك يعني أنَّ بعضها مرقـَّم و بعضها الآخر غير مرقـَّم . على سبيل المثال أنَّ حاشية الصَّفحة الرَّابعة لم يوضع لها رقمٌ أو أيَّة علامة لا جنبها ولا في داخل النصِّ ليدلَّ عليها و ليدرك قارئ المخطوطة أو محـقـِّـقها أنـَّها إلى أيِّ مثال أوموضوع تشير . مثال آخر من نوع آخر أنَّ الحاشيتين الأوليين في الصَّفحة السادسة قد وُضِع لهما الرَّقمان 2و3 كما دلَّ عليهما في داخل النصِّ أيضًا في حين أنَّ الحاشية الثالثة تـُـركت دون ترقيم و نرى ذلك يتكرَّر كثيرًا في النسخة المخطوطة . ومن مضارِّ عدم الترقيم أنَّه لا يُعرَف بأيِّ جانب من النصِّ تتعلـَّق الحواشي ، خاصـَّة ً إذا كـُـتِـبـت بعيدة ً عنه . مثال ذلك ما جاءَ في الصَّفحة الثامنة والعشرين حيث دُوِّنت الحاشية الثانية من أصل الحواشي الثلاث أمام السـَّطر العاشر بينما هي تتعلـَّق بالسـَّطر الخامس من الصَّفحة . و إنَّ الترقيم لها ليستطيع أن يزيل هذه المشكلة .
كما أنـَّه يكتب أحيانـًا حاشية في آخر الصَّـفحة تتعلـَّق بنصّ ٍ جاءَ في الصَّـفحة التالية . مثال ذلك هو الحاشية الأخيرة من الصَّفحة السادسة عشرة تتضمَّن شرحـًا لشاهد الاستعارة المجرَّدة الذي ذكِر في الورقة التالية . مثال آخر وهو الحاشية الأخيرة من الصَّفحة السَّابعة و الستـِّين تحتوي على عبارة للحريريِّ ممثـَّـلا ً بها لموضوع الاقتباس في النثر الذي ذكِر صدرَ الصَّفحة التالية . و هذه الحاشية لم ترقـَّم أيضـًا رغم ترقيم الحواشي الخمس التي دوِّنت قبلها في نفس الصَّفحة .
إنَّ تلخيص المواضيع لدى الألاشهريِّ جيِّد غالبًا يدلُّ على مهارته . فقد أجاد في كثير من المواضع إجادة ً تستحقُّ الاستحسان . فمثلا ً في الصَّـفحة الرَّابعة تحدَّث باختصار عن تعريف المسند إليه وأنواعه اختصارًا عبَّرعن الموضوع بوضوح .
وكذلك في باب التشبيه قد لخَّص العبارات المتعلـِّقة بتعريف طرفي التشبيه وبجمع أقسامهما في أوجز ما يمكن إيجازه و بأمثلة لها وافية للغرض ، كلُّ ذلك دون أن تتعقَّد المفاهيم المطروقة . و إنَّ هذا الجمع لأقسام الطرفين يتيح للقارئ ودارس علم البلاغة أن يتعلـَّم التشبيه بشكل أوضح وأبسط . إذ ذكر أنواعهما ( مفردان أو مركَّـبان أو مختلفان ) ثمَّ عيَّـن مباشرة ً أنَّـهما إمَّا ( حسِّـيَّـان أوعـقـلـيَّـان ) مع ذكر الأمثلة . فالمواضيع صـنَّـفـها تصنيفـًا أبين و أكثر تنسيقـًا منه عند القزوينيِّ في تلخيصه حيث قدَّم تعريفـًا عن طرفي التشبيه ووسَّع الكلام عنهما وأوضح ما يختصُّ بهما إيضاحًا جـيـِّدًا ولكنَّه من حيث الجمع بين المواضيع نجد أنَّه لم يجمع أقسام الطرفين بشكل مبسَّط كما هو عند الألاشهريِّ بل فكَّك كلَّ واحد على حدة ، مثلا ً تكلـَّم أوَّلا ً عن أنـَّهما حـسِّـيـَّان ثم عقليَّان أو مختلفان ، ثم أعاد الكرَّة في حديثه عن المقصود من الحسِّيِّ والعقليِّ ذاكرًا أمثلة . ففي هذا نوعٌ من الإطناب الذي تجنَّبه الألاشهريُّ والالتواء الموضوعي الذي قد يرغم القارئ أن يعيد قراءته عدَّة مرَّات لفهم ما يقصده من تكرار المشبَّه والمشبَّه به الحسِّيِّ والعقليِّ و ... .
ما يمكن أن نقوله باختصارعن هذه النسخة أنَّ صاحبها لخَّص الكثير من نصِّ القزوينيِّ تلخيصـًا ناجحـًا ، بالحذف لبعض منه وبالترتيب المنسِّـق للبعض الآخر . علاوة على ذلك أنَّه لم يكتف به مصدرًا وحيدًا بل استند في بعض أمثلته وملاحظاته إلى مصادر أخرى ، منها شرح المختصر للتفتازانيِّ الذي نقل عنه بعضًا من المفاهيم والأمثلة .
على سبيل المثال أورد أمورًا في بحثه عن تعريف المسند إليه بالإضافة لم ترد في نصِّ القزوينيِّ بل ورد البعض منها في مختصرالتفتازانيِّ نحو ( الإغناء عن التفصيل متعذِّرًا أو متعسِّرًا ) و ( التحريض على الإكرام أوضدّه والاستهزاء و الاعتبار اللطيف المجازيّ أو انحصار الطريق بها أو إفادة الجنسيَّة نحو يد لك على حزامي ، الأرض النفحة من ريحها ) و غير ذلك ممَّا لا يستهان به من مفاهيم أكثر في سياق أشدَّ إيجازًا يقدِّم نطاقـًا أوسع من المعلومات ، الأمر الذي لم نجده في تلخيص القزوينيِّ . وأيضًا في الصَّفحة الثانية و العشرين السَّـطر الحادي عشر منها أورد أنواعـًا لمعاني النِّداء لم ترد في تلخيص القزوينيِّ بل وردت في شرحه المختصر منها : ( الاستغاثة والتعجُّب والتحسُّـر والتوجُّع والتولـُّه والنـُّدبة ) مع أمثلة مذكورة في الحاشية . و في الصَّفحة السادسة و الأربعين السَّـطر السَّابع عشر منها ذكر هذا المثال : " أنا لا أعتمد حلَّ الخمر في عرض المؤمن " الذي لم نجده في نصِّ التلخيص للقزوينيِّ ولا حتى في المختصر .
كان هذا نبذة عن نقاط الاختلاف بين تلخيص القزوينيِّ و تلخيص تلخيصه للألاشهريِّ . كما أنـَّهما اشتركا في عمليَّة التلخيص بنجاح و موفـَّـقـيَّة ، هذا في تلخيصه لمفتاح السكاكيِّ و ذاك في تلخيصه للتلخيص . كما أنَّ أسلوب الألاشهريِّ تقريريٌّ أيضًا كأسلوب القزوينيَّ قد يحتاج إلى شروح فالتلخيص المسرف قليلا ً يعطي رؤوس الخيوط فقط ويترك الشروح وفهمها واستيعابها لقارئيه .
و من مميِّزات عمل الألاشهريِّ أنَّه في تلخيصه استعمل ألفاظـًا شديدة الإيجاز تعبِّر عن التلخيصات أدقَّ تعبير ممَّا يدلُّ على إلمامه الفائق بعلوم البلاغة من جانب و أتقانه اللغة العربيَّة من جانب آخر .
