السبت ٢٧ أيار (مايو) ٢٠٠٦
عوامل الضعف في النقد الأدبي الحديث
بقلم صادق مجبل الموسوي

النقد اختلال المعيار و جحود المبدعين

تأتي أهمية النقد كمقوم للنص وهذا ما يعرف عنه،وتضمنته التعريفات الخاصة به،وان اختلفت وبالإجماع فان أساسية النقد ومهمته هو ميزان الأعمال الأدبية والعين المقومة للنص.

هذا التعريف ظلَ لصيقاً بالعمليةِ النقدية التي فقدتْ الكثير من مقوماها المهنية لتتسافل الى اعتبارات تافهة وقيم بعيدة عن شرف المهنة،ولم يكن هذا المقوم فعلي للنص بل قد اسهم بعضه بشكل هدام إلا بعض الدفعات الحيّة والقليلة لبعض النقاد،وقد شاطرت النقد مشاكل عديدة تكمن في عدم تطور أدواته بتطور النص ووسيلة النشر السائدة بحكم العصر،والأعمال الأدبية تحتاج الى ميزان موازي لها يتسق مع مضمونها وشكلها ويقيم تطلعاتها وينظر إليها في سير روحي وتعمق فعلي مع الفكرة والصورة على حدٍ سواء،
التقييم الناصح والناقد المخلص يجعلان من نظرياتهم الجادة ظاهرة نقدية إيجابية تلامس واقع وتسير في طريق التطور ،مع الأخذ بان ليس كل جديد حسنا وكل قديم سيء ،يحتاج الناقد الي قيمة وتقيم ونظرة لجوانب سابقة لكن ليس العمل وفقها وأيضا ليس كلب ابتداع هو مفيد فما قيمته ان فقد مقوماته والمتلقي والناقد المخلص الذي يؤمن بإمكانية النص وحسه الإبداعي هما اللذان يعطيان الصورة الحقيقية له.

على الناقد ان يعرف ويلم بالجذور الإبداعية والتعمق في النص وماهيته وفكرته وكافة أبعاده ،الكثير من الاخفاقات لدى النقاد والتخلي عن الصورة الحقيقية للنقد جعلت النقد الأدبي الحديث يخرج بطبيعته عن المطلوب تمثل ذلك بالتوالي غير المتزن للأجيال النقدية .

ايجاد بيئة نقدية متطورة بات من مطلب الكثير من الاقلام الشابة ونحن نرى ان النقد الإلكتروني مع اعترافنا بالنقد عبر الوسائل الورقية لكن الأول يمكن له ان يلعب دورا مهما ويسهم إيجابا في إنجاح العملية النقدية والتأسيس لمفاهيم واعتبارات جديدة ترتكز على الواقعية وتبتعد عن النمطية المتعارفة والإجراءات الروتينية والمسميات الفارغة،ويمتاز النقد الرقمي أو عبر وسيلة الإنترنت بعد ميزات بحكم التطور العصري أولها اختصار الوقت والمسافة التي تقف حائلا دون الوصول وبإمكانك في وقت بسيط النشر ومحاورة نقاد أو مبدعين من مختلف انحاء العالم وهذا ما يسهم في إمكانية التواصل والاستمرارية .

نعود الى عوامل الضعف الحاصلة في العملية النقدية التي اسهمت في تراجع الحركة الإبداعية والتي اصبح من الاولى دراستها ومنها كيفية تعاطي النقاد مع الاقلام الشابة فغياب المعيار النقدي واحتكام النقاد الى التاثيرات والمؤثرات جعلت من الاقلام الشابة والناشئة على طريقة الفعل الابداعي امام انغلاق للواقع تجاه عوالمهم النهضوية وتفكيرهم الإبداعي مما تولد عن ذلك ابتعاد بين الناقد والمبدع(الشاب) نجمت عنه فجوة كبيرة في الساحة الادبية العربية وولد فراغ وهنالك خشيه من اختلال التعامل مع الاجيال القادمة .

عن هذا الاختلال تولد في الجانب الاول عدم انصاف لدى الناقد وانغلاق والرفض لدى المبدع ولنقف على اسباب الظاهرتين
الظاهرة الاولى بالتاكيد انها نتاج حاصل اما لجهل بالمعايير النقدية والاخفاق في توظيفها بالمسار الصحيح لسير العملية النقدية واما تاثيرات خارجو ومؤثرات الداخلية ، وهذه الطامة الكبرى التي نعاني منها فقد لصق الكثير الابداع والادب حسب المسميات وانا اخشى من ان تكون هناك(بيروقراطية أدبية) يفقد من خلالها الشباب اعتباراتهم ولا يجدون المكانة اللائقة بهم
الظاهرة الثانية واضحة فهي نتاج للاولى فقد فضل الكثير من الكتاب الابتعاد عن الساحة الأدبية وممارسة الكتابة والتخزين وقد يسبب هذا تركم ابداعي والسبب واضح بالابتعاد فعندما تجد انك مرفوض وتعمل على إصلاح ما قد عين ثم تعود لترفض من جديد ربمات يكون السبب في المقابل والذي هو الناقد بالتأكيد .

وقد ضاعت الكثير من الاقلام الشابة بين لجة الاراء وتفاوتها واصبحت بحاجة الى معيار نقدي جددي وموحد يضمن لهم مكانتهم الإبداعية المنطلقة نحو ابعاد انسانية متطورة وننا نحرض على ضرورة ان لايكون هؤلاء الكتاب والأدباء الشباب ضحية للفقر والافتقار الادبي والبيروقراطية الأدبية والمحسوبية والتجاه الادبي وان لايؤثر ما يسمى بالنقاد وهم ليس كذلك والذين لازالوا يحومون في فلك خارج مدار الابداع واعتمادهم على الآليات والادوات البالية في العملية النقدية
العصر بحاجة الى اداة جددية تتسق مع التطور اذن لابد من حلول ونحن ايها الشباب من يجدهاعبر كتاباتنا وانا سبق وان تطر الى هذا الموضوع في مقال نقدي سابق تحت عنوان "النقد بين عدم الإنصاف وهروب الاخر .. عوامل الضعف في النقد الادبي الحديث"وفي حملة نشرة الاديب التي أترأس تحريرها وسأصدر كتاب قريبا يتعلق حول معاناة الاقلام الأدبية الشابة وما يتعرضون له وما يقابله المثقف عموما من حالات ابادة فعلية لإبداعه وقيمه الإنسانية ، سنبقى نكتب ونتطلع حتى نبلغ ما نريد والهمة فوق كل شيء ولا يوجد مستحيل وسنمضي وندع كل الرافضين في مكانهم تمر عليهم الاجيال وهم قابعين غير راضين بكل شيء ولا ادري هل هدفهم العودة الى عصور ما قبل الميلاد ؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى