الخميس ٦ شباط (فبراير) ٢٠٢٥
بقلم زهير كمال

ترامب وغزة

(نحتاج أسبوعاً واحداً فقط لتخليصكم من اليهود ولكن نخشى أن نؤذيكم ، اخرجوا من فلسطين ثم ستعودون مظفرين سالمين).

انتشرت هذه الدعاية التي بثتها الجيوش العربية السبعة بين الفلسطينيين، ساروا مشياً على الأقدام إلى الضفة الغربية وغزة وأقرب بلد عربي مجاور.

امتد هذا الأسبوع سبعة وسبعين عاماً حتى هذه اللحظة، وما زال عداد الزمن يدور، وأبناء وأحفاد اللاجئين الأوائل في أماكن لجوئهم ينتظرون انتهاء هذا (الأسبوع) الطويل.

تكشفت مع الزمن الخديعة الكبرى التي قامت بها أجهزة المخابرات الغربية، فالعرب لم يكن لهم ناقة ولا جمل في هذا المخطط الجهنمي لإخلاء فلسطين من أهلها.

لم يلاحظ رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب عودة مئات الألوف من أهل غزة إلى شمالها رغم علمهم أن القنابل الأمريكية قد دمرته فأصبح غير صالح لحياة مرفهة مثل مار ايه لاغو، مقر سكن ترامب في فلوريدا، أوعز له قلبه الحنون أن عليه أن يبني لهؤلاء العائدين سكناً ملائماً مثل سكنه، ولكن هناك مشكلة، وجودهم يعيق هذا العمل الضخم ولهذا عليهم أن يخلو المكان لفترة مؤقتة، وأفضل مكان لذلك هو مصر والأردن وأي بلد آخر يقبلهم.

مشكلة ترامب الرئيسية أنه رجل أعمال وليس سياسياً ولهذا بخلاف السياسيين لا يستطيع إخفاء نواياه بشكل لا يستطيع فيه أصحاب النوايا الحسنة مثلنا اكتشاف الخداع والمكر والضرر الذي سيلحق بنا في وقت لاحق.

هدف ترامب الرئيسي هو ثروات النفط والغاز التي تم اكتشافها في غزة وبحرها والتي أظهرتها الأبحاث الجديدة في هذا المجال، ومن يدري ربما أقمار التجسس الأمريكية اكتشفت أكثر مما تم معرفته حتى الآن.

أتخيل محادثة جرت بين ترامب ونتنياهو بهذا الخصوص على النحو التالي:

نتنياهو: سيادة الرئيس، قمنا بهذه المهمة ودمرنا غزة من أجل هذا الموضوع وغزة هي جزء من أرض إسرائيل، فلماذا لا تتركها لنا؟

ترامب: أنتم لم تستطيعوا القيام بهذه المهمة لولا أسلحتنا وذخائرنا والمعلومات التي كنا نقدمها لكم على مدار الساعة، مبلغ المساعدات التي قدمناها لكم أضر بالاقتصاد الأمريكي فارتفعت نسبة الفائدة وارتفع التضخم وينبغي أن نعوض خسائرنا الجسيمة.

نتنياهو: ولكن يا سيادة الرئيس نحن الذين قاتلنا وخسرنا جنودنا ودباباتنا وتم تهجير مواطنينا في الشمال والجنوب.
ترامب : نعم ولهذا سنحسب لكم نسبة هامة من الدخل وسنسمح لكم بالاستيطان فيها.

نتنياهو: حسناً أنا موافق.

فرك نتنياهو يديه فرحاً، لم يكن فرحه بسبب الدخل القادم من ثروات غزة، بل لأنه ضمن وجود إسرائيل على أرض فلسطين إلى الأبد. كانت الدولة على وشك الانهيار أمام أعدائها الجسورين لولا أمريكا وبريطانيا والغرب بشكل عام.
صدق شهيد الأمة حسن نصرالله عندما قال: إن إسرائيل هذه أوهى من بيت العنكبوت.

هكذا لاحظنا أن الشاحنات التي تأتي الى غزة لا تحتوي على خيم أو بيوت متنقلة أو إمدادات طبية هامة، فالهدف دفع الفلسطينيين إلى الخروج بعد أن تصبح حياتهم جحيماً لا يطاق.

الى متى تستطيع الأمهات تحمل رؤية أطفالهن يبيتون في العراء في الأمطار الغزيرة التي تجتاح غزة والرياح الشديدة التي تعصف بهم؟

ما العمل:
قال المتنبي
وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا

وإذا كان لا بد من الخروج من غزة ، فعلى فصائل المقاومة في غزة تنظيم هجرة جماعية بمئات الألوف إلى مستعمرات غلاف غزة، هذه المستعمرات ما تزال فارغة كأنها تنتظر الفلسطينيين للعودة إلى داخل فلسطين.

مشكلة ترامب ونتنياهو وكافة اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وإسرائيل أنهم يريدون سلخ جلد الدب قبل اصطياده. وفي الحالة الفلسطينية، الدب لا يمكن اصطياده ، فقد تعلم فن البقاء على الحياة وتعلم فن التخلص من المصائد ولن يلدغ من نفس الجحر مرة أخرى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى