الجمعة ١٤ آذار (مارس) ٢٠١٤
بقلم نوزاد جعدان جعدان

حائطيات طالب المقعد الأخير 27

اعتاد ﺃﻟﻔﺔ ﺍﻟظﻼﻝ
ﺍﻟﺸﻤس ﺗﻮجع ﻋﻴﻨﻴﻪ
كدكتور يحافظ ﻋﻠﻰ نبض ذكرياته
كدكتاتور يمتص حليب الظلام
ﻫﻲ باقية ﻓﻲ مخيلته كبتلة ﻭﺭﺩ ﻓﻲ كتاب
ﺗﺆنسه رائحة ﻗطيع الأغنام ﺍﻟﺸﻘﺮاء
ﻋﻠﻰ تلك ﺍﻟﻀﻔﺎﻑ
بين الوهاد
تمر ﻭﺟﻮﻩ أبناء قريته طﻴﺒﺔ ك تلك ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟقديمة
بسيطة لا تعرف ﺃﻥ تبني ﺳﻮﺭﺍً
تنبح ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﻻ يرتادها ضيوف ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
ﻭﺟﻮﻩ ﺃبناء قريته كفلاح أنساه ﺟﺮﺍﺭﻩ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﻘﻞ
كأرجوحة ضائعة
كشجرة بلوط وحيدة
أبناء القرية الجوَّع كشاحنة يبتلعون الأكياس ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻓﻲ ليل المدن
وﻻ ينضج خبزهم ﻓﻲ ﻓﺮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ إنما بشفاههم ﺍﻟﺠﻮﻋﻰ
**
بلى. التراب المهذب اقتنع أن يصبح طيناً
لم يجدِ الصمت
استجدى وقاحة المطر
وحل .. وحل !
الكثير من الفساتين البيضاء تمر من هذا الطريق دون وجل
بل.. البط ما زال يسبح داخلك
وذلك القادم كسرب بجع سنقول له: جفّت بحيراتنا، ارحل أيها الوجع
بلى .. لم يكن اليوم حزيناً ولا مقلقاً
الخضراوات النتنة لم تطبخ اليوم
إذاً لنحب الحياة
أحب الحياة
أكثر من حاج تدعسه أرجل الحجاج
أحب الحياة
بلهفة فلاح يبيع محصوله المنهك
كما باع الأحذية على أرصفة المدينة
لم ينتعل خفاً يوماً
ولم يغير وجه الشارع
لم يُخف صمت الرصيف بصوت كعب الأحذية
كان المطر كسولاً ذاك العام
كثور جارنا الذي لم يحرث الأرض يوماً
سرق كل الشعير مع بعض خنازير قريتنا ورحل
بلى !
أصبح كيعسوب هزيل يمر أمام البراري
يبحث عن قطعة قش تسليه عن كل الفراشات التي تركها
أشعل حب الغاب فيه وقاحة المطر!
**
لا زالت لدينا أشرعة كثيرة
لم يتغير!
البحر هائج كرئة مدخن
وهو لا يشرب مع الغرباء
جداً أمين
لم يعرف البحر يوماً
لا فائدة
إذا ما طار الحمام في السماء
ولم تضع الخبز على السطوح
كي يعود الصباح
لا فائدة
إذا ما كان القطيع سيمفونية
لا تكتمل إلا بالراعي والكلب
ولص القرية البسيط
لا فائدة !
جميلاً كعصفور لا يخشى بندقية الصياد
ولا عراء الأشجار
يخاف أن تقع قطعة القش من منقاره الصغير
لا فائدة !
الحطّاب الذي قطع الشجرة
صنع منها كرسياً ومشنقة
على شجرة أخرى كنّا نبحث عن أرجوحة روزا
وروزا غصن من قريتنا !
عطش الكروم مؤلم
لا فائدة !
ليست الأقدام وحدها تحمل رائحة السفر
الطاولة بأربعة أقدام متاع الأعباء لم تفكر بالرحيل
لا فائدة !
أجمل من يرى الياسمين حجر ضرير
ندفاتُ الثلج لا يشعر بها إلا الشجر الكفيف
لا فائدة !
لا زالت لدينا أشرعة كثيرة وسط هذا البحر المتردد
ولي شراع قديم !
فستانكِ على حبل الغسيل


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى