السبت ١٩ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم
الطللُ الباكي ...
أذِكْرٌ غاب بالطللِ اندثارا | وأهلٌ صار حاضرهم غبارا ؟! |
تغشّاهم بِتِيْكَ الأرضِ خطبٌ | وجَنَّ الليلُ غائبَهم سِتارا |
فسِرْتُ بِخطْوِ ميؤوسٍ ضَلِيلٍ | يناجي سِرَّ وَحشتِه الجدارَ |
يكاد الحزن يقتله ولكن | به روحٌ تؤمِّله اصطبارا |
وبعضٌ من حجارةِ ما تبقّى | وإنّ الصدقَ في لغة الحجاره |
ديارٌ عندها التأريخ يحني | جباهَ العز ما ذُكِرت فخارا |
وأهلوها كرامُ النفس شُمَّاً | كبارَ الشأن لو كانوا صغارا |
ديارٌ من هَذاكَ الدهرِ عاشت | فما ظلت، وما بقيت ديارا |
وما إنْ جُنَّ واليها تداعت | على أنقاضها تبكي جَهَارا |
وقفتُ الرحْلَ حيناً قلت: كلا | أيرحل عنك ساكنُها خيارا؟! |
أيا من قلبَنا وُلًّوه أمراً | تَخِذْتُم دون أهليكم جوارا |
أما كانت مآقينا ظلالاً | تَرفُّ بأنسِ ما طبتم قَرارا |
ويكنفنا بأرض الله حب | بأفئدة مسجّرةٍ سَرارا |
بلى، يا شاهدَ الأحداث كنا | لكم أزْراً وما زلنا إزاراً |
ولكنْ كيف يجمعنا جوار | بأرضٍ الشام إنْ دُكَّتْ دمارا؟! |
وحاكمُنا (أنو شَرْوان) فينا | تأبَّطَ شرَّ منتقمٍ شَرارا |
فأفنى منهم الباغي ألوفاً | وألحقَ مَن نجا منهم دمارا |
سمعتَ الشكو يا خِلِّي، ولكنْ | لكُمْ صمتٌ، يؤازرنا مِرارا |
وأهلي ليس من رحلوا ولكن | هم الجيران ما وفُّوا الجِوارَ |