السّخریّة والخطاب التهكّمي في شعر علي الشّرقي
– كاتب المقال: عواطف البوغبیش،جامعة آزاد الإسلاميّة،شادگان،ایران.
– عبدالكریم البوغبیش، جامعة آزاد الإسلاميّة،شادگان،ایران.
المقدمة:
تحاول هذه المقالة دراسة السّخریّة والخطاب التهكمي عند شاعرٍ كبیر من شعراء العراق عامّةً والنجف خاصّة ألا وهو الشّاعرالفذّ علی الشّرقي،و قد درسنا فنون السّخریة في شعر الشّاعربصورة عامة ،و خصصنا الجلّ الأكبر من هذه المقالة لدراسة دیوانه المعنون بـدیوان« عواطف وعواصف»،ویعدّ هذا الدیوان جدیربالذكر لإحتوائه الكثیرمن الأبیات السّاخرة الهادفة ، وقبل الدخول في صلب الموضوع یلزم علینا أن نعرّ ف بهذه الشّخصیّة الفذّة و من ثمّ التطرق إلی ما وجدنا من سخریّة وخطاب تهكمّي في شعر الشّاعر .
نبذة عن حیاة الشّاعر:
علي الشّيخ جعفر بن محمد حسن بن أحمد بن موسى بن راشد ولقبه الشّروكَي (الشّروقي) وقد غيّر لقبه بنفسه قبل أن يغير أدونيس لقبه من إسبر إلى أدونيس ربما بأزيد من نصف قرن ! فهو إبن الجنوب الذي يفخر بنجفيته ! يقول الدكتور مصطفى جمال الدين وهو إبن قرية المؤمنين (النجف منبتنا) ! [1] وهذا ضرب من الحب والوفاء جدير بأمثال هؤلاء الكبار ! أمّا والد الشّيخ علي فهو الشّيخ جعفر الذي يقول فيه شاعر ثورة العشرين ومؤرخها الدكتور محمد مهدي البصير (.. كان الشّيخ جعفر 1843- 1892 واحدا من كبار فقهاء العراق وشعرائه في القرن التاسع عشر الميلادي). والشّيخ علي الشّرقي من أسرة تنتمي إلى قبيلة الخاقاني العربية وموطن هذه الاسرة قصبة على ضفاف نهر الغرّاف الوادع العذب تابعة إلى قضاء الشّطرة التابع إلى محافظة الناصرية أو ذي قار ! الناصرية يقول الدكتور الأديب صدام الأسدي في هذه المدينة وقد أحسن القول : تلك المدينة التي أثرت العراق بالكثيرين من الأفذاذ والعلماء! ولعلّ جدَّه الشّيخ موسى هو أول من ترك قصبة خيقان متوجها إلى النجف لطلب العلم وهكذا يولد علي الشّرقي في النجف 1892 م. ولم تكن الشّطرة مولده كما ذكر الدكتور صدام فهد الاسدي ! ثم ذاق علي الشّرقي الیتم في سن مبكرة ! فتكبدت أمّه مشاق كثيرة فبددت عن صغيرها كآبة الیتم ! قال الشّرقي في كتابه المطبوع الأحلام : حين مات والدي فترعرعت بحنان والدتي الذي أنساني خسارة حدب الوالد ! وإذا كانت امه شقيقة الشّيخ عبد الحسين الجواهري فقد انتقلت وطفلها إلى بيت اخيها لتعيش فيه ! اي ان الیتيم علي الشّرقي سيعيش في كنف خاله وخاله هو والد الشّاعر محمد مهدي الجواهري ! وكان الجواهري اصغر سنا من الشّرقي فالجواهري مولود عام 1900 لكن الشّيخ عبد العزيز الجواهري الشّقيق الأكبر للشاعر محمدمهدي كان ترباً للشرقي يكابره في العمر!وربما يكمن السّبب في الحساسية بينهما إلى تنافسهما ،بينما كان الجواهري أصغر من أن ينافس إبن عمته الشّرقي !والیتم والفاقة يكونان مصهراً للمعادن الأصيلة من الناس فتراهم مبكرين ومتفوقين وطموحين ! ولقد كان بيت الشّيخ الجواهري مجلساً عامراً بالأدب وعلوم العربية والدين! [2]
ويذكر صاحب الترجمة من اعلام الأدب والعلوم الدينية كوكبة من المشاهير أمثال الشّيخ جواد الشّبيبي والسّيد باقر الهندي والسّيد جعفر الحلي والشّيخ عبد الكريم الجزائري والشّيخ هادي الشّيخ عباس والسّيد حمودي المرعبي وآخرين ! وشباب الشّرقي مزيج من التمرد المشاب بالحكمة فقد شكل من اصدقائه الموافقين لمزاجه (شركة مقاومة الفقر) وربما يتقاطع محمول مقاومة الفقر مع دلالة مقاومة الجهل ولكن هذا هو تقرير الحال فحقّقوا نشاطاَ محموداً في طبع الدّواوين الشّعرية والقصص والمذكرات فجابوا العراق من أقصاه إلى أدناه ومن بين جهودهم الشّبابية الجبّارة جمع شعر محمد سعيد الحبوبي ! كما جمعوا الكثير من مخطوطات بهيئة دواووين ولم يُوفقوا إلى طبعها ولا أحد يدري أين ذهبت وكيف اختفت ! . [3]
شعره:
كان الشّرقي يجيد الفارسية قراءة وكتابة ويقرأ للشعراء الفرس الكبار فبانت الرّقة في قوله والنبرة في جمله والوصف الخلّاب في صورة ! ولم يصدر بعد موته شيء يذكر سوى رسالة جامعية باشراف الدكتور إبراهيم الوائلي و اعداد السّيد موسى الكرباسي طبعتها دار الشّؤون الثقافية طبعة رديئة مليئة بالأغلاط الطباعية ! ولم تعد طباعتها ! والشّرقي قاريء نهم كدأب جيله من المفكرين والمبدعين فهو يقول في نفسه حين بلغ الخمسين: [4]
لَهفِي لِخَمسَينَ مِن سِنِّي قَد اندَرَسَت
فِي الكُتبِ بَحثاً كَأنِّي دُودة ُ الكُتُبِ
يكتب الشّعر الغزلي فضلاً عن الشّعر الوطني وهو في الحالین مربّ وداعية جمال يصف الأستاذ مير بصري شعر علي الشّرقي (سحر وعطر وهو شعر نابض بالحياة صادق اللّهجة واضح السّمات ينطق بلسان البلد والجيل ويحمل طابع العصر ورسالته لقد وفق الشّرقي لترديد نواح البلبل السّجين وصداح البلبل الطليق ولوعة الفلاح في كوخه وترجمته عن نزعات الشّعب المتطلع إلى الحياة والحرية ودعوة إلى الألفة والإخاء) ويصف جعفر الخليلي شعر الشّرقي فيقول: (خطی الشّرقي في الادب خطوات جريئة إذ احتوى شعره على جانب كبير من الوخز بالشّعائر والتقالید والنقد والاستهجان خصوصا بعد أن خرج من بيت خاله إلى زاوية في إحدى المدارس الدينية شعر فيها لاول مرة بنسيم الحرية والاستقلال وعرف الشّرقي بطراز نظمه وصيده المعاني وطريقة النسج بكونه من أوائل المجددين في الشّعر لا بل لم يكن قد سبقه شاعر في نسج الفكرة وفق النمط المحبب لدى المتذوقين) ويقول الاستاذ محمد سعيد الصكار (وكان علي الشّرقي بارز الحضور في المجال الثقافي من خلال ما كان ينشره من قصائد في موضوعات مختلفة، عراقية وعربية وعالمية، كقصيدته عن غرق الباخرة تيتانيك وعن الاتحاد السّوفييتي، وأوروبا والحرب الثانية وغيرها. وهو أكثر الشّعراء العراقيين، وربما العرب، استخداماً لمنجزات الحضارة والتقدم، إذ يحفل ديوانه بذكر السّيارة والطيارة والكهرباء والبطارية وماكنة التصوير وغير ذلك.
كان علي الشّرقي عراقياً أصيلاً، وعربياً متحمساً، وداعية جريئاً للتقدم الاجتماعي والسّياسي والإقتصادي والدّيني، لاذع النقد لمظاهر التخلف والوصولية والنفاق؛ كل ذلك بحس دقيق ولغة سهلة وعبارة بليغة، والتقاط حاذق للأمثال الشّعبية،حتى أنّ كثيراً من أشعاره ذهب مثلاً. [5]
السّخریّة والخطاب التهكمي في شعر علي الشّرقي:
یعد علی الشّرقی من كبار الشّعراء الوطنیین العراقیین النجفیین والشّاعر الكبيرالشّيخ علي الشّرقي يتصدى للفرات الطاغي بعتاب مر مرارة الألم والمعاناة التي عصفت بأكواخ الفقراء أثناء حدوث ذلك الفيضان الرهيب الذي أحدثه نهر الفرات عام 1929م حيث نراه يسكب قطرات دمه مرة أخرى على الورق ليعبر عما تعانيه روحه من حزن وتمزق جراء ماحل بتلك الطبقات الكادحة المسحوقة من كوارث رهيبه حيث الأمواج العاتيه التي اكتسحت كل شيئ دون رحمة ومن خلال القصيده يوجه نقده اللاذع أيضا للسلطات الحاكمة آنذاك التي لم تتحسس هول الكارثة والمعاناة الكبرى والرزايا التي عصفت بالفقراء المنكوبين وبأكواخهم الطينية التي لايملكون غيرها ملجأً يأوون إلیها فباتوا حيارى في العراء يلتحفون الأرض والسّماء تحت بصر وسمع الحكام القابعين في قصورهم الفارهه ولم يقوموا بأدنى فعل لدرء الخطر عنهم حيث يقول: [6]
ثَابَــــرتُ مُحتـَـــجّاً علَی الـآدابِبِتـَـجَــنُـبِي لـِـــیَراعَتِي وَكتَـابِيوَأظُنُّ أفــیَدَ مِـن یَـراعـَةَ كـَــاتِبٍفِي هـَـذِه ِالأرجـَـاءِ عـُودُ ثـَقَابِفِي ذِمـّـــــةِ التاریخ ِ یَـا أقلامَـــنَاشَعبٌ هُوَ الوَاعِي هُوَ المُـتَغَابِيإنِّي عَتَبتُ عَلَى الفُرَات ِوَهَل ترَىيَتَنَازَلُ الــطَّاغـِي لِــسَمع ِ عتابِ !یَا ربِّ أیَّاً نَرتَجِي لِعِمَارَةِ الأوطَانِیُصـبــحُ مَـــنــشـَــأ ًلـِــــخـَـرابِمَا لِلفَرَاتِ المُسـتَـشـِـيطِ بـِغَــيــظِهِيَسطُو وَسَطوَتُهُ عَلَى الأصحَابِ!الــمَـوج ُفـِـي تِلكَ السّـهول ِ كَأنمَازَحَـفَت عَلَى تِلكَ السّهول ِ رَوَابِيفــَـبَلاغة ُ الأعيَانِ مَا أجـــدَت وَلَاصـَـدَّ الفُرات َفـَـــــصَاحَة ُ النُّوابِ !
إنّه تهكّم ممزوج بالمرارة على مجلسي النواب والأعيان آنذاك الذين لاهمّ لهم سوى إظهار براعتهم في خطبهم الرنّانة والطنّانة الّتي لاتغني ولا تسمن من جوع و لا غرو في ذلك ماداموا ينتمون الى دولة الأقطاب التي تحكمهم .ونكمن سخریة الشّاعر في الأبیات التالیة:البیت الثاني والثالث والخامس ،حیث نری فیها مدی إستیائه من الحكام وما حلّ بوطنه فیأتي وینتقد ذلك الوضع المزري بلهجة ناقدة ساخرة،ويستمرّ الشّاعر في قصيدته ( الفرات الطاغي) فيقول: [7]
سَل دَولَة َالأقطَاب ِهَل مِن مُنقذٍلِبُـیُـوتِهِ فِـي دَولـَةِ الأقـــــطَابِوَجَرائِدُ الكتّابِ هَل مِن مَنـــعةٍلِــزَرُوعِهِ بِجَرَائِـــدِ الكـُـــتّــابِمَــنَاهِـجُ الأحــزَابِ مِــن سـدَةٍمَردُومَـةٍ بـِمَـنَاهـِج ِ الأحــــزَابِطَافَت حَنايَا الكُوخ ِ فوقَ خَصاصةِ الغَرقَى وَعـَـــامَ البَيتُ بِالأخــشَــــابِوَلَقَد نَظرَتُ أثَاثـَهُ الطَّافِـي فَـلَمأبصِر سِوى حَصرٍ وَجُردِ ثِيــابِبَقَراتُهُ ارتَمَسَت بِلُجّ ٍ لَا تـَــرَیإلَّا الرُّؤوسَ وَلـَـــمعَةً ً لِـــرقـَــابِلَا نَجوَة َ يَأوِي لَهَا الرَّاعِي وَ لَالـِـقـَطِـيعِهِ الـمَذعُورِ نَشزُ هِـضَابِ
إلى أن يصل في قصيدته إلى ذروة المأسآة حيث يصور كيف غدت الكلاب وأسراب الأطفال في آنٍ واحد تصارع الأمواج وتفعل المستحيل من أجل البقاء وتنقذ حياتها من الخطر الذي داهمها على حين غرة فشبّه الأطفال بالطيور المفرفرة بين الأمواج التي أخذت تلطمها لتقضي عليها ،وهذه من اشدّ اوجه النقد اللاذع حیث یقول: [8]
حَـتـَّـى الكـِــلابُ بـِذِلّةٍ وَمَـهَانَةٍدَلهَى قَد إمتَحَنَت بِخَوضِ عِبَابِتَــرنُــو إلــــى الأطفالِ كالأسرَابِتَــرنُــو إلــــى الأطفالِ كالأسرَابِتَعدُو مُفَرفِرة ً أمامَ الـــــمَاءِ كَيتـَـنجُو فَـيَـنـكصُهَا علَـى الأعقَابِأنَوَادِيَ الأحبَابِ مَــا لِي لَا أرَیفِي الشّاطـِئَــینِ نَوادِيَ الأحبَابِهَوَتِ الرِّبَاعُ الفَارِهَاتُ وَأصبَحَتتِلك الرِّحَابُ الفُسحُ غَیرَ رِحَابِ!
إنّ العديد من رباعيات الشّاعر علي الشّرقي لاتخلو من روح التهكّم والسّخريه التي غالباً ما كان يوجهها للحكام الذين لاهمَّ لهم سوى سرقة قوت الشّعب والعيش على جماجم أصحاب الأرض الحقيقيين وجمع الضرائب من كدّهم وعرقهم لبناء القصور لهم ولابد أن يأتي الیوم الذي يثور فيه هؤلاء المسحوقين ليزيلوا عروش الظلم والفساد حيث يقول في إحدى الرباعيات: [9]
هــَـل زَادَ رِزقِيَ دُرَّاحَتّى تَزيدَ الضَّرَائِب ؟وصاحب الكوخ فقراقَد بَاع حَتَّى المَعاصِب!أ أنــتَ تَســكُنُ قَصَرَامِن كدِّ أهلِ الـــضَّرَائِب ؟بـغـاثُ طـَيـرِكَ يُضرِيوَنَــسرُ قـَــومِي يُراقِب
ونحاول الان أن نتطرق إلی أاشعار أخری من الشّاعرلدراستها وغالباً ماتكون لها وجهة سیاسیة ناقدة فنراه عند إحتلال الایطالیین لطرابلس الغرب وبرقة یقول: [10]
مَا لِرُومَا فَلَااستَوَى عَرشُ رُومَا فَتلَت ذَيلَهَا وَعَجّت نُباحَاجَبُـنَـت عَن نِضَال ِ كُلِّ قِویً فَأغَارَت علَى الزَّوايا إكـــتِسَاحَانَـطَـحَت (برقةَ) وَ برقة ُ وَاحاتٌ مِن النّخل ِ مَا عَرفــنَ الـــنِّطاحَاأ بَـنِـي العَربِ لَا بِراحَ عَن الحـَـرب ِوَ لا عـَـــن الــفِــخَارِ بِراحـَــاوَ رِمـَـالُ الــصَّحراءِ لَا تُـرهِـبُ الأشــبَاحِ إن جئـن جــيـئة ًوَرواحَا
لقد شبّه الشّاعر الرومان بكلاب سائبة فتلت ذیلها وغدت تنبح علی الضعفاء وأبت أن تلتقي بالأقویاء وذلك استهزاءاً بهم وبفعلتهم النكراء.
ورأیناه في بعض رباعیاته یقارن بین العقیق والخزف،والزخارف والتحف وبین التمر والحشف فهو یصورحالة العراق المأساوية حیث یُفضَّل عندهم الردئُ ویترك الاصیلُ وایضاَ نراه یشتكي ویتذمّر من بعض الحكام لاستسلامهم للغرائز و وقوعهم في الاخطاء الغیر مغفورلها ،ویذكربأنّ جنون شخص واحد یزعجه فكیف وإن اصبح المجتمع بأكمله مجنوناً،
وهذه الأشعار لا تحتاج إلی شرح فهي سهلة الفهم والدرك من قبل الباحثین في الادب العربی: [11]
خَـلــيــلـَـيََّ مـَـاذَا يَـقُــولُ الـعِراقُ إذَا قـِـيـلَ بَـغـــدادِه ِوَالـنَّـجَـفْيَــمُـوجُ دَمـــاً قـَـلــبُ هَــذَا الــعَــقِـيـقِ لسُوق ٍ تَزَاحَمَهُ بِالـــخـَـزَفْأسُــوق ُالــزَّخــارِفِ وَالــتّــافـِهَــات ِ فـيـكَ تُـعـارضُ سـُوقَ التُّحفْمـَـضـَـى زَمــنُ الــتّمــرِ يـَا غَار ِسينَ نَخِيلاً وَجاَءَ زَمانُ الحَشَفْ* * *أتـَخــضَـعُ دَولـة ُ الـــعُـقـلاءِ دَومـَـاً لِـسُلـطان ِ الـغَرائِــز ِوَ الـطّبَاع ِوَهَــل لِـلـنَـاس ِ أغــرَاضٌ بـِحـَـربٍ تـُؤجـجُ غََـيـرَ أغـرَاض ِالـضَّباع ِمُـيـولٌ ضَــاريَــاتٌ مُـبـهـــمَــاتٌ تـُحَـفـّــزنَا لـِـــدُنــــيا مـِــن صُـراع ِجـُـــنـُــــونُ الـــفـَــردِ يـُــزعـِجُـنَـا وَ يـُـؤذِي فَوَيل ٌمِن جُنون ِالإجتِمَاع ِ
لقد هام علی الشّرقی بوطنه وبلاده و رثی لحالها وطلب رقّیها ورفعتها ومجدها،و ردّد في شعره أقطار العروبة من مصر والشّام والحجاز و نجد و طرابلس وفلسطین.
وأقض مضجعه خمول العراق ،فقال:نَطَقَت بِحَاجتِها الشّعوبُ وَُفصَحَتوأرَی عِراقِي وَاجِمَاً لا یَنطِقُوَكأنَّ هَذا الشّرقَ سِفــــرُ غَرائِبٍشَرحُوا علَیه الدَّارجُون وعَلـّّـقُواخُـتِـمَـت صَحـائِفُه ُوَجِـئـنَـا بَعدَهَاحَـتــّی كـَأنـّا فیه فَـصـل ٌ مُلحقُ
و هو في بعض رباعیاته یطلب بأن یتركوا عتاب بغداد فهي تملّ اللّوم والعتاب ، ویطلب من الناس الهدوء والّا یحركوا ساكناً خوفاً علی حریة الانتخابات،فهو في المقطوعات التی تاتي لاحقاًیسخربكلّ جرأةٍ من الوضع السّائدفي البلاد،من الانتهاكات ومن اضطهادالشّعب ، فالشّعب یكدّ ویتعب ولكن لا یحصل علی قوته و إن تفوّه بكلمة يرمی في السّجن،وإلیك ما یقول: [12]
اطّرَحُوا الهَم َّوَلا تَركِـسُوافي العتبِ ،بَغدادُ تَمِلُّ الــعِتَابوُفّقتُم لِلخَيرِ لا تَعـَـطـَسُواخَوفاً علَى حُريَّةِ الإنــتِـــخَابيَا أيُّها البيت ُالّذي أسّسُوابُورِكتَ مِن بَيتٍ لَه ألفُ بَاب* * *لِلَّـســـــع ِ نَـعـمَـلُ دَائِــمَاًوَالـنَّـحـلُ تـَـعـمَـلُ لِـلـعَـسـَلبـَــلَـدِي رُؤوسٌ كـُـلـُّـهُأرَايـتَ مَـزرعـَة َ الــــــبَصَل* * *اُنـظـُــر إلـــى سـِـبــحـَـتِهِتَــعـــرِفُ مـَــا أقـُــــولُ لَــكشـَـيـــطـَانُه كـَــــــخـَيـطِهَابَـيـنَ الـثـُّـقُــــوبِ قـَـــد سَلَكمَا اسوَدَّتِ السّبَحَة ُلـَـــــكن قـَد أرَتـــنَا عَمَــــلَك* * *ذَهـَـبـَـت ســـوالـِـفُـــنَا فَهَلعِــــنــدَ الــعـَــجـُـوزِ سوَالِففِـــي جـَــانـبـَي قـَلـبِـي تَهُبُّعَـــوَاصــِـفٌ وَ عـَــواطـِــــفإتـمـامُ شُـغـل ِ الـــبَرلـَــــمَانمُــــوافـِـــقٌ وَ مـُــخـَـــالـِــــف* * *إنّــا تـُـقــارِعـُــنَا وَ أورَاقـُـنَــالابُدَّ أن تُسحَبَ عَمَّا قـَـــرِیبنَـصـيـبُ هَــذَا الــقُطرِ لِـــمَلوُمَةٍعَلَى الكَراسِي لَعِبَت يَا نَصِيب
يَا رِفَاقـِـي وَلا تَرَى الــــعَينُ إلّاجِـسـمٍ حـيٍّ وَ فَوقـَهُ رَأسُ مـَـيــّتقَد شَبَبتُم أطرَافَ بِيتِي نَــــارَاًوَادّعَيــــتُم بـِـــذَاكَ تنوُيرُ بَـيــــتِي
نـَـهــذِي بـِـــإصــــــلاح ِ الـــــبِـــلادِ وَفِــعـــلـُــنَا عـَــــط ُ وَ مَـــط
اُنـــظُر لـِـــــــوَضع ِ بِلادِنـَــا غـَــلـَــط ٌيـُـــصَحـَّـــحُ فـِــــي غـَــلَـــط
مَا تَغَيّرتِ يَا وُجوهُ بِلادِيفَــــإلَامَ الأذقـَـــانُ و َالأســــبَالُيَا رِفَاقِي هَيهَاتَ يَسعَدُ شَعبٌطَرَفَاهُ عـَــمَـامـَـــة ٌ وَعـِـــقَـالُوَإذَا الفَأرُ وَالسّنَانِيرُ عَاشَابـِـــوِئــَـام ٍ لـَـــم يَـفـلَـح ِ الــبِغالُ
أنَا أشــــكُو وَأنــتَ تَشـــــكُو وَ كـُـــلّ ُالــنّاسِ تـَشــكُو وَالبَعضُ شَكوَى الجَمِيع
نعم ؛أیهّا القارئ المحترم ،لقد شاهدنا فیما سبق من أبیات كیف ینتقد شاعرنا وضع العراق السّیاسی المتدهور خاصة البرلمانیین منهم حیث لا یُجدون نفعاً لمجتمعهم، وشغلهم الشّاغل هو التصویت علی ما یُؤتَی به في البرمان بالموافقة أو المخالفة.
ویأتی ضمن أبیاتها من باب الإستهزاء والسّخریة بالفاظ كـ«عط ومط»وغالباً ماتستخدم هكذا الفاظ للتمسخر والاستهزاء لأنّ الكلام باصلاح البلاد ،كلّه هُراء وكلام زائف ،فهو یری أنّ وضع العراق غلط في غلط ولا صحیح فیه، ویری عدم سعادة شعب بلاده ،هو اولئك الآشخاص الذین یمسكون بزمام الامور، فالكل یشكو هذا الوضع الغیر مرضِي،و نراه أیضاً یتحدث عن فقر مدینته النجف وأحلامها العریضة،تلك البلدة التِي كماقال: [13]
فیهَا مَفَاتِیحٌ لِـأبوابِالرَّجَا وَ بِهَا مـَــــغـَالِقوَلَهَا مَجَازٌ یَنــتَهِيبِالسّالِكینَ إلی حَقَائِقمَلأی بِكل ِّطَرِیــفَةٍمِن كلّ مُعجِزةٍ وَ خَارِق
ویقال إنّه حَارَ و رفاقه من الشّباب في التماس الرّزق، فالّفوا«شركة مقاومة الفقر» وشرعوا بطبع الكتب والدواوین الشّعریة.ثم ضربوا في القری ومنازل الریفیین والعشائر،وباتوا في الخیام والعراء و حجرالطین التي تجري فیها الفئران وتصب السّقوف مبـزاب امطارها،و جابوا ساحات الحرب و دهالیز الخلیفة ومیادین الثورة و الجهاد...وقد كتب الشّرقي صفحات صادقة من تجارب الشّباب وتجولاته وتطلعاته، و صفحات تمتاز بنثرها القلق القافزالمتعثّر وتكاد تشبه أحادیث جان جاك روسو في اعترافاته.وقد قال: [14]
الدَّمعُ عَاطِفَة ٌ یَـجِیشُ بِهَا الأَسَیلِتُراوِح َ الأشجَانَ أو لِتُریـــحَاقَلِقُ الجُفُونِ وَقَد اُرَوِّحُ بِالبُكاعَینَاً تَسیلُ مُعذِّبَاً وَمُرِیـــــــحَامَـــا هَذِهِ الــعَبَراتُ إلّا زَفرَةٌبَرَدَت فَعَادَت مَدمَعَاً مَسفُـــوحَاتَتَعَلَّقُ بِالأهدَابِ قي أذیَالِهَاحِرصَاً وَ یَنقُضُهَا البُكا لِتطیِحَاأخشَی عَلَیهَا أن یَصدَعَهَا الثَّرَیدُرَرَاً فَأرخِي عِقدَهَا تَسریِــــحَادَرسُ الصَّبَابَةِ كم قَرَأتُ بِلَوحِــهِعِبراً وَ وَحیَاً لِلعَوَاطِفِ یُوحَیفَصُحَ الشّعورُ بِهِ،وَلَم أك شَاكیَاًإلّا لِكونِي شَاعِرَاً وَفَصـِــیحَاًفي النَّفسِ أشیاءٌ،فَهَل مَوضِـعٌحُرّ ُالفَضَاءِ لَأشتَكي وَأبُوحَا؟
فهویخفي في صدره اشیاء كثیرة لا یستطیع أن یبوح بها ،لأنّ بلاده لا مكان للحریة فیها ،فالحریة تُلفظ ولا یُعمل بها،شعاراتٌ تُكتب ویُهتف بها من قِبل السّیاسین في الدولة ،و الشّعب محرومٌ منها ولو أراد النطق بكلمة أُخرست الكلمة في الأرحام وكتب علیها أن لا تری النور،نعم ؛الشّاعر لا یری مكاناً أو موقعاً یلجأ إلیه ویبوح له بما یُكنُّ في صدره ویشتكي إلیه.ثمّ یذكركثرة الشّوك في بلاده دون نبتة الشّیح،فكل ماهو موجود في بلاده یدعو إلی الالم والحزن فیبادربانتقاداته هذه عَلّا تٍجدي نفعاً،بعد ذلك یأتي بحادثة الطوفان ،ذلك العذاب الإلهي الّذي أُبتُلي به قوم نوح ولم ینجو منه الّا مَن ركب السّفینة،أمّا بالنسبة للأُناس الّذین هم من أبناء جِلدته،لا یری لهم أيّ منجی من ذلك الطوفان ،لأنّ الكلّ إتّخذ مسیراً أعوج یهدي إلی الضّلال وتركوا الصّراط المستقیم ، الكلّ غارق في الاثم وارتكاب الكبائر من الذنوب.والشّاعر یحاول جاهداً أن یهدي قومَه إلی ما هو صحیح وان جلبله الموت فنراه لا یخشی الموت في سبیل الهدایة إلی سواء السّبیل،فيشبّه نفسه بالعود،لأنّ العود عند إحتراقه تفوح منه رائحة زّكیّة طیبة وها هي الأبیات المنشودة: [15]
مَا أكثرَ الشّوك المُؤلِمَ لِلـحَشَیفي ذِي البِلادِ،وَ مَا أقلَّ الشّیحَا [16]عَمّ البِلی فَلَو أنَّ طُوفـَـــانَا أتَیهَذَا الوَرَی لَم یَبقَ مِنهُم نُوحَامِن كـلِّ مَن مَلأ الـــضّلالُ رِدَاءَهُوَالّإفك یـَمــلءُ ثـَغـرَهُ تَسبِیحَافَلـأنصَحَنَّ قَومِي وَ إن جَلبَ الرّدَیفَالعُودُ یَحرُقُ نَفسَهُ لـِـــــیَفُوحَاقَالَوا: الصَّحِیحَ نَرَی قُلتُ تـَفَـقـَّـأتعَینٌ تَرونَ بِها السّقیمَ صَحیحَاوَتسَـلـّفُوابُشرَی بِرَجـعَـةِ یُـوسـُـفأنّی یَصدقُوا فَلیُنشِقُونِي الرِّیحَایَا دِیمَة َ الإصلَاح ِ رُشِّي مَوطِــنِيفَعَـسَاهُ یَـنبُـتُ مُـصلِحَاً وَ نَصِیحَا
ولكن هل النصیحة تُجدي نفعاً غیر جلب الموت للشاعر،فهو یرید إحراق نفسه لینتفع به قومه،و صورالسّخریة جلیة في ذكره صفات أعینهم عندما تری السّقیم سلیماً،و هم لا یعرفون كوعهم من بوعهم.
وهذه مقطوعة أخر في النقد البرئ والهادئ یقول فيها: [17]
هَذِي الرُّؤوسُ وَلَكن كلـُّهَا وَجَعٌ،وَذِي العُیونُ وَلَكن كلُّها رَمَــدُوَكم صُدُورٍ بِهَذَا القُطرِ فَارِغَةٌجََوفَاءُ لَیسَ بِهَا قَلبٌ وَ لا كبِدُصُدورُ أندِیةٍ في جَهلِهَا انتَفَخَتحَتّی تَشابَهَ فيهَا الهِرّ ُ وَالأسَدُ
لاحظ أیّها المتذوق للأدب كیف هادن الشّاعر المغالین والمندفعین والمعتدلین المسایرین ونعی برفاهة العیش واكتفی بالنقد البرئ والهادئ.فنراه یسخر بطریقة هادئة حیث یاتي مع الرؤوس بالوجع والصداع وهو مرض الرأس،ویأتی بالرّمد للعین وهو مرض یختص بها.وأیضاً یأتي ویبین الصدور وكیف هي؟فیجیب قائلاً بأنها لا یوجد فیها لا قلب و لا كبد،هي جوفاء خالیة من العقول یخیّم علیها الجهل،فهي من تفخة بجهلها،ویستوي فیها الهرّ والأسد وهنا تكمن السّخریة حیث جعل القطط تشابه الأسود.
من قصائده الّتي تصور الحياة والمشكلات السّياسية والإجتماعية قصيدته المعنونة
بقصيدته «مناجاة النجوم» وهي من أوائل ما كتب من الشّعر: [18]
أمـَـالِـئـَةُ الأبعَادِ عِلمَاً وَحِكمةً ً تَعَالَیتِ أن يَحوِي صِفَاتِكِ شَاعِرُنَشَدتُكِ كَم طَالَعتِ قـَبليَ حَائِرَاً وَكَم بَاتَ يَستَقرِيكِ مِثليَ سَاهِرُأهِــيمُ إذا سَابَت غـَدَائِرُ لَيلتِي وَمَا أنا مِــمَن هَيّمَتهُ الغـَـدائِرُوَلَكِنَّ لي بَینَ النُّجوم ِ سَرِيرَة ًسَأبلَى وَتَبقَى يَومَ تُبلَى السّرائِرُسَـــلَامٌ عَلى أهل ِ القُبُور ِ فَإنَّنِي بُليتُ بِمَوتَى مَا حَوَتهَا الـــمَقَابِرُ
ینتقدالشّاعرفیما ذكرناه ما حلّ بالعراق من مشاكل سیاسیة وإجتماعیة ویصور الأحیاء من الناس موتی ،فیسخرمنهم أشد سخریة حیث یصفهم بأموات لم یُدفنوا بعد،أي أحیاء في الظاهر أموات في حقیقة الأمر،فالشّاعر أُبتُلي بهكذا أُناس أموات صامتين ساكتين راضین بما یصيبهم من ظلم واضطهاد.
