الجمعة ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٤
في الذكرى الخامسة لانتفاضة الأقصى...
بقلم
انتفاضة الأقصى
الله أكبـر يــا سـيـلاً مــن الغـضـبِ | |
يـا قاصفـاً مـن ريــاح الـنـار و اللهبِ | |
الله أكـبــر يـــا أبـطــال أمـتـنـا | |
في ساحة القـدس فـي يافـا و فـي النقـبِ | |
الله أكـبـر كــم دكـــت حجـارتـكـم | |
حصـنـاً لـبـاغٍ و أطمـاعـاً لمغتـصـبِ | |
كــم ثــار بركانـكـم يُلـقـي قذائـفـهُ | |
فـي وجـه أعدائكـم كالنـار فـي الحطـبِ | |
لــم يُـثـنِ همتـكـم بـطـشٌ و قنبـلـةٌ | |
ألقـت بهـا عبثـاً كــفٌّ مــن الـرَّهَـبِ | |
شُلَّـتْ ، فمـا فرَّقـت فـي القتـل رميتهـا | |
مابيـن طفـلٍ بكـى مــن خـوفِـهِ و إبِ | |
الله أكـبــر يـــا أطـفــال أمـتـنـا | |
انتـم رجـالٌ مـن اليـاقـوت و الـذهـبِ | |
لـو كنـت بينكمـو ، كـنـت افتديتكـمـو | |
بالـروح و القلـب لا بالشعـر و الخُـطَـبِ | |
يـا مـن بذلتـم لأجـل الـقـدس أنفسـكـم | |
أرواحنـا معكـم فـي القـدس لـم تـغـبِ | |
أرواحـنـا معكم،بـاحـت بـهـا عـلـنـاً | |
دقـات أفئـدةٍ فــي الـشـارع العـربـي | |
الله أكـبـر يـــا طـفــلا حـجـارتُـهُ | |
كانـت إلـى قلبـهِ أحلـى مــن اللُّـعَـبِ | |
اضـربْ فأعـداء ديـن الله فــي فــزعٍ | |
رغـم العتـادِ مــن الـبـارود و اليَـلَـبِ | |
اضـرب فـإن يــد الرحـمـن بطشتـهـا | |
أشـدُّ بطشـاً مـن الأرمــاح و القُـضُـبِ | |
اضرب و صوِّب نبـال الصخـر فـي شمـمٍ | |
نحـو العـدوِّ عديـمِ الأصــلِ و النـسـبِ | |
نُبْ عـن الـوف الملاييـن التـي احترقـت | |
أكبادهـا لـوعـةً مــن شــدة الـنُّـوَبِ | |
خمسون عاماً و سـاح القـدسِ فـي خطـرٍ | |
قـد دنَّستهـا جيـوش الـديْـرِ و الصُّـلُـبِ | |
خمـسـون عـامـاً و أقصـانـا منـابـرهُ | |
تدعـوا أيـا إخـوةً فـي الديـن و العصـبِ | |
هُـبُّـوا لنجدتـنـا ، ثــوروا لثـورتـنـا | |
أعطـوا حجارتنـا دعمـاً مــن الشُّـهُـبِ | |
شــارون دنَّسـنـا ، أدمــى مشاعـرنـا | |
بـاراك أمطـرنـا بالـحـرْبِ و الـحَـرَبِ | |
كـم مـن شهيـدٍ روى بالحُـبِّ مـن دمِـهِ | |
مسـرى النبـيِّ عظيـم القـدر و الحـسـبِ | |
كـم مـن عزيـزٍ أبــى طعـنـاً بعـزَّتِـهِ | |
فاهتـاج منتفضـاً كالليـث فـي الغـضـبِ | |
يـا أمـة الخيـر فـي الأقصـى ، رسالتكـم | |
قـد زيَّنـت طُــرَّةَ الأنـبـاءِ و الكـتـبِ | |
قـد طالعتهـا عـيـون الـنـاس قاطـبـةً | |
في الشرق في الغرب ، في الوديان في الهِضَبِ | |
فاستبشـري أمتـي بالنصـر فــي وطــنٍ | |
صـبَّ اليهـود بـهِ وبْـلاً مــن الـكُـرَبِ | |
عمّـا قريـبٍ يـعـود الـحـقُّ منتـصـراً | |
مهمـا استطـال زمـان الزيـف و الـكـذبِ |