تَهْوي العُروشُ إذا الشُّعُوبُ تُصَمِّمُ
إلى شهداء الثورات العربية
| صُبُّوا الدماءَ عَلَى الثَّرى وتَقدَّموا | جِسرُ الولوجِ إلى الخُلودِ هوَ الدَمُ |
| دُكُّوا العروشَ كما الزجاجِ تَحَطُمًا | تَهْوي العروشُ إذا الشُّعوبُ تُصَمِّمُ |
| والتَغْزِلوا بِدَمِ الكفاحِ ملاحمًا | ثَغرُ الزَّمانِ بمَجْدِها يَتَرنَّمُ |
| فَدَمُ الشَهيدِ يظلُّ بوْصَلةَ الَّذي | دربَ التحّرُّر والبُطولةِ يرسمُ |
| ودمُ الشهيدِ وإنْ أريقَ مُقدسٌ | صَلُّوا على روحِ الشَّهيد وسلَّمُوا |
| يا وردةَ الدَّمِ الزَكيِّ تَفتَّحي | زهرًا على ثغْرِ الثَّرى يتبسَّمُ |
| هذا ربيعُ الثائرين بأرضِنَا | صَوْبَ المُنى دربُ الفِدا يترَسَّمُ |
| هَبَّت نسائمهُ تؤرِّجُ نَصْرَنا | وعروشُ مَنْ سَفَكَ الدِّمَاءَ تُحَطِّمُ |
| وطني يُعذبُني الطغاةُ بِنَارِهِمْ | ويزيدُ عِشْقُكَ في الضُّلوعِ ويُضْرَمُ |
| وإذا المَعَاصِمُ بالسَّلاسِلِ قُيِّدتْ | سيفوزُ بالنصرِ الأكيدِ المِعْصَمُ |
| هذي عروشٌ بالمَعَاصي رُصِّعَتْ | جُدرانُهَا عَنْ عارِهِم تَتَكَلَّمُ |
| قَتَلوا الشعوبَ وبالرصاصِ تطاولاً | وَعَلى الحدودِ معِ الغُزاةِ تَقزَّموا |
| ما ضَرَّهُمْ أن تُسْتَباحَ رُبوعَنَا | ونُهان هونَ الخَانِعينَ ونُلْطَمُ |
| ما ضَرَّهُمْ أنَّ الغُزاة تَطاوَلوا | والقدسُ تَرْزَحُ في القيود وتُظلمُ |
| ما هزَّهُمْ أطفالُ غزةَ يُتِّمُوا | وبيوتُهَا فوق النساءِ تُهدَّمُ |
| يا قبضةَ الثُّوارِ دُكِّي عَرْشَهُمْ | إنَّ النظامَ اذا استبدَّ سيهزَمُ |
| يا تونسُ الخضراء يا حلمَ الفدا | أنت الأعزُّ وأنتِ أنتِ الأكرمُ |
| يا تونسُ الخضراءُ يا معشوقةً | سارتْ على دَرْبِ الفِدى تَتَقدَّمُ |
| يا «بو العزيز» ويا أعزَّ روايةٍ | كُتِبتْ مآثرُها بنارٍ تُضرَمُ |
| أشعلتَ نارًا في الضُّلوعِ تَحَديًا | حتَّى العروشُ الراعشاتِ تُحَطِّمُ |
| ولناركَ الحَمراء صِرْنا نَنْتَمي | وبروحِكَ العَصْماءِ صِرنا نُقسِمُ |
| هَذي تَواريخُ الشُّعوبِ مَواعظٌ | لكنَّمَا الطَّاغونَ أنَّا يَفْهَمُوا |
| كُنَّا نَرُشُّ القمحَ فوقَ جِبالِنا | للطَّيرِ حتَّى الطَّيرَ كُنَّا نُطْعِمُ |
| واليومَ تَمْتَلئُ البِلادَ مَجاعَةً | والحاكمونَ كروشُهمْ تَتَنَعَّمُ |
| فَلأيِّ مُعتصمٍ تصيحُ سبيةٌ | ولمَنْ يُنادي جائعٌ يَتألَّمُ |
| يا شعبُ عُذْرًا فالكلامُ يَخُونَني | ما عاد يُسعفني اللسانُ ولا الفمُ |
| إني أشكِكُ في عروبةِ حاكمٍ | عن ذبحِ شعبٍ أعزلٍ لا يُحْجمُ |
| هذي تواريخُ الشُّعوبِ روايةٌ | لو يَفْقَهونَ فُصُولَهَا لَتَعَلَّمُوا |
| كَمْ مجرمٍ ظنَّ الخُلودَ مَصِيرَهُ | فَقَضى على حَبْلِ المَشَانقِ يُعْدَمُ |
| والليلُ مهما الليلُ أمعنَ ظُلْمَةً | نور الصباحِ مَعِ الصَّبَاحِ سَيَبْسُمُ |
| تَزْنونَ فِي حقِّ الشُّعوبِ جَهَارَةً | منْ يَزْنِ في حَقِّ الشُّعوبِ سَيُرْجَمُ |
| مَهْمَا صَنَعْتُمْ مِنْ تَمَاثيلٍ لَكُمْ | يومًا بأحذيةِ الشعوبِ سَتُلْطَمُ |
| صُبُّوا الدماءَ عَلَى الثَّرى وتَقدَّموا | جِسرُ الولوجِ إلى الخُلودِ هوَ الدَمُ |
| صُبُّوا الدماء القانياتِ بِعِزةٍ | وتحرروا.. وَتَمرَّدوا.. وتَفتنموا |
| مَنْ هَبَّ يروي بالنجيعِ تُرابَهُ | بجنانِ ربِّ العالمينَ يُكَرَمُ |
| ما لَمْ نُضَمِّخْ بالنَّجِـيعِ تُرابَنا | لنْ تغْمُرَ الوَطنَ المعذَّبَ أنجُمُ |
إلى شهداء الثورات العربية
