الاثنين ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٠
بقلم علي بدوان

اليرموك وغزاوية مخيم اليرموك

غزة التي دوّخت جيش الإحتلال، والتي أذلته بدءاً من حرب 1956 حيث جرى احتلال القطاع ومن ثم الإنسحاب منه، وصولاً للواقع الحالي. كانت على الدوام البؤرة الوطنية المشتعلة في وجه دولة الإحتلال. تلك غزة، وقطاعها المُحاصر منذ نحو 13 عاماً، ومساحتها الصغيرة التي لاتتعدى مع كامل قطاعها نحو 360 كيلومتر مربع، والتي تحتضن على ارضها اكثر من مليون مواطن فلسطيني، غالبيتهم الساحقة من لاجئي مناطق مدن وقرى اللد ويافا والرملة وبير السبع ولواء غزة.

غزة وقطاعها، التي حلم اسحق رابين أن يصحو ذات يوم ويرى البحر قد ابتلعها، وابتلع من عليها، مازالت تقاوم... العين بالمخرز... غزة وقطاعها التي ماتوقفت عن زف الشهيد وراء الشهيد... في زمن العرب الرسميين الأغبر، زمن الذل والهوان. فغزة وقطاعها تعرف أن معركتها في فلسطين فقط، ولاشيء إلاّ فلسطين.

غزاويو اليرموك، جزء أصيل من فلسطينيو سورية، بل هم الجزء الجميل من موزاييك الوطن الفلسطيني على أرض سورية وأرض مخيم اليرموك على وجه الخصوص. فاليرموك كان ومازال يَضُمُ بين ثناياه الصورة الجميلة لفلسطين التاريخية، حتى وإن كانت النسبة الأكبر من فلسطينيي سوريا واليرموك، هم من أبناء الشمال، ونقصد من أبناء (لواء الجليل) ومدنه وقراه ومعه سهل الحولة (صفد وقضائها + الناصرة وقضائها + طبريا وقضائها + عكا وقضائها + بيسان وقضائها) والساحل الشمالي (حيفا وقضائها)...الخ.

الغزازوة من فلسطينيي سوريا، دخلوا الى الجزء الأخر من وطنهم، ونعني سورية، إثر نكبة العام 1948 بنسبةٍ قليلة، فقد كانت غالبيتهم قد لجأت من مناطق جنوب فلسطين وقضاء غزة نحو ماتبقى من القطاع وفق حدوده الراهنة، وبعضهم الأخر ذهب نحو الأردن، والبعض الأقل ذهب نحو مصر.

وعليه، كانت نسبة اللجوء الغزاوي الفلسطيني في تلك الفترة الى سوريا قليلة، وكان على رأس من دخل من لاجئي مناطق (لواء غزة) الى سوريا نسبة لابأس بها من سكان بلدة الفالوجة التابعة للواء غزة، ومنهم عائلات (الحُصَان + حنونه + طباشة) والتي أقامت في مخيم ومدينة درعا، وقد وصل واعتلى أبنائها سلم العلم والمعرفة في سوريا. كما وصل من قطاع غزة في حينها عائلات كثيرة من قرى المسمية (عائلة عبد الله وفيصل الحوراني + عائلة العالم وغيرهم)، ومن جباليا (عائلة الجبالي + عائلة مقات + الخ)...

أما موجة القدوم الغزاوي التالي الى سوريا، فقد كانت بعد العام 1956 عندما كان لحزب البعث وجوداً تنظيمياً كبيراً في القطاع، فقد وصل من القطاع المئات من العائلات ومن الشباب بغرض الدراسة في الجامعات السورية، وقد برز من تلك الموجة العديد من الأسماء الفلسطينية اللامعة في مختلف مجالات العمل في سوريا، ونحن هنا نتجنب ذكر الأسماء التي تفوقت في جانب كبير من حياتها المهنية والأكاديمية حتى لاننسى البعض.

أما موجة اللجوء الغزاوي الثالثة لسورية فقد تمت بعد العام 1967 وغالبيتها من عائلات البعثيين الفلسطينيين من أبناء مختلف المخيمات في قطاع غزة ومن قيادات حزب البعث هناك. وتمت الموجة الرابعة بعد العام 1971 أثر خروج المقاومة الفلسطينية من الساحة الأردنية، فقزت أعداد فلسطينيي القطاع في سورية لتصل الى أرقامٍ كبيرة نسبياً. أما الموجة الأخيرة فقد تمت بعد مشكلة الكويت عام 1990، وخروج الفلسطينيين منها ومن العراق.

لقد جاء فلسطينيو القطاع الى سورية، وانضموا لأشقائهم من أبناء شعبهم في اليرموك ومختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية من قرى وبلدات لواء غزة، ولاجئي لواء غزة من مناطق يافا والرملة واللد : بير السبع (باسمهم المُحبب على قلوبهم: السبعاوية)، الفالوجة، السوافير الشرقية والغربية، بيت داراس، قراطية، أتسير، البطاني الغربي، بيت حانون، البطاني الشرقي، حمامة، المسمية، برير، القيطنه، وادي الحسي، نجد، كرشية، القسطينة، هربيا، أسدود، المجدل، عراق سودان، عراق المنشية، دير البلح، برقة، خان يونس، عبسان، كراتية، يبنا، بئر سالم، البرج، المحص، النعاني، السدرة، القبيبة، عاقر، زرنوقه، النزلة الشرقية، نجد (من أبنائها في اليرموك عائلة الدكتور شفيق رضوان رضوان، وعائلة أبو الجديان، وعائلة النبريص، وعائلة المرحوم أنيس خضر). ومن مختلف مناطق وأحياء مدينة غزة، وخاصة منها حيي الزيتون والشجاعية...الخ.

ويشار هنا، بأن أول فلسطيني في سورية، سقط في معمعان الأزمة الداخلية يوم 23/3/2011، كان إبن (بيت لاهيا) قضاء قطاع غزة، وسام أمين الغول في مخيم درعا. ومن أبرز رجالات فلسطينيي سوريا من غزاوية اليرموك وغيره : المرحوم عبد الله الحوراني عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، والدكتور فيصل حوراني، والباحث المرحوم محمد شراب، والمناضل الفلسطيني المعروف والمدرس بمدارس وكالة الغوث في القطاع وفي مخيم االيرموك أبو زياد الجديان، والدكتور شفيق رضوان، والمناضل الفلسطيني عبد الرحمن عوض الله (أبو حيدر) عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، والمناضل المهندس كمال الحُصان عضو القيادة العامة لمنظمة الصاعقة وابنائه الدكتور بشار وغيره، والشهيد الدكتور عادل الحُصان، وافراد عائلة حنونه، والرفيق أبو علي حسن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والكاتب المرحوم زياد أبو شاويش، والشهيد صالح أبو عفار، وععد من شهداء وعائلة أبو منديل.... وعدد كبير من فعاليات وعائلة العجرمي، والغول، والشهيد مهدي بسيسو (أبو علي مهدي)، والراحل عادل مغاري، والكاتب الفلسطيني المرحوم عبد الرحمن غنيم، والمرحوم إحسان صالحة (أبو توفيق) المسؤول عن مدينة فلسطين التعليمية لأسر الشهداء، والسفير علي فياض، وخضر سكيك وعائلة سكيك، وإسماعيل النجار، ومحمد أبو رفيع، وعبد العزيز ابو رفيع، والدكتور سالم غنام، والمرحوم عودة أبو حليب، وعائلة أبو سويرح...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى