داود وزوجته والقطة
داود وزوجته والقطة
عاش داود مع زوجته في بيتهما دون أولاد. قرر داود شراء قطة لتملأ عليهما أوقات الفراغ. سرّت زوجته بالقطة وأخذت ترعاها وتلاعبها. وذات ليلة قام داود وزوجته بمداعبة القطة، وسرعان ما تحولت المداعبة إلى مضايقة، فحاولت القطة الهروب من اللعب الخشن لداود وزوجته، لكنهما غالا في مضايقتها وأخذا يركلانها ويتقاذفانها كالكرة بينهما، وما أن وصلت إلى حضن داود قامت بعضه فأمسك بها وحاول خنقها لكنها أفلتت منه، فركلها نحو زوجته، فما كان من القطة إلا أن غرزت مخالبها الحادة في ذراع الزوجة، وانطلقت نحو حريتها.
الطفل والغول
نادت على الأم على ابنها الصغير عندما رأته يتجه نحو نهاية الحارة:
اياك بنيّ، لا تقترب من الجدار كثيرا في نهاية الحارة.. احترس الغول، سوف يقتلك.
أجابها ابنها بلهجة الصغار وثقة الكبار:
لا تخافي يا أمي، ابنك صار عنده عضل، إذا إجا الغول بدي أبطحه.
كتمت الأم ضحكتها، وأردفت تخاطب ابنها:
الغول غدار يا ابني وكبير، من أين لك أن تبطحه؟
أجاب الابن ثانية:
لقد كبرت أنا أيضا يا أمي وصرت قويا، ولم أعد أخاف الغول.
وأكمل الابن طريقه بخطوات واثقة، بينما أخذت الأم تتلو الدعاء راجية الله أن يحمي ابنها ويبعد عنه أولاد الحرام ويمنع عنه أي شرّ ممكن.
يجوز الوجهان
فاجأني بسؤاله:
هل تذكر قصة "الملك الحكيم" لجبران؟
أجبته وأنا في حيرة من أمري:
بالتأكيد، منذ أن درسناها في المرحلة الثانوية وأنا أحفظها جيدا.
فأردف قائلا:
تروي القصة أن الملك انجرّ وراء الناس وشرب من الماء المسحور.
صحيح هذا ما أذكره، إلا إذا كنت تقصد قصة أخرى.
لم يلتفت لملاحظتي، تابع كلامه، وبدا لي أنه واثق من كلمة يقولها:
عجبا، كنت أظن أن القصة تروي عن الملك الذي شرب أولا من الماء المسحور، وتبعه شعبه في ذلك.
فأجبته بلهجة ساخرة وأنا أجاريه:
يا صديقي.. يجوز الوجهان!