أما في ثنائياته أو (مزدوجاته) فقد أطلق صرخة ناقدة للوضع السّياسي آنذاك كما لم تخلُ من موعظة وحكمة يقول فيها: [19]
عـَـازِفَاً فـَوقَ كَومَـة ٍمِن جـَمـَاجِـمْ بَـالـیـاتٍ مِـن أقدمِ الأحقابِبَاحـِــثاً في رُفاتِها المَترُواكْ عَن رُؤوسِ الأعــيـان ِ وَالــنُّــوّابِلَـيـتـَهُ حُـلَّ سـَاعــة َ الإنـعـقـادِ بَـرلـــمــانٌ يـُضَـيـّــعُ النَّــاخِبِينَابَـــاحِــث ٌعـَـــن مـُـكـَافـَـحـَـاتِ الــجَرادِ وَنُـــریدُ بَليّة َ الزَّارِعِينَا
والشّرقي غالبا ما يلجأ إلى الرمز للتعبير عما يجول في نفسه من احتجاج على تلك الأوضاع التي كانت تسود في العراق . وشعره خال من السّطحية والأسفاف والغموض والتعقيد , وهو يكثر من التشبيهات وله أسلوبه الخاص والمميز ويعالج موضوعاته بروح معاصرة بعيدا عن المباشرة والنقل الالی بل حافل بالصور الجديدة والمبتكرة والمعاني المستحدثة والعبارات الرشيقة . وعنما ينشد الشّرقي شعرا يعبر عن تجربة صادقة حية وفي المواقف الوطنية نراه يصعد الحدث , ويثير المشاعر , ويلهب الأحاسيس لقضية عادلة ويجعلها في حالة تأجج وغليان . فعندما تطعن كرامة الأمة في الصميم من قبل أعدائها , وتداس حقوق الشّعب وتصبح خيرات الوطن نهبا للأجنبي الغاصب لايكون للشاعر الصادق مع نفسه ومع شعبه غير خيار الإستنهاض والثورة على هذا العدوّ الدّخيل الّذي لاينتمي الى الوطن بصلة ويريد أن يتحكم برقاب الناس ظلماً وعدواناً.
[20]
وقصيدة ( منجل الفلاح ) تعبّر خير تعبير عن تلك الرؤى فهو يدين فيها أولئك الحكام الذين بنوا قصورهم الشّاهقة والمنيفة، وسعادتهم ونعيمهم الدنيوي على جماجم الفقراء والمسحوقين والمحرومين ويبين في هذه القصيدة الجميلة كيف سرق ا لحكام الطغاة قوت الشّعب وهم غارقون في ملذاتهم ولهوهم وبذخهم دون الألتفات لمعاناةتلك الطبقات المسحوقة والمحرومة التي غدت جيلاً من الأشباح حيث يقول في تلك القصيده: [21]
أتَرَانِي بَینَ القُرَی وَالضَّواحِـيطِفتُ ظَهرَاً وَ فِي یَدي مِصبَاحِيإن تُـفـَتـِّش عَن إرتــیاح ِ بِــلادٍفَـتَـفـقـد شُـؤونـهَا فِي الـنَّواحِيوَإذا ارتَـاحَـت الـبِلادُ تَـبَـــدّشتفـِـي قـُـرَاها عـَــلائــمُ الإرتِــیَاح ِأرهَـقَـت شـدّة ُ المَظاَلِم جِيـلِيفَـــإذا هـُـــم جـِيـلٌ مِـن الأشبَاح ِمَا لِهَذا الفلَاحِ في الأرضِ رُوحٌأهُوَ مِــن مَعشَرٍ بِـــــــلَا أروَاح ِ ؟هُــــوَ فــي جَـنَّـة ٍ يَـنالُِ عَـذابَاًوَهُو تحتَ الأشجَارُِ أجـردُ ضَاح ِ!وَقُرَى النَّملِ لَهفُ نَفسِي أثرَىمِن قـُــرَاهُ الّا مــِـنَ الأتـــراح ِِإن رَغَـَـــت حَولَ بَیتِهِ بَقَرَاتٌجَــاوَبَــتـهَا كـــبــاشُة ٌبِـنِـطَاحوإذا لَم تُفــدِهِ الـــــوَاحُ زَرع ٍفـَـبِــمَــاذا تـُفــِــــــیدُه ألــوََاحِيسَـعدُ إنّي قَد آطرَحتُ یَراعِيوَ تـَنـَاوَلـتُ مِـبـضَـعَ الــجَرّاحِلا رَعَــــی اللهُ مَعشَرَاً مــــدنیاًأفسَدُوا عَـــیشَ عَـامِل ٍ لِصَلاح ِرُبَّ قَصر ٍمِن فَـوقِ دِجلَةَ كَالطَّاووس ِلِـــلـــزُهـُــوِّ نـَـــاشـِـــرَاً بِجَنَاح ِأتــَــرَاهُ مـَـدَّتهُ دِجـــلَــة ُأنــفَــاً ؟حِــيــنَ فـَـاحَـت رَوَائِح ُالــقدّاح ِنَصَبُوهُ كَمِنبَر ٍ مِــــــن وُرُودٍفَالــمرَاقِـي مِــن سَوسَن ٍ وَأُقَاح ِلَو كَشَفنَا أطبَاقَهُ مِن أسـَـاس ٍلَوَجـــدَنَــاهُ مِنـــــجَلَ الـــــفلَّاح ِ!یَا ضَعِیفاً أرَی الــوُلاةَ َ عـَـلیهِأعـَـرَضت عَن نـَــصائِح ِالنُّصّاح ِأرهــــقــتـه ضـــرائبٌ باهضاتٌوَدُیـُـــونٌ ثـَـقِــيـلـَــة ٌُ الأربـَـــــاح ِلَــم يـُــفـِـدهُ سِـلاحـُـهُ فَهُوَ لَـيـثٌقـَـتـَـلُــوهُ صَــبــرَاً بـِـغَـيرِ سِلَاح ِ !لـَـو نَـفـَذنَا لـِـقـَلـبِ ذَاكَ المُعَنّىلـَــوَجـَـدنـَـاهُ مُـــثــخِــنَـاً بِالجِرَاح ِ!خُـصَّ مِن نَهرِهِ وَمِن شَاطِئَیهِبِِخَسیسِ المَرعَی وَبِالضَحـــضَاح ِفي مُرُوج ٍ مِن حَولِها قَد تَنَاغَتكـُــــلّ ُ صَــــدّاحـَـــةٍ إلی صَدّاح ِیَــارُبـُـوعَــاً حَـیـَوانُها یَتَـغَنَّیبِـــسـُـرُورٍ وَ أهـلـُــهَا في نـِـیــاح ِوَ مَـراعٍ ٍ سُروحُها أن تـَـثَـاغَتجَاوَبَتهَــا رُعـَـاتـُـها بِصـِــــیَــاح ِكم عَلَی أرضِها نَكتّ ُ بـِعـُـودِيوَعَـلَی أهلِهَا صَفَّقتُ بِرَاحـِــيتـَـســعـَـدُ الشّـَّـاة ُفــي الــمَــراعِــيوَراعِي الشّاةِ یَلقَی شَقاءَهُ في الـــمراح ِالرِّطَابُ الفِصَاح ُفي القُطر ِ خُرسٌكلّ ُ عَینِي علَی الرِّطَابِ الفِصَاح ِأسكـتَـتــهَا سُودُ اللّـیَـالِي اللـّـواتيمَـــزَجَت جِـــــدَّهـَـا لـَـنَــا بِمُزَاح ِقَد قـَـرَأنَا إنجیلَ تِلك اللّــیَــالِــيوَ قـَـرَنّــا الأصـَــحَاح َباِلأصحَاح ِوَإذا النَّاسُ كـلُّــــهُم في مَسَاءٍوَعَدَتـــــهُم أحلَامُـــــــهُم بِصَبَاح ِ
إنّه يتكلم في قصيدة« منجل الفلاح »عن قرى النّمل وعن قصور الحكام وما بينهما, تلك الهوة السّحيقة وهي شدة المظالم الذي حولت جيله إلى جيل من الأشباح من شدة الفقر والمعاناة والأضطهاد ترى لو كان شاعرنا علي الشّرقي حياً في هذا الزمن فماذا كان عساه أن يقول عن المحتالين وجرائمهم وعن حيتان الفساد والسّرقات التي أتخمها المال الحرام وعن البؤساء الذين يعيشون في أغنى بلد في العالم وسط أكوام الأزبال وعن بيوت الصفيح المنتشرة على مجمل مساحة العراق ؟. رحماك يا شاعرنا الكبير علي الشّرقي لو كنت حياً الى هذه اللحظة لرأيت الأعاجيب في وطنك. [22]
نعم بهکذا فنّ من فنون الشعر العربي إستطاع علي الشرقي والکثیر من شعراء العراق تبیان قضایاهم السیاسیّة والإجتماعية والقضایا الأخری ، و استطاعوا أن یکشفوا الکثیر من الأقنعة الزائفة لإولئك السیاسیّین المخادعیّن لشعوبهم.
ملاحظة:
Awatef alboghobeish,Shadegan Branch, Islamic Azad University,Shadegan,Iran.
Abdolkarim alboghobeish, Shadegan Branch, Islamic Azad University,Shadegan.Iran.
المصادر
# إبن منظور ،جمال الدین:لسان العرب ،داراحیاءالتراث العربی ،بیروت،1998م.
# بصري،میر: اعلام الادب العربی فی العراق الحدیث،دارالحکمة،
# بطي،رفائیل:الادب العصري في العراق العربی(قسم المنظوم)المطبعة السلفیة ،مصر، 1923م .
# جمال الدین،مصطفی:الدیوان،دارالمؤرخ العربی،بیروت1995م.
# الشرقی،علی:دیوان عواطف وعواصف،مطبعة المعارف،بغداد،العراق،1953م
# الصائغ،عبدالإله: الشاعروالزعيم الشيخ علي الشرقي الخاقاني،موسوعةالصائغ الثقافیة،موقع البرفسورعبدالإله الصائغ assayegh.jeeran.com. www
# الصگار،محمدسعید، www.almadapaper.net
# الکریطي،محمدکاظم:علی الشرقی الشاعرالمتجدد،مقال نشر فی صحیفة الهدی. www.al-hodaonline.com
# مهاجر،جعفر:مقال بعنوان( الشیخ علی الشرقی شاعر کبیر عشق العراق) نشربتاریخ١٣/٠٤/٢٠٠٩ الإثنين ١٨/ربيع .www.baghdadtimes.net ثاني/١٤٣٠ هجري.
مشاركة منتدى
10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, 08:02, بقلم معصومه علی
أهلا وسهلا بک
أرجو منک أن ترسلني دیوان علي الشرقي إلی عنواني، لانني آحتاج إلیه بشدة حتی أکتب رسالتی.
17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, 11:36, بقلم آسوده
سلام
لطفا مرا در نحوه ی دستیابی به کتاب علی الشرقی راهنمایی کنید.