
تداعيات حول الحب والوطن
تراني أحببتك يوماً...
أم أنها عقدة البشر في التفوق ام رغبتي في التخلص من حالة اليتم الأبدي جعلتني أبحث بين بقاياك عن حالة دفء
أو لأنك تشبه حالي مع الوطن عشقته حين وجدتني وحيدة رأيت فيه الملجأ والحبيب والمأوى فاكتشفت انه الحبيب الاصعب والاكثر عناداً كلما تعلقت به ازداد رفضاً وكلما سكبت مشاعري أمعن في اغترابه عني.
صدقني لا أبالغ حين أشبهكما ببعضكما لكما هوية وملامح متشابهة.
ربما أحببتك للأسباب نفسها التي يجب ان اكرهك من اجلها.
لم تكن فارسا يطلع من حلم مراهق يعبث بأفكار صبية كنت بالنسبة إلي وطن.
وكيف تقيم علاقة حبّ مع الوطن ومن طرف واحد؟!! يمكن ان يملأك لآخر قطرة لكن محال أن تملأه ..
اعترف ان صدمتي بفراقك لن تدوم اكثر من ساعات.
ربما تكون الاقسى في عمري وربما تترك جرحاً سيؤلم من حين لاخر.
لكن في ارض الهزائم اعرف كيف انقلب على نفسي واجعل من هفواتي انتصارات تساعدني لأغفر لك ذنبك الذي لم ترتكبه انما ارتكبته بكل تسلط على النفس أنا...
أنا التي نسجت من حمّى اختلافنا في الفكر والرغبات والاحلام قصة واستعذبت سردها لنفسي في سكون الليل كل ليلة وعذبت نفسي بحلم الذوبان في كل ذرة من جسدك لأدرك اني مهجرة كآلاف المهجرين أسعى وراء وطن..
أتعلم لقد خترتك في لحظة بلا معالم في لقاء لم يدم دقائق وبلا سبب منطقي اجتاحت مشاعر مجنونة عقلي فدق القلب بلا رقيب اما انت فاخترتني في نظرة استطلاع وعبث كأي رجل في اي شارع يختبر اي امرأة.
حاولت ان اصنع من انجذابي اليك انتماء وامتدت دنياي بين ذراعيك.
لكني في عينيك طبق من الحلوى تأكل منه ثم ترفضه النفس فيصبح حتى النظر اليه يسبب للمعدة ضيقاً اعترف اني قد اصبح ايقونة للذكرى تقلبها قليلاً اذا شعرت بالملل ثم ترميها.
لكني لن اكرهك لأنك كلما تمعن في تصرفاتك تصبح اكثر شبهاً ببلادي بلاد القسوة والرغبة وترتدي دائما ثوب العفة شوارعها تستل سيوف الشرف وفي كل زاوية ميتة كل شيء يُنتهك.
ماذا أتوقع ان أمحي سنين الذل على صدرك وطفولتي الراحلة.
ستزهر في حضرتك أصابعي المهترئة من كل مساحيق التنظيف ستشفى حين تلامسها يداك..
طوال عمري عرفت اننا نحن نوع من البشر نشفق على بعضنا ولكن لا نحب.
كيف نحب والحب مثلنا مقموع ومنفيّ في هذي الأرض من يوم ان طاردوه...
رحل.. ليترك للجوع وليل الغرائز الساحات آه من وطن يجتاحه الظلام وتحكمه الغرائز.