الحزن والقنوط فی اشعار فروغ فرخزاد
تحت اشراف الدکتور سید محمد حسینی استاذ جامعة العلامة الطباطبائی- طهران
الملخص
تمتلیء قصائدها بصور وتعابیر بسیطة بثوب الماساة، ماساة الانسان، الوحید، الضعیف فی هذا العالم الخیف. فانها تعانی من آلام حیاتها وتفرش ذکریات الطفولة امام عینها، قلقة ازاء لحظة الحاضر وخائفة من الغد المجهول، وتعتقد الشاعرة لا تستطیع الهروب من الآلام والاحزان وهی فی سیطرة العذاب والاحزان، یوجد الحزن، القنوط، الیاس والاضطراب فی بعض اشعارها، دوافع الحزن کثیرة عندها، منها: (الیاس العاطفی) والغرب) وجودها فی الاسرة ایام طفولتها و(فشلها فی الزواج). اذن روح الحزن و القنوط والیاس تغلب علی شعرها وقد ثار الحزن محورا اساسیا فی اشعارها. وأصدرت على التوالي دواوين: (الأسير)، (الجدار)، (العصيان)، ثم ديوانها الشهير (ميلاد آخر)، بقصائده التي تشبه الأناشيد الصارخة وتصوّر السلوك الإنساني الحائر وسط الحصار. وفي ما بعد أصدرت ديوانها الأخير، قبل موتها، بعنوان (فلنؤمن بشروع الفصل البارد) الذي يتضمن أكثر كتابات فرخزاد حزناً،
الکلمات الدلیلیة: فروغ فرخزاد، الحزن، القنوط، الیاس، الالم، المجتمع.
نبذة من حیاة الشاعرة
فروغ فرخ زاد شاعرة إيرانيّة مجدّدة، مخرجة سينمائية وكاتبة سيناريو و فنانة تشكيلية، تعتبر فروغ فرخزاد نجمة ساطعة وحيدة في سماء الادب الايراني النسوي وهي في الحقيقة كوكب يتلألأ على الشعر الفارسي. ولدت في عائلة عسكرية في طفرش سنة 1935. أستكملت دراستها حتى الصف التاسع وحين أتمت عامها السادس عشر تزوجت من برويز شابور. أكملت فروغ دراستها عبر دروس الرسم والخياطة ثم انتقلت مع زوجها إلى الأهواز وبعد عام رزقت بولدها الوحيد (کامیار).
بعد أقل من عامين حدث الطلاق بينها وبين زوجها وحصل الزوج على حضانة الابن مما دفع فروخ لإكمال مسيرتها الأدبية. وعادت إلى طهران لكتابة الشعر وأصدرت أول ديوان لها في عام 1955 بعنوان الأسير.
جذبت فروخ الانتباه والرفض من مجتمعها كمطلقة تحمل أفكار نسوية جدلية.في عام 1958 قضت تسعة شهور في أوروبا قابلت فيهم المنتج والكاتب الإيراني إبراهيم جولستان. نشرت ديوانين آخرين بعنوان الجدار والثورة وذلك قبل ذهابها إلى تبريز سنة 1962 لتصوير فيلماً عن الإيرانيين المصابين بالجذام بعنون (البيت أسود) وفاز بجوائز عالمية [1]ا.
وفى العام التالي 1963 نشرت ديوان (ميلاد جديد) والذي كان علامة في تاريخ الشعر الحديث بإيران. ونشر لها بعد وفاتها قصيدتها التي تعد من أقوى القصائد في الشعر الفارسي الحديث (لنؤمن ببداية فصل البرد ( [2]
في 14 فبراير 1967 توفت فروغ في حادث سيارة في عمر الثانية والثلاثين ونشر لها بعد وفاتها قصيدة بعنوان (لنؤمن ببداية موسم البرد) وتعد أقوى القصائد في الشعر الفارسي الحديث.
الحزن فی اشعار فروغ فرخزاد
«تركت فرخزاد أثراً عميقاً في الشعر الفارسي وانتشرت نبرة شعرها وسط أبناء جيلها ومن أتوا من بعدها. وما زالت لمساتها المبدعة، في الأفكار وأشكال القول، تبرز في كتابات الشعراء الإيرانيين الجدد، لا سيما النساء.» www.qamat.org]]]]
«لا شک فی ان الشعر تعبیر عن خلجات الشاعر، و الشاعر الحقیقی هو الذی یختزن فی نفسه کل الاحاسیس و المشاعر و الصور لتتفجر فی الوقت المناسب فی ای قالب کان،فهو لایفکر بالشکل قبل لا مضمون،و لا یختار البحر و الوزن قبل المعنی،و لا یطلق المعانی الا بعد ان تختمر فی نفسه، و تلبس الصورة التی تناسبها» [3]
«جاءت فروغ فرخزاد إلى الشعر حاملة رقة العواطف وقوة الموهبة وثقافة عالية أخذتها من جهات عدة في الشرق والغرب. واتسمت كتابتها منذ البدء بنبرة جديدة, مغايرة, تكتنز رؤية ذاتية فريدة. بدأت بالتمرد والعصيان على ما هو قائم فأصدرت على التوالي, وفي شكل سريع, كما لو كانت في عجلة من أمرها, دواوين: (الأسير)) ,الجدار), (العصيان). ثم صدر ديوانها الشهير(ولادة أخرى), فكان بمثابة ولادة جديدة للشعر الفارسي عامة والشعر النسائي على وجه الخصوص. كانت قصائد الديوان مثل أناشيد صارخة تصور السلوك الإنساني الحائر وسط كومة من الحصارات. وفي ما بعد أصدرت ديوانها الأخير, قبل موتها, بعنوان (فلنؤمن بشروع الفصل البارد), وفيه وضعت نفسها وسط اللجة وبدت مثل طائر صغير يرفرف عالياً بعيداً قليلاً عن اسراب الطير. هذا الديوان يعد واحداً من أكثر كتابات فروغ فرخزاد حزناً, حيث تمتلئ القصائد بصور وتعابير مغلفة بثوب المأساة. مأساة الإنسان, الوحيد, الضعيف في هذا العالم المخيف
. العلاقات المتصدعة وصلاتِ الحب الفاشلة، والزيجات المفكّكة تملأ صفحات دواوين فرخزاد. فكلٌّ من العاشق والمعشوق، الظالم والمظلوم، العصفور والسجّان، أثبتَ أنّه يعاني من تبني الدور المفروض عليه. وكلٌّ من السيد والعبد، الظافر والضحيّة، المفترس والفريسة، الرجل والمرأة يقاسي نار خيبة أمله واستيائه
«این شعر را به تو می گویمدریک غروب تشنه ی تابستاندر نیمه های این ره شوم آغازدر کهنه گور این غم بی پایاندر کهنه گور این غم بی پایانبگذار سایه ی من سرگرداناز سایه ی تو دور و جدا باشدمن تکیه داده ام به دری تاریکپیشانی فشرده ز دردم رامی سایم از امید براین در بازانگشت های نازک و سردم راآن داغ ننگ خورده که می خندید
بر ظعنه های بیهده من بودم» [4]
صدرت مجموعة فرخزاد الشعرية الأولى عام 1955 بعنوان الأسيرة (The Captive) احتوى على أربع وأربعين قصيدة فعلى الرغم من الغزليات التي كانت تطغي على مفرداته إلا انه كان بمثابة بيان أصدرته فروغ لتعلن عن يأسها في حياتها من جراء الندم الذي أحست به بعد زواجها.
«بگسسته ام ز ساحل خوش نامیدر سینه ام ستاره طوفان استپروازگاه شعله ی خشم مندردا،فضای تیره ی زندان است» [5]
تركت فروغ فرخزاد أثراً عميقاً في الشعر الفارسي (إلى جانب نيما يوشيج وسهراب سبهري وأحمد شاملو) وانتشرت نبرة شعرها وسط مجايليها ومن أتوا من بعدها. وما زالت لمساتها المبدعة, في الأفكار وأشكال القول, تبرز في كتابات الشعراء الإيرانيين الجدد ولا سيما النساء.» ( www.ibtesama.com) فانّ الشاعرة الايرانية تعاني من آلام حياتها وأشعار فروغ فرخزاد، كذلك أشعار تويوتاما تسوند، إضافة إلى الشعرية العالية الآسرة في الكلمات، فإنها تعبر عن أزمة الإنسان في مجتمع يعاني من نقص الحريات، ويحرم الأشخاص من التعبير بدقة وصراحة عن أحاسيسهم وأفكارهم تقول:
«چون سنگها صدای مرا گوش می کنیسنگی و ناشنیده فراموش می کنیدست مرا که ساقه ی سبز نوازش استبا برگهای مرده هم آغوش می کنیدر سایه ها،فروغ تو بنشست و رنگ باختاو را به سایه از چه سیه پوش می کنی» [6]«آسمان می دود ز خویش بروندیگر او در جهان نمی گنجدآه،گویی که این همه آبیدر دل آسمان نمی گنجد» [7]
وتقول فروغ: «أحسّ أني خسرت عمري كله، كان عليَّ أن أعرف أقل بكثير من خبرة السبعة والعشرين عاما ً، لعلّ السبب يكمن في أن حياتي لم تكن مضيئة، فالحب، وزواجي المضحك في السادسة عشرة زلزلا أركان حياتي. على الدوام لم يكن لي مرشد، لم يربّني أحد فكرياً وروحيا ً. كل ما لدي هو مني، وكل ما لم أحصل عليه كان بمقدوري امتلاكه لولا انحرافي وعدم معرفتي لنفسي. عراقيل الحياة منعتني من الوصول لكنني أريد أن أبدأ.. »
و تقول:
«حس می کنم که وقت گذشته ستحس می کنم که لحظه سهم من از برگ های تاریخ استحس می کنم که میز فاصله کاذبی ست در میان گیسوانمن و دست های این غریبه ی غمگینم» [8]«شب سیاهی کرد و بیماری گرفتدیده را طغیان بیداری گرفتخنده ام غمناکی بیهوده ایننگم از دلپاکی بیهوده ایغربت سنگینم از دلدادگیمشور تند مرگ درهمخوابگیم» [9]
«ان فروغ وكما يقول الناقد الايراني (عبد العلي دستغيب) «دائما تفرش ذكريات الطفولة امام عينيها على خط مليء بالهيجان، قلقة ازاء لحظة الحاضر و خائفة من الغد المجهول الذي يجبرها على اللجوء الى ذكريات الطفولة».
ذهبت تلك الأيام أيام الانجذاب و الحيرة أيام النوم و الصحو أيام كل ظل له سر و كل علبة مغلقة تخفي كنزا و كل زاوية من الصندوق في سكوت الظهيرة، كأنها العالم. »و نری فی هذه الابیات:
«من به یک چشمه می اندیشممن به افسانه نانمن به معصومیت بازی هاو به آن کوچه باریک درازکه پر از عطر درختان اقاقی بودبه گذرگاهی با خاطره ای مغشوشاز خرامیدن ساقی نازک در خلخال» [10]
عندما تفجر الآلام فی وجودها قویة تعانی هکذا:
«لیکن ای افسوسمن ندیدم عاقبت در آسمان شهر رویاهانور خورشیدیزیر پایم بوته های خشک با اندوه می نالندچهره خورشید شهر ما دریغا سخت تاریک استخوب می دانم که دیگر نیست امیدینیست امیدیمحو شد در جنگل انبوه تاریکیچون رگ نوری طنین آشنای منقطره اشکی هم نیفشاند آسمان تاراز نگاه خسته ابری به پای منمن گل پژمرده ای هستمچشمهایم چشمه خشک کویر غمتشنه یک بوسه ی خورشیدتشنه یک قطره شبنم» [11]
و تعتقد الشاعرة لاتستطیع الهروب من هده الآلام و الاحزان و هی فی سیطرة العذاب و الاحزان و تقول:
«دلم گرفته استدلم گرفته استبه ایوان می روم و انگشتانم رابر پوست کشیده ی شب می کشمچراغ های رابطه تاریکندچراغ های رابطه تاریکندکسی مرا به آفتابمعرفی نخواهد کردکسی مرا به میهمانی گنجشک ها نخواهد بردپرواز را بخاطر بسپارپرنده مردنی ست» [12]
یوجد الحزن، والیاس، و الاضطراب فی بعض اشعاره و منها:
«نمی توانستم دیگر نمی توانستمصدای پایم از انکار بر می خاستو یاسم از صبوری روحم وسیع تر شده بودو آن بهار، و آن وهم سبز رنگکه بر دریچه گذر داشت،با دلم می گفتنگاه کنتو هیچگاه پیش نرفتیتو فرو رفتی» [13]
«پشت شیشه برف می باردپشت شیشه برف می بارددر سکوت سینه ام دستیدانه ی اندوه می کاردمو سپید آخر شدی ای برفتا سر انجامم چنین دیدیدر دلم باریدی... ای افسوسبر سر گورم نباریدیچون نهالی سست می لرزدروحم از سرمای تنهاییمی خزد در ظلمت قلبموحشت دنیای تنهاییدیگرم گرمی نمی بخشیعشق،ای خورشید یخ بستهسینه ام صحرای نومیدی ستخسته ام، از عشق هم خسته» [14]
دوافع الحزن کثیرة عند فروغ و من هذه الدوافع هی "الیاس العاطفی" و "الغربة" وجودها فی الاسرة ایام طفولته و تقول:
«آن روزها رفتندآن روزهای خوبآن روزهای سالم سرشارآن آسمانهای پر از پولکآن شاخساران پر از گیلاسآن خانه های تکیه داده در حفاظ سبز پیچک ها به یکدیگرآن بام های باد بادک های بازیگوشآن کوچه های چیج از عطر اقاقی هاآن روزها رفتندآن روزهای برفی خاموشکز پشت شیشه، در اتاق گرمهر دم به بیرون، خیره می گشتمپاکیزه برف من، چو کرکی نرمآرام می باریدبر نردبان کهنه ی چوبیگرمای کرسی خواب آور بود» [15]تعیش فی الآلام و لاتستطیع ان تعیش فی راحة وتصف ایامها و تعانی:«نگاه کن که غم درون دیده امچگونه قطره قطره آب می شودچگونه سایه ی سیاه سر کشماسیر دست آفتاب می شودنگاه کنتمام هستیم خراب می شودشراره ای مرا به کام می کشدمرا به اوج می بردمرا به دام می کشدنگاه کن که موم شب براه ماچگونه قطره قطره آب می شود» [16]
« وكل من لا يخاف من الظلمة كان في عيني هو البطل أجل، فلقد اخترقت تلك الايام، وانعزلت النفوس و جاءت الاوجاع و عم التشوه: باحة بيتنا منعزلة الأب يقول: «فات أواني فات أواني لقد حملت أوزاري وأتممت عملي» أما الأم فهي: مذنبة بالفطرة. كل يوم تقرأ الدعاء وتعزم على كل الازهار وتعزم على كل الاسماك وتعزم على نفسها الأم في انتظار (يوم الظهور) وحلول المغفرة. اما الاخ فهو «يسمي الحديقة مقبرة» و«يسخر من شغب الحشائش» وهو يرى ان شفاء الحديقة في ازالتها.. اما الاخت التي كانت صديقة الزهور، فهي اليوم في «داخل بيتها الاصطناعي/ مع اسماكها الاصطناعية/ وفي حماية زوجها الاصطناعي/ وتحت اغصان اشجار تفاحها الاصطناعية. تغني اغاني اصطناعية. وتضع اطفالا طبيعيين»! ان (فروغ) ترسم وحشة الحاضر وأساه، من فقدان الطفولة وعذوبتها. وهي تستعير الحديقة المهملة المنسية والمستباحة للطفولة الغاربة دون رجعة او امل بالرجوع الا في قلبها.. هي التي تعتقد «ان من الممكن اخذ الحديقة الى المستشفى» لأن «قلب الحديقة تورم تحت الشمس/ قلب الحديقة ينزف، بهدوء، ذكريات خضراء». وفي قصيدة اخرى تلخص الشاعرة الماضي و الحاضر في قولها بأن: البنت التي لونت خديها يوما بأوراق الشمعدان هي الآن امرأة وحيدة! لقد صار شعورها بالوحدة والوحشة يلازمها، بل هو يتضخم في ذاتها كلما استعادت صور طفولتها الموغلة في البعد، وكلما شعرت بقسوة المحيط، ابتداء من تجربة زواجها الفاشلة، حتى فشلها في الانسجام مع كل ما تحبه في الناس وفي الطبيعة، بسبب الاوجاع والقسوة والتشوه، ففي قصيدة عنوانها (زوج): يأتي الليل ومن بعد الليل ظلام ومن بعد الظلام عينان يدان، و أنفاس و أنفاس و أنفاس و صوت الماء المنسكب قطرة قطرة من الصنبور بعد قطرتي دم من سيجارتين مشتعلتين تكتكات ساعة و قلبان و عزلتان ان العودة التذكرية للطفولة لم تكن حلا كافيا لأزمتها الدائمة التي سببها هو الحاضر المليء بالتشوه، فكانت تلجأ الى سمو آخر غير سمو الطفولة، فكان لها ان تجول في الطبيعة و تخترق جزئياتها القادرة على احتضانها و حمايتها من قسوة ما آلت اليه وما آلت اليه الحياة بمعناه الفردي والجماعي.. تلجأ الى دراما الطبيعة حتى ولو كانت تنطوي على حزن او فجيعة، فهي ارحم من قسوة الحياة المباشرة: في السماء الملول نجمة تحترق نجمة تذهب نجمة تموت ان هذا يعني ان فروغ الشاعرة تمهد لغيابها عن هذه الحياة، هذا الغياب المبكر والمؤكد.. تمهد لذلك بمظاهر الطبيعة الخالدة، وهي تنطفئ او توشك، كأنها تريد ان تقنع نفسها بالمصير الذي لا بد منه، فتلتحم بأسمى الاشياء وأكثرها جمالا وقدسية، وهي كذلك عرضة للفناء، فيكون ذلك شفاء للحظتها.. لحظاتها قبل الرحيل او قبيل الرحيل. منذ وعيها لحالتها هذه، وحتى لحظة انتحارها، لم تستسلم (فروغ فرخ زاد) للعدمية، رغم الوجع الذي صار اغنيتها الدائمة، ولكنها اغنية لها مساحات واسعة وعميقة من دنى الطفولة ودنى الاشياء السامية: السماء و النجوم والافكار ذات النقاء النادر.. تلك التي كانت تلجأ اليها من اجل التوازن، لا بل من اجل ان تثبت لنفسها، قبل اي احد آخر، بأنها محبة للحياة ومتشبثة بها، فهي لا تلجأ للتغني بالطفولة التي توغل في البعد ولا للتلاحم مع الاشياء السامية والسماوية من اجل ان تنسى الناس والحياة، بل هي تنحو هذا المنحى لتؤكد حبها للناس والحياة: أبدا ما تمنيت ان اكون نجمة في سراب السماء ولا شبيهة بأرواح المصطفين أو جليسة للملائكة.. أبدا.. لم أكن منفصلة عن الأرض لم أتعرف إلى النجمة. على التراب وقفت بقامتي مثل ساق نبتة تمتص الهواء والشمس والماء لتحيا. بل هي تخاطب من يعطف عليها: اذا ما جئت الى بيتي أيها العطوف فهات مصباحا ونافذة لأرى ازدحام الزقاق السعيد. انها مشدودة الى الناس والحياة، ولكنها غير قادرة على تحمل هذا الكم الهائل من الاوجاع والقسوة والتشوه التي تتخلل هذه الحياة وهؤلاء الناس، انها تعيش حالة من اللاتوازن، هي، في الوقت ذاته، حالة توازنها الخاصة: مغروسة في الارض تتغذى بالطفولة، ومستجيرة بالسماء من واقع الفكر الذي آلت اليه، والنقاء الذي تخاف عليه من الوجع والقسوة والتشوه. انها مشدودة الى الثرى والثريا.!» www.ibtesama.com#]] تقول:
«أريد تمزيق كل شيء.. أريد أن أتقوقع في ذاتي ما أمكنني. أريد الانطواء في أعماق الأرض، فهناك حبي، هناك عندما تخضر البذور وتتواشج الجذور يلتقي التفسخ والانبعاث، وجود ما قبل الولادة وما بعد الولادة، كأنما جسدي شكل مؤقت سرعان ما سيزول. أريد الوصول إلى الأصل، أرغب في تعليق قلبي على الأغصان مثل فاكهة طازجة» [17]
تقول فی بعض اشعارها: «فمي مضطرب، وقلبي منقبض. تعبت من كوني متفرجة..
ما إن أعود إلى البيت وأتوحد مع نفسي أحس أني قضيت يومي كله بالتشرد والضياع بين أشياء ليست مني !، أشياء زائلة»
النتیجه
ان نظرة سریعة الی دواوینها تجعلنا نومن ان الشاعرة کانت تعیش فی عالم خاص بنته بنفسها ةذی حدود ضیقة جدا،قوامه الیاس و الالمة و العیش فی ذکریات الماضی و الواحدة التی لا تجدها تفتحا الا فی الصراحة الشعریة. و هی تخاطب فی کثیر من قصائدها شخصا تهواه، یوجد الحزن و القنوط فی بعض اشعارها، دوافع الحزن کثیرة منها: الیاس العاطفی، الغربة، و فشلها فی الزواج و....تعیش فی الآلام و لا تستطیع ان تعیش فی راحة و تصف ایامها و تعانی، تشعر بقسوة المحیط، ابتداء من تجربة زواجها الفاشلة، حتی فشلها فی الانسجام مع کل ما تحبه فی الناس و فی الطبیعة، بسبب الاوجاع و القسوة و التشوه،یعنی بعض الاحیان تشغل الشاعرة بالبیئة التی تعیش فیها و آلامها نابعة من اجلها و الاوضاع الاجتماعیة السائدة فی المجتمع الذی تعیش فیه، توثر فی حدتها و تشاومها و اشعارها تتحدث عن تلک الاوضاع و یحکی شعرها عن عصبیتها و حزنها و المها مما یجری حوله،اذن روح الحزن و القنوط و الیاس تغلب علی شعرها.
المصادر و المراجع
– فرخزاد، فروغ، دیوان، نشر سنبله، چاپ اول، مشهد، سال1382ه.ش
– فرخزاد، فروغ، ایمان بیاوریم به آغاز فصل زرد، انتشارات به آفرین، تهران، 1377ه.ش.
– حیدری، غلام، فروغ فرخزاد و سینما، انتشارات نشر علم، تهران، 1377ه.ش
– نظام الطهرانی، نادر، دورالشعر الکلاسیکی و الحر فی الحیاة الاجتمائیة والسیاسیة العربیة، مجلة اللغة -العربیة و آدابها، السنة الاولی، العدد الثانی، صیف و خریف 1426/2005م. ص140