الخميس ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٠
بقلم علي بدوان

اليرموك وشركس فلسطين

يَضُمُ مخيم اليرموك بين ثناياه، خريطة موزاييك فلسطين السكانية، فلاتخلو مدينة او قرية أو بلدة في عموم فلسطين، إلا وتجد أحداً من عائلاتها أو أبنائها من سكان اليرموك، أو ممن أقام وسكن في اليرموك ولو لفترة وجيزة. فقد كان مخيم اليرموك الحضن الدافىء لعموم أبناء فلسطين في دياسبورا المنافي العربية بإتجاه العودة لفلسطين.

في مخيم اليرموك، هناك ابناء فلسطين من الجزائر المغرب العربي (حارة المغاربة وغيرها: وقد ورد تفاصيل عن ذلك في مادة سابقة عن مخيم اليرموك، وفيه أسماء قرى فلسطين التي يعود اليها فلسطينيو اليرموك من المغاربة)، كما هناك عدة عائلات من (بوشناق) فلسطين من مدينتي يافا ونابلس، وهم فلسطينيون من أصول يوغسلافية (بوشناق)، والبانية (أرناؤوط). كما هناك عائلات من شركس فلسطين، وهي عائلات كانت ومازال معظمها يقيم في مناطق الحارات الفرعية من شارع اليرموك، وبعضها إنتقل للإقامة والتوسع في السكن في منطقة الغوطة، وتحديداً في بلدة مرج السلطان التي تَسكنها غالبية من شركس سوريا.

ومن المهم الإشارة هنا، تعود بدايات الوجود الشركسي في فلسطين إلى عام 1878، إبان عهد الإمبراطورية العثمانية. إذ وفدت طلائع الشركس إلى فلسطين من منطقة (مارويل) الواقعة على الحدود اليونانية البلغارية، حيث سكنوا هناك منذ عام 1865 بغرض استفادة الحكومة العثمانية من قدراتهم الحربية في المعارك التي كانوا يخوضونها في أوروبا الشرقية والبلقان، لكن الهزائم المتوالية التي لحقت بالعثمانيين أمام الروس وحلفائهم الأوربيين أجبرت الحكومة العثمانية على ترحيل الشركس، ونقلهم من أوروبا الشرقية إلى شبه جزيرة الأناضول وبلدان المشرق العربي ومنها فلسطين.

في فلسطين، تمركز الشركس في قريتين، الأولى (كفر كما) الواقعة على بعد 12 كم إلى الشرق من بحيرة طبريا، وسكانها من قبيلة (شابسوغ)، والثانية هي قرية (الريحانية) بالقرب من الحدود الفلسطينية السورية ووتتبع قضاء صفد، وترتفع 850 مترا فوق سطح البحر، وسكانها من قبلية (إبزاخ). ونضيف بأن الشركس في فلسطين ينتمون إلى أربع قبائل، تتفرع منها (46) عائلة، وأكبر القبائل هي قبيلة (شابسوغ) التي تمثل غالبية سكان قرية (كفر كما) وجزء من قرية (الريحانية). والآن تبلغ أعداد شراكسة فلسطين، وفق مصادر مختلفة، وموثوقة، نحو (5000) نسمة، يقيم منهم نحو (3200) نسمة قرية كفر كما، ونحو (1800) نسمة في قرية الريحانية. وعلى أثر نكبة فلسطين بقي الجزء الأكبر من شراكسة فلسطين على أرض الوطن، ولجأت أعداد قليلة منهم إلى سوريا، واقامت في مخيم اليرموك.

من شراكس مخيم اليرموك، أذكر زميلي وصديقي في مدارس الوكالة، برهان يحيى عبد الحميد خن، مدرس اللغة الإنكليزية حالياً في مدارس الوكالة. كما اذكر الصديق القيادي الفلسطيني، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الراحل علي إسحق حتقوة (أبو دنيا). واستاذ الرسم الهندسي في مدارس الوكالة من عائلة (دبش) الخ..

ونشير هنا الى علي مراد بوشناق (أبو باسل) من مؤسسي جبهة التحرير الفلسطينية 0القيادة العامة لاحقاً)، وهو من بوشناق فلسطين الذين جائوا من يوغسلافيا والبانيا وكوسوفو واقاموا بشكل رئيسي في يافا ونابلس.ولعبوا ومازالوا دوراً وطنياً كبيراً. كما نشير لشهيد معروف من أوائل شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة من شركس فلسطين: الشهيد نجم الدين عزت الذي أستشهد في معارك الأغوار عام 1969.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى