بين مبارك «ياهو» وعباس «ياهو»..
الموقع الاليكتروني المسمى «ياهو»، ومعه شركة الانترنت «ياهو»، أصبحت اليوم مظلومة بشكل ما جريرة هذا الاسم الياهوي، ذلك أنها كما يبدو سوف تستخدم مصطلحاً شائعاً متواتراً وكثيراً في منطقتنا العربية، لتحديد صنف نوع يبدو أنه متوفر بكثرة في هذه المنطقة، له صفات مؤكدة مع نسخة أصلية اسمها نتن«ياهو»، والصفات المؤكدة المرتبطة بين النسخ الهامشية هذه والنسخة الأصلية ليست من نوع الصورة المباشرة، بل هي من نوع الصورة الخادمة من جهة، ومن جهة أخرى من نوع الصور المجتهدة في تطبيق الفعل المطلوب على ذات الهدف.
على الأقل أصبح هناك اثنان لدينا من هذه النسخ فقط خلال عدة أيام، الأولى في مصر المحروسة التي صحت أمس على نسخة كربونية مهلهلة عندها، مع خطة الغزوة التي نفذها مبارك «ياهو» ضد أبناء مصر، التي قال أنه لطالما خدمها وأحبها وأراد لها التميز بين الأمم، ونسخة أخرى أصغر من هذه الأخيرة بألف ألف مرحلة، أعاد دوار المنارة في رام الله اكتشافها أيضا صبيحة أمس الأربعاء، مع غزوة أصغر بكثير نفذها عباس «ياهو»، ضد أبناء فلسطين السليبة المحتلة والتي من كثرة ما أطاح بسمعتها هذا الأخير، لم نعد نستطيع ملاحقة تراكم سجله في هذا الشأن.
أظن أن النسخة الأصلية في تل الربيع المحتلة أي نتن«ياهو»، كان الأسعد في العالم كله وهو يرى محاولتين جادتين من نسخه المشوهة، وهي تحاول اللحاق بما يفعله هو دائماً وعلى مدار اليوم، ليس طبعاً ضد قطعان مستوطنيه في فلسطين المحتلة، ولا ضد سكان فلسطين السليبة من الصهاينة المغتصبين في حيفا وتل الربيع وأسدود ما يقول عنه «شعبه»، بل قطعاً ضد أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، وضد أبناء الشعوب العربية بشكل عام، وهذا فارق جوهري بين النسخة الأصلية والنسخ الكربونية المشوهة.
ليس هذا هو الفارق الوحيد على كل حال، فالنسخة الأصلية لا يمكن لها أن تمارس البزنسة السياسية بأي شكل من الأشكال، ولن تجرؤ على استحداث ميليشيات وعصابات ومافيات لها، لا في مؤسسات كيان «الدولة»المغتصب، ولا على مستوى أحزابها أو ما تقوله عن مستزلميها، ولا حتى في محيط رجال الأعمال وتجار الكيان، ذلك أنها تدرك أن هذا ليس فقط هو المستوى الساقط من ممارسة السياسة الدولية، وليس هو فقط المستوى المنحط أخلاقيا وقيمياً، بل الأهم لأنها تدرك أن ممارسة حادثة هامشية واحدة من هذه كفيلة بإسقاطها مباشرة، وكنسها من كرسيها إلى مزبلة التاريخ السياسي، وليس عن طريق حشود مليونية ولا حشود مئوية في الميادين العامة والشوارع تواصل الليل بالنهار إن أتيح لها ذلك لتسمع صوتها الحر، بل عن طريق مانشيت واحد في صحيفة مهنية معروفة داخل كيانه.
هل انتهت الفوارق؟ طبعا لا.
فالنسخ الهامشية من فئة«ياهو»، تعمل جهدها وما أمكنها للحصول على رضى النسخة الأصلية نتن «ياهو»، وهي في الليل والنهار تحاول ألا تدع فرصة واحدة حتى «لقلق» النسخة الأصلية، لذلك فهي حريصة على نيل الرضى ونيل الدعم، وهذا الدعم يمكن أن يكون في صورة قنابل غاز خاص ودمدم متفجر ووسائل تعين النسخ الهامشية، على تركيع الشعوب المقهورة، وبمناسبة الحشود فإن النسخ الكربونية يمكنها توظيف عدة موجات تحمل صورها وترقص لها بمناسبة أو من غير مناسبة، لها وحدها على أساس أنها الخلق غير المتكرر في جنس شعبها وربما حول العالم، ولكن النسخة الأصلية نتن«ياهو» لا تستطيع حتى جمع أسرتها الخاصة للتظاهر من أجلها ولو أمام بيتها طالما هي في الخدمة العامة لكيانها.
طبعا في النسخة الأصلية نتن «ياهو»، قد لا ينام الليل لو علم بأن عضوا في كيانه الغاصب سواء في الوطن المحتل أو حول العالم، كان عرضة لاستهداف ما ومن أي نوع، أما النسخ الهامشية «ياهو»، فهي لا تنام الليل إن علمت أنها أبقت مواطناً واحداً بعيداً عن شرورها وحقدها وظلمها وغرورها، وهي ستكون أسعد عندما تعلم أن أجهزة المستأجرين عندها قد استنفذت وقتها في جعل حياة هذه الشعوب المقهورة التي فرض عليها الذل والهوان، لا لشيء فعلته سوى أنها قبلت وجود هذه النسخ الهامشية الموبوءة بينها يوما، وصدقت خداعها العضوي الذي لا تفتأ تذيعه وتصرف من قوت شعوبها على التطبيل والتهليل له.
تريدون فروق أخرى، حسنا إليكم.
نسخة نتن «ياهو» الأصلية، لا تحلم حتى مجرد الحلم أن توظف صحفيا واحداً فضلا عن أجهزة إعلام كاملة لتطبل لها ولصفاتها الخالية من أي «خدش» أو عيب، - ألا يذكرك ذلك بقول شاعر عربي،:انك قد خلقت كما تشاء؟!- وطبعا لا يمكنها أن تطلق موظفي وزاراتها ولا موظفي أوقافها فضلا عن أن تفتح السجون لمقاولات يومية وبالمياومة مع مجرمين عتاة، للانقضاض على مواطنين يعبرون سلمياً عن رأيهم في الشوارع والميادين، وبعد ذلك تدعي حب هذا الوطن وخدمته، ولا تتورع عن اتهام جماهير شعبها المنتفضة ضدها بالعمالة «للغرب ولكيان صهيون»، هل هنالك أكثر إضحاكاً من هذه الحال؟
النسخة الأصلية نتن«ياهو»، هو أيضا الوحيد في العالم الذي يبكي على مصير نسخه المشوهة المتساقطة الآفلة، طبعا هو قبل البكاء يستنفذ طاقته في دعم هذه النسخ قبل أن تهوي نهائيا، وبين وسائل دعمه بعض المستوى الخبيث في الدعاية بالقول أن هذه النسخ خطر على كيانها، وعندما ينكشف الطابق فهو يقول أنه لا يريد من أحد وزرائه التعليق على الأحداث، لكنه مستعد لارسال طائرات مثقلة بكل ما هو متيقن من أنه سيعطب ويقتل ويدمر ويشل، ويعطي فرصة لنسخه المشوهة أن تقدم للعالم مثالا واضحا في «الذلية» وفي «النذالة» معاً.
النصر المؤكد للشعوب.
وزين «ياهو»، ومبارك«ياهو»، وعباس«ياهو»، وكل بقية جملة «ياهو»، بدأت بالسقوط ولن تتوقف عجلة التاريخ، ولا يمكن لقوة في هذا الكون سوى قوة الله تعالى وحده، أن تغير مسار هذه الجملة أو توقفها، لأن ناموس الطبيعة والكون منذ خلق الله هذا العالم سائرة إلى ما قدره الله، لا تلقي بالاً لا لنتن«ياهو» ولا لنسخه البائسة الشاحبة، ولا عزاء لكا ما هو «ياهو».