الخاتمة :
إنَّ تلخيص الأعمال القيِّمة الكبيرة كتلخيص المفتاح يحتاج مهارة عالية لأنـَّه ليس مؤلـَّفـًا عاديًّا يسهـل حذف جوانب منه دون حدوث خلل فيه ، خاصة ً إن كانت تلك الأعمال تتحدَّث عن قواعد العلوم البلاغيـَّة الزاخرة و المعقدة في آن واحد . فإنـَّها تحتاج لتدقيق بالغ و فهم حادٍّ كي يستعدَّ صاحبها للخوض في معركة تلخيص قواعدها و ضوابطها التي تجب عليه مراعاتها . ومن أهمِّ شروط ذلك أن لا يمسَّ بالنصِّ الأصليِّ ضرر سواءٌ أكان من ناحية اللفظ أو المعنى الخاصِّ أو المفهوم العامِّ . وصاحب النسحة الملخـَّصة هذه حسن فهمي الألاشهري استطاع في كثير من جوانب عمله هذا أن يراعي شروط التلخيص بل أجاد فيها وتفوَّق ولو أنـَّه أخفق أحيانـًا إخفاقـًا عابرًا يُرغم القارئ أن يراجع مصادر وشروحًا لاستيعاب ما قصد من قضيَّة بلاغيَّة .
إنَّ الفائدة من هذا العمل أنَّ العالم بعلم البلاغة يستطيع حين مراجعته إليه أن يتذكـَّر المواضيع الهامَّة المستترة فيها . فبوساطة تلخيص عبارة أو مثال يتذكـَّر الموضوع الأصليَّ المراد بحثه . و أيضًا يستطيع أن يرتِّب كثيرًا من المعلومات التي اختزنها عن البلاغة في ذهنه ويولـِّف بينها توليفـًا بنـَّاءً حيث تفيده في بحوثه و دراساته . كما أنَّ الطلبة المبتدئين في البلاغة بإمكانهم أن يتلقوا المفاهيم البلاغيَّة في أسرع وقت تحت إشراف أستاذ متضلع بتفاصيلها يوضح لهم كل الموضوعات بشكل عميق . فهكذا أعمال في كثير من الأحيان رؤوس خيوط تتعمَّق في الموضوعات ، الأمر الذي يعدُّ بديهيًّا و السبب أنَّها تلخيص وليست شروحًا .
المصادر :
– الألاشهري ، حسن فهمي : الرِّياض الخاقانيَّة في المعاني و البيان ( مخطوطة )
، سنة الاستنساخ 1283 هـ. ق. ، المكتبة المركزيَّة لجامعة طهران .
– البيطار ، عبدالرَّزاق : حلية البشر في القرن الثالث عشر ،
– التفتازانيّ ، سعد الدِّين : المختصر في شرح تلخيص المفتاح ، تهران ، إيران ،
لا تا ، لا ط .
– التفتازانيّ ، سعد الدِّين : المطوَّل في شرح تلخيص المفتاح ، ط 1 ، منشورات
مكتبة الداوري ، قم ، إيران ، 1409 هـ. ق. .
– حاجي خليفة : كشف الظنون عن أسامي الكتب و الفنون ، ج 1 ، دار الفكر
للطباعة و النشر و التوزيع ، بيروت ، ص 1491 هـ. / 1999م.
– السكَّاكيّ ، يوسف بن أبي بكر : مفتاح العلوم ، دار الكتب العلمية ، بيروت ،
لبنان ، لا تا .
– الصَّعيديّ ، عبدالمتعال : بغية الأيضاح لتلخيص المفتاح في البلاغة ، مكتبة
الآداب ، القاهرة ، مصر ، ط 1420 هـ. / 1999م. .
– القزوينيّ ، محمَّد بن عبدالرَّحمن : الإيضاح في علوم البلاغة ، ج 1 و 2 ، دار
الجيل ، بيروت ، ط 3 ، لا تا .
– البابانيّ البغداديّ : هدية العارفين ،
– كحالة ، عمر رضا : معجم المؤلِّفين ، ج 1 و 2 ، مؤسَّسة الرِّسالة ، بيروت ،
لبنان ، 1418 هـ . / 1998 م .
– تعريف بالأماكن الواردة في البداية و الغاية ،
إنعام پنكه ساز : من مواليد 1976 م. حاصلة على شهادة الإجازة و الماجستير في الأدب العربيِّ بجامعة آبادان الإسلاميَّة و طالبة في مرحلة الدُّكتوراه لنفس الفرع بجامعة طهران للعلوم والدِّراسات . من ضمن كتاباتها مقالة عنوانها «لأسلوب و الأسلوبيَّة في المعارضات» منشورة في فصليَّة التراث الأدبي.