| ظَلاَّمَـةٌ وَلِسَانُ حَالِكِ نَاكِـرُ |
مَا جَاءَنِي مِنْـكِ اعْتِذَارٌ عَابِرُ |
| إِنْ لَمْ تُرِيْدِي الاعْتِرَافَ بِغَضْبَةٍ |
مِنْ جَمْرِهَا رَضَعَ الْخِصَامُ الْجَائِرُ |
| فَلْتَـدَّعِي أَنِّي صَنَعْتُ خِصَامَنَا |
وَثِـقِي بِأَنِّي لادِّعَائِكِ نَاصِـرُ |
| فَأَنَا الْمُسَافِرُ عَنْكَ رَغْمَ إِقَامَتِي |
لا أَنْتِ طَـيْرٌ بِالْفُؤَادِ مُسَـافِرُ |
| وَأَنَا الْمُـبَادِرُ بِالصُّدُوْدِ تَجَنِّـياً |
لا أَنْتِ بَـيْنَ الْغِيْدِ ظَبْـيٌ نَافِـرُ |
| نَسَبِي إِلَيْكِ خِصَامَنَـا ظُلْمٌ كَمَا |
نَسَبُ الْجَمَالِ إِلَيْكِ عَدْلٌ ظَاهِرُ |
| مَا فُقْتِ أَقْدَارَ الْمِلاحِ بِحِيْلَةٍ |
فَلَكُ الْمَلاحَةِ كُلِّهَا بِكِ دَائِـرُ |
| سَمُجَ الْمِلاحُ بِحُسْنِكَ الطَّاغِي فَمَا |
حَطَبٌ لَدَيْكِ وَأَنْتِ غُصْنٌ نَاضِرُ |
| مَا بَلَّغَتْكِ ذُرَا الْمَلاحَةِ زِيْنَـةٌ |
عَيْنُ الْمَلاحَةِ أَنْتَ فِيْهَا النَّاظِـرُ |
| مَنْ نَافَسَتْكِ مِنَ الْمِلاحِ تَعَلَّمَتْ |
مِنْ غَيْظِهَا فِي الْحَقِّ كَيْفَ تُكَابِرُ |
| جَهْدُ الَّذِي يَصِفُ الْمَلاحَةَ قَوْلُهُ: |
حُسْنُ الْمَلِيْحَةِ مِثْلُ حُسْنِكِ بَاهِرُ |
| فَإِذَا مَرَرْتِ-وَلا مَرَرْتِ-بِمَحْفَلٍ |
فَالْحَفْلُ مَسْحُوْرٌ وَأَنْتِ السَّاحِرُ |
| وَإِذَا الْهَوَى قَتَـلَ الْعِبَادَ فَإِنَّـهُ |
بِالْقَتْـلِ مَأْمُوْرٌ وَأَنْتِ الآمِـرُ |
| فَابْقَى بِدَارِكِ تَحْفَظِي مُهَجَ الْوَرَى |
كَمْ فِي خُرُوْجِكِ لِلْعِبَادِ مَخَاطِرُ |
| وَلْتَسْمَحِي لِي بِالْوِصَالِ فَإِنَّـنِي |
مُنْذُ الطُّفُوْلَةِ فِي هَوَاكِ أُخَاطِـرُ |
| لَوْ كُنْتِ أَنْتِ الْمُسْتَحِيْلَ فَإِنَّـنِي |
بِكِ قَدْ جُنِنْتُ وَفِي الْجُنُوْنِ مَعَاذِرُ |
| فَارْضَى الشَّفَاعَةَ فِي بَقَايَا عَاشِقٍ |
مِنْ قَلْبِكِ الْقَاسِي عَلَيْكِ يُحَاذِرُ |